الأحد، ديسمبر 08، 2019

نيار روح الروح























أنا بخير


مساءك كــ أنت
حاضر بحجم هذا الغياب اللامتناهي
لا شيء لدي لأخبرك به
فقط لا أريدك أن تفتقدني كثيرا
لا أريد أن تفارقك البهجة بغياب كلماتي
كلماتي هي ما تبهجك دوما كما قلت لي
كيف أنت ؟
أنا بخير
إن كان يعنيك أن تعلم
سأخبرك أني بخير كما أخبرهم دوما
قلت لك من قبل لا أحد يهتم بأي حال أنا فعليا
ما يعنيهم دوما أن يكون ردي عليهم أني بخير
أنا بخير لدرجة أني منذ أسبوعين تعرضت لسكتة دماغية عابرة نقلت على إثرها إلى المستشفى بسيارة الإسعاف
وقتها كان يوم الثلاثاء
كنت أشرح للطالبات درس عن اليابسة
ذاك آخر ما أذكره قبل غيابي
اليوم وضعي الصحي مستقر فلا تخف
ما زال لدي من العمر ما يكفي لإنتظارك
أرجو ذلك من الله
الساعة الآن قاربت على التاسعة مساء
طويل هو الليل هنا
كثير من الأوقات تراودني رغبة بالخروج إلى مقهى
الأمر لا يتطلب أكثر من استدعاء سيارة عبر تطبيق كيان والذهاب إلى مدينة القريات والتمتع بقليل من القهوة في إحدى مقاهيها اللطيفة
أرأيت ما أبسط الأمر
لكن
ما الجدوى؟
فهناك سأكون وحدي أيضا
لذا أتجاهل دائما هذه الرغبة و أبقى هنا
أتناول قهوتي في هذه الشقة التي بدأت أحبها و أصادقها
هذه الشقة بدأت تشبهني
مزدحمة كثيرا
مليئة بالتناقضات
صامتة
أنا بخير
برغم هذا الهدوء المستفز
برغم المسافة التي تحرق قلبي شوقا لصغيري
لا شيء يؤذي قلب امرأة في هذا العالم بقدر حرمانها من طفلها
يبدو أن بيني وبين الحرمان معاهدة لا يمكن نقضها
ها هي الساعة تجاوزت التاسعة
وها هي قهوتي أمامي
و ها أنت هنا
تتربع أحرفك أمامي على هذه الطاولة
أحرف من رسالة منك وصلتني يوما تحتل إطار صورة شفاف كأنت
 أحرف هي الأحب إلى قلبي
أنا بخير
فلا تشغل بالك بغير ذلك
ناديا 8 ديسمبر 2019