السبت، يونيو 04، 2011

وجهان للعنة واحدة؟؟!!!


كان مساء مشبع بأحزان ليست غريبة عليها,,,منذ بداية اليوم وكل التفاصيل تنبأ بذهول لن تفيق منه لوقت طويل,,,
مع أن الحرارة تكون مرتفعة في مثل هذا الوقت من السنة وفقا لقوانين الكون وتماشيا مع اتساع ثقب الأوزون إلا أنها الكائن الوحيد الذي ينتفض من البرد؟؟!!! وضعت شال من الصوف على كتفيها وجلست تحتسي قهوتها كالمعتاد,,,
هذه الأمسية لم يجد عبدالوهاب ولا فريد الأطرش ولا أي منهم أولئك الذين تهيم بأنفاسهم طريقا إليها....
وحدها أفكارها ذات الصوت المهيمن على المكان...
في محاولة للهرب من ضوضاء أفكارها ,,,تسللت إلى ذاكرة تشقى بها,,,وراحت تعبث مجازفة بمخزون قابل للإنفجار عند أول محاولة للاسترجاع ,,,
*******
****


كان لقاء جمعها به,,,ذاك الذي ايقنت استحالة العثور عليه,,,خاب يقينها ذات صدفة وضعتها وجها لوجه معه,,,تلاقيا على مفترق الطرق,,,كان هو يبحث عن إمرأة يكتمل بها,,,وهي تبحث عن رجل تنبعث على يديه,,,فكان لهما ما تهيأ لكلا منهما أنه وجده في الآخر.....

بكيد الأنثى ألقت أحرفها أمامه ,,,,
وبغرور شرقي عانق لغتها,,,
قالت له
((ما رأيك بأحرفي؟؟؟))
همس في أذنها
((أحرفكِ توقظ فيا أشياء تقتلني؟!!!))
وبمكر قطة جلست بين يديه,,,تداعب أوتار قلبه الرقيقة,,, تضخ في شرقيته غرور تضخم به,,,
((إن كانت أحرفي توقظ فيك أشياء تقتلك
فوجودك بأكمله يقتلني
كل مافيك متهم بي
كل قطعة منك ملطخة بشوقي
عيناك
شفتيك
يديك
أحضانك
أنفاسك
آه كم أنت آثم بي من الوريد إلى الوريد
دعني أقتص منك
أوليس هذا هوالعدل؟
لي عندك حق
أتحرقني هباء؟
لا تخف
سأكون رحيمة جدا في إقتصاصي منك
سيكون لي مع شفتيك حديث طويل
ومع أحضانك حديث أطول
آه يا أنت
ما أجمل الإقتصاص منك بك))
وببقايا ثبات حاول استجماع يقظته
((أخشى الوقوع في المحظور فدعيني قبل لا شيء ينجيني ))
ولأنها أنثى تعرف من أين تؤكل يقظة الرجل,,,تداركت صحوة الوعي لديه وأخمدتها قبل أن تثور
((ترجو النجاة مني؟؟!!و أنا كيف لي أن أنجو؟؟؟مالذي سينقذني منك؟؟؟كم حسدت أوراقا تغرقها أناملك قبلات تحمل عطرك
ليتني أكون ورقة ترويها قبلات أناملك العطره
كم حسدت قصائدك لأنها شغلت فكرك ذات لحظة
آه ليتني قصيدة تعبر أفكارك حتى لو لم تكتمل
كم أحبك
وكم يؤلمني حبك,,,تخشى الوقوع في المحظور؟؟!!ومن قال أنك لم تقع به؟
تعتقد أنك لم تقع بعد ؟
واهم أنت سيدي
لقد تجاوزت كل المحظورات
وقت جعلتني لك أنتمي
ما يجب عليك الوقوع به الآن أنا
نعم
أنا من يجب عليك الوقوع بي
كي تكتمل قصيدة عشقي لك
تلك القصيدة كتبتها لك بدمي
بنبض قلبي
بشوق روحي
لم يتبقى لي سوى أن ألقيها بين يديك
لتضع بسحرك وطغيان حضورك اللمسات الأخيرة
عليها
يا شاعري الجميل
أيهون عليك أن يبقى عشقي لك قصيدة مبتورة؟
رفقا يا أنت بي
فلست أسألك سواك
أتراني طلبت مالا يطلب؟
أنت مبتغاي
لا أطمع بأكثر منك
أكرمني بك يا ابن الأكارم))....
وقبل أن يدرك كيد النساء ماتت يقظة الرجال؟؟!!!!
******
***


ومضت تتابع العبث بمخزون ذاكرتها المزدحمة به.....
غير آبهة بانفجارها الجديد....
وما قد يخلفه ذاك الانفجار عليها....
توقفت أمام سؤال قذفته به ذات محاولة يائسة للحفاظ عليه...
من منا تريد؟؟
الأنثى التي توغلت بك؟؟
أم الكاتبة التي نزفتك؟؟؟
كانت حيرته كفيلة بصمت ملأه لساعات,,,
ساعات بقيت هي فيها تشتعل خوف من قراره...
أينا سيختار؟؟
أي اللعنتين سيعتنق؟؟؟
لم يرحمها صمته بكلمه...
ولم يسعفها ضعفها لتصمد أكثر,,,
انهارت بين يديه تنتحب
((أما قلت لك أننا لن ننجو من خطيئة بوحنا؟؟؟
أرأيت ما حل بنا حين اطحنا بعرش الصمت ثائرين؟؟؟))
أمسك بيدها ورفع وجهها نحوه
((أنتي هي الأنثى والكاتبة,,كلا المرأتين أعشق,,,كلا الحلمين أحيا,,لما تصرين على بتر جزء مني؟؟!!))....
بقيت عينيها الدامعتين قيد حيرة لن تنتهي....وبقي هو قيد إمرأة لا تتجزأ....
*******
***


توقفت عن العبث عشوائيا بذاكرتها الملغومة به....وسكبت فنجان قهوة آخر,,,
كانت علاقة أحزانها بعلامات الاستفهام علاقة طردية,,,
هي وتلك الإجابات المنشودة خطان متوازيان يستحيل أن يلتقيا أبد الدهر....
حلقت في سحب الدخان المتشكلة ببقايا أنفاسها المنهكة....
تجاهلت الضجيج الصارخ داخلها....
وراحت تفكر بصوت أعلى من صوت أفكارها....
يقولون لا يطفئ النار إلا نار مثلها!!!
لذا لن يخرس أفكارها إلا صراخ يعادلها....

*******
****
يا أنت
كسرنا حاجز الصمت!!!
وجازفنا باختراق أسوار الرهبة الشائكة!!!
جئتك أقصد التوغل بك
فوجدتني من حيث لا أدرك أختبئ فيك؟!!!
فأين كنت منك وأين أصبحت مني؟؟؟
وأين سنكون بعد الذي كان؟؟؟


يا أنت
أترانا نندم يوما على ما كان منا؟؟؟
أنلعن لحظة نسفنا الصمت ببوحنا الجارف؟؟؟



يا أنت
أرهقني تعطشي لأمان أحضانك
قتلني شوقي لدفء القرب منك
فأي مبرر أكبر من هذا أعلل به انجرافي نحوك بلا قيود وحسابات



يا أنت
أعلم أني أقتلك بفعلتي هذه
فهل سأقوى على العيش بعدك؟؟؟؟
كل الرجال عندما يغادرون حدود لغتي
أفقد هذياني بهم
وقت يتحولون من أحرف حيادية إلى أجساد متعصبة يموتون بين يدي؟!!!!
بيدي قتلتك يا نبضي!!!
فكيف أنجو من فقدك؟؟؟



يا أنت
والتقينا بعد طول انتظار
التقينا بعدما أضنى البحث عنك روحي
كنت أقرب لي من أنفاس تتردد في صدري فكيف لم أدرك؟!!!
كنت هنا بيني وبيني فكيف لم أدرك؟!!!



يا أنت
ها قد أطحنا بعرش الصمت ثائرين
ها نحن نهدر الكلمات
بين كل همسة وأخرى من شفتيك
أتمنى لو لا تكمل
فكل حرف يغادرك هو خيط في كفني
ليتك لا تفعل
غير أن صوتي غرق في فيضان بوحك
وتمضي تحيك كفني
كم سيكون غالي هذا الكفن



يا أنت
وضعت النهاية قبل أن نبدأ
ولأن البداية كان من المفترض أن تكون على قدر رجل مثلك
عظيمة وشامخة
لذا فالنهاية لن تقل عظمة وشموخ عن بداية كانت ستكون لنا


يا أنت
سأنشر على جدران الزمان نعي يرتقي لموتي بك
وسأقيم صوان بحجم فقدي لك لأتلقى العزاء بي
سيحضرون جميعهم لمواساتي بي
أكاد أتخيل تفاصيل حضورهم
الصمت يتوشح السواد
يمشي مطأطأ رأسه
يتذمر بحزن
كيف سمحت لهم أن يتجاوزوني لينتهوا ؟؟؟!!!!
الخوف ينتفض قهرا
يهذي مرعوبا
هربت مني إليه
فقذف بها إلي؟؟!!!
اللهفة تنتحر حسرة وهي تصرخ
أشعلتني شوق إليه فاحترقت قبل بلوغه؟!!!
وأنت أيضا تشاركهم مواساتي بي
تصيح بعلو صوتك
جاءتني ترتجي الأمان فتركت بصمتي على خنجر إستل روحها من بين أضلعها؟!!!

يا أنت
كم سيكون راقٍ موتي
كم ستكون مهيبة جنازتي
كم أنا محظوظة بأن تضع أنت نهايتي بك

يا أنت
لم أعثر عليك
حقيقة بت أدركها
بل تعثرت بك
سمعت ذات مرة حكمة أعجبتني
تقول
((حيث لا تبحث تجد ماتريد))
لم أكن أبحث لديك عن نهايتي غير أني وجدتها؟!!!
لم أكن أبحث لديك عني غير أني وجدتني؟؟!!!

يا أنت
كنت محق وقت حرت في الاختيار بيني وبيني
وكنت ظالمة وقت خيرتك بيننا
فأنا الأنثى التي توغلت بك
لو اخترتها لقتلتك
وأنا الكاتبة التي نزفتك
لو اخترتها لخلدتك
لا فرق بين موتك على أوراقها وخلودك على أوراقها
فكلا المرأتين ستلفظك على ورق
كلاهما وجهان للعنة واحـــــــــــدة.......
لعنة هي أنا.....


ناديـــــــــــا
السبت
4 يونيو 2011م

العاشرة وخمسون دقيقة مساء

الجمعة، يونيو 03، 2011

جرعة ملل أخرى لك سيدي !!!



يا أنت
ما عدت أعلم أي الحروف قد توصل لك ما لدي؟؟
كرهت كل الحروف
كم ألعن عجزها وقت حاجتي لها
وكم ألعنني أنا في ضعفي هذا
أتدري جميعهم يضربون المثل في قوتي وجبروتي؟!!!
كم هم أغبياء
أنظارهم لا تدرك إلا القشور
أدعو الله أن يديم عليهم نعمة العمى كي لا ينفضح أمري أمامهم ويرون حقيقتي
آه سيدي لو لمسوا للحظة ضعفي لمزقوني دون شفقةأكثر مما يفعلون الآن

يا أنت
أشعر أنني مرهقة لدرجة الهلاك
مع أن ما أعانيه حاليا ليس أقسى ما مررت به في حياتي
نعم مررت بما هو أشد وأمر وأقذر مما أتعايشه الآن
لكن هذه المرة ما عدت بذات القوة ولا بذات القدرة على التحمل والمواجهة والثبات
الروح القتالية اغتيلت في دمي منذ زمن سيدي

يا أنت
كل تجربة نمر بها في حياتنا تستهلك جزء منا
كل مرارة نقاسيها تستنزف بعضا منا
حتى نصل إلى وقت نكون فيه منهكين جدا
نصبح هشين لدرجة أن أضعف نسمة هواء تكسرنا

يا أنت
كتبت ذات زمن

((أتعلم ما أستغربه كثيرا،،،


أني وجدتك وأنا أحزم حقائبي ،،،


غير أني لا أجد متسعا لك ،،،ليتك جئت قبل أن


تمتلئ حقائبي بالذكريات,,وقبل تصبح ذاكرتي


حبلى بخيبات الأمل,,,


غير أن أمثالك أيها البعيد يأتون دوما خارج حدود


الزمان وأبعاد المكان,,,))

ما كنت أدرك وقتها أنني أضع بكل حرف لي دستور شقاء سأظل ما حييت مقيدة بكل بنوده المقيتة ...
قبل سنتين وربما أكثر صدقا لا أذكر ,,,قرأت كتاب يحمل عنوان ((السر)) لكاتبة على ما أذكر كان اسمها ((رواندا بايرن)) إن لم تخني ذاكرتي الشقية...كان كتاب رائع جدا وفق مقاييسي أنا...فكرته الأساسية تدور حول أن الإنسان يصنع بأفكاره أقداره؟!!
اليوم وبعد هذا الكم من الأقدار التي تجرعت عذاباتها أستطيع القول أن ذاك الكتاب أصدق ما قرأت...
فكل حرف غادرني وضع قاعدة في بنيان مأساتي ....

يا أنت
صدقني ما عاد بي قدرة على التصدي لهم
ماتت مقاومتي منذ زمن
انتحرت شجاعتي من حين أدركت أن الصراخ في زمن الضجيج قمة الغباء




يا أنت
عاد الهدوء يستفزني بشكل حقير
وعاد الضياع يحتضنني بكل قوة
وحتى اللحظة يتسكع الخوف في أوردتي بكل وقاحة وبلا رادع
و لازال الصمت يخيم على عالمي
صمتي ليس حكمة ولا صمت الموقن بشرعية موقفه بل هو صمت العاجز وهذا ما يقهرني

يا أنت
أشعرت يوما بأنك في حالة استسلام تام؟؟
تراهم يتقاسمونك ويوزعون غنائمهم منك بينهم بينما تقف أنت بلا أدنى مقاومة؟!!!
الغريب في الأمـــــر أنك تبتسم!!!!
ليست ابتسامة تهدف إلى أفقادهم متعة النصر كما قال شكسبير
بل هي ابتسامة الخائب الذي أدرك بيقين موجع أن الخسارة مصيره بلا شك
وأن اللعبة انتهت
وأنه لن يتأهل إلى النهائيات
بل تم استبعاده بشكل قهري
وضعوه في صفوف الاحتياط
وقبل أن يتركوه يحتضر هزيمة وانكسار
همسوا في أذنه
((لا تعتقد أنك ستغادر هذا المكان يوما!!ستموت وأنت على هامش حياتك؟!!))



يا أنت
كم شكوت لك معاناتي في المنفى
وكم بكيت بين يديك مرارة وحدتي
هل مسحت يوم دمعة لي؟؟
هل خففت عني ألم يستعر داخلي؟؟؟
أتدري ما أخشاه حقا؟؟
أتدري ما قد يجهز على روحي فعلا؟؟؟
أن لا تكون مدركا لما أنا فيه؟؟؟


يا أنت
ها أنا أشكو إليك
فلمن أشكوك ؟؟؟؟؟


يا أنت
أتراك مللت حزني؟؟؟
أتراك مللت شكواي وتذمري؟؟؟
لا تخجل فلست وحدك من مل هنا
أنا أيضا مللتني بكل ما يحيط بي وكل ما يسكنني
لكن الشكوى لك أستر من الشكوى لهم
أنت لن تفضح ضعفي ويأسي
لن تتاجر بوجعي
بينما هم لن يفوتوا فرصة الاطاحة بي
لن يرحموني لحظة أقع بين أفواههم الكريهة
لذا سيطول مللك مني فلا تحاول الهرب منه
بقدر ما أعاني ستعاني سيدي
بقدر ما تطول مأساتي سيطول مللك سيدي


يا أنت
إليك تسارع أوجاعي لتختبئ بين يديك
إليك تتسابق أدمعي لتستقر على أعتابك
حتى أعود إليهم ذات المرأة التي يتوهمون
قوية حد الطغيان!!!
جبارة حد الظلم!!!
شجاعة حد المجازفة!!!
سيمضون في استباحتي
وسأمضي في التصدي لهم ولو بشكل صوري
المهم أن لا يثبت لديهم أنني تجردت مني نهائيا
فحينها حتى مللك مني لن تجده سيدي


ناديا
الجمعة 3 يونيو 2011م
الثانية عشر وأربعون دقيقة مساء

الخميس، يونيو 02، 2011

جاري البحث

يا أنت
كل أفراح العمر مباركة بك ,,,
أسعد الله صباحك ومساك وكل وقت بك يسعد ....

يا أنت
تزوجت شقيقتي الغالية,,,
أرهقني زواجها جدا,,,
دعك من الارهاق الجسدي فهو أمر مقدورعليه ,,,
مهما تعبنا سنرتاح لحظة نلقي أجسادنا على أول سرير يرحب بنا....
ما كان مرهقا بحق هو التفكير بمصيرها ...
أتكون سعيدة؟؟؟
أم ستلحق بي في ركب التعساء؟؟؟
أشعر أنها ستكون بخير معه...يبدو رجلا يستحق الثقة ...
أسأل الله أن يجعلها في أسعد حال وأهنأ عيش....
وأن تجهل خطواتها البريئة درب يأسر خطواتي....

يا أنت
ما غبت عن بالي للحظة...
رغم ازدحام عقلي بألف شيء وشيء كنت صاحب الحضور الأقوى في أفكاري....




يا أنت
انفض الجمع كالعادة
وانتهت المسرحية الهزلية
عاد كل منهم إلى مدينته...
عادوا إلى حياتهم الطبيعية...
وها أنا أعود لي من جديد,,,
ما إن خلوت إلى نفسي,,
حتى سارعت بنزع الاقنعة ,,,
خلعت ابتسامتي عن شفتي
تجردت من كل اكسسوارات السعادة الزائفة
فقد آلمتني وأدمت روحي,,,
لم تكن يوم على مقاسي؟!!!


يا أنت
الكتابة إليك هي الثغرة الوحيدة التي أهرب من خلالها إلى الحياة,,,
لا تعتقد أنني أكتب لك طمعا في التواصل معك,,,لا وحق عينيك,,,
فقربك سيدي أدركت استحالته من حين ادركت حرمانية عشقك....
لذا اطمئن وإهدأ...لن أتجاوز الأسلاك الشائكة بيننا....
صدقني ما كتبت إليك إلاهربا مني....



يا أنت
اليوم هو ثاني أيام يونيو ,,,
يا إلهي رحل مايو المسكين دون أن أودعه...
ألا ترى معي سيدي أن السنة تلتهم أبنائها بشراهة؟؟؟!!
مثلك تماما وقت تلتهمني دون شفقة!!!
وسيرحل يونيو ويوليو ..الخ,,,
ستمضي الحياة تمضغ الأيام ...
لتلفظها لنا ذكريات نتنة...
تتعفن بها ذاكرتنا الشقية...
كل الأيام سيدي
ستأتي وترحل من حيث لا أدرك,,,,
دعنا من رثاء الأيام....
ولنعد إلى يونيو وما ينبأ به من خسائر....
بشائر هذا الشهر بدأت تلوح في الأفق,,,
مع نهايته ستنتهي قصتي الحالية,,,
حين يقفل راحل سترحل معه بقايا مني,,,
ستضاف صفحة سوداء إلى كتاب حياتي,,,
صفحة ستطوى حين تسقط آخر أوراق هذا الشهر المغلوب على أمره,,,
سأغادر هذه المحطة وقت يغادرنا يونيو....
أتدري يا أنت
أصبحت حائرة بيني وبينهم...
أأرثي لحالي؟؟
أم أشفق على حال الأشهر المسكينة؟؟؟
مسبقا كان كل شهر منها يستبق الآخر ليقتص مني,,,,
يتحدى المستحيل ليعود بشيء مني,,,
اليوم أصبحت الأشهر تتعاطف معي؟!!
بدأت أتلمس اشفاقها علي ورأفتها بي؟!!!
ليس لي في الأمر قرار سيدي
ولا لهم في المأساة كلمة ...

يا أنت
قبل قليل إنتهيت من جمع ما يمكنني جمعه من أشيائي....
وجلست أتناول قهوتي الطيبة...
بين فنجان قهوة سادة وسيجارة محرقة تجدني ...
لن تجهل قراءتي سيدي
كما لن أجهل حقيقة وجودك,,,
سأنهي قهوتي ...
وأنهي احراقي بسيجارة يائسة...
وأكمل ما بدأته من حين ولدت....
افراغ وتعبئت حقائب السفر؟!!!
هي ذاتها الحقائب ترافقني منذ سنوات...
وذات المحتوى يقبع داخلها...
وأنا ذات المرأة التي تحملها بين رحلة وأخرى...
المتغير الوحيد هو المكان...
مع أنه في النهاية جدران لا أكثر...
إلا أنه في كل مرة يحمل رائحة جديدة...
ويخلف داخلي بصمات جديدة....
كم أنا مليئة ببصماتهم....
وكم هي ملعونة تلك الجدران....

يا أنت
كثرة الترحال مرهقة,,,
كم المحطات التي توقفت بها متعب,,,,
لا شيء في الدنيا يعادل التنقل من محطة إلى أخرى مهانة....
لا شيء قد يستبيح كرامتك ويهدر انسانيتك بقدر ما تفعله تلك المحطات,,,
أيمكنك تخيل ذاك الألم؟؟؟
أيمكنك فقط تصور تلك المهانة؟؟مجرد تصور لا أكثر؟؟؟
الأدهى والأمر من ذلك سيدي
ما بين محطة وأخرى
حين تقذف بك محطة رفضا لك
تحاول لملمت أغراضك المبعثرة,,,
تتخطف أشياءك من بين أيدي العابثين ,,,
وتجلس منكمشا على بقايا كرامتك,,,,
يهتك فضولهم حرمتك...
ويستبيح تطفلهم خصوصياتك بشكل لا بشري,,,
بينما أنت أضعف من التصدي لأبسط تعدي عليك,,,,
ويمضون في التحرش بكيانك وحياتك,,,
بينما أنت تتقلص خوفا شيء فشيء حتى تكاد تتلاشى,,,,
وبينما تُغتصب آدميتك على مرأى ومسمع من الكون,,,
تحدق عيناك في وجوههم,,,
تستثير بقايا نخوة في دمائهم الباردة!!!
تستجدي بقايا رحمة في قلوبهم المتحجرة!!!
فتخذلك دمائهم,,,
وتخذلك قلوبهم,,,
تبا يا أنا أحتى الآن أأمل بشيء منهم؟؟؟؟
تغمض عينيك
تحاول النهوض
تتلمس بخطوات مهزوزة عتبة محطة قادمة
وبقهر المجبر تلقي بما نجا لك منك في أحضان تلك المحطة الحقيرة,,,
سيدي التنقل من محطة إلى أخرى مهين نعم....
لكن البقاء بين محطتين قاتل جدا.....



يا أنت
يا محطة الأمان التي لن أدركها ما حييت,,,
نعم تشتاقك روحي,,
نعم تعشقك عذاباتي,,,
نعم تتلهف لك أوجاعي,,,
لكنني سأتخطاك مرغمة,,,
سأقفز عنك بقلب ينزف حزن وروح تشتعل يأس,,,
لو عاد الأمر لي ما تجاوزتك يا نبض أوردتي,,,
لكنني رفقا بي وحفاظا عليك سأتجاهل محطة تحتويك,,,,
رفقا بي من رفضك لي...
وحفاظا عليك من خذلانك لي...
سأبتعد حيث لا عودة إليك....
بيدي سيدي سأقطع آخر خيوط تربطني بك,,,
سأقتل أي حنين إليك قد يتحرش بي,,,,


يا أنت
لا تنتظر قرع أناملي على أبوابك,,,,
لا تتوقع وصول باقات الشوق واللهفة إليك مني,,,
واعلم أنني راحلة حيث لا أمل بك يستفز الحياة في أيامي,,,
اعلم أني في كل محطة أحط الرحال فيها سأبكيك,,,
وأبكيني بك,,,
أنا المرأة التي عشقت من لا يدرك حجم قلبها....


يا أنت
بمضي الأيام ستستمر رحلة الشقاء
ويظل البحث جاري عن محطة تضع بشموخ نهاية الرحلة....
وحتى تدرك روحي أعتاب تلك المحطة الكريمة ستظل حقائبي قيد الترحال....
وتظل أنت قيد الصمت....
وأظل أنا قيدك ما حييت....

ناديا
2 يونيو 2011م
الخميس الثالثة والربع مساء

الأربعاء، يونيو 01، 2011

إلى أغلى هبـــة من الله



يا أنــــت
لم يفاجئني تعثري بك
فقد كنت أبحث عنك منذ أدركت خطواتي أبجدياتها
قبلك كنت أهيم على وجهي في عالم من الضياع
أتخبط كالمذبوحة وأنا أستجدي أبوابك
يتربص الخوف بي في كل المنعطفات المظلمة
تتصيدني الحيرة
تتلقفني أحضان اليأس
حياتي بأكملها لم تتجاوز كونها تتابعات من انكسار كبرياء
وخيبات أمل
مزاد علني تباع فيه أحلامي
وليت أحدهم ثمّنها

يا أنت
بلغت أبوابك بعدما يئست الوصول إليها
سقطت مثقلة بحمولتي مني على أعتابك
لم تخذلني يا رجل من دمي
بدفأ يديك أمسكت بيدي
شرعت لي أبواب الحياة على مصراعيها
وهمست في أذني
((أنا هنا ,,كوني مطمئنة..))
معك دخلت مدن الأمان
بك عرفت معنى الراحة
سرت بخطوات ثابتة
يدي تغفو في حنان يدك
نبضاتي ضبطت ايقاعها على أنفاسك
ومضينا
أنت تملأني
وأنا أختبئ بك
ما عدت أدرك للوقت حساب
ولا للناس حضور
ولا لي أنا أحزان وأوجاع
كل خطوة بك جمعتني هي عهد بأمان لا ينتهي
في كل لحظة اختلس النظر إليك
أنت هنا واقع أحياه
كل لحظة أشد على يدك
أنت هنا حقيقة ألمسها
وأرفع عيني إلى السماء
أهمس خشية أن يغتال صوتي حقيقة ما أحياه
((شكرا يا رب السماء))


يا أنت
طويل هو درب سيجمعني بك
وطويلة جدا خطواتي معك
ستظل يدي ممسكة بيدك كي لا تفلت مني خيوط الأمل
سأظل أجاري خطواتك كي لايضيع مني الطريق
سأظل أتشبث بأنفاسك كي لا أفقد أنفاسي


يا أنت
يا هبة الله
يا رحمة الله
لا تترك يدي بعدك تتلمس دفأك فتصعقها برودة فقدك
لا تترك أنفاسي معلقة في غيابك بين اليأس والرجاء
قبلك لم أكن شيء
وبك أصبحت كل شيء
أتعتقد أنه بعدك سيعود لي شيء؟؟؟
لا لن يكون لي بعدك ما يستحق العناء لأجلــــه,,,,,


يا أنت
وصولك كان مولد روحي
في عينيك ارتسمت معالم غدي
بين يديك سيكتمل تكويني
فلا تتركني أتشوه دونك
أنت من سيجعلني الأنثى الكاملة في زمن الأنصاف المشوهة
دعني أكتمل بك
هبني شرف الحياة بك


يا أنت
يا رجلا حملني غروري إليه
أغراني كبرياء الأنثى بالتحرش به
جئتك أراهنك على أني سأتوغل بك وأشتعل بك لأغادرك دون أثر منك عليّ
ها أنا أقف بين يديك
وقد تجردت من غروري
وخلعت عني كبريائي
أقف بين يديك لأراهن من جديد

أراهنك على أني سأتوغل بك حد التلاشي
أراهنك على أني سأشتعل بك حد الاحتراق
أراهنك على أني سأتنفسك حد الاختناق

لكنني لن أراهنك على النجاة منك
فلن أغادرك نقية منك
كل مسامة من وجودي ستكون متشبعة بك
كل خلية مني ستفيض بك
كل نبضة من نبضاتي ستنطق بك
كل قطرة من دمي ستحملك
أوردتي ستنزفك
نظراتي ستفضحني بك
ملامحي سترتسم بك
ستكون أنت هالة من نور تحيط بي
جميعهم سيدركون وجودك
سيعرفون أنك تسكنني
لن يجهلون بصماتك علي
لن يغفلون عطر أنفاسك الذي يملأني
لن يخفى عليهم عشقك المشع مني

سيعلمون جميعهم
أنك اخترقتني لتشطرني نصفين
نصف يعشقك
ونصف يستجدي عشقك
سيعلمون أنك أشعلت في روحي حرائق اللهفة
ونثرت رمادي المعتق بعشقك لتملأ الكون بي وبك
ليستنشق عشقي لك كل عشاق الدنيا
حينها سيتنفسون اشتعالي بك
سيتعلمون بنا معنى الحب
سيدركون اللهفة
ويفهمون الشوق
آه يا أنت
ستصبح كل القلوب نابضة بك
ليكون الكون ممتن لي
أنني عشقتك دون قيود
اشتعلت لهفة بك واحترقت شوق إليك
سيمنحني عشقك الخلــود
وسيمنحك احتراقي الأبديـــــــــة

ناديا
1 يونيو 2011م

الأحد، مايو 29، 2011

تباً لكـــــــــــم

((جميعكم ملائكة...أنا الشيطان الأعظم هنا...نعم أنتي محقة فأنا مجنونة بشهادة الجميع...لابأس سأحاول السيطرة على حالتي الميؤس منها بأقل خسائر ممكنة!!))
كلمات قذفت بها والدتي الطيبة قبل أن أغلق الهاتف!!!
هذه المرة ما كنت ثائرة كعادتي؟!!
بل على العكس كنت في قمة الهدوء؟!!!
أكملت شرب فنجان قهوتي وبقيت أستمتع بصوت سيد مكاوي وهو يغني أغنيته الخالدة ((خلي شوية عليا وخلي شوية عليك))
كانت الفوضى تعم منزلي بشكل متعب ,,,
أشعر أنني منهكة غير أنه لا بد لي من ترتيب المكان قبل سفري غدا,,,,
ستتزوج أختي الحبيبة بعد أيام قليلة...
لو عاد الأمر لي لمنعت شقيقتيّ من الارتباط بأي رجل كان رأفة بهما مما قد يطال أرواحهن البريئة....
من يدري ربما أكون مخطئة فليس من العدل أن أتخذ تجاربي الفاشلة مقياس....

رتبت منزلي المقيت في ساعة من الزمن...
وجلست أأخذ قسط من الراحة...
يا إلهي كم قسط من الراحة يلزمني كي أستريح؟؟؟
خطرت ببالي فكرة لم تبدو غريبة مقارنة بغرابة أفكاري ....
لما لا أعيد ترتيبهم في حياتي؟؟؟
تناولت ورقة وقلم...ومضيت أخط أسمائهم عليها....
والدي
والدتي
إخوتي
أخواتي
أول رجل في حياتي
ثاني رجل في حياتي
زوجي
وبينهم أنت
بعد أن رتبتهم تبعا للفترة الزمنية التي تواجدوا فيها في حياتي التعيسة...رحت أحلل وجودهم...أتفحص بصماتهم...ماذا قدموا لي؟؟ماذا أخذوا مني؟؟وكثيرة هي المعايير التي تناولاتهم تباعيه....

***والـــــــــــدي***
رجل يلتصق اسمه باسمي للأسف وسيظل للأسف أيضا ملازم لاسمي ما حييت...
هو أول من وضع قدمي على طريق التعاسة الأبدي...
أهداني شهادة ميلاد أحزاني ....
أنجبني في لحظة خانه فيها التوقيت السليم؟؟!!!
أنجبني وتنكر لي!!!
لا يعرف عني أكثر من أني الدجاجة التي تبيض ذهب وقت يحتاج!!!!
ببساطة وكي لا أطيل الحديث عنه وهو لا يستحق...
هو رجل لا يعرفني مع أني منه؟؟؟!!!!

***والــــــدتي***
الشريكة المخلصة لوالدي
كانت شريكته في غلطة انجابي...
شريكته في رسم معالم حزني وتعاستي....
الفرق الوحيد بينهما أنها حتى الآن مقيمة في تفاصيلي مع احتفاظها العجيب بكامل سلبيتها وضعفها.....
لكنني أحبها !!!
أو ربما أكون أحب فيها عذابي !!!!

***إخوتي***
***أخواتي***
مجرد كومبارس ينتظرون الأدوار التي تسند إليهم
يحفظون ما يتم تلقينه لهم حرفيا دون أن يكون لهم حق التبديل أو التعديل؟؟!!!

***أول رجل في حياتي***
داء أصابني لعشر سنوات,,,مازلت أعاني أعراضه حتى اليوم...
لعنة ستظل تلازمني حتى موتي...
هو رجل علمني أنه من السذاجة أن تستمر في العطاء لمن يرى عطاءك واجب !!!
علمني أنه من الغباء المطلق أن تتنازل عن حق هو لك وتلوم من يسلبك حقوقك!!!!
للأمانة يستحق الشكر فمنه تعلمت أقذر دروس حياتي؟!!!

***ثاني رجل في حياتي***
كان الحفرة التي وقعت فيها حين ركضت بلا هداية ...
حفرة مشبعة بالنتانة والحقارة...
خرجت منها دون أن أتلطخ بشيء من محتواها العفن.....
مروره كان أسرع من أن يترك بصمة تذكر على وجداني....
فقط لطخ صفحة من حياتي به....

***زوجـــــي***
هو المحطة التي أقف عندها الآن...
أتوق بشدة لمغادرتها...
لكنها تقيدني بقيود أضعفت قواي....
برغم إحساسي بأنني ذات يوم سأفر من هنا....
إلا أن يقيني يخبرني بأن نهايتي ستكون هنا....
كلانا في معزل عن التعاطي مع الآخر!!!
كلانا يتبع الصمت عقيدة تجنبه خطيئة البوح!!!
هذا الرجل هو من سيضع النهاية...
نعم هو من سيكتب نهايتي بدمي !!!!


***أنـــــــــــــت***
ميناءالأمان الذي رست إليه روحي بعد أن طال إبحارها في ظلمات الخوف....
الحضن الحنون الذي جمع شتاتي...
الوطن الدافئ الذي أحرق غربتي...
أنت الرجل الوحيد الذي جعلني أرفع رأسي بشموخ ليكسرني ؟!!!!

أعجبني تحليلي لهم ...وشعرت بالرضا وقت أفرغتهم من داخلي على أوراقي....رغم تعاطفي مع أوراقي المسكينة ....
نظرت لهم وأنا أحاول البحث عن عامل مشترك يربطهم بي؟؟؟؟
ولم أحتاج لوقت طويل حتى أعثر عليه...
جميعهم شارك في قتلي؟!!!
كل واحد منهم وفقا لطريقته الخاصة وضع بصمته على جثتي الممزقة....
أيديهم جميعهم أمسكت كقبضة رجل واحد بالخنجر المسموم الذي أزهق روحي....

ألقيت بالورقة الملطخة بدمي المهدور على أيديهم....
وقفت أمام النافذة أطالع السماء...
سماء هذا اليوم حزينة بصمت يفيض رهبة وخشوع....
حزنها كحزني ...
لماذا فعلوا ما فعلوه بي؟؟؟
أكنت حقا أستحق كل هذه الجرائم منهم؟؟؟
أي ذنب مني في حقهم كان يستوجب عقابهم لي؟؟؟؟
هل أخطأت وأصابوا؟؟؟
أم استعصى عليهم فهمي فظلموا؟؟؟
مالذي نالوه جزاء غدرهم بي؟؟؟
مالذي ربحوه حين سدوا في وجهي كل طرق الرحمة والانسانية؟؟؟
زاد اكتئاب الجو ...يبدو أن الهواء قد اختنق بسمومي ...
ألقيت بجسدي على السرير...
ورحت أترنم بعهود جديدة قطعتها على نفسي لنفسي....
أعاهدكِ يا أنا بأنني لن أعود لهم ما حييت...
أعاهدكِ بأن أتبرء من كل المبادئ..و أكفر بكل القيم ..و أتجرد من كل الأخلاقيات...
أعاهدكِ أن لا أهدر كبرياءكِ على أعتاب من لا يستحق...
أن لا أستجدي حب من لا قلب له...
أن لا أتسول عطاء من لا ملك له...
أعاهدكِ يا أنا أن أكون على قدر حقارة البشر...
أن أتحدث لغتهم القذرة...
أن أتبع دروبهم المعتمة...
أن أمارس خطيئتهم الكاملة...
أعاهدكِ يا أنا أن لا أكون ملائكية الوجود...
أن لا أكون طاهرة الفكر ونقية الروح....
أعاهدكِ يا أنا أن أتجنب كل الخطوط المستقيمة...
أن أتحاشى الأبيض والأسود من الألوان...
أن أتنفس الكذب والزور...وأتفنن في المراوغة والتظليل...
أعاهدكِ يا أنا أن أبتعد عن الطرق الرئيسية وأسلك كل المنعطفات الملتوية...
أن أهتم بالكم وأتجاهل الكيف....
وبينما كنت منهمكة في تأدية القسم الجديد
غفت عيناي
هذه المرة لن يكون نومي كوابيس مفزعة
لأني ما عدت أخشى لمسة الشيطان ....

لكم جميعا يا من أعدتم بنائي...
يا من عمدتم روحي ....
تبا لكــــــــــــم....

ناديا
29 مايو 2011م

رسالة إليك,,سقطت سهوا من بريدي!!!




كان يومي صاخب جدا
مزدحم جدا
و مع أنني لم أنل قسط كافي من النوم إلا أنني ما كنت بمثل هذا النشاط في حياتي!!!
أحضان
قبلات
تساؤلات
وغيرها من الطقوس المتبعة عقب غياب دام وقت ليس بالقصير عن مدرستي الحبيبة
أبدا الجميع إعجابه بالتغيير الذي أحدثته في شكلي
يبدو أن قصة شعري كان لها سحر لا يمكن تجاهله؟!!
ملأ السرور قلبي بكل هذا الكم من عبارات الاعجاب والمديح
يا إلهي لم يزل في داخلي بقايا لتلك الأنثى التي لا يروي غرورها شيء!!!!
أتدري فاجئني هذا الإحساس الأنثوي
ظننت أني قتلته منذ زمن
لكن خاب ظنــــي
برغم روعة أحداث يومي العملي إلا أنني كدت أختنق شوق إليك
أتلهف لنهاية اليوم كي أعود إلى بيتي طمعا في العثور على رسالة منك
أخذت أمني نفسي
سيبعث لي
سيذكرني
سأجد شيء من عطره حين أعود
و إنتهى اليوم بعدما يئست من انتهائه
حملت أغراضي وبقايا أمل يحتضر وعدت مسرعة
عدت تحف أشواقي إليك خطواتي
وبيدين ترتعش بالكاد فتحت الباب
ألقيت بحمولتي على الطاولة
وأخذت أقلب الرسائل التي وصلتني
لا شيء منك!!!
لست هنا!!
لم تذكرني!!!
أعدت تقليب الرسائل لربما خذلتني عيني
لربما خذلتني الأحرف
أنت من خذلني؟؟!!
أنت من خذلني؟؟!!
شعرت أن الأرض قد فرت من تحت قدمي
كما لو أن قانون الجاذبية قد أسقطني من حساباته!!!
أتراني خرجت عن مداره؟؟؟
سقط جسدي منكسرا على الأرضية
ضاق صدري بإحتواء قلب ينتفض قهر
حتى الأكسجين نفذ من خلاياي!!!
أهي مؤامرة تشنها ضدي مع قوانين الحياة؟؟؟
أهو تحالف بينكما للقضاء على بقاياي؟؟
ومضت ساعة وربما أكثر صدقا لا أعلم,,, فعلاقتي بالوقت منذ عرفتك خارج كل حساب....

حملت رفات قلبي ,,,
ومضيت أكتب لك متجاهلة كل اعتراض من كبرياء انتهكته بتجاهلك لي,,,

((هل اشتقت لهذياني بين يديك؟؟؟
هل اشتقت لي؟؟؟
لا أعتقد ذلك!!!
أما هذياني فيشتاقك حد الاحتضار على أعتابك....
وأما أنا...
ككل لحظة من عمري....
تشتاقك أصغر تفاصيلي....
تشتاقك أضعف نبضاتي...
تشتاقك آخر أنفاسي...

سيدي الحبيب..
منذ آخر لقاء جمعني بك
وأنا أحترق بهديتك لي
تذكرة الرحيل التي وهبتني إياها؟!!!
لا زلت أتمزق بين الانصياع مرغمة لأوامرك برحيلي
وبين كل قطرة من دمي تستجدي عصيانك
فمن منكما أطيع؟؟؟؟؟

سيدي
كان ذاك اللقاء أقسى من قدرتي على تحمله
وكنت أنت أعنف من أن أستوعب غضبك حينها
وأنا أضعف من التوسل إليك لترحم بقايا كبرياء إمرأة تعشقك
وبرغم كل شيء لم تتوقف قسوتك عن التوغل في جرحي!!!!
سيدي
ما عصيتك يوما
ما خذلتك يوما
لكنني اليوم لا أملك لك طاعة
لا أقوى على الرضوخ لجبروتك
فلا تعتب لتمردي عليك
ولا تستنكر صمودي في وجه رفضك لي
فالغريق سيدي يتعلق بقشة
وها أنا أتنازل عن كبريائي فقط كي لا أغرق وجع في غيابك))).....
يا إلهي مالذي تخطه أناملي؟؟؟!!!
ألهذا الحد هانت عليّ كرامتي؟؟
أما اكتفيت بما لحق بها من مهانة على يديك؟؟؟؟
وبذات اللا وعي الذي كتبت إليك به مزقت ما كتبت....
وغرقت في حالة من الصمت القهري,,,,
أصبحت في معزل تام عن كل ما يحيط بي,,,
إلا صورة تحمل رائحتك,,,
بقيت عيناي عالقة بها...
بقيت روحي تتشبث بها...
وحدها صلتي بعالم الأحيــــاء......
انكمشت على ذاتي,,,
شعرت ببرودة تسري في جسدي....
كيف لهذا البرد أن ينفذ من نيران روحي؟؟!!!!



يا أنت

أحقا تريد رحيلي؟؟؟
أيغريك فراقي حد التهاون في قتلي؟؟؟
وأنا؟؟
أما شغلت نفسك بالتساؤل عني؟؟
كيف سأكون بعدك؟؟؟
أي طريق سيحمل خطواتي المبعثرة وما عادت الطرق تقود إليك؟؟؟؟
أي أرض ستحتوي شتاتي وما عاد لأحضانك وطن أدركه؟؟؟
أين سأجدني وقت أفقدني برحيلك؟؟؟
كيف ستكون ملامحي ؟؟
صوتي؟؟
أنفاسي؟؟
نزف أوردتي؟؟
ألا تراود قلبك شفقة بي؟؟؟



يا أنت
ها قد حل المساء سريعا بعدما خشيت أن ينساني...
نهضت من غيبوبتي العاطفية...
كانت تلك البرودة لا تزال تسكن عظامي ....
لا شيء قد يمنحني الدفء سوى فنجان قهوة يحملك إلي....
آهٍ كم أشتاقك يا تعويذة تقيني مني....


يا أنت

ها هي روح شهر زادك الحبيبة حاضرة بشدة من خلال صوت الاعلامي عمر الحلبي ,,,
صوته الذي كان يملأ المكان وقت اندلقت القهوة ,,,
كنت حيث لا أعرف كعادتي منذ عشقتك,,,
تأخذني أفكاري إليك حيث لا مدى ولا حدود,,,
وضعت مرهم مسكن للحروق وحملت قهوتي وبقايا وعيي إلى الصالة,,,
ألقيت بجسدٍ أنهكه احتوائه لروحي منذ إحدى وثلاثون عام على تلك الأريكة التي ملت مني,,,,
وعدت أفقدني من جديد معك,,,
بين كل حرف وحرف لشهر زادك يتفاقم وجعي بك,,,
وبين كل رشفة وأخرى من فنجان قهوة تختزلك حبات البن فيه تتجسد أنت بقسوة في دمائي المعتقة بك,,,,
وكلما زاد تجسدك زاد دفئي ,,,
فليتني أحترق بكـــ ,,,

رحت أردد معها كلماتها التي أحفظها عن ظهر قلب

((أحبك..وأعلم أنك كالأمس..لن تعود أبدا)),,,
مازلت جاهلة لسر تعلقي بهذه القصيدة بالذات؟؟!!
......
.....
صمتت روح شهر زادك الحزينة,,,
صمت فنجان القهوة عن استحضارك لي,,,
وصمتت فجأة كل أشياءك الحبيبة عن التحرش بحنيني إليــــك,,,
وحدها أدمعي لا تتقن الصمت,,,
وعادت البرودة تحتل كل فراغ خلّفه انسحابك داخلي,,,
فياللصقيع الذي استوطنني....

وبطغيان من لا يرحم,,صرخت في فراغ عقلي أصوات لأفكار مشوهة....
لما أعشقك؟؟؟
لما تربطنا شهر زاد؟؟؟
شهر زاد؟؟؟؟!!!!
كان إيماني عميق جدا بالترابط الروحي الكبير بيني وبينها,,,
هذه الليلة أجدني بريئة منها كبراءتك مني!!!
نعم لست أشبهها في عشق أحرق كلتانا !!!
لست أشبهها في ذاكرة ترهق كلتانا!!!
فذاكرتها مزدحمة برجل كان ذات يوم واقع في تاريخها,,,,
تجتر وجعه من ذكريات كانت يوما تلمسها....
أما أنا فذاكرتي تزدحم برجل لم يغادر حدود خيالي !!
لم يطرق حضوره واقعي ذات لحظة!!!
هي تشتاق أحضانه التي ملأتها دفء وأمان....
وأنا أتخيل دفء أحضانه!!!
هي تستجدي أنفاسه التي أحرقتها شوقا ذات عناق...
وأنا أتخيل أنفاسه!!!
هي تفتقد رجلا أشعل وجوده اللهفة في أوردتها,,,,
و أنا أتخيل ملامح اشتعالي به!!!
هي تستغيث بصوته ليقيها شتات الفراق,,,
وأنا أتخيل نبرات صوته!!!
هي تعشق رجل ...
و أنا أعشق خيال؟؟!!!
أحقا خضت كل معاركي تلك من أجل خيال؟؟؟!!!
راهنت على ما لا يمكن المجازفة بالرهان عليه من أجل خيال؟؟؟!!!
خسرت ما لن أستطيع تجاوزه من خسائر من أجل خيال؟؟؟!!!
عذاباتي,,,
أوجاعي,,,
أحزاني,,,
استنزافي ,,,
كل ما عانيته,,,
كل ما تمزقت أشلاء لأجله,,,
خيال؟؟؟؟؟؟!!!!!!!




دفعت الطاولة التي أمامي بعنف ,,,
تطاير كل ما عليها لتتلقفه الأرض حطام,,,
وصرخت باسمك,,أستعيذ بك من وساوس أفكاري,,,
وبكيت أكفر عن ذنبي نحوك,,,
كيف سمحت للشك أن يتسلل إلي من حيث لا حق له؟؟
أنت الواقع الوحيد في خيالات أيامي المشوهة,,,
أنت الثابت الأكيد في متغيرات حياتي المهزوزة,,,
إن دخلت دائرة الشك,,فما اليقين بعدك؟؟؟؟
اغفر لي يا أغلى من عرفت,,,
اغفر غباء أفكاري,,,

يا أنت
انتصف الليل....
بل بدأت أنامل اليوم الجديد تتسلل إلى هذه العتمة الحزينة...
لتزيل الستائر السوداء,,,
وتشرع نوافذ النور على الغد القادم,,,
سيبدأ نهار جديد,,,
ومن ثم سوف يغتاله ليل كئيب,,,
ويعود النصر حليف نور النهار مرة أخرى,,,
فمتى يتسلل نورك ليبدد ظلمة روحي؟؟؟
متى يغتال نهارك ليلي الطويل؟؟؟
متى يتجدد للأمان عهدا يقيني الضياع في دوامة الخوف ؟؟؟

يا أنت
إن كنت على الغياب قد عزمت الأمر,,,
فرفقا بي,,,
لا تنتزع وجودك من بين أضلعي دفعة واحدة,,,
لا تجعلني أنزفك دون توقف دفعة واحدة,,,
لا تجردني منك دفعة واحدة,,,
على مهلك,,,
ليكن غيابك بالتدريج كي لا تذهلني صدمة رحيلك ,,,
ليكن انتزاعك من داخلي بالتدريج كي لا تقتلني فجوة فقدك الموحشة,,,
ليكن نزفي بك بالتدريج كي لا أموت بفقر أوردتي الحاد منك,,,,
ليكن تجريدي منك بالتدريج كي لا يهدم خلوي منك وجودي,,,,
لا تغادرني بذات القوة التي اخترقتني بها,,,
فــ شتان سيدي بين الحياة والموت ...


يا أنت
هبني بعض الوقت,,,
سأتقبل ما حكمت به,,,
والله سأفعل,,,
فقط بعض الوقت,,,
مثلك يعلم أي مصير ذاك الذي يخلفه السقوط من القمة إلى القاع,,,
فلا ترمي بي بلا رحمة,,,,

يا أنت
إن كنت تعلم أنك ذات يوم سترحل,,,
لما وهبتني الحياة؟؟؟
ليتك أبقيتني حيث كنت,,,
أسيرة جدراني الباردة,,,
ونوافذي السوداء المغلقة,,,
ليتك ما أغريتني بالنور,,,
ليتك ما علمتني أبجديات الأمل,,,
ليتك ما جمعتني بي....




يا أنت
يا أعذب أحزاني
بحق ما وهبتني اياه
لا تفعل
لا تفعل


ناديا
الاثنين 16 مايوم 2011م