الأربعاء، مارس 20، 2024

الى أمي

 

غاضبةٌ منكِ بشدة

ربما ليست البداية التي تنتظرينها لحديثنا بعد هذا الغياب الممتد لزمن ما ظننت يوما أن يكون فاصلا بيني وبينكِ

نعم اشتقت اليكِ كثيرا

افتقد نور وجهكِ

وعطر حديثكِ

ودفئ دعاكِ

افتقد قبلة اعتدت طبعها على رأسكِ لأجدد عهدا مع الراحة يطول بطول بقائكِ الذي أرجوه

كيف أنتِ يا أمي؟

أنا لستُ بخير في غيابك المقيت

ما كنت أدرك أن هويتي أنتِ شرعيتها

ما ظننتني يوما أفقدني لغياب أحدهم حتى غبتِ أنتِ فما عدتُ أجدني

أما زلتِ مستاءة مني يا أمي؟؟!!

مثلكِ أنا مستاءةٌ جدا لما حصل

لكنها أقدار لا يد لنا بها

بعض الأشياء يا أمي لا نملك حق تقريرها بالكيفية التي نشتهي

لكن عواطفكِ منعتكِ من رؤية الصورة بمنطقية

هي الأمومة يا أمي

لا يحكمها منطق

أمهات نحن

نحب بلا شروط

نعطي بلا مقابل

نخاف حتى الموت

نشتاق حد التلاشي

لكننا لا نغضب

لا نقاطع

لا نغيب

طالما أننا قيد حياة

لا نفعل ما يتعارض مع أمومتنا اللا منطقية في شيء

أنا يا أمي أم

لذا غضبتِ منكِ ولا زلت

لأنني لا أفهم كيف خالفتِ قوانين الأمومة بنفيي من حياتكِ؟؟!!!

كيف تقبلتِ حزني ووجعي لغيابكِ المتعمد عني؟؟!!

أنا يا أمي الأحق بأمومتكِ

أنا من منحتكِ هذه الأمومة

صديقتكِ كنت

امتدادكِ في هذا العالم أنا

كم أشبهكِ يا أمي

وكم أزداد شبها بكِ كل يوم

كلتانا عرفت الألم نفسه

القهر نفسه

الخذلان نفسه

فكيف يا أمي ارتضيتِ التخلي عني؟؟!!!

كل عامٍ وأنتِ أمي

ناديا الشراري