الجمعة، يونيو 03، 2011

جرعة ملل أخرى لك سيدي !!!



يا أنت
ما عدت أعلم أي الحروف قد توصل لك ما لدي؟؟
كرهت كل الحروف
كم ألعن عجزها وقت حاجتي لها
وكم ألعنني أنا في ضعفي هذا
أتدري جميعهم يضربون المثل في قوتي وجبروتي؟!!!
كم هم أغبياء
أنظارهم لا تدرك إلا القشور
أدعو الله أن يديم عليهم نعمة العمى كي لا ينفضح أمري أمامهم ويرون حقيقتي
آه سيدي لو لمسوا للحظة ضعفي لمزقوني دون شفقةأكثر مما يفعلون الآن

يا أنت
أشعر أنني مرهقة لدرجة الهلاك
مع أن ما أعانيه حاليا ليس أقسى ما مررت به في حياتي
نعم مررت بما هو أشد وأمر وأقذر مما أتعايشه الآن
لكن هذه المرة ما عدت بذات القوة ولا بذات القدرة على التحمل والمواجهة والثبات
الروح القتالية اغتيلت في دمي منذ زمن سيدي

يا أنت
كل تجربة نمر بها في حياتنا تستهلك جزء منا
كل مرارة نقاسيها تستنزف بعضا منا
حتى نصل إلى وقت نكون فيه منهكين جدا
نصبح هشين لدرجة أن أضعف نسمة هواء تكسرنا

يا أنت
كتبت ذات زمن

((أتعلم ما أستغربه كثيرا،،،


أني وجدتك وأنا أحزم حقائبي ،،،


غير أني لا أجد متسعا لك ،،،ليتك جئت قبل أن


تمتلئ حقائبي بالذكريات,,وقبل تصبح ذاكرتي


حبلى بخيبات الأمل,,,


غير أن أمثالك أيها البعيد يأتون دوما خارج حدود


الزمان وأبعاد المكان,,,))

ما كنت أدرك وقتها أنني أضع بكل حرف لي دستور شقاء سأظل ما حييت مقيدة بكل بنوده المقيتة ...
قبل سنتين وربما أكثر صدقا لا أذكر ,,,قرأت كتاب يحمل عنوان ((السر)) لكاتبة على ما أذكر كان اسمها ((رواندا بايرن)) إن لم تخني ذاكرتي الشقية...كان كتاب رائع جدا وفق مقاييسي أنا...فكرته الأساسية تدور حول أن الإنسان يصنع بأفكاره أقداره؟!!
اليوم وبعد هذا الكم من الأقدار التي تجرعت عذاباتها أستطيع القول أن ذاك الكتاب أصدق ما قرأت...
فكل حرف غادرني وضع قاعدة في بنيان مأساتي ....

يا أنت
صدقني ما عاد بي قدرة على التصدي لهم
ماتت مقاومتي منذ زمن
انتحرت شجاعتي من حين أدركت أن الصراخ في زمن الضجيج قمة الغباء




يا أنت
عاد الهدوء يستفزني بشكل حقير
وعاد الضياع يحتضنني بكل قوة
وحتى اللحظة يتسكع الخوف في أوردتي بكل وقاحة وبلا رادع
و لازال الصمت يخيم على عالمي
صمتي ليس حكمة ولا صمت الموقن بشرعية موقفه بل هو صمت العاجز وهذا ما يقهرني

يا أنت
أشعرت يوما بأنك في حالة استسلام تام؟؟
تراهم يتقاسمونك ويوزعون غنائمهم منك بينهم بينما تقف أنت بلا أدنى مقاومة؟!!!
الغريب في الأمـــــر أنك تبتسم!!!!
ليست ابتسامة تهدف إلى أفقادهم متعة النصر كما قال شكسبير
بل هي ابتسامة الخائب الذي أدرك بيقين موجع أن الخسارة مصيره بلا شك
وأن اللعبة انتهت
وأنه لن يتأهل إلى النهائيات
بل تم استبعاده بشكل قهري
وضعوه في صفوف الاحتياط
وقبل أن يتركوه يحتضر هزيمة وانكسار
همسوا في أذنه
((لا تعتقد أنك ستغادر هذا المكان يوما!!ستموت وأنت على هامش حياتك؟!!))



يا أنت
كم شكوت لك معاناتي في المنفى
وكم بكيت بين يديك مرارة وحدتي
هل مسحت يوم دمعة لي؟؟
هل خففت عني ألم يستعر داخلي؟؟؟
أتدري ما أخشاه حقا؟؟
أتدري ما قد يجهز على روحي فعلا؟؟؟
أن لا تكون مدركا لما أنا فيه؟؟؟


يا أنت
ها أنا أشكو إليك
فلمن أشكوك ؟؟؟؟؟


يا أنت
أتراك مللت حزني؟؟؟
أتراك مللت شكواي وتذمري؟؟؟
لا تخجل فلست وحدك من مل هنا
أنا أيضا مللتني بكل ما يحيط بي وكل ما يسكنني
لكن الشكوى لك أستر من الشكوى لهم
أنت لن تفضح ضعفي ويأسي
لن تتاجر بوجعي
بينما هم لن يفوتوا فرصة الاطاحة بي
لن يرحموني لحظة أقع بين أفواههم الكريهة
لذا سيطول مللك مني فلا تحاول الهرب منه
بقدر ما أعاني ستعاني سيدي
بقدر ما تطول مأساتي سيطول مللك سيدي


يا أنت
إليك تسارع أوجاعي لتختبئ بين يديك
إليك تتسابق أدمعي لتستقر على أعتابك
حتى أعود إليهم ذات المرأة التي يتوهمون
قوية حد الطغيان!!!
جبارة حد الظلم!!!
شجاعة حد المجازفة!!!
سيمضون في استباحتي
وسأمضي في التصدي لهم ولو بشكل صوري
المهم أن لا يثبت لديهم أنني تجردت مني نهائيا
فحينها حتى مللك مني لن تجده سيدي


ناديا
الجمعة 3 يونيو 2011م
الثانية عشر وأربعون دقيقة مساء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق