وها هو نوفمبر يستعد راحلا
وككل رحيل
أجلس أنا حيث أكون دائما
على مفترق زمن لا معالم له
أجلس بصمت أورثني إياه الخذلان
وشجاعة أكسبني إياها الفقد
أتأملهم وهم يحزمون أمتعتهم
ويحصون غنائمهم مني
لا أذكر أني كنت بخيلة مع أحدهم
جميعهم غادروني بكم لا يستهان به مني
هذه السنة يعتبر أكتوبر حتى الآن ذو الحظ الأوفر بينهم
فقد رحل وحقائبه متخمة بالغنائم
رحل بستة من الأحبة
ولم أنسى وأنا أشيعه أن أشكره
فقد ترك لي فجوةٌ تتقد في روحي
سيضمن لي اشتعالها النجاة من صقيع الهدوء!!!!
محصول نوفمبر حتى هذا الحرف لا بأس به....
بينما كنت أتجاهله بقراءة الرواية التي بين يدي
رواية (مائة عام من العزلة) لـ غابرييل غارسيا ماركيز
كان هو منهمكا في إغلاق حقائبه
توقف فجأة
يبدو أن كثرة الأمتعة أرهقته جدا
رمقني بابتسامة صفراء
لم أعره اهتمام وتابعت قراءتي
جميعهم يتبعون ذات الطريقة
طوال فترة إقامتهم لدي يستنزفونني حتى آخر قطرة أمل
لا أملك منعهم
إكرام الضيف واجب
تغضبهم جدا عاداتي العربية
كرم الضيافة يستفزهم
عندما لا يتبقى على رحيلهم سوى أيام تعد على أصابع اليد الواحدة
يبدءون مرحلة مختلفة
مرحلة استنزاف يائسة
هذه المرة يستنزفون أنفسهم؟؟!!!
كنت أعتقد طوال هذه السنوات
أنهم يحلون ضيوفا علي
كم كنت ساذجة
لأني اكتشفت أخيرا أنهم قتلة مأجورين!!!
لذا يكونون دائما في نهاية وقتهم لدي
ثائرين
فكل واحد منهم جاءني بوعد أن يعود بي!!!
وكلهم عادوا مفلسين بتوفيق من الله....
بعد أن فهمت إستراتيجيتهم
و أبعاد خططهم
أصبحت أتقن اللعب معهم
عند وصول أحدهم
يقتحم المكان بعنف
خطواته مؤلمة
أنفاسه حارقة
أنامله السوداء تتسلل إلى كل تفاصيلي
صخب ضحكاته يؤرق ليلي
على ذات المنوال يستمر طوال الوقت المحدد له
وبين محاولاته المستميتة لزعزعت ثباتي
واختراق جدار الصمت لدي
وبين إصراري على تجاهله
وتحطيم آماله
يكون الرحيل بخفي حنين مصيره المحتوم
بينما أبقى أنا
بين صفحات كتاب
وفنجان قهوة
وصمت الموقن بشرعية حقوقه
أودع
وأستقبل
وبين راحل منهم
وقادم منهم
حكاية ترويها صفحات الأيااااااااام......
حكاية لا تنتهي....
ناديا
25 نوفمبر 2010م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق