الأربعاء، يوليو 20، 2011

بريق زائف



بالأمس ذهبت للتسوق
مضى وقت طويل لم أتسوق فيه
لست من هواة التسوق كثيرا
بالكاد كنت أذهب عندما أحتاج لشراء شيء مهم جدا
وعندما أذهب لا أتسكع في المحلات
أكتفي بشراء ما جئت لأجله وأعود
لكن هذه المرة لم يكن لي حاجة معينة أقصد شراءها
هذه المرة قررت التسكع!!!!
وبما أنني من هواة التحف كانت محلات التحف وجهتي
بينما كنت أتسكع بين محل وآخر دخلت لمحل لفتت انتباهي فيه تحفة رائعة جدا
أبهرتني بجمالها
عندما سألت البائع عن ثمنها وجدتها غالية جدا فوق ما توقعت
ولكنها أعجبتني لذا فالثمن بالنسبة لي تحصيل حاصل
طيلة عمري لا أذكر أني ناقشت سعر شيء أعجبني
حتى أنني لا أذكر يوما فاصلت الباعة في الأسعار
وصلت مكتبي متأخرة بسبب السوق
وكعادتها سكرتيرتي الجميلة استقبلتني بفنجان القهوة الذي ينعشني من يديها الرقيقتين
وبينما كنت أتناول القهوة وأتأمل جمال تحفتي فوجئت بشيء لم أنتظره
التحفة مشوهة جدا !!!!!
يا الهي
كيف لم ألحظ التشوه الذي يملأها ؟؟!!!
دخلت إحدى الموظفات علي وسألتني (ما لك أستاذة ناديا؟؟)
أخبرتها عن ما حدث
فضحكت وقالت
(يا مديرتي الغالية الحياة مليانه شغلات تبهرنا من بعيد وبنموت لحتى نوصلها ولما بتصير قريبة منا بنكتشف لاي درجه هيي مشوهه..لاتهتمي كتير بهيك شي وصدقيني موكل شي بيلمع دهب)
غادرت وتركتني في صدام مع كلماتها الواقعية
عباراتها ذكرتني بخالي رحمه الله
يوما قال لي
((ياخالو لا تتطلعي بالشمس لوقت طويل حتى ما ينخطف بصرك..الشمس يا خالو حلوه كتير طول ماهيي بعيده ))
طلبت من سكرتيرتي الحبيبة وضع التحفة المشوهة على المكتب أمامي لتبقى درسا لا أنساه

((جمال الشيء في بعده..قرب الأشياء منا يفقدها روعتها ويجعلها عارية أمامنا لدرجة التشوه))..

ضحكت من قلبي لأني تذكرتك يا رجل شدني نوره وطغيان حضوره...
كم كنت مأخوذة بروعة تفاصيلك..
مبهورة بدقة تكوينك...
وعندما وقفت وجها لوجه أمامك..
أبكاني تشوهك؟!!
آلمتني بشاعتك....

ليتني تركتك حيث أنت في سماءك العالية
ليتني ما تجاوزت وصايا خالي
ليتني ما عرفتك على حقيقتك

ناديا
8 أكتوبر 2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق