الخميس، أكتوبر 31، 2024

إمرأة موبوءة بالحنين

 

أيهما أخف وجعا

التواصل الذي لا يروي شوقا؟

أم الفراق الذي لا يوقف نزفا؟

كلاهما جحيم لا يرحم

سنوات و أنا أجاهد نفسي

كل درب يبعدني عنك كان وجهتي

كل زمن يفصلني عنك كان غايتي

سنوات احترفت الهروب منك ومني

وها أنا أمامك

كم قاومت عطش روحي لصوتك

كم تحايلت على حنين قلبي لرؤيتك

لحظات من الهزيمة عشتها

كنت أضعف من الاستمرار في المقاومة

ويسقط صوتك في دمي نارا لا نجاة لي منها

وتخطفني أنفاسك من واقع لا أطيق الاعتراف به لأنه يرفضك

وأذهب معك لأقصى حدود الوجود

وأبكي

لا يصلك صوت بكائي

لا أريد أن أغادرك من جديد

لا أريدني دونك

ويغيب صوتك من جديد

و أغيب أنا

هل أخبرتك أني منذ غيابك و أنا لا أجدني؟

لماذا ضعفت؟

لماذا ارتشفت صوتك ؟

ماذا أفعل الآن وقد عدت أتعرف علي بك؟

كيف أعود أجهلني من جديد؟

ماذا فعلت بي؟

لماذا تركتني من جديد؟

وتصلني منك رسالة

وأحلق في فضاء وهمي من السعادة

وأرد على رسالتك

وأحدق في هاتفي أنتظر حرفك

ويحرقني الانتظار

وتنهشني التساؤلات

ماذا تفعلين؟

من أنتي؟

و أبكي

و أصرخ

تبا لكل المحاذير

تبا لكل القيود

تعبت

لا رغبة لي بمواصلة الهروب

لا طاقة لي على ذلك

تعبت من الحنين

من الحزن

من الوحدة

من الضياع

تعبت مني دونك أنت

لم أعرفني يوما إلا بك

كنت هويتي

وطني

كنت أنا

وأعلن تمردي

و أعلن ثورتي

ضد كل ما يحرمني منك

ضد كل ما يقف بيني وبينك

ويعصف الخوف بي

وتتقاذفني الحقائق

وأقف وجها لوجه مع الواقع

للواقع رأي آخر

في الواقع هناك أطراف أخرى

أطراف لا ذنب لها إلا أنها في علاقة مع امرأة موبوءة بالحنين

و أنا؟

ماذا عني؟

أنا المرأة التي وهبت دون حدود

و ما أخذت شيئا

و ما انتظرت لعطائها مقابل

و أعود أبكي بجنون

و تعود كلماتك ترجمني

((أنا أريدك، عودي لي لم أعد أحتمل بعدك عني))

و أمسك هاتفي

أريد أن أتصل بك

أن أخبرك أني مثلك لا وجود لي إلا بك

أريد أن أشكو لك

روحي خاوية

قلبي بارد

جسدي متبلد

مشاعري مبتورة

أريد أن أعترف لك

حاولت أن أنساك

أن أنسى ملامح وجهك

لمسة يدك

حرارة جسدك

رائحتك

دخان سجائرك

ضحكتك

عيناك

أريد أن أطلب منك المغفرة

أصبحت أما لطفل ليس منك

أصبحت نبضا لقلب ليس قلبك

أصبحت امرأة لرجل سواك

وألقي بهاتفي بعيدا

لا يمكنني البوح بكل هذا لك

البوح قرار

وأنا لا أملك قرار

لكنني أملك أن أحبك ما بقي لي من عمر

أن أشتاق إليك في كل لحظة ستكون

وسيكون حرماني منك عقابا لخطيئة لم أرتكبها

وحدي سأبقى

لا معهم

ولا معك

وحدي بين هذه الجدران المسكونة بتفاصيلي الوحشية

سيضاف لوجعي وجع جديد

أشد قسوة

وجع التساؤلات

ماذا أفعل؟

أأكمل معك طريق اللاعودة؟

طريق الحياة التي أشتهيها؟

أو أعود للهروب منا ؟

لأضمن نجاتهم من عواقب انتمائي لك؟

أي بوابة جحيم فتحتها اليوم؟

ماذا أفعل لأنجو؟

 

ناديا

31 أكتوبر 2024م