الأربعاء، يوليو 20، 2011

حكاية مكسورة



(أيها الساهر تغفو.. 

تذكر العهد.. و تصحو..
  و إذا ما التأم جرح جد بالتذكار جرح ..
فتعلم كيف تنسى و تعلم.. كيف تمحو)


  * * *
آه من تقلبات الدهر...

آه من دورة الزمن...

آه من لعبة الأيــــــــــام...

عجبت لبيتٍ كان بالأمس ملتقى الأحبة...

فصار اليوم خرابةٌ تنعق فيها الغربان...

كنا هنا ...

نجلس سويا...

نضحك ملأ قلوبنا...

تغني أرواحنا لحن أحببناه صغارا...

كنا هنا...

يعبق المكان بأصواتنا...

تردد الساعات همساتنا...

كنا هنا...

لاشيء يعكر صفونا...

لا هم يشغل قلوبنا ...

أقصى منانا أن نعود سريعا إلى هنا...

تسابق خطواتنا الريح...

نتنافس على أقرب مقعد لأمنا...

نتعاهد الصمت إذا نطقت شفتيها...

لتروي لنا قصة جديدة...

كنا هنا...

إخوة وأخوات...

أم و أب ...

يرفرف الفرح بأجنحته على عالمنا...

يروي الزمان عنا حكاية وفاء...

وغاب كل شيء...

ورحل الجميع...

وطارت الطيور تاركة عشها...

لتضل مهاجرة للأبد...

خلت المقاعد منهم...

وخلى المكان من صوتها...

أقفر البيت من خطاهم...

من همسهم ونجواهم...

و أغلقت جدرانه على بقايا أيامهم...

أسدلت ستائر الحرمان على نوافذ الغد...

كل شيء مضى حيث لا عودة...

لا شيء هنا يخبر عنهم...

سوى صور بقيت على الجدران وفية ...

و آثار أناملهم على الأكواب ..على الأطباق...

آثارهم المنسية...

و أصبحوا حكاية تروى على شفاه عجوز في

الحي....

تجلس دوما على زاوية الطريق...

تروي للمارة قصة بيت كان ذات يوم للحب وطن...

فأضحى أطلالا مندثرة...

وتمضي الأيام ...

وتضل الحكاية مكسورة على شفتيها...

و يدها المتعبة تشير للناس ذاك هو البيت...

*************
ناديا
2009م








هناك تعليق واحد:

  1. لوحات فنية رسمت بقلم مبدع وفكر خلاق شكرا لك تحياتي...

    ردحذف