السبت، ديسمبر 04، 2010

قلوب برسم البيع؟!!!

قلوب برسم البيع!!...

*******
*******

تزوجا....بعد وقت حصل الطلاق!!

حبيبان فجأة يفترقان!!بعد قصة حب لا

توصف....

**********
**********
كلمات نسمعها كثيراً..معاناة تواجهنا يوميا..
كنساء نعتبرها جريمة...
أن نحب بكل ذرة من وجودنا...

ثم يدير الرجل ظهره لنا!!..كارثة بكل المقاييس..

بينما الرجال يرون الموضوع ببساطة...

أحب إمرأة فوجدها بعد وقت لا تناسبه...

رحل بهدوء!!...

********
********

لماذا نختلف في تقبلنا للموضوع كنساء

ورجال؟؟...

منذ سنوات كنت أنظر لهذا الموضوع بطريقة

مختلفة....كنت أرى أن نهاية أي علاقة حب

شيء مأساوي جدا على جميع الأصعدة...

بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى نهاية

 كهذه...مجرد افتراق الطرفين فكرة لا يقبلها

عقلي مطلقاً...
*********
*********


ذات يوم تحطم فؤادي لفراق حبيب...

أصبحت سنوات العمر من بعده مجرد أيام لا

 أعرفها...لم تفارق الدموع عيناي يوما بعد

رحيله..لم تعرف شفتاي الابتسامة أبدا منذ فراقه


واليوم وبعد رحيل كل هذه السنوات من عمري...

مازلت أذكره ولكن بدون دموع...

اليوم أصبحت أقف على مشارف الذكرى

أبتسم لكل لحظة عشتها يوما..وحسرة تغتال
روحي

لأني  ضيعت من عمري سنوات لن تعود من أجل

وهم لا أكثر...
********
********
عندما رحل اعتبرته مجرما..خائن..جاحد..

وفي نظري أصبح كل الرجال مشوهين جدا...

لكن الآن..أعتقد أن الحب ربما يولد في لحظة...

وربما يعيش لسنوات...لكن من يضمن
مشاعره؟؟..

قد نصحو ذات صباح فننظر لمن عاشرناه ...

ونشعر أنه غريبا عنا!!...

بعيدا كل البعد عن قلوبنا...

حينها نصل إلى  قرار الفراق الذي لابد منه..

كي لا تموت عواطفنا من  برودة التواصل...

ولكن ربما لا يتقبل الطرف الآخر هذا الشيء..

وربما يعتبره جريمة في حق مشاعره..

و جحود لتضحيات قام بها...

وغيره الكثير من عبارات اللوم والعتاب...
 
********
********

لو سألنا أنفسنا هل الفراق مهما كان مؤلما

أفضل..أم الإستمرار مع إنسان عجز عن التواصل

معنا؟؟...

هل وجع سنة أهون أم معاناة عمر بأكمله؟؟...

لو رحلنا قد نجد فرصة أخرى مع شخصا آخر...

لكن لو بقينا ماذا سنكسب؟؟..

لا شيء سوى ألم وحزن وتعاسة لن تنتهي أبدا..

النضال من أجل قضية كهذه هزيمة...

الاستماتة في الحفاظ على قلب صد عنا خيانة

لكرامتنا..خذلان لإنسانيتنا..
قلوبنا أغلى من أن توضع برسم البيع...

******
******

همسة لآدم...
((لا تكن جبانا..إن مات حبها في قلبك..أخبرها..لا تجعلها مجرد نزيلة في قلبك..لا تجعل من قلبك فندقا يحتوي ألف حجرة..لأنك ذات يوم ستجد فندقك خاويا ..تلعب رياح الوحدة في زواياه..))

**********
*********

همسة لحواء...
((لا تثقي كثيرا بقلوب الرجال..فقلوب الرجال طيورا مهاجرة..لا تعرف الإنتماء لأرض..ولا تتقن الوفاء لسماء...إن حان موسم الهجرة ودعيه بابتسامة..فهو من البداية ليس لكي..وتأكدي أن هناك طيورا قادمة..)))
********
********
ويبقى الحب دوما أصعب من أن نفهمه...وتضل قلوبنا أبدا خارج حدود الإدراك ...
نــــــاديــــــا

الجمعة، ديسمبر 03، 2010

دعوني بسلام

الخوف
كلمة سمعتها كثيرا
إحساس سألني عنه أغلب الناس
((ألا تخافين وحدكِ؟؟))

وقتها كنت أجيبهم بابتسامة ثقة تنير وجهي
((أنا بخوف ما بخاف))

ما خطر لي أبدا أن يجيء هذا اليوم
اليوم الذي ترتعش فيه كل ذرة مني خوفا ؟؟!!!

هجروني طفلة
مات خالي
رحل أبي
سلبوني أحلامي
قتلوا طموحاتي
حرموني أمومتي
حطموا حياتي
جردوني من كل شيء
ورغم كل ذلك لم يمس الخوف قلبي للحظة

ألف حرب وحرب خضتها
ألف هزيمة وهزيمة عايشتها
ألف انكسار وانكسار تقبلته
ورغم كل ذلك لم يعرف الخوف طريقه لي


اليوم الجمعة الثالث من ديسمبر لعام 2010م
وفي تمام الثانية والنصف من فجر هذا اليوم
وفي هذه اللحظة
ومع هذا الحرف
أعلنها بكامل وعيي وبآخر أنفاس الشجاعة لدي
أنا خائــــــــــــــــفة!!!!!!!!!!!!
نعم
أنا خائفة
خائفة جدا

ذات زمن والله ما عدت أذكره وجدت نفسي دون وعي مني
أنسحب بهدوء من العالم المحيط بي
التجأ للعزلة
في بداية الأمر كانت عزلتي روحية بحتة
فكرية حد النخاع
جعلت روحي في معزل تام عنهم
أقضي وقتي معهم جسدا بلا روح...بلا عقل
حواسي بأكملها ممنوعة من التعاطي معهم
أقمت أسوار شائكة بينهم وبين أفكاري
عقلي في منأى عن ضوضاء تخبطهم
شيئا فشيء وجدت الحاجز بيني وبين العالم الخارجي يعلو
ومن حيث لا أشعر ضاعت آخر خيوط الوهم التي تربطني بهم
حتى جسدي انضم لروحي وعقلي في تلك المقاطعة
وبين ليلة وضحاها ما عدت قادرة على تجاوز تلك الأسوار الشائكة بيني وبينهم


والدتي غاضبة جدا لأني أرفض الزواج
أختي غاضبة جدا لأني أرفض الخروج من بيتي
سكرتيرتي وصديقتي الوحيدة غاضبة جدا لأني استقلت من عملي
أستاذي الحبيب غاضب جدا من طريقة تفكيري و عشوائية تصرفاتي

يا إلهي من هذا الكم الهائل من الغضب الذي يترصد بي
حرائق لا أطيق لهيبها
ما أشقاني بهم

أتمنى لو أني قادرة على مداراة غضبهم
ليتني أملك القوة لأستبدل ذاك الغضب برضاهم التام
لكن الأمر ليس بيدي

يا أنتم
رفقا بي
رفقا بروحي فما أنا إلا بشر
ما أنا إلا كيان مزقه الزمن
وقتلتموه بجهلكم
يا أنتم
لا شيء يمنعني من بلوغ رضاكم سوى الخوف
نعم الخوف
أرفض الزواج لأني أخاف الفشل من جديد
لأني لا أملك شيئا أقدمه لأي رجل
أرفض الخروج من بيتي لأني أخاف الطرقات المظلمة المليئة بالخفافيش
أخاف المنعطفات العبقة بالعفن
أرفض العودة إلى عملي لأني أخاف كاميرا جديدة ترصدني
أخاف خيانة جديدة تخذلني
أرفض التفكير بعقلانية لأني أخاف الفجوة السحيقة التي ستفصل بين ما أقتنع به من الواقع وما أرفضه لأني لا أريده
أرفض التصرف بمنطقية لأني أخاف أن لا أعرفني
أخاف أن لا أشبهني

  
 الخوف وحده ما يمنحني مناعة تامة ضد العيش بشكل بشري لا أكثر
الخوف هو القيد الذي يكبلني عن اللحاق ببقايا الأمل
الخوف هو من يجعلني أخسركم وأخسرني

والله صرت أخاف حتى من أحرفي التي تغادرني
فلما تلومون وتعتبون
لما تستنكرون تصرفاتي
وتثورون لصمتي
لما تحاسبون من لا حول لها ولا قوة
وتنسوا محاسبة من زرع الخوف في أوردتي وشراييني ؟؟؟؟

لا شيء لكم عندي
قضيتكم ليست معي
قضيتكم مع الخوف الذي يسكنني
دعوني وشأني
كفاني تلك الحرب التي أخوضها معي
لست حمل حرب معكم
دعوني لخوفي
لأنتهي بسلام
بصمت
الخوف أصبح قدري
ولا أحد يهرب من قدره
ناديا
3 ديسمبر 2010م

الخميس، ديسمبر 02، 2010

كم يشبه عشقي لك فيروز

مضى وقت على فراقنا
قد يبدو ذاك الفراق نهائيا
لكن لا أعتقد ذلك
فبرغم المسافة التي تتسع كل لحظة بيني وبينك
إلا أن عشقي لك يعاكسها في الاتجاه
فكلما زاد البعد يوم
زاد عشقي لك ألف سنة
أتعلم يا أنت
قبل دقائق كنت أستمع لأغنية فيروز الجديدة
(قصة صغيره كتير)
فيروز
ذاك الصوت الملائكي الذي تربيت عليه
أنفاسها رافقتني  منذ تعلمت أبجديات الحياة
صوتها يحمل لي رائحة ذاك الزمن الحبيب
يجعلني أنتشي بعطر خالي رحمه الله
رغم كل هذه السنوات مازال صوت فيروز أصيلا بأصالة ذكرياتنا
وكل يوم يزداد أصالة وشموخ
كذلك هو حبك المعتق في أوردتي
كلما مضت من العمر لحظة
تعمق غرامك في روحي
وجودك راسخ في ذاكرتي

يا أنت
لا تعتقد أنني يوما سأتجرد منك
أو أني لأي سبب كان سأتنكر لولائي لك
برغم تجاهلك
برغم تناسيك
برغم قسوتك المفرطة
حبي لك أقوى من طفرات الرجل الشرقي التي تفاجئني بها عواطفك

منذ كان وداعنا الذي أرغمت عليه
وأنا أتلمس أخبارك
أتابع خطواتك
أراقبك دون أن تشعر
أحاول المحافظة على مسافة تمنع قلبك من رصد أشواقي
كلما مررت بمكان كنت فيه
أتنفسك يا عطر الوجود
ما أصعب أن يخلو الكون منك
وما أشقاني لولا أجدك

سأعد الآن فنجان القهوة
وأستمتع بصوت فيروز
وأستمتع بعشقك
وأتساءل بلهفة
أتراه يتنفسني؟؟؟
أم أنه أضاع دربا تحمله نحوي؟؟؟
وأتذكر عهدك
(((لا يتابعك أحدا  بالوجود أكثر مني)))
فيطمئن قلبي وقتها
لأني أعرفك
وفيا للعهد
لن تجهل دربي أبدا
ولن أتوقف عن ممارستك أبدا
ناديا
2 ديسمبر 2010م

حب من خلف الستار

ومازلت أمارس حبك خفية عنك....
أتلذذ في وقوفي على بابك بحثا عن نسمة هواء تحملك إلي...
جميل هو الحب من بعيد...
و أجمل منه ألم شوقي إليك!!...
يقولون العذاب غريزة مرتبطة بالحب!!...
و أقول أنا أن البعد يخلد الحب...
يُمَكِنُك مني رغما عني...
ربما شقائي في حبك هو سبب حبي لك...
ساعات كثيرة أسأل نفسي هل سأحبك بذات الدرجة لو نعمت بك؟؟...
ربما نعم وربما لا..من يدري..لكن ما أعلمه جيدا أنني أحبك لأني أحتاجك كي أستطيع الحياة...
.................
................
ناديا 24-نوفمبر-2009
الثلاثاء الساعة 10:17مساءً..



الأربعاء، ديسمبر 01، 2010

صورة بلا برواز


صورةٌ بلا برواز
...................
..................
يقول لي مازلت أنتظر
أن تكتمل الصورة
لتليق بالبرواز
وقتها ستكون أجمل
ستكون أكمل
وبصمت أتابعه
متشوق هو ليثبت صدق نبوءته
ومشفقة أنا عليه من خيبة ظنه
لن تكتمل
فالبرواز لا يليق بالصورة
وأنت لم تحسن التقدير
صورتي من ذهبٌ صغتها
وبروازك الذي أتيت لي به
من ورق صنعوه
أتعانق الأرض نجوم السماء؟؟؟
أم تليق المهانة بالكبرياء؟؟؟
ستبقى الصورة سيدي بلا برواز
وسيذوي البرواز في الأمس السحيق
وستبقى أنت
تساءل نفسك
كيف أخطأت التقدير؟؟
((إلى أستاذي الحبيب..رغم القهر أنت مني))
ناديا
4 سبتمبر 2010م

بسمة في وجه زمن عبوس





بسمة في وجه زمن عبوس


مهما كبرنا
يظل في دواخلنا طفل يتوق للحياة
مهما تراكمت همومنا في القلوب
وتكدست احباطاتنا في الروح
يبقى ذاك الطفل متعطشا للفرح
ينبش بكل قواه
كي يخرج من تحت الركام
ولأن الأطفال لا يعرفون التراجع
يكون النصر دوما حليفهم


ربما ننسى أبجديات الفرح
و تتوه منا معطيات السعادة
إلا أن الطفل الذي فينا يسرق من أنياب الأيام فرحة يتيمة
يرسم بشقاوة إبتسامة على وجه الزمن العبوس

يظل يلهو
يضحك ويغني
اللا مبالاة هي دستوره
اللحظة فقط هي عالمه

ومع أنها ليست سوى لحظات
إلا أنها كفيلة بتهدئة الجروح
بمنح الأمل فينا قبلة الحياة

ليتنا نبقى أطفالا عابثين
لا يعرفون للخوف وجود
لا تحمل ملامحهم بصمات الألم

لكن يقظة الطفل فينا مقيدة بشروط!!!!


31 آب 2010 م

للذكرى

للذكرى سأكتب لك ..كلمات امرأة عشقتك لآخر نبضات الحروف....
للذكرى سأمنحك بعضا مني...سطورا ستخلد حبي ورغم يئس السنين ستبقى بين يديك...
عندما تعصف بك الأشواق نحوي...
ويضعفك الحنين إلـــي...
ستجدني ها هنا...بين النقاط ..
على همساتي إليك...
عندما تقرأني...
حاول أن تشعر بي ...
فهناك حرفا كتبته بدمي...
وذاك سطرٌ لاشته دموعي...
وثمة جملةٍ إنتفض لها جسدي ساعتها...
كلما عرتني كتاباتي أمامك دفني بأحضانك...
يا حبا حرمني منه القدر ...
لا تعتقد أني أنتقي العبارات ..و أفلتر المصطلحات...
فبوحي وليد معاناتي...
وما من حرف يغادرني إلا بشيء مني...
بعض الحروف هبة من السماء...
وحروفي أنا قيودا من جحيم...تمزق روحي كي تهرب إليك..تشكو لك أسرها الذي طال في شفتي...
تنوح من يتمها بين خلجات الفؤاد لدي...
لست أدري لما دوما تبحث عنك...
ولا يهمني أن أفهم شوقها لعينيك...
كل ما يشغلني شيئا واحد...
كيف أني أكتبك بدمي ...
أنزفك حد الإحتضار...
ورغم ذلك ما زلت تنبض في أوردتي!!...
ناديا 23-نوفمبر-2009

خلف جدران النسيان


ينهض كل صباح بنشاط...يخرج متأنقا جدا...

من يراه يعتقد للوهلة الأولى أنه ذاهب إلى موعدٍ

هام..يسير بخطوات رشيقة متحديا ستين عاما

من الشقاء...

.............
.............

ويعود في المساء..مطأطأً رأسه..يجر خطواته جرا

خيبة الأمل تجلس بكل غرور على ملامحه

يأس الكون بأكمله يسدل ستائره على عينين

تملأهما الدموع...

..................
...................

هذه حاله منذ سنوات..جيرانه لم يشغلوا أنفسهم

يوما بمعرفة سر هذا الرجل...

إلا هي ..فتاة العشرين عاما التي سكنت في البناية

المقابلة لمنزله منذ شهرين...

كانت تراقبه بهدوء كل صباح وهي تتناول قهوتها

على شرفة منزلها..وعند المساء تكون شاهدا على

هزيمته..عجبت كثيرا من التفاوت الغريب في

حاله بين صباح ومساء....

وقررت أن تعرف سر هذا الغريب...

.............
.............

وكان صباح اليوم التالي...

وكالعادة يخرج هو وسعادة الكون تحلق به

تبعته دون أن يشعر..حاولت أن تماشي خطواته

دون أن ينتبه لتطفلها...

توقف فجأة أمام بناية كبيرة..رفع يديه إلى السماء

وبدء يتلو دعاء بصوتٍ منكسر...

ثم أخذ نفسا عميقا وابتسم بأريحيةٍ تامة...

صعد درجات قادته إلى داخل المبنى...

رفعت بصرها تبحث عن ما يدلها على هوية

المكان..((البريـــــــــــــد))..

إذا هذا مبنى البريد..ولكن ماذا يفعل هنا؟؟..

أيعقل أنه يعمل هنا؟؟لا طبعا فهو على الأرجح

أصبح متقاعدا الآن..

كم هائل من الأسئلة يتصارع داخلها...

جلست على الأرض تنتظر خروجه...

ومضت ساعة تلو ساعة ومازال في الداخل...

علا صوت المؤذن ينادي لصلاة الظهر...

فخرج الموظفون للصلاة...

إلا هو لم يكن معهم...

سارت بخطوات مضطربة إلى داخل المبنى...

كل المكاتب خالية..الهدوء يملأ المكان...

وعندما أقفلت راحلة بعدما يئست من العثور

عليه ترامى إلى مسامعها صوت بكاء يمزق

نياط القلب..أخذت تبحث عن مصدر الصوت

فقادتها قدماها إلى غرفة صناديق البريد...

هالها ما رأته..كان هناك يجلس على سجادة

الصلاة يرفع يديه للسماء..بكاؤه يخنق كلماته

تملأه العبرة وهو يتوسل لله...

لم تتمالك نفسها فكانت الدموع وسيلتها للتعبير

عن حزن سكنها لألمه الذي لم تعرف سببه...

انتبه لوجودها فأنهى صلاته وإلتفت نحوها...

:-من أنتي؟؟..

:_أنا إيمان أسكن في البناية المقابلة لمنزلك..

:_ماذا تفعلين هنا الموظفون في الصلاة الآن

عودي لاحقا لتستلمي بريدك..

:-لكنني لا أنتظر رسائل من أحد..

:_إذا لما أنتي هنا؟؟..

:_بسببك..لحقت بك لأعرف سرك..

نهض من مكانه..وسار إلى الصالة الرئيسية

تبعته وجلست إلى جواره على مقاعد الاستقبال...

وخلال دقائق كان المكان يزدحم بالموظفين

والمراجعين..بقي هو صامتا يقلب بصره بين

الباب وساعة معلقة على الجدار أمامه...

كانت هي تلاحق عيناه بصمت...

ودقت الساعة الثانية ظهرا..لتعلن إنتهاء يوم وظيفي

نهض من على مقعده..وأغلق أزرار معطفه

وخرج من مكتب البريد..لحقت به وقد رأت على

وجهه ذات الأسى الذي تراه كل يوم عند عودته...

حاولت أن تتحدث إليه لتفهم ما لذي يحدث

:-يا عم ماذا تفعل كل يوم هنا؟؟..

أنت لست موظفا هنا فما الذي يأتي بك يوميا

إلى هذا المكان؟؟..

لم تكن توسلاتها إليه كافية لجعله يخترق

حاجز الصمت الذي يحيط عالمه منذ سنوات

بقيت خطواتها ترافق خطواته حتى وصل

إلى منزله..حينها أيقنت أنه لن يعيرها

إهتمام..تركته وتوجهت إلى منزلها..

:-ألا تريدين معرفة سري؟؟..

جاءها صوته بشيرا لنهاية لغزا حيرها

لم تجبه بل سارعت باللحاق به كل ما يشغلها

أن تعرف حكاية مشواره الغريب...

فتح الباب بيدين ترتعش..

:-تفضلي بالدخول..

دلفت إلى بهوا واسعٌ جدا..كل شيء في

منزله يوحي بثراء فاحش..أثاث فخم..

لوحات..نثريات كل ما هنا يدل على عراقة

صاحب المنزل..

جلست على أحد المقاعد..بينما دخل هو إحدى

الغرف..وبعد بضع دقائق عاد إليها يحمل في

يديه ألبوم صور...

ألقاه في حجرها..وجلس على مقعد مجاور لها

:-ها هو سبب ذهابي للبريد كل يوم..

فتحت الألبوم و أخذت تقلب صفحاته

صورا كثيرة تملأه..كانت كلها لشابان وفتاة..

:-أبناؤك؟؟...

:-نعم يا صغيرتي..أبنائي رحلوا منذ سنوات

لم أعرف عنهم شيئا من حينها..حاولت الإتصال

بهم فخاب مسعاي..بحثت عنهم كثيرا فما

عرفت لهم طريقا..وعندما يئست في

العثور عليهم أصبحت أتردد على مكتب البريد

كل يوم فربما تصلني رسالة من أحدهم..

هم يعرفون العنوان جيدا بينما أنا لا أعرف

لهم عنوان..

:-ولكن أين ذهبوا؟؟..ألم يخبروك؟؟..

:-بلى يا صغيرتي..أخبروني أنهم سيسافرون

إلى الخارج بحثا عن حياة أفضل مع أنني لم

أجعلهم يوما بحاجة لشيء..لكن لا فائدة كان

السفر فكرة تسيطر عليهم لم أستطع منعهم

الفتاة تزوجت من صديق أخويها المقرب

ورحلت معهم..وعدوني أن يعودوا

بعد سنتين..وجرت السنتين عشر

سنوات بعدها ولم أعرف عنهم شيئا

في البداية كانوا يتصلون بي ويرسلون

لي رسائل ولكنهم إنقطعوا بعد سفرهم

بسنة ومن حينها و أنا أنتظر عودتهم..

أو حتى رسالة تجعل قلبي يطمئن عليهم..

ولكن لا فائدة ..لا هم عادوا ولا رسائلهم

تعرف طريقا إلى صندوق البريد...

كل يوم أذهب إلى مكتب البريد..و أجلس هناك

حتى ينتهي الدوام ربما تصل رسالة في أي

لحظة ..من يدري ربما سيرسلون لي ذات يوم..

.......................
.......................

أغلقت ألبوم الصور ووضعته على الطاولة..

ثم غادرت المكان وهي لا تجد كلمات تواسي

بها رجلا ينتظر رسالة من أبناء جاحدين

عادت إلى منزلها تكاد تختنق من مشاعر

تجتاح كيانها...

جلست في شرفة منزلها تنظر لبيت الرجل

المسكين..تعلم أنه سيمضي في الغد إلى مشواره

المعتاد..يبحث في صندوق البريد عن رسالة

ينظر إلى الأرض ربما سقطت الرسالة هنا

هو يعلم في أعماق ذاته أن الصندوق خاوي

لكنه يمني نفسه لربما هناك ثمة رسالة ...

وتعود يده خاوية لا شيء فيها سوى تراب علق

عليها من جدران صندوق نسيه ساعي البريد

........................
........................


إلى من أضـــــــــــــــــــــاع عنواني....

ديسمبر 2009م