الأربعاء، ديسمبر 01، 2010

صفر



صفر!!!
وهاهي ساعات الليل الموحشة تطبق على صدري لتستل آخر أنفاس أحملها بين أضلعي...
وها هو صوت الموت الساكن جدراني يعزف لي لحن الرجوع....
وها هي أنا أجلس بين زوايا وجعي منقبضة ...أتربع على أنقاض تاريخي المعدم...الخالي من صفحات تستحق الذكر....
بين برودة فنجان قهوة مرة...وإشتعال سيجارة يائسة تحير شفتاي ...
وكعادتي للأوراق أسرع لأنفث سمومي بين أسطر تصرخ مستغيثة مني ...
لكنني هذه المرة وجدتني أكتب عني!!!
في أول الصفحة سطرت دون وعي عنوان أذهلني ...

((تقييم حياتي ))!!!
ورقصت أناملي على كلمات أجدني لا أريد رؤيتها...
وتفرع العنوان لعناوين جانبية وتشعبت العناوين الجانبية إلى نقاط دامية...
((الصعيد العملي...الصعيد العائلي ..العاطفي..الإجتماعي..الصحي..إلخ...))
وبين كل حرف وحرف يسطع نور الحقيقة...
ومع كل حقيقة تنكشف أجدني عارية جدا....
وبعد معاناة استنفذت كل طاقاتي ...
وجدته هو يبتسم لي ..من خلف الشاشة...
يجلس بفخر على سطوري...

((صفر))!!!
كل حياتي ...
أيامي...
تجاربي...
مبادئي...
ليست إلا صفر!!!!
يبدو أنني عربية جدا ...
فبكل فخر حافظت على تراث أجدادي...
..........................
..........................
ما أقساه من شعور..أن تجد نفسك ذات لحظة قد عشت عمرا طويلا...تفتخر بما تؤمن به..تحارب من أجل قضية تقدسها...تستميت لتكون أنت كما عهدت نفسك دوما...
فتفاجئ على غفلة منك ...أنك ما خرجت بشيء يستحق الذكر!!!
حربك هزيمة...
قضيتك خيانة...
مبادئك وهم...
أنت ذاتك لست إلا غلطة في حساب الأيام....
....................................
....................................
و لأن حقيقتي كسرتني...وواقعي آلمني جدا...بحثت في طيات أيامي عن بعض من بقايا أمل أستغيث به كي تنجو روحي من هلاك لا أجدني ندا له...
توسلت بذكرياتي ربما تسعفني ...فعادت لي خالية إلا من صدى الأمس ....
وفي لحظات تحول هدوء الموت حولي إلى صرخة زلزلت كياني...
كل شيء صاح بي فاشلة أنتِ....
صرخت بها جدراني...
أقلامي...
أوراقي...
حتى دمي في أوردتي نزفها أمامي...
فاشلة ...
فشلتي كإبنة...كزوجة..كأم...كإمرأة...
فاشلة في كل دور ...في كل قدر...
.............................
...........................
ثلاثون عاما قضيتها أردد ((إما حياة تسر الصديق,,, و إما ممات يغيض العدا)))....
واليوم أين أنا من كل هذا الكبرياء الزائف والمبادئ الجوفاء ؟؟؟
أين الأهل ؟؟...و الأصحاب؟؟...
أين الأحبة؟؟...
أين ؟...و أين ؟؟...و أين؟؟؟
.....................
....................
وجاء صوت رنين الهاتف ليزيد الضجيج ضجيج...وبيد مهزوزة تناولته...ولأني لست إلا صفرا في عداد البشرية كان المتصل مخطئ في الرقم...
ضحكت رغما عني...فكل شيء يؤكد لي أنني هذه المرة محقة جدا...
وضعت الهاتف جنبا ونهضت نحو النافذة أفتحها..جاءت نسمات الهواء تداعبني بلطف...وسألت نفسي ...
أتراني خسرت كل شيء؟؟أم ما زال هناك بابا لم أطرقه بعد؟؟
أيمكنني النجاة بما بقي لي من أيام؟؟...
أم أن من فاته الأمس لا غد له؟؟....
وبقيت حيث أنا أبحث عني ....
وستضل الحياة تجري إلى غير مستقر ....
وسيضل سؤالي عالقا بين صفرا مضى وصفرا سيأتي....
..............................
..............................


ناديا 11 إبريل 2010م
الأحد 01/38 فجرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق