الأحد، ديسمبر 27، 2020

دوران

تشعل سيجارة تحترق قبل أن تصل شفتيها

تعد فنجان القهوة السابع غير مدركة أن هناك ستة فناجين تبرد في أماكن مختلفة من هذه الشقة

تتناول كميات مهولة من الأكل بعد عشرون يوما من الالتزام التام بحمية فرضها طبيب القلب ،، لتستفرغ حد الاغماء !!

ثمة ارتباك توحي به تفاصيلها

ثمة تخبط تنم عنه تصرفاتها

لم تعد تنجز شيء

تمضي الليل تتقلب على أفكار حادة  على صوت عقارب الساعة المستفز

تضبط المنبه قبل غفوتها ساعة الفجر ،، لتغلقه وتغرق في كسل محبط

تدور في شقتها

لا شيء يعنيها

لا شيء يثير شغفها

فقط تدور

وحين يرهقها الدوران تلقي بجسدها على أريكة وضعتها في منتصف الصالة أمام شاشة عملاقة

تشاهد فيلما لا تعرف عنه ومنه إلا أنه أشخاص ،، أصوات تلهيها عن الدوران قليلا

تدور داخل الفيلم والفنجان الحادي عشر يدور في يدها ...

ناديا

الأحد 27 ديسمبر 2020م

6:30 ص

 

 

 


الأحد، ديسمبر 06، 2020

رد فعل

الاثنين 2-2- 1981 م ، الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، أول تمرد أخوضه

رفضت مغادرة رحم أمي ، فما كان منهم إلا سحبي بالقوة !!

تقول والدتي أنني وقت الولادة انحرفت عرضيا ،، ومن حينها كلما صدر عني فعل لا يرضيها تصيح بي (من يومك عوجه) ..

حين يكون قدومك لهذا العالم مميزا لا تبتهج ،، لأنك ستضل تدفع ضريبة هذا التميز طويلا ..

حسنا

منذ تمردي الأول أعلنت للكون أني هنا ،، كن يقظا

وتوالت حالات التمرد اللا مبرره في نظر الجميع ،، بينما في نظري كنت أتمرد لأن لا أحد يسمعني ،، الكل يصدر أوامره لي بلا تفسير ،، فقط نفذي!!

(انتي بنت ممنوع تلعبي مع الأولاد.. ممنوع تكلميهم) فصادقت كل أولاد الحارة..

(انتي بنت لازم شعرك يكون طويل) من يومها لم يلامس شعري رقبتي ..

(انتي بنت البنت عيب تدخن) وحتى اللحظة لم تفارق السيجارة أصابعي..

ومضت سنوات عمري على هذا المنوال،، كل فعل يصدر مني يرفضه الجميع على اعتبار أنه لا يليق بالبنت !! كل تصرفاتي لا منطقية ،، بمعنى أصح كانت في نظرهم (وقاحة) ،، لم ينتبه أحدهم أن تصرفاتي تلك ليست سوى ردود أفعال كانت في نظرهم مرفوضة لأن أفعالهم في نظري لا شرعية،،

لم يكلف أحدهم يوما نفسه عناء التحدث إلي خارج مظلة الأوامر التي يحتمون تحتها من تمردي ..

كنت مجرد طفلة تحتاج من يسمعها ،، لكنهم للأسف في مجتمعنا لا يسمعون صوت البنات ..

وكبرت

وكبر تمردي معي

كان تمردي في البداية رد فعل

فأصبح صفة شخصية أعرف بها ..

بت شرسة جدا

قاسية

مجنونة

باردة

لا منتمية

لا مبالية

تلك كانت الصورة التي صدرتها للعالم حولي

فقط لأحمي تلك الصغيرة التي تسكنني ،، تلك الصغيرة التي كان خوفها يملأني،، كلما خافت أكثر ،، قسوت أكثر كي لا يلاحظها أحد ..

صراعات على الصعيد الداخلي والخارجي ما توقفت للحظة عن خوضها بكل قواي

صراعاتي كانت ترهقني أكثر مما أرهقت من حولي

أشد الصراعات وجعا تلك التي أخوضها ضدي أنا

سنوات و أنا ممزقة من الحرب ضدي

شراستي وقودها رفضي المستمر

رفضي لكوني بنت في مجتمع لا يعترف بحق البنات بالوجود

رفضي لضعف أمي وسلبيتها

لجبروت والدي وطغيانه

لعنصرية مجتمعي

لعباءة الرجل التي ما نزلت عن كتفي يوما

وأصعب رفض عانيته هو رفضي لطبيعتي كأنثى

يا الله كم عانيت وكم أعاني ...

وكبرت

وكبر ادراكي لمعضلة الوجود بالنسبة لي

الوحدة

تلك النتيجة الحتمية التي تنتهي لها حين تضع آلاف المصدات في وجه كل شيء و كل أحد حولك

الوحدة قدر

لكنها مؤلمة جدا

الوحدة محكمة أبدية لا تصدر حكمها بشكل نهائي لترتاح

بل تبقيك في مداولات ومناورات لا تنتهي

تستهلك كل أنفاس الحياة بك دون أن تحرمك الحياة

عذاب مستديم

محكمة تواجه فيها كل ماضيك بكل ما فيه

تجتر تفاصيل ما كان بلا توقف

أن تتعرض للطعن مرة هو شيء مخيف

فما بالك بأن يتكرر ذاك الطعن كل لحظة بكل مخاوفه ورعبه

هذه هي الوحدة

طعنة متكررة

مستمرة

لست نادمة على أي شيء كان في حياتي

لكن يؤلمني بعض الماضي قليلا

أتجنب كثيرا حوادث الاصطدام العرضية بذاكرتي

لكن بعض الذكريات تسقط عليك من حيث لا تنتظر

تتعرض لموقف معين ربما تعرضت له كثيرا من قبل ورغم ذلك تشعر أن الماضي هو ما يؤلمك وليس الحاضر المتمثل بذاك الموقف الأقل من عادي

يبدو أنني أصبحت هشة بعض الشيء

لا أعلم ما بي هذه الأيام

أشعر بخوف شديد

بحساسية اتجاه كل شيء

جسدي منذ أيام في حالة ارتعاش مستمر ولا أفهم لما؟!!

منذ أيام كان ثمة رجل يلاحقني

يرافق مشواري الصباحي

لم أعره اهتمام

ليس بالشيء المستغرب مثل هذه السلوكيات

لكنه تمادى قليلا حين أغلق بــ سيارته مدخل السكن الذي تقع فيه شقتي

توقفت ولم أعرف ماذا أفعل

في موقف كهذا الطبيعي بالنسبة لي أن أطلب له الشرطة

أو أن أصرخ به و أشتمه وهكذا

لكن بدلا من التصرف بطبيعتي وجدتني واقفة أرتجف و أبكي!!!!

ذهب دون أن يصدر منه أي شيء يؤذيني

لكنه حقا تسبب لي بأذى نفسي فظيع

تناولت هاتفي و.....

لا أحد!!!!

لا يمكنني الاتصال بأحد؟!!!!

هاتفي مليء بالأسماء

لكنهم جميعا ممنوعين من الصرف!!!!!

موقف عادي جدا تتعرض له أغلب النساء في أي بقعة من هذه الأرض

لكنه أعادني ليوم ما تمنيت أن أذكره من جديد

أعادني إلى يوم 30  ابريل 2011

كنت على سرير في مستشفى طبرجل

طبرجل مدينة ملعونة بالنسبة لي ففيها ما عرفت إلا الخسارة

كانت الساعة الخامسة مساء

ست ساعات صارعت فيها أشد أنواع الألم

رفضت أي مسكن رغم أن الأطباء أكدوا لي أن خسارتي مؤكدة

ووقعت الخسارة

أذكر أني سألت الطبيب عن الساعة

أجابني أنها الحادية عشر والنصف

ضحكت وقلت له حتى الآن لم ينتهي ابريل .!!

إبريل

رحم لا ينتج إلا أجنة مشوهة

من يقرأ لي يعرف علاقتي الحادة مع إبريل

يعرف أني دوما أردد أن ما يولد في إبريل يموت

لكن نقطة التحول في حياتي كانت في إبريل

حين التقيته فرحت

لكن الفرح كان مصبوغا بحزن يفرضه إبريل

تجاهلت يقيني التام بحتمية موت أي ولادة إبريلية

اليوم أعترف أن إبريل ما خلف وعده أبدا

كل ما يولد في إبريل يموت

قلت لكم طبرجل مدينة ملعونة بالنسبة لي

هو رأي شخصي  يخصني وحدي

أليس حكمنا على الأماكن دوما مرتبط بما يحصل لنا فيها؟؟

فيها خسرت الكثير مني

غادرتها بامرأة أخرى غير التي رافقتني لحظة وصولي لها

فيها فقدت طفل

وأضعت هوية

اليوم لدي طفل أعشقه هو كل الحياة بالنسبة لي

لكن هويتي لا تزال مفقودة

قلت لكم أصبحت حساسة جدا اتجاه كل شيء

اليوم خرجت للمشي كعادتي كل صباح

فتحت الباب فرأيت قطة تقف أمامي

حاولت طردها لأنها أخافتني بمفاجأتها لي

لكنها لم تتحرك !!

تركتها ونزلت الدرج لأجدها خلفي

بكيت !!!!

تبا كم أصبحت هشة

لا شيء يدعو للبكاء

التقيت رفيقة الصباح و أكملنا مشوارنا وعدت لأجد القطة مستلقية تحت أشعة الشمس بتكاسل

لم تعرني أي اهتمام بينما كنت طيلة الوقت  أفكر في كيفية تجنبها لحظة عودتي .!!

 

أخبرتكم مسبقا أن ثمة رغبة بالرحيل تجتاحني منذ وقت

لما نسمي الموت رحيل؟؟

لا يهم

المهم أن كل يوم يراودني سؤال واحد

ماذا أفعل هنا؟؟؟

حاولت أن أضع أكثر من اجابة لهذا السؤال

كما لو أنني أبرر استمراري في الحياة حتى اللحظة

الموت راودني كثيرا فيما مضى

لكنني كنت أتجاهله

هذه الأيام لا أقوى على تجاهله

ربما هذا هو السبب في الفيض العارم من الماضي

في صحوي ونومي لا تتوقف الذكريات عن التدفق

أحداث ما ظننت يوما أن أذكرها

اليوم أراها بأدق تفاصيلها

الخوف يحيط بي من كل الجهات

لأتصدى له حاولت أن أحيط نفسي ببعض الأشخاص الذين ظننتهم حماية فوجدتهم خوف من نوع أشد بشاعة

لن أكذب عليكم

الخوف بات أنفاسي

لست أفهم سببه

أخاف من البقاء وحدي هنا في هذه الشقة

أخاف لحظة خروجي منها كل صباح

أخاف من أي صوت في الخارج

أخاف من الذهاب إلى والدتي

كنت قد أخبرتكم أني سأذهب لزيارتها لكنني لم أفعل

هي غاضبة مني

وأنا لا أستطيع أن أخبرها سبب عدم زيارتي

كيف ستصدق أمي أني أخاف السفر بالباص وحدي؟؟؟

لكن هذه هي الحقيقة

 

أتعلمون

أكتب هنا كثيرا

أكتب لأني أخاف عدم الكتابة

أخاف أن أتوقف عن الكتابة فلا يعد لدي من أتحدث إليه

هنا أكتب لأنه يمر بهذه المدونة دوما

أكتب كل ما يمكنني  التخلص منه لأنجو

هنا على أرض الواقع لا أحد أحدثه بما يعتريني من فوضى

لذا أكتب كي أرتاح قليلا

 

متعبة جدا أنا

اليوم ما عدت صغيرة

هل كنت يوما صغيرة؟

لا أذكر ذلك

بلغت الأربعين

ما أكثر ما عشته في تلك السنوات

عرفت الكثير

مررت بالكثير

فقدت الكثير

بلغت الأربعين وما زالت تلك الصغيرة تبكي بلا توقف

ناديا

الأحد  6  ديسمبر 2020

2:00 م

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


الثلاثاء، ديسمبر 01، 2020

كن بخير يا صغيري

 


أمام عينيك يتوقف الزمن بي ..
لا ماضي أذكره ،، لا غد أنتظره
وحده الحاضر
لحظة نظرة من عينيك هي ما يمكنني التعرف عليه..
كن بخير يا صغيري 

ناديا 
الاثنين 
30 نوفمبر 2020
10:55م 

الأحد، نوفمبر 29، 2020

وفاء بنكهة الخيانة

 

أستاذي الحبيب

 

ماذا لدي أخبرك به؟

لا جديد هنا يستحق منك التوقف

لكن أرغب اليوم بالتحدث إليك

رغبتي هذه أيضا ليست جديدة عليك

لكنني اليوم أرجو توقفك هنا قليلا

اليوم لدي رغبة عارمة بالاعتراف بأني واقعة في صراع مخيف

بين الرغبة القصوى اللا مشروطة بالرحيل

وبين البقاء الذي أجده مفروض علي بشراسة

تمزقني رغبتي بالرحيل

أفكر كثيرا من سيفتقدني ؟

وكل مرة لا أجد سوى أمي

لأني أم أعلم جيدا وجع فقد الأبناء

لا شيء يبقى على حاله حين تفقد فلذة كبدك

ترعبني مجرد فكرة الألم الذي قد يصيب أمي بسببي

و لأني أم أعجز عن الرحيل بحرية أشتهيها

لأن طفلي لا يزال صغيرا جدا على خوض تجربة بهذه البشاعة

أعلم أنه لن يحزن لفراقي

لأنه صغير فهي ميزة

سينساني بالتدريج

لن يعود على مر السنوات قادرا على تذكر صوتي وملامحي بشكل أكثر مصداقية مما ستقدمه له الصور والفيديوهات التي جمعتنا

حزنه لفراقي غير وارد

لكن احتياجه لوجودي هو قيدي الذي يدمي روحي

هو الطوق الذي يخنق بي الحياة

الحياة التي أبتغيها هي الموت

 

 

أستاذي الحبيب

بين أم أخشى وجعها لفقد ابنتها

وأم أخشى خذلانها لصغيرها

أنا أضيع

لكن

إلى متى؟

لست أرى معالم واضحة للقادم

لا أتبين أهو الصمود؟

أم التنحي؟

مضى أسبوع وربما أكثر

لا أعلم

لكنني لاأستطع تناول الطعام بشكل يضمن البقاء

فقدت القدرة على ذلك

بدأ جسدي يضعف بشكل لا يثير القلق

لكن الألم مقلق

غير أني أمارس حياتي بتفاصيلها الطبيعية

أخرج للمشي صباحا

أتناول قهوتي

أسمع موسيقاي المفضلة

أباشر عملي بحرفية كمعلمة

وبعد قليل سأخرج لزراعة بعض الأشجار التي اشتريتها بالأمس

أرأيت

لا شيء يقلق

ظاهريا

لكن ما يقلقني هو ما يحدث خلف كل تلك الصور المشرقة التي أصدرها لمن حولي

وحدي تعلم 

 

 

أستاذي الحبيب

غدا سأذهب إلى عرعر

والدتي ترهقني بكثرة شكواها من عدم زيارتي لها

سأذهب على أمل أن يخرج الباص عن خط سيره إثر حادث عرضي فينتهي كل شيء

هنا سيتحقق لي ما أريد

ولن يلومني أحد على رحيلي

لا أمي

ولا ابني

ماذا لو وصلت سالمة؟

لا شيء سوى أن احباطاتي ستتضاعف

 

 

أستاذي الحبيب

لا أضمن لك

ولا لهم

أن أضل وفية لقلب أمي

وفية لحاجة صغيري

فلم يكن أحدهم يوما وفيا لي

 

 

أستاذي الحبيب

حتى أنت

من احتاجك بشدة ما وفيت

 

لن أعتذر لأحدكم

فأنا من تحتاج الاعتذار منكم

 

ناديا

الأحد 29 نوفمبر 2020

11:00 ص

 

 

الجمعة، نوفمبر 27، 2020

اختبار

 

قال لي صديق عزيز ذات زمن لا تختبري أحدهم أبدا

كلهم عند الاختبار يسقطون

لم أفعل

لكن الوقت يختبرهم رغما عني

وكما قيل لي

كلهم سقطوا

مرهقة جدا روحي

لست أدري إن كنت مصدومة بهم أم مصدومة بي؟!

 

 

الوقت يا صديقي لا يرحم

يعري كل شيء بلا حدود

يجردك من كل شيء

دون أن يترك لك حتى فرصة استيعاب انسلاخك الموجع من مخزون ظننته يوما يقيك لعنة الوقت

 

 

الوقت يا صديقي هو الاختبار الذي خضعوا له جميعا

ولم يجتازوه

 

 

الوقت هو وجعي

هو انكساري

هو انتقام لا يترك لي لحظة اتعايش خلالها مع كل هذه الخسائر

 

 

الوقت هو حليفي اللدود

 

***********************

 

خارج الوقت

فلتعلم

أني أحتاجك جدا

أنت فقط من أرفض الاعتراف أن براثن الوقت طالت وفاءه لي

أحتاجك جدا

فلا تتركني بين أنياب الوقت يلوك صبري على مهل ..

ناديا

الجمعة 27 نوفمبر 2020

7:50 م

الأربعاء، نوفمبر 25، 2020

ثرثرة لا أكثر

 

مساءكم كما تشتهون

لن أقرر لكم هوية هذا المساء الخاص بكم

مزعج  تأطير الأمور وفق رؤيتنا الشخصية لها

لا جديد هنا

جولات الصباح مستمرة

الصباحات أصبحت أكثر برودة

المساءات باتت أطول و أكثر مللا

ما بين الصباح والمساء لا يمكنني تحليل الوقت بدقة

أيام يكون متسامح

و أيام عدواني  

وغالبا محايد

ثمة ازعاجات تعكر هدوئي النفسي

على صعيد العمل مثلا

من غير المريح أن تفقد لغة الحوار والتفاهم مع رئيسك المباشر

هذا ما أعيشه

كلا منا لا يسمع الآخر

على الصعيد العائلي

لأكثر من ثلاثة أشهر لم أرى صغيري

عندما يخبركم أحدهم أن قلبه يحترق

صدقوه

ثمة حرائق لا يمكن انكاراها لمجرد عدم ادراكها بشكل محسوس

والدتي سألتقيها خلال الأسبوع القادم

ربما

على الصعيد النفسي

زعزعة تامة

اضطرابات متفاقمة

خلاصة القول

أنا هي أنا للأسف

تحياتي

ناديا

الأربعاء 25 نوفمبر 2020

8:00 م