الكتب
مثل الأدوية تؤخذ لسبب وبمقدار معين
لا
يمكننا تناول الكتب عشوائيا
كتاب
غلط كفيل بقتلك بجرعة مفرطة من الوعي
الوعي
هنا يختلف باختلاف النقص الموجود لديك
قد
يكون وعي اجتماعي او عاطفي او نفسي او أيا كان
كذلك
الأفلام لا تختلف عن الكتب أبدا
ينبغي
لك ان تختار بدقة ما يناسب وضعك النفسي والعصبي وبالتأكيد الحالة المزاجية التي
تعيشها وقتها
تخيل
أن تكون وحيدا وتقرأ أو تشاهد قصة تحكي عن الأجواء العائلية الدافئة أو العلاقات
العاطفية المكتملة بكل مقاييس السعادة والنجاح
هكذا
موقف أنت في غنى عن التعامل معه يا صديقي
أذكر
قبل كم سنة كنت في أسوء مراحل الانهيار النفسي والعصبي وقتها بدأت بقراءة رواية
مئة عام من العزلة
ضايقتني
جدا فلم أكملها وتوجهت للانغماس برواية طوق الياسمين لأجدني أبحث عن أسرع الطرق للموت
لم أمت
لكنني قضيت في انهياراتي وقت أطول مما كنت أرجو للنهوض مجددا
تلك
الاختيارات كانت فعلا عشوائية
تعلمت
من وقتها أن لا أسير في حقل ألغام فكري
اليوم
شاهدت فيلم ممنوع التعاطي مع نوعيته في هذه الفترة من حياتي المضطربة
نسيت
ما تعلمته للأسف ولمدة ساعتين كنت خارج حدود كل شيء
كنت في
عالم ما عدت أذكر ملامحه
انتهى
الفيلم وابتدأت الأعراض الجانبية له
برودة
في القلب
صداع
في المشاعر
رجفة
فكرية
خفقان
ذهني
لا بأس
كل الأعراض ستتلاشى لاحقا
شيء
واحد سيبقى
شيء لا
أعرفه لكنني أعرف أنني أفتقده
أعرف
أن افتقادي له هو سبب كل هذا الوجع الذي ينهش روحي وجسدي
شيء
يشبه انقباضه في الصدر مفاجئة بلا سبب معلوم وواضح
ضيق في
التنفس يستجدي انفاس النجاة
شيء
أعرف جيدا أني أبحث عنه منذ سنوات
انتظره
منذ سنوات
وما
زلت
لا
أريد أن أموت قبل أن أجده
ناديا