جاء صوتها ينتفض
فكاد قلبي ينخلع من بين أضلعي ...
((ناديا الجيش بلش فينا راح نلحق حمص))
وغاب صوتها ...
حاولت الاتصال بها ولكن لا جدوى فـــ هاتفها
خارج التغطية تماما
كــ نخوتنا ..كــ دمائنا التي باتت أبرد من الثلوج التي غطت
أرض الشام...
حتى الثلوج كانت عليهم أدفأ منا !!!...
شعرت أني أختنق ...
بكيت بملء اشمئزازي من الموقف العربي
إزاء ما يحدث...
تبا ما بال العرب أموات ٌلا يفقهون؟؟؟؟..
تبا لي أنا فــ ما الجديد هنا؟؟؟؟
((أدلب )) هي نهر الدم القادم...
هي الضحية القادمة لكونها عربية تنتمي
لعرب لا يستحون...
حين تقع عيناي - ذات
لحظة مرور عابر بغرفة والدتي -
على صورة - لجزء من جسدنا العربي المستباح - تبثها القنوات العربية عبر نشرات أخبارها
المُعدة مسبقا ... لا أستطيع أن أصدق ما أرى ؟؟ أيعقل أن هذه شوارع الشام
وحواريها؟؟؟
أحقا هي ذات الأماكن التي يوما رسمناها
بأعيننا؟؟ ذات الشوارع التي نقشناها بخطواتنا؟؟
وأصلي وأدعو أن لا تحمل لي كاميرا
مراسلينا البواسل صورة من أحبهم موقعة بختم الخيانة الذي زورناه وسميناه شهادة !!...
كيف نقتلهم ونعزي أنفسنا بأنهم
شهداء؟؟!!!
قلت لكم نشرات اخبارية عربية مُعدة
مسبقا..
نعم هي كذلك فعلا ,,,
أوليس ما نراه اليوم في الشام الحبيبة هو ذات ما رأيناه بالأمس في العراق الأبية ونراه
منذ عهود في فلسطين الثكلى؟؟؟
وهو ذاته ما سنراه غدا في أرملة عربية
جديدة...
آهٍ يا نزار ليتك هنا لتعلم اجابة سؤالك
((ما للعروبة تبدو مثل أرملةٍ؟؟أليس في
كتب التاريخ أفراحُ؟؟))
لا سيدي كتب التاريخ لا تحوي
أفراح...لغتنا لا تترجم الفرح ..
نزار نحن شعوب لا نجيد الزغاريد إلا
لشهدائنا؟؟!!!
نحن القتلة الذين نقتلهم ونشيع جنازاتهم
سيدي!!!
نزار لن تخلع العروبة أبدا حدادها طالما
ينتمي لها من لا يفهم حقيقة ما يجري حوله...
أحقا لا نفهم؟؟أم لا نريد أن نفهم؟؟؟
تبا لغبائنا نحن العرب ...
كيف حتى اللحظة لا نفهم أن ما يحدث لنا بأيدينا هو ضدنا وحدنا؟؟؟
كيف لا ندرك أننا نقدم أوطاننا على أطباق من دمائنا لعدو يتربع على عرش غبائنا ساخرا منا؟؟؟
متى يا عرب تكون يقظتكم؟؟؟
متى تستوعبون أن //فرق تسد// هي سياستهم التي تنفذونها لهم
بمنتهى الغباء منكم؟؟؟؟
شعوب تُسقِطُ حكامها ...
يفرحون بأنهم تخلصوا من ذاك الحاكم ؟!!
ألا تعقلون ؟؟؟
ذاك العدو يعلم أنه لو فكر للحظة أن يسقط حاكمكم الطاغية ((على
رأيكم )) لما سكتم عليه بل على العكس سوف
تنتصرون لحاكمكم ضد من يحاول المساس به من باب
((أنا وابن عمي ع الغريب )) لذا
جعلكم أنتم من تنزعونه بأيديكم لأنه يعلم يقينا أن لحظة يسقط الحاكم سيسقط شعبه ..
جعلكم تنفذون سياسية ((انا واخوي ع ابن
عمي )) وللأسف كان له ما يريد وأبدا لن
يكون لكم ما تريدون ..
يا عرب متى تستخدمون عقولكم؟؟؟
متى تتعلمون من التاريخ؟؟؟
أم أن التاريخ سيبقى بالنسبة لكم مجرد
مادة تُدرس في مناهجكم العقيمة وليته أصلا يُدرس كما هو فعلا دون تحريف وتضليل ؟؟..
علمونا أهالينا فيما مضى
((أنا وأخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي
على الغريب ))
ونحن نعلم أبنائنا
((أنا وأخوي وابن عمي لعيون الغريب ))
يا إلهي حتى متى سنظل نعيد الأخطاء ذاتها ؟؟
وحتى متى ستبقى الغشاوة على أعيننا؟؟؟
والأهم حتى متى سنبقى عرب بلا عروبة ؟؟؟
يا شام سامحينا
ولا تعتبي
فلستِ أول ضحية لعروبتنا
قبلكِ خذلنا الكثير يا صغيرتي
يا شام
لا تنتظري منا فزعة
فلو كان بنا خير لما بقيت القدس حتى اليوم تنتحب...
لكي الله يا غالية
ولنا عروبتنا الملطخة بنا ...
لا تعتقدون أني أقل منكم عروبة
فــ أنا أيضا سأظل كلما سقط شهيد أزغرد
له!!
وكلما ترمل وطن عربي أزغرد له!!!
ومثلكم سأظل أدعو بأن يرحمهم الله
أوليس الدعاء فقط ما نقوى عليه؟؟!!!!
ومثلكم أنا عروبتي ثائرة !! لذا سأنهي هذه الثرثرة وأعد فنجان قهوة لأستمتع
به على أنغام موسيقى أحبها كي لا أسمع دوي
أفكاري المرهق !!..
مثلكم أنا عربية أصيلة
لن أفكر بأبعد من لحظتي!!
لن أهتم بمخططات أعلم ما ترمي إليه!!!
لن أزعج نفسي بالحزن على أهل الشام خارج
ساعات نشرات الأخبار !!!
مثلكم أنا عربية لن أذكر من يومي إلا ما
قد أبكيه غدا...
عذرا يا سادة لأني لم أعبر عني كما أريد
عذرا لأني بت مشروخة اللغة
مزعزعة الفكر فقد مللت الكتابة فعلا
مللت البكاء فوق رؤوس الأموات
مللت مني لذا أعتذر منكم
ناديا الشراري
الأحد 11 مارس 2012م
12:55 ص