الأربعاء، يوليو 20، 2011

السقوط الأبدي!!!



ثلاثون عام قضت بين يأس ورجاء
تُرهق الأحزان كاهلي
وفي الدرب  بقية أخالها طويلة
هكذا الأشقياء يجرعون كأس الحياة حد الثمالة
ثلاثون عاما  في هروب 
من وجه الأمس المخيف
من تفاصيل الغد المشوهة
من عذابات يوم لا تنفك تُتخم تاريخي هزائماً
على ذات الطريق تسير خطواتي
أجرها مرغمة وبالكاد تحملني
مملوءة طريقي بحفر عميقة
يتتالى السقوط
و تتعاقب بعده محاولات نهوض تستتر
خلف شجاعة الأنا الوقتية
ليعود للسقوط من جديد صوت يملأ الفضاء
وبين سقوط عميق
ونهوض وقتي
تتلاشى أيامي
تحتضر آمالي
ثلاثون عاما وسراب الأمل يحدوني لحلم ينقذني
أجاهد الألم والنفس أمنيها أن اصبري فالنهاية أوشكت
كاد الحلم أن يصير حقيقة
والأمل يا نفسُ حان بلوغه
لكن السراب لا يُدرك
والحلم أجبن من أن يغادر خيالاتنا
ثلاثون عاما والدرب يطول
والخطوات تمضي
على عكاز الصبر تتكئ بقايا أنفاسي
وسُوسَةُ الخديعة تلتهم عكازي
وسيكون للسقوط هذه المرة هيبة ملك
ولن يعود للنهوض قوة تسعفه
سيضيع الدرب مني
وتفقد السراب عيناي
ولا يعود لي سوى الاستكانة والخضوع
لأتأمل الصمت المهيب
في أعماق تلك الحفرة المظلمة
الخالية من كل شيء
وحينها سأوقن جدا أن الركض خلف سراب
 غباء 
والإيمان بالأحلام كفر
وفي غمرة نشوتي بواقع مأساتي
يترامى إلى سمعي همس يبحر من بعيد
يردد ترانيم كلمات أعشقها
أحفظها وترويني
لشاعرة ذات يوم تجردت من كل ما يعتريها
من كل ما يسكنها ويحتويها
ويردد صدى صمتي ذاك الهمس الذي أشقاني

*((عفتُ طُموحي وبحثي الطويلْ

عن الخيرِ, والحبِّ, والمُثلِ العاليهْ

وحقّرتُ سعيي إلى عالمٍ مستحيلْ

فخلفَ انخداعيَ تنتظرُ الهاويهْ

وعفتُ جنوني القديمَ وعفتُ الجديدْ

وأودعتهُ في مكانٍ بعيدْ

دفنتُ به رَغَباتِ البشرْ

وسمّيتهُ جنة الواهمين

ستمضي السنينْ

لماذا أُحسُّ الأسى والضَّجَرْ,

وكفُّ المطَرْ

تلفُّ على عنقي المختنقْ

حبالَ الفِكرْ?

وأينَ أسيرُ وقلبي النزقْ

هنالكَ ما زالَ, لا يبرُدُ

ولا يحترقْ

كقلبِ أبي الهولِ. أين الغدُ?

أُحسُّ حياتي تذوبْ

قفي لحظةً واحدهْ

ولا تَسحبي يَدكِ الباردهْ

فأغنيةُ الهاويهْ

تُهِيبُ بأقداميَ الشاردهْ

وتَلوي الدروبْ

قفي لحظةً يا حبالَ الحياهْ

ولا تتركيني هنا

معلقةً بالفراغِ الرهيبْ

فأمسي القريبْ

تلاشى على آخرِ المنحنى

وظلُّ غدي

تَلثَّمَ, أُوّاهُ لو أهتدي

قفي لحظةً واحدهْ

ولا تَسحبي يَدَكِ الباردهْ

فأغنيةُ الهاويهْ

تردّدها الأنفسُ الجانيهْ

تكرّرُها في جُنونْ

على سمعيَ المُجهَدِ

تكرّرُها لم يَعُدْ لي سكونْ

أكادُ أسيرُ إلى الهاويهْ

مع السائرينْ

وأدفِنُ آخرَ أحلاميهْ

وأنسى غدي))......
* نازك الملائكة
ناديا
25 آب 2010 م





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق