يا من ستقرأ يوما خربشتي ,,,,
منذ صغري علمت أن الخربشة على جدران الزمن هي الأثر الذي لن يزول
البصمة التي لن تقوى عوامل التعرية التاريخية على محوها وإزالة عطرها
*******
*******
إن كنت قد فشلت بأن يكون لي عالم أتمناه على أرض الواقع ..فلما لا يكون لي عالمي الذي أريد هنا؟؟..على صفحات كريمة تحسن ضيافتي...
قد تكون الحياة قاسية...
والظروف ظالمة...
والمجتمع لا يرحم...
لكـــــــــــــــــــــن أوراقي أبدا لن تقسو على روحي...
لن تظلمني يوما....
لذا سأجعل منها ملاذي من بعد الله...
ستكون بيتي الذي أشتاق له...
إن كان بيتي الحقيقي بارد..
فبيتي هنا يملأه الدفء....
إن كانت وحدتي هي دوما مأساتي...
سيكون عالمي هنا مزدحم بي ...
مليئا بمن يشرفني بمروره منكم....
أعظم الإنجازات في حياتنا بدأت بفكرة ...
ومن هنا سيكون إنجازي المتواضع هذا تحقيقا لفكرة أهدتها لي فوضويةٌ مجنونة تتصارع في زوايا عقلي ....
فكل الشكر لكي فوضويتي لأنكِ وهبتني وطنا يحتويني و إن ضاقت الدنيا عن احتوائي بكل تناقضاتي وجنونــــــــــــــــي....
كلما زاد وجع روحي...سيزيد نزف أناملي....
ولهذا أعتذر مسبقا عن تمرد أناملي.....
**********
**********
يا أنتـــــــــــــم,,,
ذات يومٍ سأرحل
لا يهمني أن يكون رحيلي صاخب
كما لم يكن يشغلني أن يكون وجودي مسموع...
كل ما يعنيني أن تبقى ذكراي صارخة جدا في صمت الزمن
مع أن أنني عشت ثلاثون عاما حتى هذا الحرف أؤمن بأن الصراخ في زمن الضجيج ضرب من جنون
إلا أنني أكثر إيمانا بأننا كعرب لا نلقي أهمية لأحد إلا بعد تشييع جثمانه!!!
يا أنتم
عشت نكرة لا أثر لي
وسأرحل كما جئت بصمت تام
لكن ثقتي بعروبتكم تجعلني مطمئنة لما بعد الرحيل
ستخلدون جنوني
وستتبعون منهجي
إن لم يكن كلكم
فأكثركم وهذا يرضي جنوني
عندما تولد غريب
على أرض لا تعرفها ...
تأكد أنك ستموت غريب في قبر لا عنوان له...
وبين غربة مولد..
وغربة رحيل..
ستكون حياتك مجرد خربشة على جدران الزمن....
فلتكن خربشتي على جدران الزمن صرختي بعد الغياب.....
********
********
يا أنتــــــــــــم,,,
ستحتضن جدراني بوحي
وللأمانة وجب القول أن جدراني قد تتشرف باقتباسات من عظماء البشرية في شتى المجالات
لذا للتوضيح وحتى لا تضيع ملامحي
كل ما يكون لي وبقلمي سيوقع بتاريخ مذكور
وكل اقتباس لغيري سيحمل اسم صاحبه الأصلي....
أعلم أن ما لدي يغني عن الاقتباس من غيري
ليس غرورا يا سادة والعياذ بالله بل من باب رحم الله امرؤ عرف قدر نفسه
لم أكتب يوما إلا بقلمي...
لا أحب الاقتباس من أحد فما لدي يكفيني..
حاولت كثيرا العثور على لغة تليق بحزني...
بحثت مطولا فما وجدت في بوح الآخرين شيئا يروي معاناتي...
فاكتفيت بنزف قلمي على أوراقي ...
قالوا لي كلماتكِ جميلة...
و أقول لهم بل أحزاني أجمل...
يا سادة كلماتي دوما مشوهة أمام عظمة جرحي ...
فقيرة أمام ما يحتويني من ألم لا ينتهي...
ليتها جميلة كي تكون قادرة على بوحي...
********
********
يا أنت
تعرفني وحدك ,,, وإن جهلوا هويتـــــــــــي...
تفهمني أنت,,, وإن حاروا بعقليتـــــــــــي...
يـــــــــا أنت
كل حرف هنا ينتمي إلي
كل حرف نزفته أناملي المتمردة غادرني بجزءٍ مني
لتكون المحصلة النهائية للغتي كم هائل من التناقضات
تناقضات إمرأةٌ فوضوية جدا حد العشوائية
يــــــــــا أنت
عشت طويلا أحلم بأن أنال شرف الجنون
ومع أني لازلت أقف على الحد الفاصل ما بين شرف الجنون واستحالة العقل
إلا أني سأظل لحلمي أمضي بكل قواي وكامل إرادتي
يـــــــــا أنت
أحبك ..هي الحقيقة الوحيدة في زيف تاريخي
أعشقك..هي القناعة الراسخة في ذبذبة قناعاتي
يـــــــــــا أنت
كل ذرة من كياني متهمة بك
كل نفس يسكنني مدان بك
أنا بكل ما أنا عليه لست إلا إمرأة آثمة بعشقك حد الكفر بالتوبة منك
فلا تعتب على إمرأة ترتكبك مع سبق الإصرار عليك والترصد بك
يا سيدي
عشقك حصانة منيعة
تجعلني في مأمن منهم
أولئك الذين يتلهفون للفتك بي
أخبرهم
أنني فوق مستوى بشريتهم
قل لهم
((من كانت إمرأة لرجل مثلي..هي المستحيل ذاته..فلا تلهثوا خلف المستحيل))......
يا أنت
سيستمر توافدهم ...
سيتدافعون للوصول ها هنا...
وبرغم ازدحام المكان بهم...
سيبقى الوجود خاويا دونك...
برغم ضوضائهم...
سيسكن الصمت عالمي حتى يجيء صوتك صارخا ..ها أنا قد عدت...
يا أنـــــــــــــت...
أمازلت تذكر عنوانــــــــــــي؟؟؟
أم تاهت خطاك عن دربي؟؟....
صدقني برغم جحيم الغياب...
وقسوة الفقد...
ومرارة الخذلان
سيبقى انتظاري لك أكسير الحياة حتى تهب الانتظار موت يليق به...
******
****
عذرا يا سادة
طال حديثي
لكن الباقي أطول
قلم لا يملك قرار....
وورقة لا حول لها ولا قوة...
هما ضحايا جنون أفكاري وتمرد أناملي...
وأنا بكل تناقضاتي لست إلا نتاج أمس مظلم...
فمن الجاني ومن المجني عليه؟؟؟!!!
ستكون خربشتي على هذه الجدران شاهدي لديكم
بأني بريئة مني
والله ما كتبت إلا خوفا من أن أموت مسمومة بي....
إلى خربشة جديدة سيكون الموعـــــــــــد....
إن وجدتم أوراقي مبللة بنزفي فاعلموا أني لازلت أنبض وجعا...
وإن كان الصمت يوما فاعلموا أني رحلت حيث ترتاح روحي...
وقتها لا تشغلوا بالكم بغيابي...
فقط تشاغلوا عني بالدعاء لي ...
قولوا ((اللهم ارحمها فهي أحوج الناس لرحمتك))....
وأنت يا راهب الصمت
إن جاء يوم وجفت فيه أوردتي
فليكن لي في ذاكرتك زاوية تليق بحجم عشقي لك...
وليكن لي على لسانك ذكر عطر كذكرى مروري بك....
وما حييت بعدي تذكر أني لآخر حرف نزفته كنت أتساءل
((لماذا خذلتني ؟؟!!!))
وحتى يحين الصمت الأبدي سيستمر النزف وتستأنف رحلة الانتظار....
كيمياااء إمرأة
30 أكتوبر 2010م
