السبت، نوفمبر 27، 2010

وإنتصر نوفمبر؟؟!!!

اليوم السابع والعشرون من نوفمبر
يوما لن تغادر ذكراه روحي
ولن تتخطى أوجاعه ذاكرتي
يا إلهي
سيدة التناقضات أنا!!!
كل شيء في حياتي يقابله في ذات اللحظة شيء آخر
مساويا له بالمقدار ومعاكسا بالشعور
آه من قوانين الطبيعة

هذه الليلة يتصارع بداخلي شعوران كلاهما عظيم بمعناه
وكلاهما أعظم بمحتواه
لكن كلا منهما يشدني في اتجاه معاكس للآخر
حتى أكاد أتلاشى بينهما

لأول مرة سأبدأ حديثي عن الشعور الإيجابي!!
شعور السعادة
وسأترك للحزن باقي البوح
فحديث الحزن طويل

** سعادة العثور على ذاتي**

مضى وقت طويل على آخر مرة وقفت فيها أمام المرأة وأنا أنظر لنفسي مباشرة للحظة كاملة!!!
نعم
قبل هذه الليلة كنت أخشى النظر في المرآة
لأني أعلم بشاعة ما ستعكسه
لكن الليلة
وقفت لساعة أمامي
أحدق بتمعن في كل تفاصيل وجهي
كم هي جميلة تلك الصورة التي رأيتها
أشكالنا تعكس ما بداخلنا
وأعيننا مرآة تنفذ للروح
ولأن روحي الليلة عادت لي
فملامحي عاد لها شكلها البشري
أعددت القهوة
والله ما عرفتها بهذه النكهة الطيبة مثل الليلة إلا عندما كنت أتناولها مع خالي رحمه الله
عاد صوت عبد الوهاب يملأ المكان
وكنت من أشهر أتعطش لأنفاسه العذبة
أخيرا وجدتني
أخيرا عدت حيث ينبغي أن أكون



وبقدر هذه السعادة
كان مقدار الحزن!!!
على الضفة الأخرى من وجودي
يتربع منكسرا
في زاوية الصمت
يعلم جيدا أن صمته تراتيل عبادة
فالصمت وحده القادر على احتواءه
الصمت فقط هو ما يليق بعظمة هذا الحزن


** حزن فقدانك **

لن تقوى ذاكرتي أبدا على إسقاط تلك اللحظات المريرة
اللحظات التي رافقت مراسم تشييع وجودك
كان وجودك أعظم حدث في تاريخي
لذا سيكون غيابك أعظم حزن في تاريخي
لكل فقد ما يعادله من وجع
رحيلك سيدي شكل فجوة ساحقة
أحدثت خللا لا يستهان به في ذاكرتي
حتى أنني أتساءل
ماذا سيحل بمخزون ذاكرتي بعدك؟؟؟
كيف ستتمكن ذاكرتي المسكينة من الربط بين ما قبل وما بعد فجوة الفقد المهولة تلك؟؟؟
لن أنسى لحظات الاستعداد للفقد؟؟!!
نعم ..كنت أعد نفسي كي أفقدك!!!
لأنك رجلا هو فوق كل الاعتبارات
فكل شيء يخصك
هو فوق كل التوقعات
ببسمة وملامح فرحة وعينان تغنيان!!!!
كنت أكتب لك رسالة وداع
أرأيت يا أنت
مع أنني أكتب لك كنت أحترم حتى الورقة التي ستصلك مني!!!
خشيت أن ترى حقيقة ما أعانيه
فتشي  لك بي
وقتها سأخجل منك
لأني لم أكن على قدر فقدك
ومضيت أنزفني على أسطرٍ ستحملني إليك
ومع أن مفاتيح الكيبورد لا حياة فيها
إلا أني أكاد أقسم لك أن أدمعها أغرقت أناملي !!!
للجماد بعض الوقت روح سيدي
وتسارعت أناملي محمومة على الكيبورد
لهيبها يكاد يمحو معالم الأحرف المسكينة
ونار روحي تكاد تغتال معالم الحياة بداخلي
وحتى آخر حرفٍ نزفته بقيت شامخة بشموخك....
كما سأبقى لآخر نفسٍ يغادر صدري محافظة على صورة أني إمرأة كانت يوما تعشقك
أتتخيل كم سأكون عظيمة حتى أموت؟؟؟؟

سيدي
((لا يتابعكِ أحدا بالوجود أكثر مني))
هو عهدا قطعته لي
ومثلك للعهد لا يخون
ومثلي لوفائك سيظل ممتن أبد الدهــــــر....


عجبت كثيرا لعشوائية مصائرنا
ولا منطقية أقدارنا
وأعجب أكثر لتلك الشجاعة التي تعصف بنا من حيث لا نعلم
لتجعلنا قادرين على استئصال قلوبنا من بين أضلعنا
كي نقدمها قربانا لآلهة التضحية
متمنين أن تليق بحجم من نحبهم
وليتها تليق

السابع والعشرون من نوفمبر
ذكرى فقد عظيم
لرجل أعظم


آه يا نوفمبر الحبيب
كنت أعتقد أنك ستكون الأسوأ حظا بمقدار غنائمك مني
لكن خاب ظني
فقد غنمت مني ما لم و لن يغنمه شهرا سواك مهما طالت السنوات
رحلت حاملا معك أنا...
هنيئا نوفمبر فقد حققت وعدك
وعدت بي

ناديا
27 نوفمبر 2010م





هناك تعليقان (2):