الأربعاء، سبتمبر 25، 2019

شهر في حياتي


السابعة إلا عشر دقائق صباحا
حسنا
مضى شهر وأنا في هذا التوقيت تحديدا أسمع صوت تكسر أغصان شجرة بائسة تحت قدمي
اليوم كانت خطواتي صامتة
أحدهم عبث بفوضوية الشارع المؤدي من بيتي إلى مدرستي
لدرجة أني شككت للحظة بطريقي؟!!
رفعت عيني أستطلع مساري لأني اعتدت دوما النظر لأسفل كون طريقي يمر بمدرسة للأولاد وسيارة دوريات أو سيارتين على ما أظن
كانت الطريق ذاتها لكنها بلا أغصان ميتة
تبا
كنت أحب ذاك الصوت ,,
هل أخبرتك أنه شهر؟؟
شهر من الزمن تغير فيه بالنسبة لي زمن بأكمله
خلال هذا الشهر كنت وحدي وسأبقى حتى يجيء شهر لا أكون
عدت من جديد للسكن في منزل لا يحتوي سواي
أصبحت لا أرى صغيري الحبيب إلا كل نهاية أسبوع
خلال اليوم لدي وقت لا نهاية له
في كثير من الأحيان أشعر أن يومي أطول من يوم أي كائن حي
في الصباح أغادر هذه الشقة الصغيرة التي بدأت أتقبلها إلى مدرستي ,,
علوم,,رياضيات,,رياضيات,,علوم,, هكذا أفترس يومي العملي
نصابي مكتمل ,, لكن خلال اليوم الدراسي يكون لدي بعض الحصص الفارغة ,, لذا أسارع لأخذ أي فصل لا معلمة لديه,,
لا شيء أبشع من الفراغ في ساعات العمل ..
هل حدثتك مسبقا عن مكتبي الصغير في غرفة المختبر؟
اعتدت دوما في كل مدرسة عملت بها أن لا يكون لي أي ارتباط بأي شكل من الأشكال بغرفة المعلمات ,, تجنبا لعري أفكاري المشوهة أمامهن..
لذا كنت أينما حللت أصنع ركن خاص بي في معمل العلوم,,
لا ألتقيه إلا عابرة  لتبديل كتاب بآخر أو  لتعبئة فنجان قهوة ,, قلت لك لا أترك للفراغ باب يوصله إلي خلال عملي..
وينتهي اليوم الدراسي
ومثلما جئت أعود
ذات الطريق لكن الزحام لحظتها يبلغ ذروته
وشمس الظهيرة أقسى من أن تطيق عبورك تحت أشعتها..
ما أجمل لحظة ينغلق باب البيت خلفي على كل الضجيج الذي يلوثني كلما عبرته,,
كثير هو الوقت
أكثر من قدرتي على استيعابه
أحاول تقليله بقراءة كتاب ,, بالاستماع إلى أغنية في بعض الأحيان أستغربني لفرط تفاهتها!!
بعض التفاهات لا ضرر منه خاصة في وضع لا تحسد عليه كوضعي ..
أشتاق لصغيري الحبيب كثيرا غير أني أجاهد أشواقي وحنيني إليه كي أتمكن من الحياة,, هذه أصبحت حياتي لا مهرب لي منها،، أحتاج كل قواي وقدراتي حتى أكملها و أمضي بها بأقل قدر من الخسائر على أي صعيد كان,,عاطفيا ،، جسديا،، عقليا ,, وحتى ماديا..
أفتقدك كثيرا
بحجم وجعي ووحدتي وغربتي التي أعيشها رغم أني في أحضان وطني الحبيب
علمت يا صديقي بعد كل هذا العمر أن الغربة تسكنني حيثما وجدت,,
هناك في الأردن ,, بلد زوجي و صغيري ,, هناك غربة
وهنا في السعودية,, وطني الغالي,, هنا غربة..
الغربة بي يا صديقي لا حولي
لم يفارقني هذا الاغتراب إلا حين كنت أعرفك
أعني حين كنت أكتب إليك
فأنا يوما ما عرفتك لكنك المجهول الذي منحني هوية لا غربة تلغيها..
كم أشتاق لك
لأحاديثنا التي لا تملها روحي
لرسائلك التي تغرقني في تناقضات لا تنتهي
كم أشتاق لــــ أنا بك ,, بأحرفك الأكثر حياة من كلمات تسقط على مسمعي في واقعي الموبوء لولا أنت..
أتعلم أني ما زلت أبعث برسائلي إليك؟؟
لكنها لا تصل ..
ثمان سنوات ,, و ما زالت لا تصل
لا تستغرب ,, هي ثمان سنوات
أأضحك ؟؟
أم أبكي؟؟
أحقا غبت كل هذا العمر؟؟
يتهيأ لك ,,
لم تغب ,,
هنا أنت ,, حيث أنا ,,
أتراك تذكرني؟؟؟؟
لا تنتقد خربشتي هذه الليلة
تذكر غربتي وستغفر
هذه الليلة بي من الحزن الكثير
وأنت أعلم الناس بثرثرة الحزن ..

كن بخير
ناديا
25 سبتمبر 2019
7:13م