الخميس، ديسمبر 09، 2010

كن ما شئت..إلا غائبٌ عني





عدت من جديد من حيث لم أنتهي ..ولن أنتهي يوما
 النوم يخاصمني
الأفكار تستفزني
الغضب يسري في أوردتي
وبرغم كم المثيرات المحيطة بي
والمتأججة داخلي
إلا أن الصمت يكسوني ؟؟!!
لا رغبة لي بالتفاعل مع العالم الخارجي
اللا مبالاة هذه الأيام طابع يميزني
جميعهم يستغربون هدوئي التام
ليتهم يعلمون ما أعلم
لأدركوا حينها فظاعة الضجيج الذي يملأني؟؟!!!
ولأن ((اللي يزيد عن حده ينقلب ضده))
كما تردد أمي دائما
فمن الطبيعي أن يكون الصمت حاضرٌ وبقوة....


الصمت
ها أنا أعتنق ما جاهدتك يوما للكفر به!!!
أتدري يا أنت
كم كرهت صمتك؟؟
كم تذمرت من قسوته؟؟
الآن أتوسلك الصمت شرط أن تعود
فحضورك الصامت بكل عذاباته
أرحم من غيابك الصارخ ألما...

كن صامتا حد الخشوع ...
كن باردا حد الإلحاد...
كن رافضا حد الموت...
كن لا مباليا...
كن متجاهلا...
كن ظالما...
كن ما شئت...
كن كل ما تريد أن تكون...
فقط لا تكون غائبٌ ذات يوم....

ناديا
الخميس 9 ديسمبر 2010م
الثالثة وخمس وأربعون دقيقة فجرا



الأحد، ديسمبر 05، 2010

أما آن لصمتك أن يصرخ؟؟؟





أما آن لصمتك أن يصرخ؟؟؟


((الصمت رسالة أبلغ من الكلام))
((إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب))
((ربما نندم على الكلام ولكن لن نندم على الصمت))

الصمت
الصمت
الصمت

إلى متى ستظل هذه المفردة لعنة تلاحقني؟؟
إلى متى سأبرر كل هذا الكم من تجاهلك لي بولائك للصمت؟؟
إلى متى ستطيق صمتك؟؟
وإلى أي جحيم سيقذفني هذا الصمت؟؟؟



يا أنت
أنا لست ملاكا لأهيم بقدسية صمتك
لأبجل معك عظمة الصمت
ما أنا إلا بشر
كم من مشاعر وأحاسيس وانفعالات
بشر لا طاقة له بما لا يقوى
فلما تحملني ما لا أطيقه؟؟
لما تنسب لي ما لا ينتمي إلي؟؟
ولما تسلبني ما هو حق مشروع لي؟؟

أيام..وأيام من العمر احتضرت على أعتابك
كلمات ..و كلمات من لغتي انتحرت بين يديك
نبضات قلبي
نزف أوردتي
لهفة روحي
أما أغراك شيءٌ من عذاباتي بالتخلي عن ذاك الصمت المميت؟؟؟
أما أرضت أوجاعي غرورك؟؟

يا أنت
يا أيها الصامت أبدا
أخبرني..ما الذي قد يجعلك تغادر صومعة صمتك للحظة؟؟
لحظة فقط ترى فيها أي جريمة اقترفها صمتك المبجل
أخبرني..أي صوت يمكنه اختراق جدران صمتك المنيعة؟؟
عل قلبك حينها يلتقط آخر أنفاسي المستغيثة بك


يا سيدي

تعبت من الجلوس في قاعة الانتظار..
أنصت للحظة تردد فيها جدران الزمان صدى صوتك
عندما تهمس باسمي معلنا
((ها أنا أخيرا رأيتكِ))
والله مللت هذا الدور الذي أؤديه فقط لأجلك
دور البطولة في رواية
العشق الصامت!!!
لعنة الله على أدوار البطولة


يا أنت
يا من يستلذ بشقائي
ليتك تعلم كم من مرة أسرعت فيها إليك
تحثني أشواقي للارتواء منك
كل خطوة تحملني إليك تزيدني إصرارا للإطاحة بعرش صمتك
كل نبضة قلب تصرخ لن يقف الصمت بيني وبينك
كل نفسٍ يغادر صدري يقسم أن حبي لك أقوى من طغيان الصمت
وبيقين عاشقة تهيم بك
أقف ببابك
سأضع للصمت حد
سيموت الآن بصراخي
لكن يدي تأبى الطرق على أبوابك!!!
ليس الخوف من صمتك الظالم ما يقيد يدي
بل خوفي من أن أحرمك مما تحب؟!!!
أرأيت يا أنت
كم أحبك
أحبك لدرجة أني أرفض المساس بصمتك
من فرط حبي لك أحببت قاتلي

وأعود
تكلل الخيبة خطواتي
تستوطن الأحزان روحي
ويفر من بين أناملي يوم آخر
وتسجل أنت في محضر الغياب يوم آخر
وبين يوم مني ينهبه صمتك
ويوم منك للصمت يُهدى
تموت الحكاية
حكاية إمرأة أحبت راهب الصمت


أتدري يا سيدي

ما عاد الحديث يغريني
لا أخفيك سرا
نعم بدأت أعلن يأسي أمام صمتك
دفاعاتي لا تقوى على التصدي لجيوش صمتك القاهرة
لا أملك أمام عظيم ولائك لصمتك القاسي
سوى أن ألوذ بزاوية صمت تليق بي
لا تعتقد أنني أداويها بالتي كانت هي الداء
لا وحق عيناك
كل ما في الأمر يا سيدي
أنني أيقنت بأنك لن تنكث عهدا للصمت قطعته
لن تخونه لأجلي؟؟!!!
مع أني تبرأت مني لأجلك
ربما لا تجد في عشقي ما يستحق التضحية بوفائك
ربما لا يليق قلبي بأن يكون لك وطن
كما كان وسيظل الصمت وطنك

يا سيدي

لن أعاود التحرش بصمتك
لن أشن هجوما على قهره
لن أخرج في مظاهرات تندد بظلمه
لن أنادي بعد اليوم بالمساواة بين القلوب
ولن أطالب بحقوق الأشواق واللهفة
ولن أشجب تجاهلك لموتي
لن أستنكر تطبيعك مع عدوي
لن أستجديك حقي

يا سيدي

((ما لا تعطيه بطيب خاطر...لن أأخذه بكف القوة وإن استطعت))

سأكون هناك
في تلك الزاوية المعتمة
سأقتات ببقايا عشقك
ليقتات صمتك ببقايا روحي
سترضى؟؟
ربما يرضيك أن تقدمني قربانا لآلهة الصمت...


يا سيدي

لا تخـــــــــف

ستبقى في صومعتك
وسأظل مصلوبة على أبوابك
فهنيئا للصمت
وعزائي لنا



يا راهب الصمت

أنا لك عاشقة
وأنت للصمت عاشق
فهيهات أن نلتقي ذات يوم


ناديا
5 ديسمبر 2010م
الثالثة فجرا من يوم الأحد