الاثنين، ديسمبر 30، 2019

صديقتي الجديدة


ثلاثة أيام مضت على وجودي في هذه الشقة الجديدة
لأول مرة أشعر بألفة سريعة نحو مكان جديد
بالعادة أنا شخص لا يكون أي علاقة مع الأمكنة إلا بعد زمن طويل جدا ،، بحيث تكون العلاقة أساسا ناتجة عن العشرة ليس التآلف ..
هذه المرة كان الوضع غريب جدا

منذ الليلة الأولى نمت بارتياح جميل 











 وفي الصباح الأول كانت فيروز وفنجان القهوة أمام إطلالة لنافذة الصالة جميلة جدا
هل أخبرتكم عن النوافذ هنا؟؟
حياة،، هي التعبير الوحيد عن احساسي بفضل هذه النوافذ هنا ،، حياة بكل ما في الكلمة من هواء يملأ الروح بهجة ..
فيروز لا يحضر صوتها في أماكني الجديدة إلا بعد أن يطمئن قلبي قليلا للمكان ،، لكن صدقا هذه المرة وفي هذه الشقة حين استيقظت بعد الليلة الأولى الهادئة وجدتني أملأ المكان بصوت قيثارة الملائكة ..
لأكون صادقة معكم ،، أنا سعيدة بهذا المكان الذي أحببته بهذا الزمن القياسي..
حين بلغوني أني سأنتقل إلى شقة جديدة ،، اكتأبت جدا، أحبطت لدرجة محزنة..
أحمد الله أنهم أرغموني على ترك تلك الشقة ..
هذه الشقة الجديدة يبدو أنها ستكون صديقتي فعلا J
حسنا ،،
أحببت فقط مشاركتكم بآخر تطوراتي الفوضوية
لا بد أن أترككم بسلام ومحبة فغدا يوم عمل جديد للأسف
كونوا قريبين دوما فأنا أحتاج قربكم
محبتي لـــــــــــــكم  
ناديا 30 ديسمبر 2019



















السبت، ديسمبر 28، 2019

محبتي لكم



أغنية الليلة الأولى في شقتي الجديدة ,, أرجو أن تكون الأيام القادمة هادئة ومسالمة على جميع الأصعدة ،، لأني متعبة جدا من فرط الصراعات التي خضتها في الأيام الماضية ،، لذا تمنوا لي بعض الراحة ..


الاثنين، ديسمبر 16، 2019

غير قابله للتسليم


((غير قابلة للتسليم))
الرد المتوقع دوما على كل رسالة أرسلها إليك
مع ذلك ما زلت أمارس تلك العادة التي لا أريد التوقف عنها
ولا أظنني سأفعل
فالكتابة إليك  أفضل عاداتي
حسنا
غارقة جدا في فوضى الاستعداد للاختبارات النهائية
ما بين الكتب والأوراق وشاشة الكمبيوتر ضاعت ساعات تجاوزت العشرة
الفوضى الأكثر ازعاجا هي فوضى من حيث لم أنتبه اجتاحت شقتي المسكينة
هل أخبرتك أني سأغادر هذه الشقة عما قريب؟!!
ما أن بدأت أألفها حتى وجدتني مرغمة على مغادرتها
الشقة الجديدة ليست بعيدة
هي بنفس الطابق الذي تقع فيه شقتي الحالية لكن على الجانب الآخر
ستكون لي بصفة رسمية
هنا أنا بشكل غير رسمي
لا تهتم هي فقط معادلات نظامية لا مفهومة ولا منطقية
المهم
سأنتقل في نهاية الأسبوع القادم
كيف أنت ؟
هل سيأتي يوم تخبرني فيه كيف أنت ؟
أتعلم
فقدت شغف انتظار رسالة منك
وربما أكون حاقدة جدا عليك
لا تقف كثيرا عند مشاعري
فالفوضى طالتها أيضا
تبا
لا شيء يهم
فقط كن بخير لأجلي
ناديا 16 ديسمبر 2019




الأحد، ديسمبر 08، 2019

نيار روح الروح























أنا بخير


مساءك كــ أنت
حاضر بحجم هذا الغياب اللامتناهي
لا شيء لدي لأخبرك به
فقط لا أريدك أن تفتقدني كثيرا
لا أريد أن تفارقك البهجة بغياب كلماتي
كلماتي هي ما تبهجك دوما كما قلت لي
كيف أنت ؟
أنا بخير
إن كان يعنيك أن تعلم
سأخبرك أني بخير كما أخبرهم دوما
قلت لك من قبل لا أحد يهتم بأي حال أنا فعليا
ما يعنيهم دوما أن يكون ردي عليهم أني بخير
أنا بخير لدرجة أني منذ أسبوعين تعرضت لسكتة دماغية عابرة نقلت على إثرها إلى المستشفى بسيارة الإسعاف
وقتها كان يوم الثلاثاء
كنت أشرح للطالبات درس عن اليابسة
ذاك آخر ما أذكره قبل غيابي
اليوم وضعي الصحي مستقر فلا تخف
ما زال لدي من العمر ما يكفي لإنتظارك
أرجو ذلك من الله
الساعة الآن قاربت على التاسعة مساء
طويل هو الليل هنا
كثير من الأوقات تراودني رغبة بالخروج إلى مقهى
الأمر لا يتطلب أكثر من استدعاء سيارة عبر تطبيق كيان والذهاب إلى مدينة القريات والتمتع بقليل من القهوة في إحدى مقاهيها اللطيفة
أرأيت ما أبسط الأمر
لكن
ما الجدوى؟
فهناك سأكون وحدي أيضا
لذا أتجاهل دائما هذه الرغبة و أبقى هنا
أتناول قهوتي في هذه الشقة التي بدأت أحبها و أصادقها
هذه الشقة بدأت تشبهني
مزدحمة كثيرا
مليئة بالتناقضات
صامتة
أنا بخير
برغم هذا الهدوء المستفز
برغم المسافة التي تحرق قلبي شوقا لصغيري
لا شيء يؤذي قلب امرأة في هذا العالم بقدر حرمانها من طفلها
يبدو أن بيني وبين الحرمان معاهدة لا يمكن نقضها
ها هي الساعة تجاوزت التاسعة
وها هي قهوتي أمامي
و ها أنت هنا
تتربع أحرفك أمامي على هذه الطاولة
أحرف من رسالة منك وصلتني يوما تحتل إطار صورة شفاف كأنت
 أحرف هي الأحب إلى قلبي
أنا بخير
فلا تشغل بالك بغير ذلك
ناديا 8 ديسمبر 2019 





الاثنين، أكتوبر 14، 2019

لك


أرجوك


مساء لا ملامح له بالنسبة لي
قد يكون سعيد لدى البعض
تعيس لدى الآخرين
لا يهمني .. فلكل منا مساء خاص به يراه كما يريد
مسائي لا ملامح له
يفترض أن أكون الآن في سريري كوني أستيقظ مبكرة جدا
لكن لا رغبة لدي في النوم
وهل بقي لي رغبات؟
لن أقول أني اليوم كنت مكتئبة جدا
فاليوم يوم عملي
يوم أهرب فيه مني لكثير من الطرقات التي تبعدني عني
لذا كنت على ما يرام هذا اليوم
لكني ما زلت أؤكد لك أن الوحدة شعور مقرف بشع
حسنا ليكن
لابد أن أعترف بواقعي و أحاول تقبله
هذه حياتي
لو أنك فقط هنا
لو أني أستطيع التحدث إليك فقط
أتذكر آخر حديث جمعنا؟
أتذكر تلك الليلة المشؤومة؟
لو علمت أني قد أقدم على ذات الفعل الذي فعلته ليلتها هل ستحاول انقاذي؟
هل ستضرب بعرض الحائط كل الحواجز والقيود التي كنت تفرضها بيننا فقط لتنقذني؟
هل ستتخطى غيابك لأجلي؟
لن أكذب عليك
ساعات كثيرة تراودني الرغبة بذات الفعل
للحظات كنت أوشك على تكراره
لكن شيئا يمنعني
قوى لا أفهمها تشدني لحظة سقوطي اليائس
أتصدقني لو قلت لك أني برغم مرور كل هذه السنوات ما زلت لهذه اللحظة التي أكتب لك فيها ,, ما زلت أشعر بألم في جسدي جراء غيابك؟
ذات الإحساس لا يفارقني كلما قرأت حرفا لك
كلما كتبت كلمة إليك
كلما وقعت عيني على رسائلك التي تملأ عالمي
كلما أمسكت فنجان القهوة في يدي وجدتني أرتشف وجعك مع كل قطرة منها
برودة غبية تسري في جسدي
ألم لا يطاق أشعر به في معدتي ,, كما لو أن أحدهم ركلني في معدتي بقوة.
هل أخبرتك أني ملئت المكان بك هنا؟
 في هذه الشقة التي أسكنها وحدي ,, أنت هنا
هذه الميزة الوحيدة في هذه الوحدة التي أعيشها
أنت هنا
ولولا يقيني أنك هنا لما تمكنت من النجاة في ظل كل هذه الكآبة التي أعيشها ..
عد
أرجوك
عد لأن لدي الكثير لأخبرك به
الكثير لأتخلص منه معك وبك
عد فقط لأجلي
ناديا 14 اكتوبر 2019



السبت، أكتوبر 12، 2019

أستاذي الحبيب


هدوء
مطلب لكثير من الناس
وربما يكون أقصى أمانيهم هو الحصول على القليل منه
أنا أيضا كنت مثلهم
أستجدي الهدوء في ضجيج الحياة
اليوم لا أملك سواه
هدوء تام
محكم
منذ وقت أعيشه رغما عني
لكن هذه الليلة الهدوء يخنقني
يخنقني فعليا
ليس بالمعنى المجازي
ثلاثة أيام لم أغادر هذه الجدران
لم أتمكن من السفر إلى صغيري
بقيت هنا
هنا حيث لا شيء سوى هذا الهدوء
ألتمس طيلة اليوم صوت أطفال في الشارع
مشاجرة عائلية في إحدى الشقق
مناقشات لا يهمني فحواها بقدر ما يهمني تصارع الأصوات الصارخة بها
لكن عبثا كل ذلك
لا شيء هنا
ربما تمر كل ساعتين أو أكثر سيارة مسرعة يصلني بقايا نواح عجلاتها على شارع تطل عليه نافذة غرفة النوم
النافذة التي لم أفتحها حتى الآن كونها بلا حماية
تبا للحمايات
مما أحتمي؟
في هذه الشقة يوجد بلكونة صغيرة جدا
لكن سورها الحديدي حولها إلى صندوق معدني بالكاد نجت منه قطعة من السماء
قطعة صغيرة نجت من الحصار
قبل قليل حينما اشتد اختناقي حملت قهوتي وسجائري إلى هناك
لكن هناك الاختناق أكثر
لا يوجد هنا هواء
صدقا هذه الليلة تخنقني
حتى والدتي التي كنت أهاتفها يوميا ليست هنا
صحيح أني لا أطيل الحديث معها خشية أن تفضح حزني لكن على الأقل كنت أغتال معها القليل من الوقت
والدتي سافرت إلى الأردن لتودع جدتي الطيبة
جدتي التي دخلت منذ  أسبوع في غيبوبة نهائية
لم أفكر بالذهاب إلى هناك
لا يمكنني رؤيتها بهذا الشكل
بلا حياة
رأيت صورتها حين أرسلتها خالتي
كانت ممددة على سرير أبيض
ترتدي ثياب زرقاء
وعجبت كثيرا
أهي صدفة؟ أم ترتيب قدر؟
هي كخالي يوم رحل
كان يرتدي الأزرق على سرير أبيض
وتساءلت
هل تعلم جدتي أن تعويذتها ليست معها؟
هل تعلم أن قميص خالي الذي احتفظت به لأكثر من ثلاثين سنة تحت مخدتها ليس اليوم تحت هذه المخدة؟
في الصورة كانت مقيدة بكثير من الأسلاك التي تتصل بأجهزة الحياة
هامدة
كل ما فيها ساكن
لكن عينيها مفتوحة
وربما تهيأ لي ذلك
لو حقا هي ترى فماذا ترى؟
يقولون أنها لا تستيقظ أبدا غير أن شفتيها تتحركان بعض الوقت ولا يفهمون
ترى ماذا تريدين يا جدتي؟
سامحيني جدتي و أنت يا أمي سامحيني فأنا أضعف من أن أكون هناك
ليتني فقط أتخلص من هذا الاختناق قليلا
ليتني أغادر هذا الحزن يوما
لما لا يكون لهذا الوجع نهاية؟؟؟
المشكلة أن لا صديقات لي
دوما كنت لا أجيد العلاقات الاجتماعية
الليلة أتمنى لو أني كالكثيرين حولي
يومي مزدحم بتفاصيل مزعجة وأحاديث أغلبها سطحي جدا لكنه قادر على قتل كل حزن قد يحاول التسلل لعالمي
بالأمس قبل أن أنام بعد ساعات من المحاولة
كنت أقرأ بعض رسائلك إلي
((هل ينقصك شيء؟؟ هل تعانين من شيء؟؟))
ينقصني أنت
ينقصني الاطمئنان عليك والتحدث معك
أعاني غيابك منذ سنوات
منذ رحيلك و أنا أتخبط بعشوائية تزيد ضياعي كل لحظة
منذ رحيلك رهنت روحي لانتظارك و أعلم أني لن أخسر الرهان
قلت لي يوما
((مدونتك لم تغادرني للحظة))
لذا ما زلت أكتب هنا
لأني أعلم أنك لن تغيب عنها حتى و إن تغيبت عني
لولا يقيني التام أنك هنا ما كتبت
لم يعد هناك وسيلة للتواصل معك سوى هنا من خلال هذه المدونة
أكتب هنا لك
لأنك يوما قلت لي ((لا تغيبي فلك في صدري مكانة عزيزة جدا جدا))
لذا لم أغب عن هذه المدونة كي لا أغيب عنك
كلما مررت من هنا لأترك لك بعض الكلمات أعود بعدها كل يوم أبحث عنك
أعود كل يوم و أنا أنتظر عبارتك التي ترددها كلما نجحت في استفزاز غيابي((استطعت أن أخرجك من وكرك أيتها القطة))
يوما سأجدها
لأنك هنا حتى لو طال غيابك
كن بخير
فأنا لست بخير
ناديا 
12 اكتوبر 2019
7:00 م 

  



الثلاثاء، أكتوبر 08، 2019

مزيد من الإحباط


محبطة جدا هذه الأيام
أكاد أجن
ما يزيد احباطي ويثير جنوني هو كل هذا الكم من الزيف الذي أعيش فيه
مزيف كل شيء حولي وبي ومني
مزيفة تلك الابتسامة التي أرتديها كل صباح
مزيف ذاك التفاؤل الذي أنثره حيثما حللت
مزيفة كلمة أنا بخير التي ألقيها في سمع كل من يسألني كيف أنت؟
لست بخير أنا
أنا لست بخير
حزينة
كئيبة
يائسة
لا شيء يعجبني في هذه الحياة التي أحياها
سأنفجر قريبا
أعلم هذا
لما لا أفعلها الآن؟؟؟؟
لما لا أنفجر بكل ما بي لأرتاح
تعبت
أحاول بكل قواي أن أفهم ما بي؟
لما أغرق كل لحظة أكثر في هذا الظلام؟؟؟
هل لأني بعيدة عن ابني؟
هل لأني أخفي كل هذا الوجع المتمكن مني عن زوجي؟
هل أشتاق لأمي؟
لإخوتي؟
أهو هذا المكان الصامت حد الموت؟
أهي القيود التي تلجمني كلما أوشكت على الصراخ أنقذوني؟؟
من سينقذني؟
ومن ماذا ؟
أنا أختنق
و أعلم أني غدا صباحا سأبتسم في كل وجه يصطدم بي
و أعلم أني سأملأ الوجود بضحكتي وكلمات الفرح والطمأنينة
أنا أموت
لما لا يسألني أحد كيف أنت بصدق؟
الكل يسأل بروتينية مقرفة
سؤال معتاد نتقاذفه كلما التقينا
سؤال نعرف جوابه المجامل والمختصر مسبقا
لما نسأل إن كنا لا نعني السؤال؟؟
تبا لكل من يسألني كيف أنت فقط ليسمع ما يتوقعه
لا أحد يتسع عالمه لسماع تفاصيلي الغبية
تفاهاتي
أريد أن أجيب على السؤال لمرة واحدة إجابة حقيقية
أنا لست بخير
أريد أن أبكي وأبكي أمام من أعلم أنه سيقرأ أدمعي دون تعليق
دون نقد
فقط يسمعني
أنا لست بخير
وهذه الأيام تمر ثقيلة على روحي
وحيدة جدا في زحام لا نهاية له
لا مكان لي رغم فيض الأماكن حولي
ساااااااااااااااااااااااااااااااعدني
ناديا
8 اكتوبر 2019 
8:47م






الأربعاء، سبتمبر 25، 2019

شهر في حياتي


السابعة إلا عشر دقائق صباحا
حسنا
مضى شهر وأنا في هذا التوقيت تحديدا أسمع صوت تكسر أغصان شجرة بائسة تحت قدمي
اليوم كانت خطواتي صامتة
أحدهم عبث بفوضوية الشارع المؤدي من بيتي إلى مدرستي
لدرجة أني شككت للحظة بطريقي؟!!
رفعت عيني أستطلع مساري لأني اعتدت دوما النظر لأسفل كون طريقي يمر بمدرسة للأولاد وسيارة دوريات أو سيارتين على ما أظن
كانت الطريق ذاتها لكنها بلا أغصان ميتة
تبا
كنت أحب ذاك الصوت ,,
هل أخبرتك أنه شهر؟؟
شهر من الزمن تغير فيه بالنسبة لي زمن بأكمله
خلال هذا الشهر كنت وحدي وسأبقى حتى يجيء شهر لا أكون
عدت من جديد للسكن في منزل لا يحتوي سواي
أصبحت لا أرى صغيري الحبيب إلا كل نهاية أسبوع
خلال اليوم لدي وقت لا نهاية له
في كثير من الأحيان أشعر أن يومي أطول من يوم أي كائن حي
في الصباح أغادر هذه الشقة الصغيرة التي بدأت أتقبلها إلى مدرستي ,,
علوم,,رياضيات,,رياضيات,,علوم,, هكذا أفترس يومي العملي
نصابي مكتمل ,, لكن خلال اليوم الدراسي يكون لدي بعض الحصص الفارغة ,, لذا أسارع لأخذ أي فصل لا معلمة لديه,,
لا شيء أبشع من الفراغ في ساعات العمل ..
هل حدثتك مسبقا عن مكتبي الصغير في غرفة المختبر؟
اعتدت دوما في كل مدرسة عملت بها أن لا يكون لي أي ارتباط بأي شكل من الأشكال بغرفة المعلمات ,, تجنبا لعري أفكاري المشوهة أمامهن..
لذا كنت أينما حللت أصنع ركن خاص بي في معمل العلوم,,
لا ألتقيه إلا عابرة  لتبديل كتاب بآخر أو  لتعبئة فنجان قهوة ,, قلت لك لا أترك للفراغ باب يوصله إلي خلال عملي..
وينتهي اليوم الدراسي
ومثلما جئت أعود
ذات الطريق لكن الزحام لحظتها يبلغ ذروته
وشمس الظهيرة أقسى من أن تطيق عبورك تحت أشعتها..
ما أجمل لحظة ينغلق باب البيت خلفي على كل الضجيج الذي يلوثني كلما عبرته,,
كثير هو الوقت
أكثر من قدرتي على استيعابه
أحاول تقليله بقراءة كتاب ,, بالاستماع إلى أغنية في بعض الأحيان أستغربني لفرط تفاهتها!!
بعض التفاهات لا ضرر منه خاصة في وضع لا تحسد عليه كوضعي ..
أشتاق لصغيري الحبيب كثيرا غير أني أجاهد أشواقي وحنيني إليه كي أتمكن من الحياة,, هذه أصبحت حياتي لا مهرب لي منها،، أحتاج كل قواي وقدراتي حتى أكملها و أمضي بها بأقل قدر من الخسائر على أي صعيد كان,,عاطفيا ،، جسديا،، عقليا ,, وحتى ماديا..
أفتقدك كثيرا
بحجم وجعي ووحدتي وغربتي التي أعيشها رغم أني في أحضان وطني الحبيب
علمت يا صديقي بعد كل هذا العمر أن الغربة تسكنني حيثما وجدت,,
هناك في الأردن ,, بلد زوجي و صغيري ,, هناك غربة
وهنا في السعودية,, وطني الغالي,, هنا غربة..
الغربة بي يا صديقي لا حولي
لم يفارقني هذا الاغتراب إلا حين كنت أعرفك
أعني حين كنت أكتب إليك
فأنا يوما ما عرفتك لكنك المجهول الذي منحني هوية لا غربة تلغيها..
كم أشتاق لك
لأحاديثنا التي لا تملها روحي
لرسائلك التي تغرقني في تناقضات لا تنتهي
كم أشتاق لــــ أنا بك ,, بأحرفك الأكثر حياة من كلمات تسقط على مسمعي في واقعي الموبوء لولا أنت..
أتعلم أني ما زلت أبعث برسائلي إليك؟؟
لكنها لا تصل ..
ثمان سنوات ,, و ما زالت لا تصل
لا تستغرب ,, هي ثمان سنوات
أأضحك ؟؟
أم أبكي؟؟
أحقا غبت كل هذا العمر؟؟
يتهيأ لك ,,
لم تغب ,,
هنا أنت ,, حيث أنا ,,
أتراك تذكرني؟؟؟؟
لا تنتقد خربشتي هذه الليلة
تذكر غربتي وستغفر
هذه الليلة بي من الحزن الكثير
وأنت أعلم الناس بثرثرة الحزن ..

كن بخير
ناديا
25 سبتمبر 2019
7:13م