السبت، مايو 29، 2021

رسالة من مجهول

 

((مرحبا..ناديا

كيف أنتِ؟ كيف كان يومكِ؟

حدثيني عن اضطراباتكِ؟ مخاوفكِ؟ تطلعاتكِ؟))

(( صباح الخير ناديا

هل أنتِ بخير؟))

((مساء سعيد ناديا

أشتاقكِ.. أفتقدكِ))

 

رسالة من مجهول

كلمات معدودة

هي فقط ما أحتاجه لأدرك أني ما زلت هنا..

بدأت أفقد هوية وجودي في هذا العالم الجشع

لا يعنيني من المرسل

لا أنتظر منه التزاما شخصيا نحوي

فقط أريد أن يشعرني أحدهم أني موجوده

أحتاج لمن يفتقدني

لمن يطمئن علي

رسالة ( صباح الخير) وحدها كفيلة بأن تجعلنا نقتحم الحياة بشراهة

أحتاج من يؤكد لي أني أتنفس

أريد أن أختبر من جديد مشاعر نسيتها

تلك الابتسامة التي تقفز على شفتينا لكلمة رقيقة

تلك القشعريرة التي تنتاب قلوبنا لسؤال مفاجئ

ذاك القلق الذي يفترسنا لحظة تأخر رسالة ننتظرها

أفتقد احساس الحرص على أن لا تفرغ بطارية هاتفي لأن ثمة من سيقلق لغيابي

أشتاق لعبارة (لديك رسالة..لديك بريد)

لا شيء لدي!!!

ما قيمة وجودنا إن لم يشتاق لنا أحدهم؟

ما قيمتنا إن لم يفتقدنا أحدهم؟

أحتاج رسالة من مجهول .. كي لا أظل مجهولة بالنسبة لي

كل الأوقات متشابهة

كل الأحداث متشابهة

كل الوجوه متشابهة

كل الأصوات متشابهة

حين تجد نفسك مجرد آلة

كل ما يصدر عنك مبرمج

مؤلم جدا أن تغفو و أنت لا تتلهف للاستيقاظ

وتستيقظ و أنت لا تنتظر شيء

موجع جدا أن تأكل فقط لتعيش

لا فرق لديك أيا كان ما تأكله

يائس جدا أنت حين ترتدي ملابسك بلا انتقاء

وتظل بذات الملابس لأيام

ما أهمية أن تتأنق؟؟

محزن جدا أن تجلس لساعات صامت في حضرتهم

وحين تشارك في الحديث لا تتعرف على صوتك .. أفكارك

تتحدث فقط كي لا يضمر صوتك كضمور روحك

حتى فنجان قهوتك الذي كان مقدسا لديك يصبح مجرد روتين

و إن نسيت تناوله لن تدرك ذلك!!!

يا صديقي المجهول

أعلم أنك غارق في مشاغلك

مأخوذ بالتزاماتك ومسؤولياتك

أعلم أن الوقت متاهة

و أنك مثلنا جميعا تدور في منعطفاتها بلا توقف

لكنني أحتاجك

فأنا أحتضر وجوديا

لا يمكن لإمرأة مثلي أن تحيا على الهوامش

هامش الحياة

هامش الاحساس

هامش المعنى

يا صديقي المجهول

أحتاجك

لا شيء يمكنه انقاذي سوى رسالة منك

ناديا

السبت 29 مايو 2021م

الثانية مساء