السبت، نوفمبر 27، 2010

شرف العروبة

إنا لله و إنا إليه راجعون

(((بقلب يعتصره الألم
وجبين يلطخه العار
أنعي لكم فقيدنا الغالي
رحل اليوم عن عمر يناهز ألف هزيمة ((شرف العروبة))
إثر سكتة قهرية نتجت عن توقف تدفق دماء النخوة والشهامة إلى أوردته و شرايينه...
وسيشيع جثمان الفقيد على مرأى ومسمع كل عربي ...
عظم الله أجرنا...
وألهمنا النجاة من فداحة فقدنا)))...

هل بلغت من الجنون حدا يجعلني في معزل عن الوعي والإدراك؟؟؟
أم أني بلغت من العقل مرحلة نضج تكفي لجعلي ذات مسؤولية كاملة عن كل ما يبدر مني من تصرف وحرف؟؟؟

في هذه الساعة أكون قد أكملت يومين كاملين وأنا مستيقظة !!!
ولأكون أكثر دقة يومين وثلاث ساعات وعشرون دقيقة!!!!

بيني وبين النوم صراع أزلي...أصبحت ساعات نومي الأسبوعية تعد على أصابع اليد الواحدة ....
لم تعد حكاية الأرق تشغلني...

في  هذا اليوم بدا كل شيء طبيعي وفقا لمعنى طبيعي حسب تعريفي الخاص...فما أراه طبيعي يكون شاذ بالنسبة لقوانين البشر....
عدم الأكل لأيام...
عدم النوم لأيام...
عدم القدرة على النطق لساعات...
وغيرها الكثير
كلها في حياتي سلوكيات معتادة ...لا أستغربها ولا أحاول الشفاء منها....
التعود على شيء يجعلنا نتعايش معه بسلام...
لكن وفق قوانين البشر الطبيعية ...فأنا إنسانة غير طبيعية!!!
جميعهم ينصحني بضرورة الإسراع لطلب المساعدة الطبية!!!
وهناك من أشار علي باللجوء للمشايخ وأهل الدين....

وكعادتي لا وزن يذكر لدي لما يراه الآخرون...
ليس تحقيرا لهم...ولا تعاليا عليهم...
إنما ما أقتنع به تمام القناعة أتمسك به ...
دوما تعجبني قناعاتي لأنني أكثر الناس إدراكا لما أكون عليه...

حدثني قلبي اليوم بأن مكروها سيحصل...
شعرت بذلك بيقين تام ...
ذاك الإحساس أعرفه...
ما خانني إحساسي أبدا...
شيء بداخلي صاح بي..لا تخرجي اليوم..لا تغادري البيت...
ولأني أعرف صدق إحساسي كنت حتى العاشرة صباحا مطيعة لنداء قلبي...
لكن القدر لا مفر منه..مهما بلغ حذرنا...لا شيء يمنع المكتوب...
خذلت إحساسي ...وتمردت عليه...
والله حتى هذه اللحظة أجهل السبب الذي دفعني للخروج هذا الصباح...

 بدا كل شيء طبيعي جدا...فطمئنت قلبي بأنها وسوسة شيطان لا أكثر...
هو إحساسي فكيف أنسبه للشيطان!؟!!؟
ومضت ساعات بمنتهى الهدوء....
وبينما كنت أراجع بعض الأوراق...مع أني بالكاد أراها من شدة إرهاقي ...
دخلت إحدى الموظفات مكتبي...
توجهت إلى حيث أجلس ومدت يدها تصافحني....لأنها ستغادر العمل؟؟!!!
كنت قد أذنت لهن بالانصراف فليس هناك سبب يستدعي وجودهن اليوم...وبصراحة كنت بحاجة لهدوء تام حتى أنهي ما لدي من عمل...
في دقائق بدت بالنسبة لي كلمح البصر...دخلت..صافحتني..نثرت عبارات ودودة..ويدها الأخرى تمسك بهاتفها المحمول وفيه أراني؟!!!
أرى صورتي أمامي!!!
كانت كاميرا الفيديو في هاتفها تصورني؟؟؟!!!!
وقفت أنظر لها وللهاتف اللعين في يدها القذرة
لكنني لم أقوى على الحركة ولا الكلام بقيت جامدة في مكاني
أرى فعلتها النكراء وكل كياني مشلول عاجز عن أي ردة فعل
ومضت بهدوء تام
وأنا حيث أنا
مسلوبة مني
لا أشعر بشيء
دخلت السكرتيرة بعدها بوقت
هالها مظهري
سألت مرعوبة((ناديا وش فيك))
أخذت أنظر لها بعينين لا حياة فيهما
ضحكت!!!
وببساطة قلت لها ((آلاء..صورتني فيديو))
سكرتيرتي المسكينة صعقت...
تكلمت كثيرا..خرجت تحاول اللحاق بتلك الحقيرة...
وفجأة صرخت بقوة عادت لي من أعماق الأرض
وسقطت منهارة لا أشعر بما يحيط بي....

ما عدت أدرك شيئا حولي
كل الصور خيالات مموهة
كل الأصوات ضجيج مبهم
كيف حدث ما حدث لا أعلم
كيف وصلت البيت؟؟
لا اذكر
أخوتي..والدتي ..
رجال هيئة..
مباحث
اتسعت الدائرة لأضيع في دواماتها اللا متناهية

جميعهم أكدوا لي أن لا ضرر سيمسني بمشيئة الله
وأنهم قادرين على السيطرة على الموضوع
والدتي أكثرهم إصرارا على تهدئتي وطمأنة روحي
كانت تشفق على وضعي وقتها....

سكرتيرتي الطيبة لم تتركني إلا عندما نادى المؤذن لصلاة العشاء
بالكاد سحبت نفسي من أحضان والدتي
هربت مسرعة إلى بيتي
أغلقت الباب بالمفتاح
أسرعت أختبئ تحت أغطية سريري
بكيت بحرقة أم مات وليدها بين يديها
أصابتني نوبة هستيريا
حطمت كل شيء وقع تحت يدي
ثم سقطت بلا وعي مني
غفوت
لم تكن غفوتي إلا دقائق


وها أنا حيث أكون كلما وددت الكتابة لك
بحثت عنك اليوم كثيرا
لكنك لست هنا
غائب أنت
كما غابت قوتي لحظة احتجتها
كما غابت ثقتي بكل بنو البشر
وستظل ثقتي غائبة حتى يرث الله الأرض بمن عليها

الخوف يمزق روحي
ليس خوفي من ذاك المقطع الذي صورته تلك التي وهبت روحها للشيطان
لا ..بل أخاف من القادم
كيف سأخرج غدا من منزلي وأنا أخشى خطواتي؟؟؟
كيف سأخالط الناس و أنا أخاف نواياهم؟؟؟
كيف سأثق بأحد بعد اليوم وكل من عرفتهم خانوني؟؟؟

أتعلم يا أنت
عشت ثلاثون عاما...ما انحنيت فيها لبشر...
اليوم أجد رقبتي تحت سيف قذر
عشت ثلاثون عاما...ما خشيت في قول ما أريد عقاب أحد
اليوم صوتي يخنقه الخوف على أبواب شفتي

أخبرني يا من تعرف أني أكتب لك
أخبرني كيف السبيل للنجاة من الوحل ونحن نسير فيه؟؟؟؟
كيف نلعن الشيطان وهو يسكننا؟؟؟؟
 أخبرني كيف أجمع ما بعثروه من شتاتي ؟؟؟؟

أخبرني كيف نكون عرب بلا شرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ناديا
27 نوفمبر 2010م











وإنتصر نوفمبر؟؟!!!

اليوم السابع والعشرون من نوفمبر
يوما لن تغادر ذكراه روحي
ولن تتخطى أوجاعه ذاكرتي
يا إلهي
سيدة التناقضات أنا!!!
كل شيء في حياتي يقابله في ذات اللحظة شيء آخر
مساويا له بالمقدار ومعاكسا بالشعور
آه من قوانين الطبيعة

هذه الليلة يتصارع بداخلي شعوران كلاهما عظيم بمعناه
وكلاهما أعظم بمحتواه
لكن كلا منهما يشدني في اتجاه معاكس للآخر
حتى أكاد أتلاشى بينهما

لأول مرة سأبدأ حديثي عن الشعور الإيجابي!!
شعور السعادة
وسأترك للحزن باقي البوح
فحديث الحزن طويل

** سعادة العثور على ذاتي**

مضى وقت طويل على آخر مرة وقفت فيها أمام المرأة وأنا أنظر لنفسي مباشرة للحظة كاملة!!!
نعم
قبل هذه الليلة كنت أخشى النظر في المرآة
لأني أعلم بشاعة ما ستعكسه
لكن الليلة
وقفت لساعة أمامي
أحدق بتمعن في كل تفاصيل وجهي
كم هي جميلة تلك الصورة التي رأيتها
أشكالنا تعكس ما بداخلنا
وأعيننا مرآة تنفذ للروح
ولأن روحي الليلة عادت لي
فملامحي عاد لها شكلها البشري
أعددت القهوة
والله ما عرفتها بهذه النكهة الطيبة مثل الليلة إلا عندما كنت أتناولها مع خالي رحمه الله
عاد صوت عبد الوهاب يملأ المكان
وكنت من أشهر أتعطش لأنفاسه العذبة
أخيرا وجدتني
أخيرا عدت حيث ينبغي أن أكون



وبقدر هذه السعادة
كان مقدار الحزن!!!
على الضفة الأخرى من وجودي
يتربع منكسرا
في زاوية الصمت
يعلم جيدا أن صمته تراتيل عبادة
فالصمت وحده القادر على احتواءه
الصمت فقط هو ما يليق بعظمة هذا الحزن


** حزن فقدانك **

لن تقوى ذاكرتي أبدا على إسقاط تلك اللحظات المريرة
اللحظات التي رافقت مراسم تشييع وجودك
كان وجودك أعظم حدث في تاريخي
لذا سيكون غيابك أعظم حزن في تاريخي
لكل فقد ما يعادله من وجع
رحيلك سيدي شكل فجوة ساحقة
أحدثت خللا لا يستهان به في ذاكرتي
حتى أنني أتساءل
ماذا سيحل بمخزون ذاكرتي بعدك؟؟؟
كيف ستتمكن ذاكرتي المسكينة من الربط بين ما قبل وما بعد فجوة الفقد المهولة تلك؟؟؟
لن أنسى لحظات الاستعداد للفقد؟؟!!
نعم ..كنت أعد نفسي كي أفقدك!!!
لأنك رجلا هو فوق كل الاعتبارات
فكل شيء يخصك
هو فوق كل التوقعات
ببسمة وملامح فرحة وعينان تغنيان!!!!
كنت أكتب لك رسالة وداع
أرأيت يا أنت
مع أنني أكتب لك كنت أحترم حتى الورقة التي ستصلك مني!!!
خشيت أن ترى حقيقة ما أعانيه
فتشي  لك بي
وقتها سأخجل منك
لأني لم أكن على قدر فقدك
ومضيت أنزفني على أسطرٍ ستحملني إليك
ومع أن مفاتيح الكيبورد لا حياة فيها
إلا أني أكاد أقسم لك أن أدمعها أغرقت أناملي !!!
للجماد بعض الوقت روح سيدي
وتسارعت أناملي محمومة على الكيبورد
لهيبها يكاد يمحو معالم الأحرف المسكينة
ونار روحي تكاد تغتال معالم الحياة بداخلي
وحتى آخر حرفٍ نزفته بقيت شامخة بشموخك....
كما سأبقى لآخر نفسٍ يغادر صدري محافظة على صورة أني إمرأة كانت يوما تعشقك
أتتخيل كم سأكون عظيمة حتى أموت؟؟؟؟

سيدي
((لا يتابعكِ أحدا بالوجود أكثر مني))
هو عهدا قطعته لي
ومثلك للعهد لا يخون
ومثلي لوفائك سيظل ممتن أبد الدهــــــر....


عجبت كثيرا لعشوائية مصائرنا
ولا منطقية أقدارنا
وأعجب أكثر لتلك الشجاعة التي تعصف بنا من حيث لا نعلم
لتجعلنا قادرين على استئصال قلوبنا من بين أضلعنا
كي نقدمها قربانا لآلهة التضحية
متمنين أن تليق بحجم من نحبهم
وليتها تليق

السابع والعشرون من نوفمبر
ذكرى فقد عظيم
لرجل أعظم


آه يا نوفمبر الحبيب
كنت أعتقد أنك ستكون الأسوأ حظا بمقدار غنائمك مني
لكن خاب ظني
فقد غنمت مني ما لم و لن يغنمه شهرا سواك مهما طالت السنوات
رحلت حاملا معك أنا...
هنيئا نوفمبر فقد حققت وعدك
وعدت بي

ناديا
27 نوفمبر 2010م





لأجلك فقط

عظيمة كانت تلك البداية
مع أن البدايات التي تولد في إبريل تكون أقرب للوهم منها للحقيقة!!
أيا يكن الشهر الذي وافق ساعة الولادة
وحتى إن كان الوهم هو سيد الموقف هنا
ستبقى عظمة البداية ثابتة لا شك في مصداقيتها
ولأن ما يبدأ عظيم لا بد أن ينتهي عظيم



شهرزاد
تلك السيدة الأسطورة
وتلك الأسطورة السيدة
ذات يوم
منحني أحدهم شرف القرابة بها
قرابة لغة
بوح


ولأن شهرزاد هي شهرزاد
مهما اختلف الزمان
والمكان
سيجيء يوما يكون فيه الصمت المقدس واجب
لذا ستصمت شهرزاد
عندما يرهقها البوح
وتنهك محاولات الاستنزاف لغتها

سيكون الصمت
مرفأ ترسو إليه
بعدما يطول بها الإبحار
بعد كل هذا التخبط 
ومصارعة أمواج العشوائية
كم تحتاج روحها
لميناء سلام


سيكون الصمت
لأن المغامرة ما عادت مغرية
ولأن الغنيمة المرجوة ما عادت تستحق المجازفة أكثر


منذ ساعة سألتني صديقة لي

((كيف هو حرفكِ؟))

قلت لها
((مشوه))!!!

تعجبت كثيرا....
لكنني أوضحت لها ما تجهله...

أحرفي تكتبني...ترويني
هي مرآتي...
 المرايا تعكس الصورة المقابلة لها بكل حذافيرها....

قالت صديقتي
((لكن سطوركِ مذهلة))

قلت

((ليست سطوري ما تحتويني..بين السطور تجديني))

دائما أكون هناك....
بين السطور...
يوما ما تجرأت على الظهورفيها

ربما لأن من عاش في الظلام
يخشى سطوة النور.....

وربما لأن السطور أضعف من أن تحمل نزف الأنامل المتمردة

******
******

لماذا كل النهايات لا نملك لها حدوداً؟؟؟
سؤال يعذبني دوما
آخر يوم لي في الجامعة
آخر لقاء جمعني بصديقتي العزيزة 
آخر رسالة أكتبها لأبي
آخر شيء من كل شيء
وددت لو أنه لا ينتهي
وددت لو أن الزمن يتوقف عند تلك اللحظة
كل طريق يقود للنهاية يتعبني حد الموت
دائما أجد خطواتي فيه ثقيلة
لـ كأنها ترفض الرضوخ للأمر الواقع
ترفض الاعتراف بأن النهاية لا شيء بعدها
قلبي يستنكرها
 عقلي يقرها

******
****

حكايات جدتي
تلك التي كنت أغفو عليها
يوم كنت أعرف للنوم جفون تدركه
لا أعلم لماذا أشتاقها الليلة؟؟؟
أهي معاهدة الأرق التي وقعتها منذ غادرت أحضان جدتي ؟؟
أم حقا اشتقت لخرافات تلك الحكايات
الطمأنينة الزائفة التي تمنحنا ؟؟
******
*****

صوت خالي وهو يدندن بأغنية لفيروز
بينما يحلق ذقنه أمام تلك المرآة النصف مكسورة في الصالة
متجاهلا القهوة وهي تندلق على النار
وأنا أجلس بصمت أتأمله
حتى ينهي طقسه اليومي
ليهبني ما كنت أتنازل من اجله عن دفء فراشي
قبلته  على خدي..
تلك القبلة التي أفرح بها فرحة من تعتق رقبته من سيف الموت بعدما يئس النجاة
لأعود بعدما يغادر لعمله إلى فراشي
منتشية بتلك الهبة
وقبل أن أستسلم لأحلامي
يتبادر لذهني ذات السؤال
لما لا يستبدل المرآة المكسورة بأخرى جديدة؟؟؟
اليوم أسمع صوت خالي واضحاً!!!
وبعد كل هذه السنوات
عرفت سر تمسكه بتلك المرآة المكسورة
يوم رحلنا من(( بيت العيلة ))
عندما  فارقناه مرغمين
كان الحزن يصرخ في معالمنا
يومها قالوا لنا ((كله مجرد بيت))
 يرونها جدران
و نراها تاريخ
جزء منا
عليه بصماتنا
أنفاسنا
ذكرياتنا
جزء من أرواحنا يسكن تلك الجدران

اليوم فهمتك يا خالي
ليست حكاية مرآة...بل ما خلف تلك المرآة ....


*******
****

كثيرا ما كنت أعاني من عقدة الانتماء
عندما انتمي لشيء
يرهقني الانسلاخ عنه

اليوم أجدني أعاني الانتماء لمبدأ
يقتلني التنكر له

بين انتماء وآخر ممزقة أنا
وبين إرهاق وموت تحير النهاية....

*********
******

في بداية الحديث كانت شهرزاد
ولتكن أجمل عباراتها مسك الختام

(((إذا ما جاء الفراق يوما
وأباحوا لنا بفضولهم
تشريح جثة الحب
وتشويه البقايا
فلا تفعل..ولن أفعل
بدأنا الحكاية قبل الفراق
أنقياء
فلننه الحكاية بعد الفراق
عظماء))))

هنا سكتت شهرزاد

هنا
ذات يوم
مررت أنا
ناديا
27 نوفمبر 2010م

الجمعة، نوفمبر 26، 2010

أنثى رجل الشرق

يـــــــــريــــــدنــــــــي

 ..أنثى الإلهام في  قصائده..
..أنثى الهدوء في  لوحاته..
..أنثى الجليد أمام حرائق هفواته..
..أنثى العفو لفوضى نزواته..
..أنثى الجنون في أحضانه..
..أنثى الشرق تحت سيف سلطانه..
..أنثى الضعف لاسترضائه..
..أنثى الكم في قائمته..
..أنثى الكيف وفق أمزجته..
..أنثى بألف لون ولون يغريه..
..أنثى بألف شكل وشكل يستهويه..
..أنثى بألف قلب يعشقه..
..أنثى بألف قالب يبتغيه..
..أنثى بلا عقل يفهمه..
..أنثى بلا صوت يتمرد عليه..
..أنثى لألف رجل جميعهم هو..
..أنثى ضمن ألف أنثى!!جميعهن له!!


عذرا يا من أحببت....
سأكون أنا كل النساء..
إلا أنثى أنت حبيبها......
ناديا 
26 نوفمبر 2010م

الخميس، نوفمبر 25، 2010

حكاية لن تنتهي



وها هو نوفمبر يستعد راحلا
وككل رحيل
أجلس أنا حيث أكون دائما
على مفترق زمن لا معالم له
أجلس بصمت أورثني إياه الخذلان
وشجاعة أكسبني إياها الفقد
أتأملهم وهم يحزمون أمتعتهم
ويحصون غنائمهم مني
لا أذكر أني كنت بخيلة مع أحدهم
جميعهم غادروني بكم لا يستهان به مني

هذه السنة يعتبر أكتوبر حتى الآن ذو الحظ الأوفر بينهم
فقد رحل وحقائبه متخمة بالغنائم
رحل بستة من الأحبة
ولم أنسى وأنا أشيعه أن أشكره
فقد ترك لي فجوةٌ تتقد في روحي
سيضمن لي اشتعالها النجاة من صقيع الهدوء!!!!

محصول نوفمبر حتى هذا الحرف  لا بأس به....


                        بينما كنت أتجاهله بقراءة الرواية التي بين يدي
رواية (مائة عام من العزلة) لـ غابرييل غارسيا ماركيز
كان هو منهمكا في إغلاق حقائبه
توقف فجأة
يبدو أن كثرة الأمتعة أرهقته جدا
رمقني بابتسامة صفراء
لم أعره اهتمام وتابعت قراءتي

جميعهم يتبعون ذات الطريقة
طوال فترة إقامتهم لدي يستنزفونني حتى آخر قطرة أمل
لا أملك منعهم
إكرام الضيف واجب
تغضبهم جدا عاداتي العربية
كرم الضيافة يستفزهم

عندما لا يتبقى على رحيلهم سوى أيام تعد على أصابع اليد الواحدة
يبدءون مرحلة مختلفة
مرحلة استنزاف يائسة
هذه المرة يستنزفون أنفسهم؟؟!!!


كنت أعتقد طوال هذه السنوات
أنهم يحلون ضيوفا علي
كم كنت ساذجة
لأني اكتشفت أخيرا أنهم قتلة مأجورين!!!
لذا يكونون دائما في نهاية وقتهم لدي
ثائرين
فكل واحد منهم جاءني بوعد أن يعود بي!!!
 وكلهم عادوا مفلسين بتوفيق من الله....


بعد أن فهمت إستراتيجيتهم
و أبعاد خططهم
أصبحت أتقن اللعب معهم


عند وصول أحدهم
يقتحم المكان بعنف
خطواته مؤلمة
أنفاسه حارقة
 أنامله السوداء تتسلل إلى كل تفاصيلي
صخب ضحكاته يؤرق ليلي

على ذات المنوال يستمر طوال الوقت المحدد له


وبين محاولاته المستميتة لزعزعت ثباتي
واختراق جدار الصمت لدي
وبين إصراري على تجاهله
وتحطيم آماله
يكون الرحيل بخفي حنين مصيره المحتوم
بينما أبقى أنا
بين صفحات كتاب
وفنجان قهوة
وصمت الموقن بشرعية حقوقه
أودع
وأستقبل
وبين راحل منهم
وقادم منهم
حكاية ترويها صفحات الأيااااااااام......
حكاية لا تنتهي....

 ناديا
25 نوفمبر 2010م