كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشر مساء
لم يسبق لي أن غادرت منزلي في مثل هذا الوقت
لكن في هذه اللحظة لا قدرة لدي لتقييد تصرفاتي ضمن المنطق
لم أكن قادرة على وزن الأمور كالعادة في ميزان الصواب والخطأ
أريد فقط أن أتنفس
القيت بجسدي المضطرب داخل السيارة
اللحظات التي استغرقها باب الكراج ليرتفع كانت كافية لتفاقم اختناقي
طرت بالسيارة
لم اكلف نفسي عناء الاطمئنان أن البوابة انغلقت خلفي
لا أقصد وجهة معينة
فقط أريد أن أتحرك
خرجت من الحي
من المدينة نفسها
إلى أين تمضين؟
لا أعلم
ماذا لو أغمضت عيناي للحظات
ماذا لو حررت مقود السيارة من يدي
أريد أن أتنفس
فقط أريد أن أتنفس
كم من الوقت مضى
لا يهم
عدت إلى المنزل
هذه المرة رأيت البوابة وهي تنغلق على عالمي الذي لا يتعرف علي
بقيت لوقت بلا هوية داخل السيارة
ضجيج يقلق روحي
ضجيج لا يرعب سواي
ماذا تريدين؟
كم احقد علي
كم اكرهني
لما أعجز عن الحياة بشكل طبيعي كغيري
لما أنا بهذه البشاعة
رحت أتأمل منزلي من الخارج
كل حجر فيه شهدت لحظة استقراره على هذه الأرض
كل تفصيلة من تفاصيل هذا المنزل أنا من اوجدتها
هذه الجدران
هذه الأبواب
النوافذ
الحديقة الجميلة
كل شيء هنا أنا منحته وجوده
فلما انا لست هنا؟
اختنق
اريد ان اتنفس
يوما سأندم أني عجزت عن الاستمتاع بكل ما لدي
اعلم هذا
الآن لا استطيع الاستمتاع بشيء
أريد لكنني لا أعرف كيف وانا اختنق بهذه الوحشية
طويلة هي الحياة التي عشتها
ليس بعدد سنواتها
بل بأحداثها
يا الهي كم عشت
جررت جسدي إلى الداخل
رحت ابحث عنك بين اكوام رسائلك
علني اتنفس حين أغرق نفسي داخل احرفك
ومضيت اقبل احرفك بروحي
وحدها رسائلك قيدي الذي يربطني بهذا العالم
و اسمع صوتك يوبخني
لا تنتظري المفقود
انعمي بالموجود
أشعر بغضبك الصامت من هزيمتي
اتجاهله واكمل قهوتي
واتساءل اتراك ما زلت مخلصا لقهوة منتصف الليل؟
اكمل قهوتي واثرثر عليك بحماقاتي
وافاجئك بنوبات بكائي الهستيرية
لكن لا شيء يخرجك من صومعة صمتك
واعتنق الصمت محبة لك
واحمل ما بقي مني القيه على سرير بارد كبرودة قلبك
غدا أستأنف محاولات النجاة من الاختناق القهري
سأحاول الاستمتاع بالموجود
سأحاول عدم انتظار المفقود
سأحاول أن أعيش
تسويف كلها حياتي
ناديا
لله درك ي اجمل من عرفت لكن للامل بقية كوني بخير لأجلي
ردحذفسيكون للأمل بقية
حذفسأكون بخير
قلت لك حياتي تسويف أبدي يا صديقي