السبت، يونيو 27، 2015

كل عام و أنتم بخير J
تأخرت قليلا ،، لا بأس المهم أن تكونوا بخير دوما ...
شكرا لكل من بعث إلي بحرف يشاكس فيه غيابي ،،
أنا أيضا أفتقدكم ،، و افتقدني بينكم ،، و أشتاقكم في كل لحظة من عمري ...
أرجو أن تحيطكم السعادة كما تحيطني ..
أتعلمون ،، بعد شهرين سأكمل سنة في هذا البلد الغالي على قلبي (الأردن) ،، ما زلت أتأقلم على فكرة تواجدي هنا ،، بعيدا عن بيتي وعائلتي ووطني ،،، لا أعني أني أعاني الغربة ،، فهنا بيتي أيضا و زوجي ،، هنا أيضا وطني ،، هي فقط حالة الانسلاخ البطيء ،، تؤلم قليلا ،، ترهق ،، تستفز أحيانا ..في النهاية سأغدو جزء من هنا الجديد عليَ كليةً ...
الوقت هنا متخم بالحياة ،، متخم بالمعنى ،، بالغاية التي تسمو على وجودنا البشري ،، لا أعلم أهو كذلك حقا أم هي رؤاي للأمور اختلفت بعض الشيء ؟..
أفتقد جدا هدوء (عرعر) ،، خاصة في مثل هذه الساعة ،، لكن الضجيج هنا بات مستأنس بالنسبة لي !! .. منذ قليل فتحت النوافذ لأنعم بانتعاش الصباح فسقط صوت الألعاب النارية للأطفال في أذني حتى كدت أسقط أرضا ،، ما الذي يوقظهم في هذا الوقت المبكر ؟؟..  في بداية تواجدي في (عمان) كان مثل هذا الموقف يبكيني ،، صراخ بائع الخضار ،، سيارة الغاز،، صياح الجارة على أطفالها،، حارس العمارة المستاء دوما من كل شيء،، يا الهي ما أكثر ما تقبلته في هذه المدينة التي لا تصمت !!..
أظنني بدأت أحبها،،، أحب تواجدي فيها ،، كلما ضقت منها هربت إليها ،، ألقي بنفسي في زحامها ،،أتوه ضمن مئات الوجوه التي تتصادم في شوارعها ،، أجاري أنفاسهم اللاهثة ،، خطواتهم المحمومة،، وحين تنهكني المسافة أرتاح على كرسي من خشب عمره ألف سنة في مقهى تغفو على جدرانه صور خلد التاريخ أصحابها ،، أتناول قهوتي بين أعينهم التي تشكك في تواجدي بينهم ،، و أعود إلى بيتي مشبعة بطاقة لحياة لا تنتهي وشهية لا حدود لها لكل شيء ..
والليل هنا حكاية أخرى ،، (عمان) كائن ليلي كما يقولون ،، لا شيء أجمل من السير على الأقدام في عمان ليلا ،، ليتني أستطيع وصفه لكم إنما هي متعة لا توصف في كلمات للأسف ...
هنا جمال لا انتهاء له ،، خاصة بوجود (راهن) زوجي وصديقي وحبيبي ،، أكان يكون لشيء معنى أو قيمة لولا راهن؟؟
لا أظن ،، كم أكرمني الله بهذا الرجل ،، أعتقد أنني اليوم فقط أستطيع التجرؤ بالتصريح علنا ( أنا سعيدة )..
أرجو من الله في هذه الأيام الكريمة أن تعرف السعادة طريقها إليكم و أن لا تغادركم ما حييتم ...
محبتي لكم
ناديا
السبت 27 يونيو 2015م
10:15 ص