السبت، نوفمبر 14، 2020

حصون هشة

لا أحتاج لأحد في حياتي

مكتفي بي وبعالمي

لا شيء يثير فضولي

لا يغريني شيء

مثاليات

ملعونين بها

حين تقابل من يتشدق أمامك بكم هائل من المثاليات لا تتركه

كن على يقين أنه أحوج الناس لكل ما يرفضه

كلما ثارت عواطفنا  داخلنا أسرعنا لرفع أسوار المثاليات من حولنا

حصن من أكاذيب نحتمي داخله

تبا لنا

كم أتمنى لو يمكنني فهم هذا الهروب المتقن من كل عاطفة نستشعر نبضها داخلنا

كما لو أنها ثغرة نخاف انهيار الحصن المنيع لو نظرنا من خلالها

ماذا لو خرجنا من خلف أسوار المثاليات للحظة

ماذا لو كنا مجرد بشر ببساطة

ماذا لو مارسنا عواطفنا بلا قيود

فنصرخ شوقا حين نفتقد أحدهم

نبكي بلا مداراة حين تثور أدمعنا

نعلن الحب بلا تردد لحظة نرتطم به

نضحك بلا حسابات مسبقة لحظة يداعب الفرح أرواحنا

نصرخ لحظة اختناق

نغني بكل قوانا

نرقص بفوضوية طفل

مما نخاف لنلجم انسانيتنا البسيطة بكل هذه المثاليات؟؟

وحين نغتال كل عاطفة،، كل رغبة  ،، وينتهي كل شيء

ماذا يكون؟

تراكمات لكبت يلاحق كبت

ثم ماذا؟

ثم ينتهي الوقت

وقت الحياة الفعلي

الحياة التي لا تعترف بمثاليات مزيفة كمبدأ لها

ينتهي كل شيء

ونمضي نحن

نجر كبتنا المتراكم

إلى نهاية متوقعة منذ وضعنا حجر الأساس لذاك الحصن المنيع

*************

أعتذر منك

لأني أضعف من أن أثور و أتمرد

لأطيح بهذا الحصن الذي أسرت نفسي داخله منذ سنوات

أعتذر منك لأني قذفتك بكل تلك المثاليات كي لا يكون لك منفذ إلي

أعتذر منك لأني ألف مرة أمسكت بهاتفي وكدت أتصل بك لأقول لك

من قال أني لا أشتاقك؟ من أوهمك أني لا أحلم بلقياك؟

كل ذرة مني تشتاق لك

لصوتك

لضحكتك

لعيناك

نعم أريد حضنك لي وطن

أريده بداية عمري ومنتهاه

نعم أحبك بكل ما للحب من لهفة وشوق ورغبة

كل صباح أنتظر صدفة تجمعني بك

كل خطوة أبحث عنك ربما مررت من هنا

ربما ستمر

أتنفس الهواء ملأ روحي   فربما مر بك

لكن أسواري أعلى من بشريتي

وألقي الهاتف و أضيف بشراهة كبت جديد لتراكماتي العتيقة

وأتغنى بمثاليتي

و أعلم أني يوما سأنتهي قتيلة تحت هذه الأسوار بلا خبر

ناديا

السبت 14 نوفمبر 2020

6:00 م