الخميس، يونيو 02، 2011

جاري البحث

يا أنت
كل أفراح العمر مباركة بك ,,,
أسعد الله صباحك ومساك وكل وقت بك يسعد ....

يا أنت
تزوجت شقيقتي الغالية,,,
أرهقني زواجها جدا,,,
دعك من الارهاق الجسدي فهو أمر مقدورعليه ,,,
مهما تعبنا سنرتاح لحظة نلقي أجسادنا على أول سرير يرحب بنا....
ما كان مرهقا بحق هو التفكير بمصيرها ...
أتكون سعيدة؟؟؟
أم ستلحق بي في ركب التعساء؟؟؟
أشعر أنها ستكون بخير معه...يبدو رجلا يستحق الثقة ...
أسأل الله أن يجعلها في أسعد حال وأهنأ عيش....
وأن تجهل خطواتها البريئة درب يأسر خطواتي....

يا أنت
ما غبت عن بالي للحظة...
رغم ازدحام عقلي بألف شيء وشيء كنت صاحب الحضور الأقوى في أفكاري....




يا أنت
انفض الجمع كالعادة
وانتهت المسرحية الهزلية
عاد كل منهم إلى مدينته...
عادوا إلى حياتهم الطبيعية...
وها أنا أعود لي من جديد,,,
ما إن خلوت إلى نفسي,,
حتى سارعت بنزع الاقنعة ,,,
خلعت ابتسامتي عن شفتي
تجردت من كل اكسسوارات السعادة الزائفة
فقد آلمتني وأدمت روحي,,,
لم تكن يوم على مقاسي؟!!!


يا أنت
الكتابة إليك هي الثغرة الوحيدة التي أهرب من خلالها إلى الحياة,,,
لا تعتقد أنني أكتب لك طمعا في التواصل معك,,,لا وحق عينيك,,,
فقربك سيدي أدركت استحالته من حين ادركت حرمانية عشقك....
لذا اطمئن وإهدأ...لن أتجاوز الأسلاك الشائكة بيننا....
صدقني ما كتبت إليك إلاهربا مني....



يا أنت
اليوم هو ثاني أيام يونيو ,,,
يا إلهي رحل مايو المسكين دون أن أودعه...
ألا ترى معي سيدي أن السنة تلتهم أبنائها بشراهة؟؟؟!!
مثلك تماما وقت تلتهمني دون شفقة!!!
وسيرحل يونيو ويوليو ..الخ,,,
ستمضي الحياة تمضغ الأيام ...
لتلفظها لنا ذكريات نتنة...
تتعفن بها ذاكرتنا الشقية...
كل الأيام سيدي
ستأتي وترحل من حيث لا أدرك,,,,
دعنا من رثاء الأيام....
ولنعد إلى يونيو وما ينبأ به من خسائر....
بشائر هذا الشهر بدأت تلوح في الأفق,,,
مع نهايته ستنتهي قصتي الحالية,,,
حين يقفل راحل سترحل معه بقايا مني,,,
ستضاف صفحة سوداء إلى كتاب حياتي,,,
صفحة ستطوى حين تسقط آخر أوراق هذا الشهر المغلوب على أمره,,,
سأغادر هذه المحطة وقت يغادرنا يونيو....
أتدري يا أنت
أصبحت حائرة بيني وبينهم...
أأرثي لحالي؟؟
أم أشفق على حال الأشهر المسكينة؟؟؟
مسبقا كان كل شهر منها يستبق الآخر ليقتص مني,,,,
يتحدى المستحيل ليعود بشيء مني,,,
اليوم أصبحت الأشهر تتعاطف معي؟!!
بدأت أتلمس اشفاقها علي ورأفتها بي؟!!!
ليس لي في الأمر قرار سيدي
ولا لهم في المأساة كلمة ...

يا أنت
قبل قليل إنتهيت من جمع ما يمكنني جمعه من أشيائي....
وجلست أتناول قهوتي الطيبة...
بين فنجان قهوة سادة وسيجارة محرقة تجدني ...
لن تجهل قراءتي سيدي
كما لن أجهل حقيقة وجودك,,,
سأنهي قهوتي ...
وأنهي احراقي بسيجارة يائسة...
وأكمل ما بدأته من حين ولدت....
افراغ وتعبئت حقائب السفر؟!!!
هي ذاتها الحقائب ترافقني منذ سنوات...
وذات المحتوى يقبع داخلها...
وأنا ذات المرأة التي تحملها بين رحلة وأخرى...
المتغير الوحيد هو المكان...
مع أنه في النهاية جدران لا أكثر...
إلا أنه في كل مرة يحمل رائحة جديدة...
ويخلف داخلي بصمات جديدة....
كم أنا مليئة ببصماتهم....
وكم هي ملعونة تلك الجدران....

يا أنت
كثرة الترحال مرهقة,,,
كم المحطات التي توقفت بها متعب,,,,
لا شيء في الدنيا يعادل التنقل من محطة إلى أخرى مهانة....
لا شيء قد يستبيح كرامتك ويهدر انسانيتك بقدر ما تفعله تلك المحطات,,,
أيمكنك تخيل ذاك الألم؟؟؟
أيمكنك فقط تصور تلك المهانة؟؟مجرد تصور لا أكثر؟؟؟
الأدهى والأمر من ذلك سيدي
ما بين محطة وأخرى
حين تقذف بك محطة رفضا لك
تحاول لملمت أغراضك المبعثرة,,,
تتخطف أشياءك من بين أيدي العابثين ,,,
وتجلس منكمشا على بقايا كرامتك,,,,
يهتك فضولهم حرمتك...
ويستبيح تطفلهم خصوصياتك بشكل لا بشري,,,
بينما أنت أضعف من التصدي لأبسط تعدي عليك,,,,
ويمضون في التحرش بكيانك وحياتك,,,
بينما أنت تتقلص خوفا شيء فشيء حتى تكاد تتلاشى,,,,
وبينما تُغتصب آدميتك على مرأى ومسمع من الكون,,,
تحدق عيناك في وجوههم,,,
تستثير بقايا نخوة في دمائهم الباردة!!!
تستجدي بقايا رحمة في قلوبهم المتحجرة!!!
فتخذلك دمائهم,,,
وتخذلك قلوبهم,,,
تبا يا أنا أحتى الآن أأمل بشيء منهم؟؟؟؟
تغمض عينيك
تحاول النهوض
تتلمس بخطوات مهزوزة عتبة محطة قادمة
وبقهر المجبر تلقي بما نجا لك منك في أحضان تلك المحطة الحقيرة,,,
سيدي التنقل من محطة إلى أخرى مهين نعم....
لكن البقاء بين محطتين قاتل جدا.....



يا أنت
يا محطة الأمان التي لن أدركها ما حييت,,,
نعم تشتاقك روحي,,
نعم تعشقك عذاباتي,,,
نعم تتلهف لك أوجاعي,,,
لكنني سأتخطاك مرغمة,,,
سأقفز عنك بقلب ينزف حزن وروح تشتعل يأس,,,
لو عاد الأمر لي ما تجاوزتك يا نبض أوردتي,,,
لكنني رفقا بي وحفاظا عليك سأتجاهل محطة تحتويك,,,,
رفقا بي من رفضك لي...
وحفاظا عليك من خذلانك لي...
سأبتعد حيث لا عودة إليك....
بيدي سيدي سأقطع آخر خيوط تربطني بك,,,
سأقتل أي حنين إليك قد يتحرش بي,,,,


يا أنت
لا تنتظر قرع أناملي على أبوابك,,,,
لا تتوقع وصول باقات الشوق واللهفة إليك مني,,,
واعلم أنني راحلة حيث لا أمل بك يستفز الحياة في أيامي,,,
اعلم أني في كل محطة أحط الرحال فيها سأبكيك,,,
وأبكيني بك,,,
أنا المرأة التي عشقت من لا يدرك حجم قلبها....


يا أنت
بمضي الأيام ستستمر رحلة الشقاء
ويظل البحث جاري عن محطة تضع بشموخ نهاية الرحلة....
وحتى تدرك روحي أعتاب تلك المحطة الكريمة ستظل حقائبي قيد الترحال....
وتظل أنت قيد الصمت....
وأظل أنا قيدك ما حييت....

ناديا
2 يونيو 2011م
الخميس الثالثة والربع مساء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق