الجمعة، أغسطس 24، 2012

إلى رجل لن أتوقعه


//طوبى لمن لا يتوقع شيء.. فإن ظنه لن يخيب أبدا//
هكذا قال الكسندر بوب ذات سخرية عرفت عنه
ترى ما الذي لم يتوقعه ولم يخيب ظنه لحظتها؟؟؟
أما أنا فما عدت أتوقع شيء منذ رحيلك مني وعني
فمثلا أنا لا أتوقع مفاجأة حضورك  إلي
لا أتوقع نهاية انتظاري لك
لا أتوقع صحوة ذكرى بك
لا أتوقع استقامة العدل لديك
لا أتوقع شكواي وتذمري منك
وأبدا لا أتوقع ردا منك لأني أصلا لا أتوقع أنك تقرأني....

يا أنت
ساعات ونعود جميعا للضياع منا في زحمة العمل
فهل أنت مستعدا لتضيع منك؟؟؟
أما أنا فلا أحد أكثر مني توقا لهذا الضياع...
ضياع ينقذني من جحيم انتظارك ...
سوف  نعود لعملنا ونغوص في أعماق متطلباته ونتوه في مداه اللا متناهي ...
سنغرق فيه رافضين أي طوق نجاة ينتشلنا منه...
نجاتنا منه تعني نهايتنا بنا...
ليتنا لا ننجو أبداااااا....

يا أنت
لا جديد يذكر
ولا جديد منتظر
فالوضع كما هو
كل شيء عالق حتى اشعار آخر
الفرح
الراحة
الاستقرار
العائلة
الأمومة
كلها حقوق ممنوعة من الصرف
كل شيء مؤجل حتى اشعار آخر
الحلم
اليقظة
الهدوء
كلها أجنة  ميتة في رحمي
أجنة لا تكتمل
ولا تُجهض..!!!
حتى أنت
ما زلت عالق ومؤجل حتى اشعار آخر
ما زلت كأجنتي الميتة داخلي
سأموت مسمومة بك وبهم
سأموت وكل الأشياء حولي مؤجلة وعالقة
فمن المتهم هنا بقتلي؟؟؟
أنت ؟؟
أم أنا؟؟
أم حياة سلبتني الحياة..؟؟؟
لا أتوقع أن تنسب جريمة قتلي لأحد...
أرأيت أني ما زلت متمسكة برأي الكسندر ؟؟؟

يا أنت
غدا يوم جديد
أما زلت تفرح بالجديد؟؟؟
أما أنا فلا ...
منذ رحيلك تعلمت أن لا أفرح...
فالفرح بعدك خيانة وأنت لا تغفر الخيانة...
حقا ؟؟
إذن فكيف تجاوزت خيانتك لي ؟؟؟
أتراك تعاقب ذاتك ؟؟
أم أن ضميرك هو الآخر قيد انتظار يقظة مؤجلة حتى اشعار آخر؟؟؟
لا أريد أن أتوقع هذا ...
لأني أريد لظني هذه المرة أن يخيب...
لربما عرفت لمرة في حياتي مذاق الانصاف ...
لربما رأيت لمرة  فقط  للعدل راية تعلو في حياتي  ....


يا أنت
كيف أنت بعدي؟؟؟؟

ناديا الشراري
الجمعة 24 أغسطس 2012م
03:31م


الخميس، أغسطس 23، 2012

ومازال الصباح قيد حلم ...


صباحك كما تشتهي ...
من المعتاد أن يقال /صباح الخير..النور..الورد..الخ/
كثيرة هي صفات الصباح التي قد نرجوها لمن نقابله وقت الصباح...
أنا لن أحدد لك هوية الصباح الذي أرجوه لك
ليس من باب خالف تعرف .. بل هي فقط رغبتي بترك الحرية المطلقة لك في تحديد هوية صباحك.. قد لا يناسبك  صباح أتمناه لك ..وقد  يكون صباحك اليوم لا ينتمي للصباحات التي تعودنا تمنيها للغير.. لذا ليكن صباحك كما تشتهي / جميل ..سيء ..خير..شر/
أنت صاحب القرار في هوية هذا الصباح الذي تشهده...
ماذا تعني كلمة صباح؟؟!!
لا أسألك في انتظار رد يلاشي جهلي بمعناها بل هو مجرد سؤال من آلاف الأسئلة التي تعبرني منذ غادرت رحم أمي مرغمة...
هل تعلم أني ولدت رغما عني؟؟؟
احتجاجا مني على ولادة لم أبتغيها ولدت صامتة...
لم أصرخ..
كان صمتي وقتها آخر عهدي بالصمت...
بعدها اعتنقت الصراخ..
ومن حينها وصرخاتي لم تصمت...
هي أيضا تعبير عن احتجاجي على كل ما لا أريد...
هل أتت صرخاتي نفعها؟؟؟
لا .. لذا عدت صامتة ...
هنا أيضا ما زلت في حالة احتجاج ...
لكنه احتجاج صامت جدا..
صامت بحجم الضجيج المقموع قهرا في أعماقي...
هل تكون النهاية كما البداية؟؟؟
بدأت بصمت وأنتهي الآن بصمت؟؟؟
هل  عودتي إلى الصمت اشارة على أن النهاية ستقع قريبا ؟؟؟
أرأيت.. ها هي أسئلة جديدة تتدفق بغزارة أعرفها...
دعك من كل هذه التساؤلات الوجودية العبثية ...
لنعد لصباحك الذي تشتهي ...
لا أعرف ملامح صباحك .. و لا يمكنني التكهن بها...
لا تخف.. لن أسألك عنها.. أنا لا ألقي بعلامات الاستفهام إلا علي ...
الصباح هنا لا يأتي أبدا..!!
ما أشهده كل يوم هو فقط مشاريع صباحات لا تكتمل ...
تمر بي ساعات الصباح مرور حلم لا أمسك بشيء من تفاصيله...
حلم يفر مني لحظة أستيقظ منه...
أجلس لدقائق  على سريري كلما استيقظت لأسترجع تفاصيل حلمي العابر ...
أغمض عيني .. عبثا أحاول لملمة صورته المبعثرة في خيالاتي ...
ينتابني غضب شديد اثر فشلي ...
تغضبنا كثيرا كل الأحلام التي نفقد تفاصيلها لحظة اليقظة....
أنهض بدافع من الغضب الذي لا يهدأ بي ...
أضع بكرج القهوة على النار...
أغسل وجهي ...
أعيد رسم ملامحه بما يتفق مع  المسرحية التي سأكون بطلتها ...
كل هذا أفعله وأنا أدندن بيني وبين نفسي بذاك الحلم الضائع مني...
بذاك الصباح الذي ما زلت أنتظر قدومه...
تزعجني هذه الدندنة مني ...
ما أبشع أن تدندن بأغنية  لا تحفظ منها إلا أول كلمة...
كلمة تعيدها وتعيدها وكأنك تنخر في رأسك ...
صدااااااااااااااااااااع...
أسرع إلى فيروز...
/بآخر الليل ..
كونك انت بقيت..
بتحبني ..
بتقول
او يمكن..يمكن..
ما بتحبني..
بآخر الليل..
شو هالمزحه هاي..
بتحبني..
او يمكن..يمكن ..
ما بتحبني ...
ما بعرف  كيف بتحس
وما بتعرف شو عم بتحس...
ما بعرف كيف بتحب
وما بتعرف ازا عم بتحب...
من بعد هالعمر ...كبيره المزحه هاي/
فعلا كبرنا على المزح ...
فيروز...
وقهوة لا تجد طريقها إلى دمي إلا حين تباركها فيروز...
يغرق دمي ببركة فيروز..
ويغرق غضبي في هدوء...
وأغادر منزلي ...
تحملني طرقات ترتسم بخطواتي ...
تصفعني حرارة الشمس بقسوة...
يسقط النور على عيناي قويا...
أحجبه عنها بيدي...
تتفحص عيناي ملامح الحياة حولي...
تبدأ بعثرة الحلم تتقارب...
تستيقظ في ذاكرتي تفاصيل الحلم ...
ابتسم ...
وأمضي إلى يومي الذي أجهله...
وعلى آثاري تسقط مني أحرف مرهقة...
تخط  للمارين  بعدي وجع يعرفونني به...
// يا الله كم تشبه هذه الأشياء حلمي..؟؟!!//...
سيدي
صباحك  ,,, كما تشتهي ....
ناديا الشراري
الخميس 23 أغسطس 2012م
10:30 ص
// ملاحظة..
جئتك لأقول لك شيء هام جدا...
لكنه تاه مني في زحمتي بك..!!//

الأربعاء، أغسطس 22، 2012

قرارات عالقة




مضت الأيام سريعة على غير عادتها ...
انتهت فترة التعافي التي كنت أنشدها هنا على هذه البقعة من الأرض ...
هنا حيث لا شيء سوى السماء والبحر وأنا وأنت وحكاية كنا يوما أبطالها...
ساعات معدودة  بمشيئة الله وأكون حيث أنتمي ...
أكون في بيتي الذي ينتظر نتائج رحلتي العلاجية منك...
قبل أن أغادره  تركته مشبعا بك.. مليئا بك...
كنت أنت ضيفنا المنتظر الذي يوما  لن يجيء ...
كنت حديثنا وهمسنا وسرنا الدفين...
قبل أن أغادره وعدته أن أعود له إما بك أو بي...
وها أنا عائدة إليه ...
عائدة بلا كلينا..!!!
أعلم كم سيحزن لفداحة ما أفقدته  إياه بحماقاتي  ووعودي الزائفة...
لكنه سيغفر لي ما كان مني لأنه يعرف أني ما تعمدت كل الذي حصل ...
سيغفر لي وهو ليس إلا جدران لا تملك روح ولا نبض...
من قال ذلك؟؟
من قال أن الجدران لا تشعر بنا ؟؟ لا تفهمنا؟؟؟
ينبغي على الذي قال هذا الهراء أن يعرف جدراني أنا ليدرك أن للجدران
 كــ نحن مشاعر وأحاسيس ...
بل هي أكرم منا و أوفر انسانية ...
ربما أكون عائدة إلى منزلي بكم من الهزائم أكثر من تلك التي مضيت بها...
لا يهم ...
المهم أني عائدة إليه بقائمة من القرارات الغير قابلة للنقاش والأخذ والعطاء...
مسكين يا منزلي الحبيب ...
لم يمضي على علاقتي بك سوى وقت قصير وها أنت ملطخ بي حد التشوه....
كم أخشى خسارتي لك ...
ككل الذين خسرتهم لحظة تعمقت في وجودهم...
لماذا حين نحبهم نخسرهم ؟؟؟
هل كان ينبغي أن لا نحبهم؟؟؟
أم أن نحبهم بصمت ؟؟؟
لم أعرف للحب يوما صمتا يصونه ...
ربما كان جهلي بهذا الصمت في الأمس  هو خطيئتي التي أعاقب عليها اليوم؟؟؟
فليكن
لن أندم أبدا على رفضي للصمت
إن كان الصراخ ذنبي  فأني أشهد الله أني لن أتوب عن ذنبي ما حييت...
ما أوسع مدى الصراخ الذي سيكون لحظة أقف بين جدراني الطيبة...
أرجو أن تطيق احتواءه كي لا نضيع جميعا في اللا محدود من هذا الكون الصامت البشع..
هل قلت قرارات قبل قليل؟؟؟
أي قرارات تلك ؟؟
متى عرفت إمرأة عشوائية مثلي فلسفة القرارات؟؟؟
يا إلهي يبدو أني سأعود صدقا بهزائم لا تحصى .. وهذه أول البشائر...
قائمة قرارات تلاشت قبل أن أقرأها علي ..؟؟!!
كيف يمكنك أن تتخذ قرار في حياتك؟؟؟
سؤال سألتك إياه يوما ظنا مني أنك ستهديني سواء السبيل كعادتك ...
فعلت وككل مرة أتوه فيها تكون أنت دليل عودتي إلى الصواب ...
لكنك لم تفهم يومها أن القرار الذي أسألك عن كيفية اتخاذي له هو قرار التجرد منك كأني لم أكن يوما أنثى موشومة بك ...
اليوم أحتاج يدك لتمتد لي
أحتاجك لترشدني إلى ضالتي
قل لي يا من عجزت عن النجاة منه والانتماء إليه
كيف  أتجرد منك بربك؟؟؟؟
جئت هنا ظنا مني أن البحر سيخلصني من آثارك الراسخة على روحي...
جئت هنا أحملك بي وأحمل أشياءك معي ...
خلصني البحر من أشياءك ...
لكنه لم يعرف كيف يخلصني منك أنت...
تخيل
البحر بمساحته وعمقه  عجز عن تخليصي منك؟؟؟
البحر غدار بطبعه فلما هذه المرة تنكر لطبعه ؟؟؟
جئته أرجو لحظة غدر منه تخلصني منك...
فرأيت منه وفاء جعلك بي  أكثر منك بي قبل....
جئته وكل ما بي مرعوب من التنازل عنك...
وعدت منه وكل ما بي يرفض  استمراريتك بي..!!!
كيف يفهم البحر ما أريد منه إن كنت أنا لا أفهم ما أريد مني ؟؟؟؟
ناديا الشراري
الأربعاء 22 أغسطس 2012م
11:50ص


الثلاثاء، أغسطس 21، 2012

الوجه الآخر للنسيان


ذات يوم كتبت تعليقا على كتاب ((نسيانcom.))
الذي أتحفتنا به  أجمل نساء الأرض السيدة // أحلام مستغانمي//
كتبت كلمات كثيرة ترفض الاعتراف بالنسيان كحقيقة يمكننا بلوغها ذات أمل وبعد جهد وصبر وحرب طاحنة بيننا وبين ذاكرة تشقينا بمحتواها منهم...
كان من ضمن ما كتبته وقتها   ((لا وجود للنسيـــــــــــان سيدتي....
فنحن نعيش بذاكرة أُودعت لدينا أمانة!!!))
وقتها كنت مؤمنة جدا بأن النسيان وهم نداري به فجيعتنا بفقدهم...
أبدا ما آمنت يوما بوجود نسيان يجردنا منهم ...
لكن هذه المرة الوضع يختلف جدا..
لأني أنا بت أختلف عني كثيرا...
لا يعني هذا أني كفرت بما كنت مؤمنة به..
فحتى اليوم لا زلت أرفض الاعتراف بقدرتنا على نسيانهم..
نعم حتى اليوم أصرح  بأن لا وجود للنسيان...
لكنني  تعرفت على وجه آخر  للنسيان..
يتيح لنا فرصة الهروب من معتقلات الذاكرة ...
فرصة التحرر من عبودية أشيائهم المهيمنة علينا ..
التحرر من أصواتهم وأنفاسهم وملامحهم التي  نشتاقها و لا تجيء ...
التحرر من طرقات الحظ ومنعطفات الصدف التي قد تحملهم إلينا...
التحرر من مقاعد الانتظار التي نهدر عليها سنوات العمر وفرصه...
لن ننساهم..
لا شك في ذلك ومن يقول غير ذلك كاذب كذب بين ...
لا حاجة لنا بأن ننساهم...
كل ما نحتاجه حقا أن نتخطاهم...
لا تحاولوا النسيان فالعمر سيضيع هباء في محاولاتكم الفاشلة..
ربما كانت هذه هي المشكلة الحقيقية..
مشكلتنا أننا نفكر دوما كيف ننساهم...
الذاكرة عدو لا قدرة لنا على مواجهته والتصدي له..
لا تقفوا وجها لوجه أمام ذاكرتكم...
اعلنوا السلام بينكم وبينها...
محاولات النسيان التي تخوضونها ببسالة هي أكبر تحدي منكم للذاكرة...
والذاكرة لا تقبل التحدي...
تصالحوا معها...
اقبلوها كما هي بكل محتواها...
اخجلوها بكرم ترحابكم بها...
وقتها فقط ستكف عن التحرش بمواجعكم ...
وقتها سيتوقف غزوها الغاشم على أرواحكم...
الذاكرة تحاربنا ...
لا تحاربوها لأنكم الطرف الخاسر في هذه المعركة...
قلت لكم لا نحتاج أن ننساهم بل أن نتخطاهم...
فإن كنتم مستمرون في محاولات النسيان كيف تنسوا؟؟
// وفضلت أفكر في النسيان.. لما بقى النسيان همي..((أحمد رامي)) //

كيف تنسوا وأنتم تنبشونهم من مدافن الأمس؟؟
دعوهم يرقدون بسلام في ذاكرتكم...
لا تفكروا بهم عمدا وإن حصل وفكرتكم لا تستاؤوا أكملوا التفكير بهم للآخر ..
لا تقاوموا هجومهم المفاجئ على أفكاركم...
سايروهم إلى الآخر...
لا تتعمقوا بهم كثيرا..
فتشتاقوا وتحنوا وتضعفوا...
ولا ترفضوهم بعنف فتشتاقوا وتحنوا وتضعفوا أضعاف ما تتمنوا..
أضعاف ما تستطيعوا حمله ...
حين يعبرون أفكاركم أنصتوا لعبورهم بكل حواسكم...
ورددوا بصوت لا يسمعه سواهم
//ارقدوا بسلام.. ارقدوا بسلام//
هي لحظات وربما دقائق وينتهي مرورهم بكم بسلام...
ليعودوا من جديد إلى قبورهم آمنين..
وتنغلق عليهم الذاكرة بصمت تام...
هنا فقط تكونوا قد وصلتم مرحلة التخطي..
هذا هو الوجه الآخر للنسيان..
بل هذا هو المعنى الحقيقي والأصح للنسيان...
أن ننساهم لا يعني أن نحذفهم من ذاكرتنا لأننا لا نملك ذاكرتنا بل هي من تملكنا...
أن ننساهم يعني أن نتخطاهم .. ندعهم يرقدون في ذاكرتنا بمحبة وأمان...
اكرام الميت دفنه..
أكرموا موتاكم ...
حين نصل مرحلة التخطي نكون وصلنا بر الأمان...
وقتها يمكننا مواصلة الحياة كما يليق بالحياة...
نكمل طريقنا بيسر وسعادة...
أبقوهم داخلكم..
أمواتا أعزاء..
رهن ذاكرتكم..
خيرا من أن تبقوا أنتم رهن ذاكرة لا ترحم ولا تصمت...
اتفقنا على التخطي ..
هذا يعني أننا اتفقنا على أن من قررنا تخطيهم هم أموات يرقدون بسلام في ذاكرتنا أليس كذلك؟؟؟
إذن ليكن تخطينا لهم كامل ..
وليكتمل يجب علينا أن نتخلص من كل أشيائهم التي خلفوها لنا..
كما نفعل حين يموت أحدهم..
نتصدق بملابسه ونتخلص من كل أشيائه ...
لا تترددوا للحظة في التخلص من كل ما يخص موتاكم...
لا تتذرعوا بالوفاء لذكراهم ..
الوفاء للأحياء أوجب أن يكون منه للميت..
كونوا أوفياء لأنفسكم...
تخلصوا من كل ما يعلق به شيء منهم ولهم...
أعلم أنه قرار مؤلم لكم ..
لن أكذب عليكم وأقول لكم أنه من السهل التخلص من أشيائهم ..
بل هو صعب جدا..
أصعب مما تتخيلوا..
لكن لا بد من الصعب لتهون الحياة بعد ذلك علينا ...
ستواجهون فيض ألم لا ينقطع ..
لحظة تبدؤون التخلص من أشيائهم..
ستشعرون بأنكم تتمزقون
بأنكم تحترقون
صدقوني إحساس يصعب علي وصفه..
أنتم أيضا حين تعيشونه لن تستطيعوا وصفه ...
حين قررت التخلص من أشيائه لم أطل التفكير بقراري وأنتم أيضا لا تطيلوا التفكير لأنكم قد تترددون وتضعفون عن التنفيذ...
لا تفكروا فقط نفذوا..
هكذا فعلت...
وللأمانة  يجب أن أنبهكم لما ســ تواجهون بعد التنفيذ...
وحوش  الندم ستنهشكم
تعتصر قلوبكم
وستبكون كثيرا
وتنهارون
كما لو أن الذي مات أنتم
كما لو أن الأشياء التي تخلصتم منها هي بعض أنفسكم...
ستشعرون بالحسرة واللوعة
ستعانون الاختناق والضيق
ستعرفون معنى الضياع والتشرد  و اللا انتماء لشيء...
نعم كل هذه العذابات المقيتة ستعيشونها وربما أكثر ...
لا تيأسوا لأنكم بعدها ستفقدون قدرة الألم
ومعنى الندم
وأبدا لن تعرفوا بعدها للحزن هوية...
أتعلمون
حين تخلصت من أشيائه شعرت أن جزء مني قد بتر...
بتر مني وأنا في كامل يقظتي واحساسي ...
كان لا بد من بتره قبل أن أموت مسمومة به...
وللأسف عملية البتر هذه لا يسمح فيها بمخدر ولا مسكن بعدها...
عايشت تفاصيل البتر كاملة ...
عرفت لحظتها معنى أن نموت ونحن أحياء...
لكن بعدما تمت عملية البتر  ,,, ها أنا أمامكم بكامل عافيتي ..
مثلي ستعيشونها بكل آلامها ومثلي ستجتازونها معافون...
كل شيء في بدايته مؤلم لكن الألم مع الأيام يتضاءل ..
ليجيء يوم نذكره كما لو أنه ما مر بنا ...
دعوا للأيام حق مداواتكم..
هي كفيلة بذلك...
قد ترفضون ما قلت
وربما تقولوا /كلام فاضي كان غيرك أشطر/
لا بأس فقد قلتها قبلكم
ولكن  لنفكر بصوت مرتفع
ما معنى أن نعيش في انتظار من لن يعود يوما؟؟؟
ما معنى أن نحزن ونمرض ونحتضر وقد نموت  من أجل من لا يشعر بنا؟؟؟
ما معنى أن نهدر من العمر سنوات ومن السعادة فرص لن تعوض من أجل من تركنا خلفه دون أن يكلف نفسه عناء الاعتذار لنا ؟؟؟
لا معنى لكل هذه المواجع والخسارات صدقوني..
والأهم من كل ذلك اسألوا أنفسكم من الأغلى عندكم هو أم أنتم؟؟؟
سأخبركم بحقيقة قد يؤلمكم سماعها كما آلمني التوصل إ ليها
برغم الألم هي حقيقة والحقيقة أولى أن تصدق
//من تخلى عني أنا أرخص عنده من أن يحتفظ بي//
وأنتم وأنا لسنا رخيصين عند أنفسنا ...
بل نحن أغلى من أن  نهدر أنفسنا على أعتاب من أغلق أبوابه في وجهنا...
أغلى من أن نستجدي الحب والانسانية..
لا تظنون أني أحرضكم على كراهية من قررنا تخطيهم ..
لا ورب السماء فهم برغم كل  أذيتهم لنا وقسوتهم علينا يبقون من نحب وإلا لما كنا اليوم نعاني ..
كل ما قصدته هو أن أوقظ كرامتكم وكبريائكم  فقط لتتمكنوا من تخطيهم مع الاحتفاظ التام بمحبتكم لهم بشرط أن لا تتخطى تلك المحبة  محبتنا لموتانا ...
صدقوا
اقتنعوا
قرروا
نفذوا
وتخطوا
وبعدها.. كلما مروا بكم رددوا
//ارقدوا بســـــــــــلام//
وعيشوا أنتم بســـــــــــــلام....
//ليس المهم أن ننساهم ..لكن الاهم ألا نحتفظ بهم في اعماقنا ,ذكرى مظلمة,, تطفئ استمرارية الحياة بنا..            ((شهر زاد الخليج))//

كيمياااء إمرأة
الثلاثاء 21 أغسطس 2012م
05:50 ص