السبت، يوليو 09، 2011

نساااااء للأسف ؟؟!!



كانت تنتحب بطريقة استفزتني جدا
تتساءل بيأس يثير الاشمئزاز بالنسبة لي
((لماذا أحبه ولا يشعر بي؟؟
لماذا أفعل كل شيء لأجله ولا يهتم؟؟؟))
دون أن أشعر وجدت نفسي أصرخ بها
لماذا نبقي قلوبنا وأشواقنا ودمائنا وحياتنا رهن رجل ؟؟؟
لماذا نحن كنساء غبيات إلى حد يثير الشفقة ؟؟
هذه هي لماذا التي يجب أن نقف عندها عزيزتي ....وقبل أن ترهقي نفسكِ بكل تلك التساؤلات فكري للحظة أيدرك ذاك المحبوب ما يعتريكِ ؟؟؟وإن أدرك أتراه يقدر كل هذه المشاعر المتدفقة لأجله؟؟؟
ناديا
الثلاثاء 5 يوليو 2011م
9:00مساء

طريق العودة




كانت تلاحق بعينيها تحركات قطتها المدللة وهي تتغنج أمامها,,,تغرس تركيزها بأكمله في تفاصيل تلك القطة,,في محاولة فاشلة لتحاشي الاصطدام بعبارات والدتها الموبخة لها ,,,
لكن صوت والدتها القاسي شتت كل تركيز في الكون...
توقفت عن متابعة قطتها و أدارت وجهها نحو والدتها لتلقي عطاياها ,,,
أغدقت عليها بالعطاء ,,,
((عاجبك هيك؟؟مبسوطه ع حالك؟؟دمرتي حياتك للمره الثالثه ..وبعدين مع عقلك الناقص؟؟شو اللي بدك تعمليه فيا؟؟جبتيلي الضغط والسكري الله يغضب عليكي ..الله يغضب عليكي))...
تناولت من على الصينية أمامها فنجان قهوة...ارتشفته دفعة واحدة...ثم قلبت الفنجان...ومدته إلى والدتها بابتسامة حزينة....
((ماما حبيبتي شوفيلي بختي ؟!!!))...
مسكين هو الفنجان تلقفه الجدار لينثره أشلاء ....
((هذا اللي دمرك برودك وبلادة روحك...ايمتى بس راح تحسي بالمسؤولية ؟؟الله يلعن الساعة اللي خلفتك فيها))...
توجهت نحو والدتها,,طبعت قبلة على رأسها وهمست
((ماما..أنا عن جد تعبانه وبدي ارتاح..أجلي هالحكي لبعدين))!!!
غادرت المكان وعبارات والدتها تحف خطواتها,,,,لم تصمت إلا حين أغلقت الباب خلفها....
أسندت ظهرها إلى باب بيتها...تنفست بعمق اختناقها....زفرت محتواها من القهر والضيم,,,,
تجولت عينيها لدقائق في المكان,,,منذ أسبوع حين وصلت بيتها كان المكان أشبه بخرابه موحشة,,اليوم بدأت ملامحه الجميلة تتضح,,,ابتسمت راضية عما أنجزته وحدها,,,,
((أنا بخير..كل شي راح ينتهي بسرعه..كل شي راح يكون زي ما بدي ))
كلمات رددتها بعلو صوتها لتكف أنياب الخوف عن نهش وجدانها....
فتحت جهاز الكمبيوتر ,,,ألقت نظرة على بريدها,,,لا يزال يشكو غيابك,,
((يا مسافر وحدك وفايتني
ليه تبعد عني وتشغلني...))
أخذت تغني مع نجاة بصوت بالكاد تتضح نبراته من بكائها,,,,
استأنفت ترتيب منزلها ,,,وبعد ساعات مرهقة ,,,تمددت على الأرضية مستسلمة تماما,,,مثقلة بذاكرة ملغومة بك,,,منذ صغرها لا شيء يريحها مثل التمدد على الأرضية بعشوائية تامة لتطالع بنهم السقف المزدحم بكم من الصور المبهمة...مع أن كل الأسقف تكون خالية إلا أنها تراها مليئة بهم؟!!....
منذ عرفتك...وأنت فقط من يملأ أسقفها ,,,,منذ عرفتك وصورك وحدها المتزاحمة على أسقف ترويك بصمت يليق بك,,,,
قصص,,,حكايات,,,مآسي,,,أفراح,,,ما أكثر ما تبوح به هذه الأسقف؟!!!
أخذت تنصت بروحها لما يرويه سقفها الصامت...مجرد رواية أنت محورها جعلها تغفو بأمان تام....
ومع غروب شمس النهار ...أشرقت عينيها بتكاسل...
ابتسمت لصورتك الغالية...ونهضت تستجدي فنجان قهوة يعيدها إلى عالم الأحياء....
صورة لمجموعة من المهرجين على الحائط أمامها ....
فنجان قهوة ينتظر شفتيها...
صمت صارخ احتضن عالمها ....
((ما نحن إلا مجموعة من المهرجين في مهزلة الحياة...فمن ترانا نُضحِك؟؟؟))...حقيقة آلمتها لحظة غادرت روحها....
توقفت عن التحديق في وجوههم البائسة...وأنهت انتظار فنجانها لتنفض الصمت بصوت تلاقي الفنجان بالطبق لحظة يعود من شفتيها....

تطايرت أفكارها في اتجاهات عشوائية كدخان سيجارتها ....
تناولت رواية ليوسف السباعي ((طريق العودة)) وبدأت تقرأ صفحة الإهداء...
لم تتمكن من تجاوز هذه الصفحة...

وضعت الكتاب على الطاولة المقابلة لها واستأنفت إحراق ذاتها من خلال سجائر ميتة مسبقا ....
توقفت عينيها رغم عنها على عنوان الرواية ((طريق العودة))
بقيت تحدق في العنوان ....
طال شرودها ....
((يا ترى فعلا في للعودة طريق بحياتي ؟؟!!))...
كان هو السؤال الوحيد الذي يشغلها عقب كل إخفاق في حياتها....
نهضت من مكانها ,,,,
جلست إلى مكتبها وأخذت تكتب إليه,,,ذاك الذي تستغيث به دوما منها....
انسابت الأحرف من بين أناملها بتلقائية تامة....
كعادتها حين تكون رسائلها إليه....
((أستاذي الحبيب
تحية مسائية طيبة أبعث بها إليك....
وكلي رجاء أن تصلك كلماتي وأنت في صفاء تام وهدوء أتم....
أستاذي الحبيب
هل تؤمن حقا أن في حياتنا يوجد طرق للعودة؟؟؟
أم أننا نحرق خلفنا كل الطرقات كي لا نهرب من مواصلة المشوار ؟؟؟
بالنسبة لي أعتقد أنني ما تركت يوم للعودة طريق خلفي ....
أتدري لست نادمة على ذلك ؟؟!!
لا تسألني عن السر الكامن خلف تصرفي المتهور ذاك...
فأنا ذاتي أجهله...
ستقول لي إن كنتِ مؤمنة بما تفعلين لما إذا ترهقينني بكِ؟؟
هذا السؤال أيضا لا أملك جواب عليه للأسف؟!!!
فقط أردت أن أفكر معك بصوت مرتفع كما أفعل دوما....
أستاذي الحبيب
لازلت أتخبط بمنتهى العشوائية ...
و لازلت غارقة في فوضويتي المظلمة....
ويبدو أن تخبطي وغرقي سيطولان كثيرا وأكثر مما أتوقع أو أتمنى....
أستاذي الحبيب.....))
توقفت عن الكتابة ....أضاعت ما كانت تريد قوله؟؟!!!
دائما تكون مليئة ببوح لا يوصف...
وحين تهم بإفراغ محتواها منها تفتقد الكلمات المناسبة؟؟؟!!!
يا إلهي ما أصعب هذا الموقف وخاصة على من هم مثلها...
أولئك الذين لا يجيدون سوى العزف على الكلمات ....
لا شيء يفوق خيانة اللغة ألم لمن لا يملك سواها وسيلة حياة.....
أمالت رأسها على الكرسي بأريحية تامة ,,,,
أغمضت عينيها بخشوع وتنفست بعمق,,,
وبقيت تردد بصوت هامس لا يهمها أن يصل سواها
((كل شي راح ينتهي بسرعة...كل شي راح يخلص ))......







ناديا الأحد 19 يونيو 2011م
10:13مساء

الكــــلاب الضـــالـــة



وعادوا يملئون الشوارع
نباحهم يهتك ستار الصمت
مخالبهم عطشى لجسد تنهشه
أعينهم تلمع في ليل حالك السواد
وأنا أقف على مفترق الطرقات
ملامحي واجمة
خطواتي مكبلة
حواسي مشلولة
يتنازع الخوف روحي
تفتك الحيرة بي
أي طريق ينقذني منهم؟؟؟؟
من كل الجهات يحيطون بي
خلف كل المنعطفات يتربصون بي
فأين المهرب منهم؟؟؟؟
لماذا تزدحم بهم الطرقات؟؟؟
ولما أتعثر بهم حيث توجهت؟؟؟
أغمضت عيني ...
رحت أبكي وأصرخ بعلو صوتي...
لكن صوتي لا يغادرني؟؟!!!
تسارعت خطواتهم نحوي....
تفاقم ضجيج نباحهم...
تزايد الشرر المتطاير من أعينهم....
اشتعلت أنفاسي....
فر الدم من عروقي ...
توقف قلبي للحظة.....
فتحت عيني لأصطدم بسقف غرفتي ؟!!!
وضعت يدي على صدري...
قلبي ينتفض بين أضلعي...
وحدها ضربات قلبي المتبقية من ذاك الكابوس المرعب....
حمدت الله كثيرا أنه حلم لا واقع....
يا إلهي كم أنهكني ذاك الكابوس المقيت....
أسرعت عيني تبحث عن الساعة....
عتمة المكان جعلتها خارج نطاق بصري...
نهضت بعنف ...
تعمدت التخبط بالأشياء حولي ؟؟!!!
كما لو أنني أتقصد إيذاء نفسي كي يثبت لي الألم أنني مستيقظة ....
أوردتي جافة جدا....
تلمست خطواتي في عتمة المكان حتى وجدت الماء....
انتصف الليل...
مات يوم وها هو يوم آخر يولد بغموض...
يبدو أنني نمت في منتصف الوقت بين الموت والميلاد....
لم أكن شاهدة على رحيل الأمس ولم أشهد قدوم اليوم...
لا بأس يكفي أن أكون من أهل هذا العهد الجديد....
أشعلت كل الأضواء لأقهر الظلام المحيط بي....
رفعت صوت المسجل لتطرد فيروز أشباح الصمت المرعبة...
أعددت القهوة لتلاشي رائحتها العطرة رائحة الذكريات المتعفنة هنا....
و بينما كنت أستمتع بفنجان قهوتي وصوت قيثارة الملائكة غافلتني صور الكابوس المشوهة....
سقط الفنجان من يدي...وعاد قلبي ينتفض في صدري....
هل الخوف المنتشر في جسدي مرده ذاك الكابوس فعلا؟؟؟
أم أن خوفي من واقع أحياه ؟؟؟
أتحتجز أسوار كابوسي تلك الكلاب الضالة ؟؟
أم أنها حرة طليقة في واقعي؟؟؟
من هم الكلاب الضالة؟؟؟
من أين ينبعون؟؟
كيف يمتلكون القدرة على الإطاحة بنا؟؟؟
أي سحر أسود يسيطرون به على أرواحنا وعقولنا؟؟؟
أسئلة كثيرة لا أجد لها إجابات ....
أهو ذنبهم؟؟
أم خطأنا؟؟؟
بقيت أتخبط بين هذه الأسئلة الشائكة ويدي تجمع قطع الفنجان المتناثرة على الأرض بحركة عصبية,,,
أنقذتني قطعة زجاج من تخبطي لحظة انغرست في يدي....
ما أجمل ألم الجسد....
ما أرحمه....


*****
***
*
لا أحد منا قادر على الهروب بنفسه من الجميع...
لا أحد منا يملك الانعزال التام عن المحيطين به ....
جميعنا مهما بلغنا من قوة نبقى أضعف من مواجهة الوحدة الشرسة...
مهما امتلكنا من مقومات على اختلاف مسمياتها ومحتوياتها نبقى أفقر من الاستغناء عن الآخرين.....
حاجتنا للغير ليست دليل على ضعف شخصياتنا وتمسكنا بهم ليس عيب فينا فهذه طبيعة بشرية جبلنا عليها مرغمين لا مريدين...
كلنا ولدنا هكذا
أرواح تتعطش للأمان
قلوب تتعطش للحب
عقول تتعطش للمعرفة
أجساد تتعطش للراحة
عطشنا لا شيء يرويه
لا شيء ينهيه
عطشنا هذا حق مشروع
لم تستنكره شريعة
ولم يحظره أي قانون
لكـــــــــــــــــــــــــــــــن
عندما تمتد لنا يد تحمل في ظاهرها قطرات تروينا
وفي باطنها غاية مسمومة قذرة
هل نلام حين نقبلها شاكرين؟؟؟
هل نعاقب على نوايا نجهلها ولا يعلمها إلا الله؟؟؟؟
أي ذنب لنا إن كان الارتواء خشية الموت هدفنا؟؟؟؟
أي جريمة هي جريمتنا ونحن بشر لا نرى إلا واجهة الصورة؟؟؟؟


******
***
*


نسير في طريق الحياة...خطواتنا مترددة...أهدافنا مشتتة ...طموحاتنا مقيدة....
نحاول قدر المستطاع تجنب التعثر...
نتحاشى الاصطدام بما يسقطنا...
مشوار الحياة مرهق...
ثقل الحمولة منهك....
وبينما نحن منشغلين بقطع أطول مسافة بأقل خسائر,,,
تلوح لنا من بعيد معالم أمل طال تضرعنا لبلوغه...
نتوقف بخشوع ...
نركز البصر...
أتراه سراب؟؟؟
وهم؟؟؟
أم أن دعواتنا استجابت ؟؟؟
ننصت بملأ حواسنا....
ترتسم على شفاهنا ابتسامة مترددة...
وحين نوقن حقيقة ما نراه...
نسرع ملقين بثقلنا في أحضان الأمل ....
نعلن له الخضوع التام؟!!!
نسلمه زمامنا طواعية ؟!!!!
نستسلم له ممتنين؟!!!!
ونبدأ محاولة مستميتة للارتواء منه؟؟!!!
نروي بالأمان أرواحنا؟!!!!
بالحب قلوبنا؟؟!!!
بالمعرفة عقولنا؟!!!
بالراحة أجسادنا؟!!!!
وفي لحظة لم ننتظرها ,,,
لم نتوقعها,,,
نشعر بتسرب شيء منا؟!!!
بقدر ما شربنا خسرنا؟؟!!!
شربنا أمان...خسرنا أرواح!!!!
شربنا حب...خسرنا قلوب!!!!
شربنا معرفة....خسرنا عقول!!!!
شربنا راحة....خسرنا أجساد!!!!
كل قطرة شربناها لنقتل ظمأنا قتلت فينا شيء.....
أعطتنا ارتواء وقتي محدود....
وأخذت جزء لا يمكن استرداده....
تتسارع الأحداث...
تتفاقم الخسائر....
نسقط مغشيا علينا لعظم ما فقدناه....
نحن من حرصنا على البقاء واقفين سقطنا؟؟!!!
نفيق بعد أن يكون الأمل قد تلاشى ....
لنجد أنفسنا عراة من كل شيء؟!!!
مجردين من كل شيء؟؟!!!
خاويين من كل شيء؟؟!!!
وندرك الحقيقة المرة بعد فوات الأوان....
ذاك الأمل احتضننا بعمق ليقذفنا من بين أحضانه بعد أن يسلبنا ذواتنا....
لم يكن أمل!!!!
بل كان مجرد كلب ضال,,,
واحد من قطيع الكلاب الضالة....
بيد يمنحوننا ترياق الحياة....
وبالأخرى يستردوا عطاياهم؟؟!!!!
يد تحيينا وأخرى تزهق أرواحنا؟؟!!!!


*****
***
*
ما أطوله طريق الحياة...
وما أكثر الكلاب الضالة التي تنتظرنا....
تتعدد مسمياتهم,,,تتنوع صورهم,,,تختلف لغاتهم وتتشكل صفاتهم بتلقائية....
يتخذون أماكنهم بعناية تامة...
ينتقون التوقيت باحترافية...
يصنعون كل الظروف اللازمة للإطاحة بضحيتهم....
تارة يكونون أب / أم ؟؟!!!
وتارة حبيب /حبيبة ؟؟؟
صديق /صديقة ؟؟؟
زوج / زوجة ؟؟؟؟
أخ / أخت؟؟؟؟
لا يهم من يكونون وقت يستلوا الحياة من بين أضلعنا,,,,
المهم أنهم ينجحون بذلك وبكل جدارة وبراعة؟؟!!!
ننكمش على ما تبقى لنا بصمت المصدوم....
نبقى لوقت طويل أسرى المفاجأة...
مذهولين ...
تشتت دهشتنا تركيزنا...
وبعد أن ندرك ما كان وما سيترتب عليه....
ننهض بدافع من كبرياء زائف...
نضرب على الأرض بخطوات نحسبها قوية بما يكفي لنكمل الطريق....
ونغامر بمواصلة المشوار ....
ونعيد ذات السيناريو...
لكن هذه المرة مع كلب ضال جديد...
ليصبح تاريخنا حافل ببطولات الكلاب الضالة...
ولتزدحم ذاكرتنا بكم لا يرحم منهم....
لتكون المحصلة النهائية لدينا وبكل فخر ....
تاريخ نتن وذاكرة أنتن ....


******
***
*


أعددت فنجان قهوة آخر,,,,وضمدت جرحي....
لكن جراح روحي ستظل نازفة حتى يشاء الله رحمتي من التعثر بهم....
قطيع الكلاب الضالـــــــــــــــــــة.....


ناديا
السبت 9 يوليو 2011م
2:42 فجرا