الأربعاء، ديسمبر 01، 2010

لحظات حرجة

لحظات حرجة


سكون غريب هبط على عالمي حين كان يقف أمامي يصرخ بكلمات لم يصلني منها شيء ...لم أفهم منها شيء ...
تركته واقفا حيث هو تتسابق الأحرف على شفتيه...ومضيت حيث لا أسمع صوته..حيث لا أراه...
سرت لساعات لا أعرف عددها ...مشيت شوارع لا أدركها حتى وجدتني أجلس على الرصيف منهكة جدا...أخذت أنظر حولي علني أعرف على أي أرض تقف قدماي فما علمت لمكاني اسما ولا دليلا يهديني ...حينها شعرت بخوف هزني بشدة ...وما كان مني سوى البكاء بكل ما في داخلي من ألم وحزن وشقاء ...تذكرت هاتفي المحمول فأخرجته مسرعة وحمدت ربي ألف مرة لأني لم أنساه كما نسيت نفسي ...إتصلت على السائق و أخذت أصف له المكان حتى عرفه ..وفي خلال دقائق حملني إلى مكتبي ...أخذت حقيبتي وعدت إلى المنزل...عدت لا أعرف مني سوى أنفاس متقطعة ووجه شاحب ويدان ترتعشان بعنف ...بالكاد تمكنت من فتح الباب..أسرعت إلى سريري و إختبأت تحت الغطاء لوقت طويل....
يبدو أنني من كثرة ما بكيت غفوت دون أن أشعر لأستيقظ على صداع حاد...أعددت كوبا من القهوة وجلست على مقعدي الخشبي أتأمل السماء...
كان الليل جميلا مع أن الهواء يحمل آخر أنفاس الشتاء الباردة ...وزادت موسيقى عمر خيرت الليل سحرا لا يوصف...كم أعشق ألحان معزوفته المسماة (حنين) عندما أسمعها أشعر أنها تعزفني أنا بيأسي..بتمردي ..بحزني ..بضعفي بشوقي لغد آمن ...لا أعلم ماذا أقول ولكن كلما بحثت عني أجدني بين أنغامها الرائعة...
ثلاثون عاما هي سنوات عمري الغريب ...ثلاثون عاما عشتها وما زلت لا أفهم فلسفة الحياة...مازلت غشيمة جدا في قوانين الأيام..جاهلة تقلبات النفس البشرية ...
ترى إلى أي عمر يجب أن أصل حتى أصبح على علم كاف بكل تفاصيل وقوانين القدر والبشر؟؟!!
وغافلني صوته فجأة ليقفز إلى فراغ عقلي يصرخ بعنف...وعادت نظراته القاسية تمزقني ...كيف له أن يكون بهذه البشاعة و أنا التي رأيته أجمل ما خطت يدي الرحمن؟؟؟....
كيف لي أن أنخدع بضحكته الشفافة وبراءة الأطفال التي ترتسم على معالمه في حين أن الشيطان يسكن روحه ؟؟!!!
عندما كنت طفلة كان خالي دوما يقول لي عندما تكثر مصائبك لا تحزني بل افرحي لأنك حينها فقط ستعرفين عدوك من صديقك...
اليوم فهمت كلماته ...رحمة الله عليه...
اليوم علمت أنني كنت بحاجة ماسة لهذه الأزمة كي أراه على حقيقته أمامي عاريا من وفاء لا يملكه..من إخلاص لا يعرفه من مبادئ لا يفهم منها سوى ترديدها بتباهي وهو أبعد الناس عنها...
عجبت كثيرا للبشر وجحودهم...عجزت عن فهم دوافعهم في الخيانة والنذالة ....
ولأني ما زلت في أولى خطواتي في عالم مجهول لم أجد سوى الصمت فكي أصل إلى السماء لا بد أن أطير و أنا لا أجيد سوى الزحف ....
وعدت لليل أناجيه و أبثه همي وشكواي وبقي عمر خيرت بمعزوفته سيد الموقف .....

ناديا 27 مارس 2010 م
السبت 12:35 بعد منتصف الليل





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق