الخميس، أبريل 11، 2013

خيال شاعر


كم أشتاق للقراءة لك بعيدا عنك...
منذ أحببتك وأنا أفتقد الشاعر فيك!!!
تخيل ،، أنا من تعشق حرفك لا تقرأه؟؟؟؟
القراءة لك تقتلني !!
كلما غامرت بعبور قصيدة لك تنفجر بي أحرفك ..
تبعثرني أشلاء مشوهة...
فلا يعود أحد قادر على جمعي ...
لذا توقفت منذ زمن عن المغامرة ...
لكن صدفة موجعة تجعلني أتعثر بأشعارك  من حيث لا أريد...
فأقف مشلولة عاجزة عن الحركة،،
على  الحد ما بين موتي وحياتي ...
خطوة  واحدة تقف بيني وبين النهاية...
وتلوح أنت لي من بعيد...
بيني وبينك  قصائدك الملغومة...
أمد يدي إليك،،
أستغيث بك..
لكنك لا تغيثني ؟؟؟!!!!
تمضي بعيدا عني...
وتترك لي أعذارك
((  ما قصائدي إلا خيال شاعر))؟؟!!!
أعذارك يا شاعري لا تنقذني...
تقول لي  // خيال شاعر //؟؟؟
فهل علمت أن خيالك قاتلي ؟؟؟؟
ناديا الشراري
الخميس 11 إبريل 2013م
07:15 ص
((يا شاعري   الجميل
حرفك يستفزني...ضع لحرفك حد.. فلست ندا لجنوني...))

الأربعاء، أبريل 10، 2013

فنجان قهوة ،، نخب فراقك!!



تعال نشرب ( نخب ) ..!!

فرقاك فنجال ..!!

على رصيف البعد ..!!

فنجال سادة ..!

// الشاعر العذب  محمد سعود النواق الشراري //...



دعني أحتسي المزيد ..ما زلت أشعر بالخدر التام في أحاسيسي..
أريد أن أكون يقظة جدا .. أريد أن أشعر بتفاصيل انسلاخك مني ..
دعني أحتسي المزيد ... لا أريد أن تخلو ذاكرتي  من هذه اللحظات الخالدة  ..
لا أريد أن أستيقظ بعدك وأنا لا أذكر شيء ...
دعني أحتسي المزيد.. هذا الهذيان يفقدني الشعور بي.. يخدرني .. و أنا احتاجني الآن بشدة...
لا تحرمني  ألم فقدك... أنت بي منذ زمن .. فكيف تريد أن تغادرني وأنا غائبة عن الوجع بك؟؟؟
دعني أحتسي المزيد.. فثمة  عمر طويل لأغيب فيه عني ...
لا تخف .. يقظتي لن تعيق مشاريعك للفراق ...
فقط  أيقظني  الآن وأكمل مراسم رحيلك ...
لو أنك أيقظتني يوم التقيتك ...  ما كنتُ الآن  أهذي  ...

ناديا الشراري
الأربعاء 10 إبريل 2013م
05:32 ص

الثلاثاء، أبريل 09، 2013




أحبك
هل تسمعها؟؟
هل تصلك؟؟
لتسمعها الدنيا معك،،،
أحبك يا جنوني ...
أحبك يا شاعري ...
يا شاعر النور ..
يا راهب الصمت..
يا نبضي وأنفاسي...
أحبك ..
أحبك..
أحبك...
ناديا الشراري
الاثنين
8 إبريل 2013م
03:15 ص

الاثنين، أبريل 08، 2013


لماذا كلما احتجت إليك يخذلني غيابك؟؟؟؟

ناديا الشراري
الاثنين 8 إبريل 2013م
08:20 م



الأحد 7 إبريل 2013م
01:00 بعد منتصف الليل
لا شيء يغري بالبقاء  هنا !! لا شيء
كل الطرقات تقود إلى وجهة واحدة،،
الرحيــــــــــــل...

03:30 صباحا
رسالة  جديدة يرفضها بريدك ؟؟!!!
((هل ما زالت أبوابك مغلقة في وجهي ؟؟؟
هل سيرفض بريدك رسالتي هذه أيضا؟؟؟
عقلي يؤكد لي أن الإجابة نعم ،، ولا مجال للشك في ذلك..
لكن روحي ترفض الكفر بالاحتمالات ،،
فثمة احتمال بأن يكون بريدك متاحا ولو لآخر مرة لرسالة مني إليك!!
هذا الاحتمال وحده على ضعفه يمنح روحي قوة لا تقهر لمواجهة عقلي والتمرد على قوانينه ومنطقه....
هو احتمال ضعيف جدا لكن لا شيء لدي سواه...
لن أكذب عليك وأقول لك بأني أكتب إليك لأطمئن على حالك وأنك ما زلت قيد الحياة،،
الاطمئنان عليك هو منى الروح والفؤاد لا تظن غير ذلك يوما ،، لكن الاطمئنان حصل...
علمت أنك بخير من الله ،،،
وأنك تحيا بنعيم أدامه الله عليك....
لذا ليس هذا سبب كتابتي إليك هذه المرة...
بل السبب الوحيد هو سؤال يشغلني منذ غيابك المجهول بالنسبة لي ...
لماذا فعلت بي ما فعلت؟؟؟؟             
هذا ما يشغلني سيدي منذ تلك الليلة اللعينة من سبتمبر ...
سنة و ستة أشهر وست وعشرون يوم وهذا السؤال يعذبني حد الهلاك....

في بداية الأمر ظننت مكروها قد أصابك لا قدر الله،،
كنت أحتضر حزنا عليك،،،
كنت أموت في اللحظة ألف مرة ومرة ...
مقيدة بوجعي ولا حول لي ولا قوة سوى الانتظار رغم ما في الانتظار من استهلاك للحياة بلا رحمة...
وشاء الله أن ينزل بعض الرحمة في قلبك المتحجر ،،،
لتعود لبعض الوقت وتظهر من جديد...
عدت غريبا عني للحظات ثم رجعت حيث كنت ...
امتطيت الغياب من جديد !!!!
هل ظننت إن لاح لي نورك في عتمة عمري للحظات  أشفى منك؟؟؟؟؟
أشفى من وجعك؟؟؟؟
مخطئ أنت سيدي
فأنا بحاجة لنورك طويلا وأبدا ليبدد هذه الظلمة التي توشحت حياتي بعدك....
حين رجعت يوم 18 أغسطس 2012م في تمام الساعة 05:54 ص
كاد قلبي يتوقف بين أضلعي ...
أحقا أنت هنا؟؟؟؟
أم أن رغبتي الشديدة بوجودك هيأت لي وجودك؟؟؟؟
لا ،، أنت حقا هنا ....
يومها كنت أنا في مدينة / حقل/ كنت هناك أبحث عن نجاتي منك...
اطمئن لم أجد بقعة على الأرض تهبني النجاة منك...
حين رأيتك،، أسرعت إلى البحر حتى كدت أغرق فيه دون وعيي مني ..
وعادت الأيام لعهدها بي وأنت غائب عني...
لا النهار يملك راحة لي ولا الليل يملك مداواتي ...
ومضت الساعات مثقلة بمواجعي،،،
محمومة بك حد الموت...
لا القلب بين أضلعي يستقر ولا العقل في رأسي يهدأ،،،
والروح وآه سيدي من شقاء روح تعلقت بك ...
وبقيت  أجتر أحزاني ،، والأيام تجترني ...
غدت كل الأيام في غيابك نسخة طبق الأصل من يوم هو الجحيم بعينه....
وكان لي معك لقاء جديد... بعد سنوات..
في ذات الزمن الذي عرفتك به...
كان إبريل موعدنا الجديد سيدي....
هل تذكر إبريل الذي أهداني إياك ؟؟
هل تذكر سيدي؟؟
أنا لم أنسى ،، إبريل كذلك لا ينسى ..
لا ينسى أن من يولد فيه يموت..
تلك القناعة كنت أؤمن بها...
ما يولد في إبريل ميت لا محالة...
لكن إبريل هذا نسف قناعتي تلك ...
كفرت بها حين وجدتني أمامك من جديد وفي إبريل ذاته...
أتدري لماذا كفرت بها؟؟؟
لأنك داخلي أقوى من الحياة وأصدق من الموت....
حين وجدتني أمامك تأكدت أني  كنت كاذبة جدا حين قلت لك يوما أني أحبك على ورق ...
أحبك لأكتب عنك وبك ولك...
أحبك لأجل لغتي وروحي فقط...
كم كنت كاذبة سيدي ...
والله ما تعمدت الكذب عليك ولكن ظننتني أحبك بتلك الطريقة...
حتى التقيتك بعد غياب أخذ مني كل ما بي...
سيدي
أنا أحبك بكل ما للحب من معاني و أوجه واتجاهات...
أنا أحبك ولست أخجل من التصريح بها رغم رفضك لها...
أنا مريضة بك مرض لا شفاء لي منه إلا بك أنت... حتى وإن كنت يوما تمنيت أن أشفى منك ...
سيدي
حين رأيتك لا أعلم  بأي اللغات أصف لك حالي لحظتها ...
و لا أعرف من الكلمات ما يخبرك عني  وقتها...
وقفت أطالعك وكل ما بي يعجز عن التصديق أنك أمامي جسدا وروحا وكيان...
يا إلهي أهذا أنت؟؟؟
هذه عيناك التي كانت تقبل أحرفي؟؟؟
هذه شفتاك التي كانت تهمس بكلماتي؟؟؟؟
أهذه يديك التي كانت تهديني الحياة بمرور لها على لوحة مفاتيح صامتة؟؟؟
أهذا أنت ؟؟؟؟؟
كل ما بي كان صامت جدا رغم حجم الضجيج الذي يصرخ داخلي ...
كنت أبكي بصمت وأبتسم بصمت ...
كنت أسعد خلق الله وأتعسهم في ذات اللحظة...
شعرت بالبرد يسري في دمي ،،،
شعرت بالنار تحرقني...
يا الله في دقائق فقط عرفت كل التناقضات بي وحولي ...
في دقائق شهدت كل الفصول ...
أهذا أنت حقا ؟؟؟
هل أقترب منك؟؟
هل أخبرك أني هنا؟؟؟
تبا كيف لم تشعر بوجودي؟؟؟؟
كنت يوما ترصد أنفاسي  من خلف شاشة الكترونية ميتة !!!
 الآن لا تدركها وهي قربك ؟؟
يا رب ماذا أفعل؟؟؟
كم حلمت أن ألتقيك..
وكم أقسمت إني لحظة ألتقيك سأصفعك بكل قواي المنبعثة من قهري منك ...
لكنني الآن أمامك ولا رغبة لدي في صفعك ..
كيف أصفعك وأنا أخشى عليك من نسمة هواء عبثية تلمس وجهك الطاهر؟؟؟
أتدري ما الذي تمنيته لحظة رأيتك؟؟؟
تمنيت أن أسرع إليك وأحتضنك بكل ما بي من وجع وحزن ومرار...
أن أدفن نفسي  في أحضانك ..
أن أعلن ذراعيك حدود وطني ...
أردت أحضانك لأبكي بعدد لحظات الغياب ..
حتى أغتسل من خوفي ورعبي وكل ما عرفته من بشاعة في غيابك...
لكن أحضانك ممنوعة !!!
ترفضني...
وطني يرفضني يا سيدي؟؟!!!
حملت نفسي وسرت بعيدا عنك...
منذ عشقتك علمت أن  المنفى مصيري الذي سأنتهي إليه...
سأكمل بقية العمر  منفية حتى عني بفضلك...
أتدري
كنت أظنني أكتب إليك الآن لأسألك لما فعلت بي ما فعلت؟؟؟؟
لكنني تأكدت الآن أني لا أحتاج إجابة منك!!!
نعم فلقائي بك كان  إجابة تغني عن سؤالك...
كنت لي حياة ...لذا كان  البعد عنك موتي..
وكنت  لك نزوة !! لذا كان البعد عني واجب...
النزوات لا تليق برجل في مكانتك...
ارتأيت البعد عني كي تظل نقيا ومثاليا كأنت قبلي وبعدي...
ما لديك يستحق يا سيدي أن تلقي بي في سلة مهملات ذاكرتك بلا تردد ...
ما لديك يستحق أن تتجرد من انسانيتك ورحمتك وأنت تشهد موتي بك....
لن ألومك على ما فعلته بي لأنه الواجب وأنت رجل لا يحيد عن الواجب ...
هل تظنني بهذا العلم كله قد شفيت منك؟؟؟؟؟؟
لا ورب السماء
لا وحق من مكنك من الروح ...
فما زادني علمي بما كان إلا عشقا لك ومرضا بك وحزنا عليك...
يا سيدي
لو كان لي حق اللوم والعتب لاقتربت منك لحظة رأيتك،،
وسألتك كيف أنت بعدي؟؟
هل تستطيع النوم ليلا وأنت تعلم أن ليلي يقظة لا تنتهي؟؟؟
هل تستطيع الأكل وأنت تعلم أني بعدك فقدت شهيتي ؟؟؟
هل تستطيع الضحك وأنت تعلم أني بعدك لا أجيد إلا البكاء؟؟؟
الا يؤلمك جسدك وجزء منه ينتفض ألما؟؟؟
ألا تؤلمك ذاكرتك ومن تسكنها تتمزق   حزنا ووجعا عليك؟؟؟
ألا يؤلمك ضميرك وأنت تعلم أن روحا تحترق حسرة عليك؟؟؟
هل تستطيع الحياة وأنت قاتلي؟؟؟؟
أرأيت يا سيدي لو كان للعتب مجال لأرهقتك بكل تلك الأسئلة...

اليوم يا سيدي مضت أيام  على لقائي بك...
أيام  وأنا لا أعرف مني إلا الوهم ...
صورتك أمامي بجوار أحرفك،،،
هي وجعي القادم...
أيام  وأنا أتحدث إليها وأشكو إليها وأبكي وأموت أمامها وهي صامتة مثلك!!!!
الصمت يا سيدي طال كل ما هو منك ولك....
عذاب العمر القادم سيكون صامت أيضا...
فما عاد للصراخ صوت ينقذه...
يا سيدي
يا نبض الروح
يا وجعي
اليوم ما عدت أجهل أرضك وسمائك
اليوم أنت حقيقة أعرف كل تفاصيلها...
لكن للأسف لا يمكنني اللجوء  إليك مستغيثة بك منك...
لأنك أغلى مني لدي...
لذا سأتركك لخيارك الذي كان بقناعة تامة منك... أنت اخترت حياتك دون وجودي..
حياتك التي هي لديك أشرف من أن تحتويني ...
سأتركك ولن تعرف يوما أي خطيئة ارتكبتها في حقي....
لن تعرف أي مغفرة سأرجوها من الله لك عما فعلته بي....
سأتركك وكل لحظة من عمري ستكون أنت نبضها حتى آخر العمر...
سأظل لك عاشقة وفية كما كنت منذ عرفتك...
ولن أكرهك يوما لما كان منك....
يكفيني منك أنك ما خنت عهدك لي...
ان تكون بخير دوما وأبدا...
يكفيني منك هذا وبعدي عنك هو كل الخير لك كما رأيت ....
كم كنت وفيا للعهد سيدي...
في نهاية هذه الرسالة التي أرجو من الله أن تصلك لآخر مرة
كن كما رأيتك
أجمل وأعظم  وأطهر رجل في الوجود..))

04:00 صباحا
حان موعد الاستعداد
ثمة يوم قادم
هناك الكثير من الأمور التي ينبغي الانتهاء منها...
الرحيل لا يحب أن يترك شيئا عالق خلفه....

05:30 صباحا
الأقنعة..
في هذه الساعة يجيء وقتها...
بل كان لها وقت ...
اليوم لا أقنعة .. لا رتوش ...
اليوم جرح عاري من كل شيء!!!!

06:16 صباحا
الطريق طويلة كعادتها..
اليوم هي أطول من كل يوم مضى...
السماء صافية  جدا...
الهواء ساكن،،
لا يوجد أكسجين هنا!!!
النهاية توشك على الوقوع قريبا...

07:30 صباحا
انفض الجمع سريعا،،
الطالبات في فصولهن...
كل معلمة في حصتها...
وهي في مكتبها تكمل ترتيبات الرحيل كما يليق!!!
تجلس خلف مكتبها بهدوء..
للعواصف أحيانا هدوء يقنع !!!
تفتح الدرج الذي على يمينها،، تتناول حزمة أوراق بيضاء ،،
تضعها على المكتب أمامها ،،
تسحب الكرسي لتلتصق بالمكتب..
تنحني على الأوراق بكبرياء ...
تنهيده موجعة  واكبت أول نقطة حطت على السطر،،،
(( هذه أول مرة في حياتي أكتب فيها لأحدهم رسالة بخط يدي،،
حلمت بهذه الرسالة لسنوات..
بما سأشعر وأنا أكتبها؟؟ كيف ستكون أحرفي ؟؟ متى و أين والأهم لمن سأكتبها؟؟
تخيلت كل شيء سيكون وقت أكتبها..
يدي وهي تمسك بالقلم المتردد ..
نبض قلمي على الأوراق..
ارتعاشة أحرفي عليها..
أنفاسي وهي تتصاعد مع كل حرف ..
عيناي وهي ترقب ميلاد كلماتي..
كل تخيلاتي لم تكن واقعية ؟؟!! نعم لم تكن كذلك.. لأن ما أعايشه الآن وأنا أكتب هذه الرسالة يفوق الخيال...
حلمي بهذه الرسالة أصبح حقيقة بين يدي.. لكنها حقيقة موجعة بكل جمالياتها التي تمنيت أبسط تفاصيلها..
رسالتي هذه لن أكون سعيدة بها!! لأنها ستكون آخر عهدي بك.. ستكون تذكرة الرحيل التي احتفظت بها لأجلي منذ غادرتني دون ذنب كان مني...
رسالتي هذه لن تطير إليك بأشواقي ولهفتي وحنيني .. بل ستحبو إليك مثقلة بهزيمتي وانكساري  بسببك..
رسالتي هذه لن أذيلها بقبلة من شفتي ..
لن أهمس لها أن أبلغيه سلامي..
بل سأذيلها بدموعي و أوصيها ،، بلغيه عزائي..!!
رسالتي هذه لن أنتظر رد عليها.. لأنها رسالة لا تأتي برد.. أبدا..
سيدي،، أم أخاطبك بـ أستاذي الحبيب كما كنت أفعل مسبقا؟؟
أتذكر مسبقا تلك؟؟؟؟؟
لا يهم بما أخاطبك .. فــ حتى لو اكتفيت بكلمة يا أنت ستعلم أني أعنيك أنت..
أتراك علمت بكل الــ يا أنت التي نزفتها لك في تلك المدونة التي باتت مقبرة لأحرفي بعدك؟؟؟
يا أنت
هل ظننت للحظة أني سأنساك؟؟
هل تخيلت أني سأعجز عن الوصول إليك؟؟
كم أنت مخطئ سيدي..
لحظة ،، لا تتعجل الحكم على غايتي من هذه الرسالة إليك ..
فلست أكتب إليك لأخبرك أني أعشقك .. أني أحتاجك.. أني أنتظرك..
كل هذه حقائق أعترف بها .. لكنها تخصني وحدي ولست ملزما بشيء نحوي أبدا..
لذا اهدأ قليلا فرسالتي بريئة من ظنونك..
وخذ نفسا طويل جدا ،، فحديثي إليك أطول..
يا أنت
قد تتساءل كيف وصلت إليك؟؟
إن فعلت سيؤلمني هذا كثيرا..
أعلم أنك ستفعل..
لأنك لم تعرفني أبدا..
لو كنت تعرفني لما كنت الآن تعقد حاجبيك غضبا..
ودمك يغلي وسؤالك يتأرجح بين أنفاسك المتسارعة..
لو كنت عرفتني لعرفت أني لم أكن لأهب روحي إلا لمن يستحقها .. وأنت كنت في نظري الأحق بها...
أرجوك اهدأ قليلا فلن يمسك سوء مني وهذا ما أثق أنك لا تجهله حتى لو جهلتني ..
اهدأ فأنا حريصة عليك أكثر منك..
يا أنت
إن كنت بلغت هذا الحرف من رسالتي فشكرا لله لأن هذا يعني أن رسالتي ما زالت بين يديك وأن سلة المهملات لم تستقبلها حتى الآن..
الساعة الآن الثامنة وعشر دقائق من صباح هذا اليوم الابريلي الكريه ..
منذ أن دخلت إلى المكتب بدأت الكتابة إليك.. توقفت للحظات لتوقيع دفتر تحضير خاص بمعلمة ومن بعدها كنت أعاود الكتابة إليك..
قبل قليل تركتك لدقائق ..قمت فيها بالمرور على الفصول وغرفة المعلمات لتفقد الوضع بشكل عام.. أعتقد أنك لم تشعر بغيابي.!!
كيف ستشعر بغيابي لدقائق إن كنت لم تشعر به لسنة وستة أشهر وست وعشرون يوم؟؟!!
لا بأس ،، فما جئت إليك أحاسبك أو أعاتبك..
نسيت أن أخبرك أن اليوم هو الأحد السابع من إبريل ..
لا أظن أن رسالتي ستصلك قبل ثلاثة أيام من اليوم ..
المهم أن تصلك في النهاية .. سأصلي لله كثيرا وأدعوه كثيرا لتصلك وتنال منك القليل من الرحمة .. القليل الذي يكفل لها أن تصمد بين يديك حتى تنهي قراءتها...
يا أنت
هذه الأيام ثقيلة جدا .. تطبق على صدري حتى تكاد تخنقني ..
لا أعرف ما الذي استجد في حياتي منذ غيابك ليكون لهذه الأيام كل هذا الوجع؟؟ لا شيء جديد منذ غيابك أصلا؟؟
فأنا منذ اليوم الذي رحلت فيه وأنا مبعثرة لا أجد قدرة على جمع شتاتي بعدك..
أتدري منذ ذاك اليوم وأنا أشعر بأنك ألقيت بي في غرفة مظلمة وأغلقت الباب علي ومضيت..
تركتني وحدي .. أتخبط  وأتعثر.. لا أدرك شيء حولي..
المرعب أن عيناي لم تألف الظلام؟؟!! أليس هذا هو المفترض؟؟
لما إذن بقي الظلام معتما جدا في عيني؟؟
كلما اشتد خوفي جلست حيث أكون لحظتها .. أنكمش على ذاتي وأظل أبكي وأصرخ حتى تنهار قواي .. أفقد وعيي.. ثم أستعيده .. لتتكرر ذات المعاناة بكل تفاصيلها المرعبة..
منذ غبت عني وأنا أسيرة في هذه الغرفة .. ولن يحررني منها سواك...))

08:26 صباحا
تلقي بالقلم الذي في يدها...
تجمع أوراق الرسالة،، تضعها في حقيبتها ...
تدير الكرسي لتواجه الجدار..
تسند ظهرها إلى الكرسي..
الطريق أمامها مغلق بألف  جدار كهذا..
بعض الحقائق موجعة في حياتنا...
تضع لحياتنا نهايات مفجعة لحظة ندركها...
تنهض من مكانها ..
تحمل حقيبتها وترتدي عباءتها وتلقي بنفسها في تلك السيارة ..
طريق العودة لن تكون أرحم ...
تخرج من حقيبتها هاتفها ..
تطالع اسمه..
تضع السماعات في أذنيها ..
وتضيع  في صوت عمر الحلبي وهو يشدو بشهر زاد
// يا أنت .. من هنا مر العيد ولم يعرفني!!//
تسند رأسها على  النافذة التي عن يمينها ..
ثمة شاحنة ضخمة تحاول تخطي السيارة التي تحملها..
سائق سيارتها يفسح الطريق لتلك الشاحنة...
//ستتخطانا من جهتي .. لحظات وينتهي كل شيء//
يدها تشد على قبضة الباب!!
لحظات وترحمها عجلات تلك الشاحنة من وجعها!!!
لكن السائق يتدارك الموقف ويميل بالسيارة بعيدا...
تبا ما زال القدر يعاندها..
يبخل عليها بالراحة...
لا بأس ربما ثمة سبب ليوم  آخر في عمرها...
تدخل إلى المنزل...
تمر بوالدتها..
كانت تغفو بهدوء..
// ما أجمل وجهكِ يا أمي.. كم يعز علي أن يسكن الحزن ملامحه الحبيبة بسببي.. سامحيني//
أغلقت الباب على غفوة أمها بهدوء..
صعدت الدرج بغصة تخنقها...
فتحت باب منزلها وأغلقته بهدوء تام خشية أن تشعر والدتها بعودتها...
أسندت جسدها إلى الباب ووقفت تتأمل منزلها بحزن...
تفاقمت الغصة داخلها..
لم تتمكن من التحمل  أكثر ..
انهارت باكية ...
وضعت وجهها بين يديها وراحت تبكي بمرار...

10:45 صباحا
تخرج أوراق الرسالة من حقيبتها
تجلس على مقعد خلف طاولة الطعام في الصالة...
وتعاود الكتابة إليه ..
((وصلت إلى منزلي منذ دقائق .. لم أستطع اكمال الدوام..
الجميع هناك يتساءلون عن سر ما يحدث لي؟؟
لا يفهمون سبب هذا التغير المفاجئ في حالي ..
هم يظنونه تغير و أنا وأنت نعلم أنه الحال الطبيعي لي بعدك..
كل ما في الأمر أني ما عدت قادرة على التمثيل لوقت أطول من الذي مضى ..
الأقنعة أصبحت أثقل من أن أطيقها..
في الأسبوع الماضي لم  أذهب إلى عملي إلا ليوم واحد .. ما عدت أفارق المكتب منذ وصولي وحتى مغادرتي المدرسة.. طيلة الطريق ذهابا وإيابا لا صوت لي يسمع..
طيلة وقت الدوام ذات الصمت.. لم تعد الابتسامة تحط على شفتي.. أصبحت أجهل كيفية رسمها.. فقدت مهارة التقنع سيدي.. عدت عارية  جدا أمامهم كما كنت ... أصبح جرحي مكشوفا لهم ...
مرهقة جدا سيدي..
قلت لك جرحي بات مكشوفا لهم.. أنا بت شفافة جدا.. أقل نسمة هواء تؤلمني بلا رحمة..
ترى متى سأرسل رسالتي هذه إليك؟؟
ربما بعد يومين وربما أكثر .. لا أدري .. لكن يبدو أن رسالتي هذه ستطول بطول الأيام القادمة..
لا تستاء سيدي فمهما طالت لن تكون بطول عذابي منك..
هل تتعجب من تصرفي معك؟؟
تسأل نفسك كيف لإمرأة مثلي عرفت بشموخها واعتزازها بذاتها أن تكون أمامك بهذا الذل؟؟
تسأل أين كرامتي لأكتب لك بعد الذي كان؟؟
لا تفكر كثيرا سيدي.. فلو ذاق قلبك يوما لوعة الحب لعلمت جيدا أن الكرامة أرخص ما نبذله في سبيل من نحبهم...
الهدوء هنا يؤلمني جدا.. يجعل صوت أفكاري صارخ .. واضح.. مميت..
كيف أخرسها سيدي ؟؟ بالله عليك قل لي كيف أخرس أفكاري؟؟..
يا الله ،، كل الأشياء بعدك أصبحت مصدر ألم لي..
وحدها الكتابة إليك لا تفعل..
الكتابة إليك هي الراحة لروحي وقلبي وعقلي وكل ما بي...
هل قرأت ما كتبته لك طيلة غيابك؟؟؟؟
أم أنك أضعت الطريق إلى أحرفي؟؟
أما زالت مدونتي تمتلك ذات المكانة لديك؟؟
أتذكر سيدي يوم بعثت إلي تسألني عن سبب عدم ظهور مدونتي لك؟؟
يومها كنت مسافر ورغم أنك في المطار إلا أنك لم تنشغل عنها..
لماذا ما عدت أمتلك محبتك تلك؟؟؟
ليتني فقط أعرف بأي ذنب قتلت لأرتاح؟؟
ـ ليت ـ هذه أكثر الأشياء ألما منذ رحيلك..
تجلدني كل لحظة ألف ليت .. تدميني ولا شيء ينقذني منها ..
سيدي
الرحيل بات هاجسي منذ وقت ..
كل يوم تتعمق فكرة الرحيل داخلي.. أصبحت تشغل كل فراغات روحي بعدك..
اليوم كتبت لك رسالة وحاولت إرسالها إليك لكن بريدك رفضها.. عادت إلي ككل رسائلي إليك..
سيدي
لماذا أغلقت أبوابك في وجهي؟؟
لماذا تعاملت معي بهذه الطريقة المهينة والجارحة؟؟؟
لماذا جعلتني أشعر أني في حياتك مجرد شيء أخذت حاجتك منه ثم رميته كأي قمامة ترمي بها وتمضي ؟؟
هل كنت أستحق منك كل هذا؟؟
سيدي
لما لم تغادرني كما جئتني؟؟
أما كنت أستحق منك بعض الاحترام؟؟؟
حتى وإن كنت في نظرك إمرأة بلا قيمة ألا يكفي أني أحببتك لأكون إمرأة أكبر من أن تهان وتذل بذاك الشكل؟؟؟
أنا لا أعاتبك .. ورب السماء لا أفعل.. هي فقط حسرات تحرقني لا أطيق حبسها في صدري...
سيدي
إن وصلتك رسالتي هذه وانتهيت منها  .. أرجوك لا ترميها في أقرب سلة مهملات أمامك كما فعلت معي .. بل أحرقها كما أحرقني غيابك .. فغيابك احترمني أكثر منك...))

01:37 مساء
تتناول قهوتها بهدوء...
على الطاولة أمامها الرسالة التي لا تعلم متى سترسلها إليه..
أنهت كتابتها ووضعتها في ظرف  أبيض..
أبيض كصفحات الأيام بعده...
الأبيض لون محايد لا تستسيغه الروح...
روحها لا يمكنها إلا أن تكون متطرفة ...
تطالع اسمه على شاشة الهاتف...
//متصل الآن//!!!
ينتفض الفنجان في يدها...
بالكاد توصله إلى الطاولة بسلام...
تنهض من مكانها وهي ترتعش ...
تبتعد عن هاتفها مسافة تضمن لها نجاتها من لحظة جنون....
لا مجال للجنون الآن ...
تسرع إلى سريرها تختبئ فيه...

02:13 مساء
المكان يضيق بها...
جسدها لا يتسع لها!!!
لا شيء يتسع لها...
تتنقل بين الغرف بلا هدف...
الممرات ملت خطواتها...
خطواتها ملت حيرتها...
تتوسط غرفة المكتب ..
تفترش الأرض ..
تتفحص السقف...
ثمة أخبار لم تقرأها منذ وقت...


04:32 مساء
ترسل إليه رسالة على هاتفه
((كنت أظن ما كان بيننا أكبر من أن تغادرني بتلك الطريقة الجبانة..
كنت أظن أن لي من الاحترام لديك القدر الذي يكفل لي الخروج من حياتك معززة مكرمة كما دخلتها..
للأسف لم أكن أعلم أنك تحتقرني إلى هذا الحد؟!!
لحد أن تلقي بي في سلة مهملات حياتك بمنتهى الاهانة والذل!!
هل جاءك مني ما أستحق لأجله كل هذه المهانة منك؟؟؟
لما عاملتني معاملة فتاة التقطتها من على قارعة الطريق لتلقي بها إليه من جديد؟؟
هل تعلم لأي درجة أحببتك؟؟
أحببتك لدرجة أني الآن أكتب إليك رغم أنك لا تستحق حرف مني جراء جريمتك..
أحببتك لدرجة أني لم أتردد في مواجهتك اليوم على الرغم من أني أخرت هذه المواجهة طويلا على أمل أن تكون منك أنت لا مني أنا ..
أتدري لما أخرت مواجهتي لك سنة وستة أشهر وست وعشرون يوما؟؟؟
لأني لم أشأ أن تعلم أني أعرف من تكون فقط كي تعود لي/... ..../ الذي أعرف
أتراك تستحق كل هذا الحب مني؟؟
يكفيك أن تجيب أنت على هذا السؤال أمام نفسك...
لا تخف ولا تفزع من أن أخونك يوما ما حييت..
مثلي لا تخون حتى من لا يستحق وفائها...
لا تستاء لأني هنا
فهذا آخر عهدك بي
عفوا أقصد آخر عهدي بك
فأنت لا عهد لك منذ البداية...
طلب أخير
إن خلوت يوما إلى ذاكرتك ووجدت بقايا لي في زواياها المظلمة
اسألها
//هل كانت تلك الانسانة تستحق كل هذا مني؟؟//..
في إبريل التقيتك
وفيه أودعك
وبينهما زمن كان كافيا لأدرك أنك ما كنت إلا نتاج إبريل ...))
تتسمر عيناها على شاشة الهاتف..
هل وصلته؟؟
هل قرأها؟؟
قرأها أخيرا..
ترى كيف سيتصرف الآن؟؟
هل يرسل إليها برسالة؟؟
هل يتصل بها؟؟؟
لا شيء يقتلنا كعلامات الاستفهام وهي تعبث بنا لحظة انتظار ...
تركت هاتفها على الطاولة ..
حملت ابريق الماء وراحت تسقي النباتات في منزلها!!!
هي  فقط من يعرف وجع العطش ...
عطشها لا يبيح لها أن تقتل هذه النباتات المسكينة عطشا ...

06:52مساء
لآخر لحظة مصر هو على اهانتها!!!
لماذا نرفعهم إلى السماء السابعة ويلقون بنا إلى سابع أرض؟؟؟
شعرت أن جسدها يخلو منها!!!
هذه المرة كانت طعنته قاسية..
أقسى من أن تحتملها...
هو الرحيل إذن؟؟!!
لا شيء سواه يتضح كل لحظة...
الرحيل حين يأتي لا يمكن أن نتوهم قدومه ....
تستلقي على سريرها...
تبكي بحرقة...
لماذا يهينني بهذه البشاعة؟؟؟؟
هي لا تبكي قلبها الذي ما كان جديرا به...
بل تبكي كرامتها التي سحقها تحت قدميه بلا مبالاة...
هي أنثى حين تخسر قلبها تتجاوز خسارتها له لأن قلبها أحقر  من أن يكسرها..
لكنها من المحال أن تتجاوز خسارة كرامتها أبدا...
خسارة كرامتها هي فقط ما كسرها....
كيف لرجل يعرف أنثى مثلها أن لا يفهم ذلك؟؟!!!
هل حقا عرفها رجل؟؟؟؟
وتطل من بين طيات الذاكرة عبارة قالها يوما صديق لها
// مشكلتكِ أنكِ ما عرفتِ في حياتكِ رجل//!!!
هذه هي الحقيقة ...
لم تعرف في حياتها رجل بمعنى الرجولة التي انتهت منذ قرون...
كلهم مجرد أشباه رجال ..
مشاريع رجال مشوهة بالفطرة ....
فذاك أحب فيها سحر جمالها ..
وذاك هام بصوتها المبحوح  أنوثة..
وذاك ارتآها وقت فراغه الممتع...
وآخر  لون بها أحلامه ...
وذاك عشق فيها حرفها..
أحرفها؟؟!!!
كثيرون هم من عشقوا أحرفها لدرجة أنهم تخيلوها رسائل إليهم...
كثيرون هم من قرأوا كلماتها بعقولهم هم فصدقوا أوهام عقولهم المتعبة...
هناك من ظنها عاشقة له!!
وعاش ظنونه بكل تفاصيلها الغبية...
وحين جاءت أحرفها تعلن رجل حياتها على الملأ،،
هاجمها الكثير من الواهمون ...
اتهموها بالخيانة وقذفوها بالغدر...
ابتسمت بمرارة وهي تفكر بكل أولئك الواهمون الذين عبروا لغتها كالغزاة...
وتذكرت أنها يوما صارحت نفسها حين اعتنقت الحرف مذهب
// علمت علم اليقين أن كل حرف سيغادر أفكاري
هو بلا أدنى شك عريضة اتهام سأواجهها..
أيقنت منذ قتلوا حلمي أن أحرفي ستكون السلاح الذي أقتل به
و من حينها و أنا أغذي ذخيرتهم بما يليق بموتي...//
يبدو أن السلاح أصبح متخما بذخيرة  تكفي لذاك الموت الذي يليق بها....
الموت،،،
في شريعتها لا تعترف بالموت كنهاية..
كما لا تؤمن بالحياة كبداية...
هي دوما تعرف أن ما بين الموت والحياة هو الأصدق والأهم،،،
ولأن ما بينهما بات في نظرها حقيرا جدا..
أحقر من أن تواصل التمرغ فيه بما لا يتناسب معها...
لذا هي تعرف أن الوقت قد حان لتقصد تلك النهاية ...
يبدو أن هذه القناعة كانت كافية لتغفو يقظتها قليلا ....

الاثنين 8 إبريل 2013م
09:25 صباحا
لا شيء يغري بالبقاء هنا...
هذا ما علق برأسها منذ الأمس ...
هذا ما هي على يقين تام به...
يداهمها الصداع بشراسة..
تسحب جسدها بصعوبة من سريرها...
تلقي به في حوض الاستحمام...
الماء يغسل أجسادنا..
ما الذي يمكنه غسل أرواحنا؟؟؟
تعود إلى سريرها بجسد أثقل من أن تحتمله؟!!!
لا شيء يغري بالبقاء هنا....
لا شيء...

10:42 صباحا
تلقي بذاك الجسد المرهق أمام شاشة الكمبيوتر...
تطالع الصفحات الالكترونية..
رحل !!!!!
هرب من جديد؟؟!!!!!
تهز رأسها بحسرة وهي تردد
غبي ..
غبي..
تغلق الانترنت ...
تنهض من مكانها بحمولة أثقل...
ما عاد هذا الجسد يطاق...
تتجه نحو المطبخ..
تعد القهوة ...
في فراغ عقلها تتردد عبارة واحدة...
// لا شيء يغري بالبقاء هنااااااا //
أحرف تتردد كمطلع أغنية قديمة لا تذكرها...
تنخر في رأسها ببشاعة...
تفور القهوة .. فتصمت تلك الأحرف المقيتة...
تحمل قهوتها إلى الصالة..
تشعل سيجارة ...
تقع عيناها على الظرف الصامت...
تكمل قهوتها وسيجارتها بينما عيناها تحتسي  انتظار  ذاك الظرف على مهل....
لا شيء يغري بالبقاء هناااااا ...
يصرخ هاتفها برسالة ...
هل سينقذها أخيرا؟؟؟؟
//السلام عليكم.. فيه اجتماع لمديرات المدارس بالثانوية الأولى بصوير ..ارسلي من ينوب عنك بكره..//!!!!
لم يفعل!!
لن يفعل!!!
لأنه أجبن من أن يكون رجلا ولو لمرة في حياته...
هي الآن تعلم ذلك جيدا..
الآن تعرف أنه أجبن رجل في تاريخها...
أنه أرخص من أن تموت لأجله...
لكنه على دناءة حقيقته كان  النقطة التي وضعت في نهاية آخر أسطرها...
اصطدمت بظرف رسالتها إليه ...
حملته بين يديها..
أشعلت النار به؟؟!!!
أحرفها أشرف من أن تكون له  ...
عادت تكمل قهوتها ببعض الرضا عما فعلته...

01:00 مساء
جاء اتصال من صديق عزيز ..
// كيفك اليوم؟؟
تمام..//
حديث طويل..
حتى  قال لها
// كل ما قريت شهر زاد احس انك انتي اللي تكتبي//..
ابتسمت
// هو كان بيحكي هالحكي كمان.. يبدو لهالسبب حبني لأنو لقي فيا شهر زاد اللي بيعشقها..//
هذه المرة حديثها عنه لم يكن يؤلمها؟؟!!!
ربما لأنها أدركت أخيرا أنها كانت مخدوعة فيه..!!
//فكري بعقل //..
بهذه الوصية انتهت المكالمة...
هي لا تفكر إلا بعقل تام...
لماذا يرون الرحيل قلة عقل؟؟؟
لماذا لا يفهمون أن الرحيل هو العقل بذاته؟؟
حين يطاح بحاكم من على عرشه   نجده يسلك الرحيل بلا تردد..
هل في رحيله قلة عقل؟؟؟
الرحيل لمن هو في وضعه منتهى العقل...
هي أيضا لا تختلف عن ذاك الحاكم المخلوع...
كلاهما جرد من كرامته...
الرحيل كرامة لها كما هو كرامة لذاك الحاكم...
لما لا يفهم الناس أن بعض البشر من المحال لهم الحياة بلا كرامة؟؟؟؟
بلا كرامة لا يمكنها أن ترفع رأسها من جديد...
وهي إمرأة لا تجيد السير إلا ورأسها مرفوع...

01:46 مساء
رسالة تصل على هاتفها
//ابقي لأجلي//!!
رسالة من رجل يحبها..
يحبها فقط حين يكون  وقته متاح للحب؟؟!!!
حبه لا يستيقظ إلا في أوقات فراغه؟؟!!
وقتها قد يذكرها بمكالمة أو رسالة في أغلب  لحظات اليقظة تلك..!!!
تنهدت بيأس ...
ضحكت بسخرية ممزوجة بالحسرة..
كانت تراه شجرة الأمنيات  التي لم تتوقف عن تعليق أمنية تلو الأخرى عليها..
كانت تثق جدا بأن الريح لحظة تهب  ستحمل أمنياتها  نحو الواقع لتجني هي ثمارها عن استحقاق..
لم تعرف بسذاجتها أن شجرة الأمنيات وهم..
و أن الأمنيات التي نعلق عليها تظل قيد ريح لن تهب أبدا...
وأن الريح وإن هبت ستبعثر أمنياتنا في فضاء الكون العبثي...
لتظل الشجرة وهي عارية من أمنياتنا رمز لغبائنا ومحدودية رؤانا..

03:12 مساء
كم يلزم من الوقت لننتهي منا؟؟؟
كم يلزم من العمر لننتهي من الوقت؟؟؟
علامة استفهام جديدة تحوم حول رأسها..
صداع داخلي وصداع خارجي...
ترى أي صداع ستخلفه هذه الأحرف في عقولهم؟؟؟؟؟
لا يهم..
هي يوما لم تهتم لحرف يغادرها ..
لم تشغل بالها بما يترتب على أحرفها من انهيارات ونكسات وخيبات ...
ولم يهزها يوما كم الخسائر الذي كان يتضاعف مع كل حرف تخربش على  جدران الزمن به...
جدران الزمن!!
هل خربشت بما فيه الكفاية عليها؟؟؟
الخربشة على جدران الزمن لا تزول ..
بل تظل مدى الحياة...
عمرها من عمر الزمن ...
هذه الحقيقة وحدها ما تجعلها مطمئنة لما بعد الرحيل...
هذه الخربشة ستبقى ما بقيت الحياة....
سيمر بها الكثيرون ...
هناك من سيلعنها..
هناك من سيباركها...
لا بأس في كلا الحالتين...
فالخربشة لا تحكمها رؤى الآخرين لها...
الخربشة تحكم ذاتها بذاتها فقط...

03:25 مساء
لا شيء يغري بالبقاء هناااااا...
إبريل هذا أصدقهم وعدا...
وصموه بالكذب وهم الكاذبون....
إبريل لن يرحل هذه المرة صامتا ...
بل سيكون  لرحيله دوي  مرعب...
الرحيل وجهتها هي أيضا...
ليس لأنه إبريل...
بل لأنها هي ...


03:47 مساء
رسالة منه تصل إليها؟؟؟!!!!
قرأتها..
شعرت بالاشمئزاز من كل حرف فيها؟؟!!!
لم تتحمل بقائها في هاتفها..
مسحتها..
رائحتها نتنة جدا...
مسحت رقمه من هاتفها...
كل ما يخصه أصبح بالنسبة لها قذارة لا ينبغي أبدا لها أن تتلطخ بها...
وجلست تكتب إليه ..
تكتب إليه رسالة لن ترسلها إليه أبدا...
لكنه سيقرأها حتما...
سيقرأها لأنه يعلم أنها ستتركها له هنا..
المجرم دائما يحوم حول مكان جريمته...
وهو أكثر المجرمين احترافية ..
كتبت له...
((أعتذر لأحرفي مقدما عن المهانة التي ستلحق بها جراء الكتابة إليك..
يا هذا ..
هذه المرة سأخاطبك بــ يا هذا لأنك مجرد شيء بلا قيمة تذكر...
يا هذا..
أفقت أخيرا من وهمي ..
رأيتك أخيرا كما أنت  في حقيقتك...
حقير .. تافه.. نكرة..
الفضل لك طبعا  في أن أراك على حقيقتك..
ربما هذا هو الشيء الوحيد الذي تستحق أن أشكرك عليه...
يا هذا ..
من هذه اللحظة أنت بكل ما يخصك خارج حياتي..
حياتي لا مكان فيها للحثالة ...
من هذه اللحظة أنت ميت ..
ميت أرخص من أن أحزن عليه...
من اليوم يمكنك  أن تنعم بحياتك وتطمئن لعدم وجودي فيها ..
قلت لك  لا مكان في حياتي للحثالة...لذا لا تعد إلى هنا من جديد ))

05:59 مساء
انتهت منه إلى الأبد...
مزقت جميع رسائله..
صوره..
ورمتها بجوار كل أشياءه في سلة المهملات...
هذا هو مكانها  الذي تستحقه...
عالمها لم يكن يستحقه هو ليتواجد فيه ...
لذا طهرت عالمها منه...
عالمها بعد اليوم لن يكون فيه مكان لمن لا يستحقها....
حتى اللحظة لم يأتي من يستحقها؟؟!!!
صفعتها هذه الحقيقة ...
لكنها أيقظتها ...
لم يأتي من يستحقها...
كل واحد منهم كان يعشق الكاتبة فيها...
الكاتبة فقط كانت غايتهم منها...
// كيمياااء إمرأة  // كانت غايتهم؟؟؟!!!..
من منهم لم تكن هي غايته؟؟
من منهم لم يحلم بأن تكون أحرفها له هو؟؟؟
((........)) أحب حبها له ..  وليضمن أن تبقى لغتها حكر عليه خذلها بمنتهى الحقارة !!!!!
((.......)) فاخر الدنيا بأنها تحبه.. أعلنت حبها له ليعلن أنها تحفته الثمينة  الممنوعة من الحياة إلا وقت فراغه!!!!
((.......)) شاعر ينثر عظيم ابداعاته نتيجة قراءة مغلوطة لأحرفها...
و غيرهم الكثير من ما بين الأقواس ...
كلهم أحب كيمياااء إمرأة ونسوا أن كيمياااء إمرأة هي في النهاية مجرد أنثى تستحق الحياة...
كلهم قرأ لها ..
ولا أحد منهم قرأها أبدااااا....
ولم ينتبهوا أنها أنثى  لا تحتاج رجلا يقرأ لها ،، بل رجلا يكتبها......
لذا فمن اليوم لن يكون في حياتها مكان إلا لرجل يعرف قيمتها كما هي عليه..
من لن يكون رجلا على القدر التام من المسؤولية التي توجبها الرجولة عليه  لا مكان له في حياتها...
من هذه اللحظة  يجب أن يعرف الجميع أنها أكبر من أن تتنازل عن شيء لأجل من لا يستحق...

06:34مساء
لا شيء يغري بالبقاء هنااااا...
نعم لم يعد شيء يغري ببقائهم في حياتها...
الرحيل هو حكمها الذي أصدرته على كل من لا يستحق التواجد قربها...
لا مكان بعد اليوم لفقاعات الصابون ....

06:38 مساء
كانت  تنوي الرحيل للأمانة..
لكنها عرفت أنها مخطئة جدا...
لأن لا أحد منهم يستحق منها أن تتنازل عن حياتها..
لا أحد منهم كان يستحق دمعة نزلت من عينيها ...
عرفت أن الرحيل لهم لا لها..
هم من يجب أن يكون الرحيل مصيرهم لا هي...

07:06 مساء
انتــــــــــــهى ....

ناديا الشراري
الاثنين 8 إبريل 2013م