السبت، يناير 26، 2019

سخطٌ بائس


بؤساء
نحن الذين نحيا لــ لاشيء
بلا شيء
كــ لا شيء
مرصودين للعدم
منه أتينا ,, له نعود ،، فيه نمضي
لا ندرك شيء
لا نحقق شيء
لما لا ينتهي كل شيء ؟؟
إن كانت النهاية معلومة يقينا لما لا تكن ؟؟
من أين للإنسان كل هذا الكم من القدرة على الحياة حين يكون كل ما حوله بلا حياة؟؟؟
أتساءل كثيرا
على صعيد شخصي
كيف لا أزال قادرة على النهوض كل صباح والنظر في المرآة والابتسام لنفسي ووعدها بأن اليوم أفضل و أن لا شيء سيجعلني أخذلها أبدا؟!!!
كيف أستطيع كل يوم احتضان صغيري والنظر في عينيه البريئتين ووعده بأن لا سوء سيقترب منه و أن الأمان هو عهده بالحياة ما حييت؟؟!!
كيف أمتلك قدرة العمل ومخالطة الجميع بوجه بشوش ويدين دافئتين؟؟!!
ولكن قبل كل شيء
كيف أنا واقفة حتى اللحظة في زمن السقوط؟؟!!!!
تتملكني رغبة جنونية بالضحك حد الإغماء من هذا الروتين الغبي
إذا كانت كل تفاصيله تعاد يوميا بكل حذافيرها فلما هذه الجدية التي نتخذها تجاه مهزلة روتيننا الحياتي ؟؟؟
تفاصيل حقيرة
روتين قذر
لحياة لا تستحق عناء ممارستها
ساخطة جدا
ساخطة على كل شيء
على رنين المنبه المقيت
على الطرقات التي تلتهم أيامي
على القهوة في الكوب الورقي التي يشاركني فيها مقعد السيارة كل صباح
على الأختام التي تنهال بفيض فوق صفحات جواز سفري الذي نسيت ترتيبه بين جوازات السفر من كثرتها لدي
ساخطة على هذه الحدود التي أعبرها كل يوم صباح ومساء
على الانتظار الذي يدفعك بشهية للإلقاء بنفسك أمام أول شاحنة تمر بك
ساخطة على كل الوجوه المبتسمة نفاقا وصدقها يصرخ بك مت ,, مت..
ساخطة على الحصة الأولى التي لا تزال تبدأ في تمام الثامنة والتي لم أحضرها يوما
ساخطة على هذه البقعة من الأرض التي باتت مسكني
 هذه القرية المنفية من خارطة الحياة ،،
فيها لا أملك خلاص من هذه السوداوية التي باتت تتخلل مسام وجودي بأكملها..
أعجز عن تحرير روحي من قبضة الوقت التي تغرس مخالبها بها بوحشية..
ملعون هو الوقت ،،
ملعونة أنا به..

ناديا
26 يناير 2019 
12:05ص


((على هذه الأرض ما يستحق الحياة))
درويش
أين هي الأرض ؟
دلني عليها
وأعدك أني سأحيا ...