الأحد، مايو 29، 2011

تباً لكـــــــــــم

((جميعكم ملائكة...أنا الشيطان الأعظم هنا...نعم أنتي محقة فأنا مجنونة بشهادة الجميع...لابأس سأحاول السيطرة على حالتي الميؤس منها بأقل خسائر ممكنة!!))
كلمات قذفت بها والدتي الطيبة قبل أن أغلق الهاتف!!!
هذه المرة ما كنت ثائرة كعادتي؟!!
بل على العكس كنت في قمة الهدوء؟!!!
أكملت شرب فنجان قهوتي وبقيت أستمتع بصوت سيد مكاوي وهو يغني أغنيته الخالدة ((خلي شوية عليا وخلي شوية عليك))
كانت الفوضى تعم منزلي بشكل متعب ,,,
أشعر أنني منهكة غير أنه لا بد لي من ترتيب المكان قبل سفري غدا,,,,
ستتزوج أختي الحبيبة بعد أيام قليلة...
لو عاد الأمر لي لمنعت شقيقتيّ من الارتباط بأي رجل كان رأفة بهما مما قد يطال أرواحهن البريئة....
من يدري ربما أكون مخطئة فليس من العدل أن أتخذ تجاربي الفاشلة مقياس....

رتبت منزلي المقيت في ساعة من الزمن...
وجلست أأخذ قسط من الراحة...
يا إلهي كم قسط من الراحة يلزمني كي أستريح؟؟؟
خطرت ببالي فكرة لم تبدو غريبة مقارنة بغرابة أفكاري ....
لما لا أعيد ترتيبهم في حياتي؟؟؟
تناولت ورقة وقلم...ومضيت أخط أسمائهم عليها....
والدي
والدتي
إخوتي
أخواتي
أول رجل في حياتي
ثاني رجل في حياتي
زوجي
وبينهم أنت
بعد أن رتبتهم تبعا للفترة الزمنية التي تواجدوا فيها في حياتي التعيسة...رحت أحلل وجودهم...أتفحص بصماتهم...ماذا قدموا لي؟؟ماذا أخذوا مني؟؟وكثيرة هي المعايير التي تناولاتهم تباعيه....

***والـــــــــــدي***
رجل يلتصق اسمه باسمي للأسف وسيظل للأسف أيضا ملازم لاسمي ما حييت...
هو أول من وضع قدمي على طريق التعاسة الأبدي...
أهداني شهادة ميلاد أحزاني ....
أنجبني في لحظة خانه فيها التوقيت السليم؟؟!!!
أنجبني وتنكر لي!!!
لا يعرف عني أكثر من أني الدجاجة التي تبيض ذهب وقت يحتاج!!!!
ببساطة وكي لا أطيل الحديث عنه وهو لا يستحق...
هو رجل لا يعرفني مع أني منه؟؟؟!!!!

***والــــــدتي***
الشريكة المخلصة لوالدي
كانت شريكته في غلطة انجابي...
شريكته في رسم معالم حزني وتعاستي....
الفرق الوحيد بينهما أنها حتى الآن مقيمة في تفاصيلي مع احتفاظها العجيب بكامل سلبيتها وضعفها.....
لكنني أحبها !!!
أو ربما أكون أحب فيها عذابي !!!!

***إخوتي***
***أخواتي***
مجرد كومبارس ينتظرون الأدوار التي تسند إليهم
يحفظون ما يتم تلقينه لهم حرفيا دون أن يكون لهم حق التبديل أو التعديل؟؟!!!

***أول رجل في حياتي***
داء أصابني لعشر سنوات,,,مازلت أعاني أعراضه حتى اليوم...
لعنة ستظل تلازمني حتى موتي...
هو رجل علمني أنه من السذاجة أن تستمر في العطاء لمن يرى عطاءك واجب !!!
علمني أنه من الغباء المطلق أن تتنازل عن حق هو لك وتلوم من يسلبك حقوقك!!!!
للأمانة يستحق الشكر فمنه تعلمت أقذر دروس حياتي؟!!!

***ثاني رجل في حياتي***
كان الحفرة التي وقعت فيها حين ركضت بلا هداية ...
حفرة مشبعة بالنتانة والحقارة...
خرجت منها دون أن أتلطخ بشيء من محتواها العفن.....
مروره كان أسرع من أن يترك بصمة تذكر على وجداني....
فقط لطخ صفحة من حياتي به....

***زوجـــــي***
هو المحطة التي أقف عندها الآن...
أتوق بشدة لمغادرتها...
لكنها تقيدني بقيود أضعفت قواي....
برغم إحساسي بأنني ذات يوم سأفر من هنا....
إلا أن يقيني يخبرني بأن نهايتي ستكون هنا....
كلانا في معزل عن التعاطي مع الآخر!!!
كلانا يتبع الصمت عقيدة تجنبه خطيئة البوح!!!
هذا الرجل هو من سيضع النهاية...
نعم هو من سيكتب نهايتي بدمي !!!!


***أنـــــــــــــت***
ميناءالأمان الذي رست إليه روحي بعد أن طال إبحارها في ظلمات الخوف....
الحضن الحنون الذي جمع شتاتي...
الوطن الدافئ الذي أحرق غربتي...
أنت الرجل الوحيد الذي جعلني أرفع رأسي بشموخ ليكسرني ؟!!!!

أعجبني تحليلي لهم ...وشعرت بالرضا وقت أفرغتهم من داخلي على أوراقي....رغم تعاطفي مع أوراقي المسكينة ....
نظرت لهم وأنا أحاول البحث عن عامل مشترك يربطهم بي؟؟؟؟
ولم أحتاج لوقت طويل حتى أعثر عليه...
جميعهم شارك في قتلي؟!!!
كل واحد منهم وفقا لطريقته الخاصة وضع بصمته على جثتي الممزقة....
أيديهم جميعهم أمسكت كقبضة رجل واحد بالخنجر المسموم الذي أزهق روحي....

ألقيت بالورقة الملطخة بدمي المهدور على أيديهم....
وقفت أمام النافذة أطالع السماء...
سماء هذا اليوم حزينة بصمت يفيض رهبة وخشوع....
حزنها كحزني ...
لماذا فعلوا ما فعلوه بي؟؟؟
أكنت حقا أستحق كل هذه الجرائم منهم؟؟؟
أي ذنب مني في حقهم كان يستوجب عقابهم لي؟؟؟؟
هل أخطأت وأصابوا؟؟؟
أم استعصى عليهم فهمي فظلموا؟؟؟
مالذي نالوه جزاء غدرهم بي؟؟؟
مالذي ربحوه حين سدوا في وجهي كل طرق الرحمة والانسانية؟؟؟
زاد اكتئاب الجو ...يبدو أن الهواء قد اختنق بسمومي ...
ألقيت بجسدي على السرير...
ورحت أترنم بعهود جديدة قطعتها على نفسي لنفسي....
أعاهدكِ يا أنا بأنني لن أعود لهم ما حييت...
أعاهدكِ بأن أتبرء من كل المبادئ..و أكفر بكل القيم ..و أتجرد من كل الأخلاقيات...
أعاهدكِ أن لا أهدر كبرياءكِ على أعتاب من لا يستحق...
أن لا أستجدي حب من لا قلب له...
أن لا أتسول عطاء من لا ملك له...
أعاهدكِ يا أنا أن أكون على قدر حقارة البشر...
أن أتحدث لغتهم القذرة...
أن أتبع دروبهم المعتمة...
أن أمارس خطيئتهم الكاملة...
أعاهدكِ يا أنا أن لا أكون ملائكية الوجود...
أن لا أكون طاهرة الفكر ونقية الروح....
أعاهدكِ يا أنا أن أتجنب كل الخطوط المستقيمة...
أن أتحاشى الأبيض والأسود من الألوان...
أن أتنفس الكذب والزور...وأتفنن في المراوغة والتظليل...
أعاهدكِ يا أنا أن أبتعد عن الطرق الرئيسية وأسلك كل المنعطفات الملتوية...
أن أهتم بالكم وأتجاهل الكيف....
وبينما كنت منهمكة في تأدية القسم الجديد
غفت عيناي
هذه المرة لن يكون نومي كوابيس مفزعة
لأني ما عدت أخشى لمسة الشيطان ....

لكم جميعا يا من أعدتم بنائي...
يا من عمدتم روحي ....
تبا لكــــــــــــم....

ناديا
29 مايو 2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق