رجلا أعرفه ولا يعرفني؟؟!!

رجلا أعرفه..ولا يعرفني!!...

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

 في لحظة توقف الزمان...

وتلاشى المكان...

انسلخ مني وجودي...

و فر الدم من عروقي فرار الجبناء...

في لحظة كنت أقف أمامه...

رجلا أعرفه جيدا...

هذه الملامح تخصني...

لكن غبار السنوات يكسوها...

شعره الأبيض...

عيناه المتعبة...

تضاريسه التي تروي تاريخي...

يا إلهي..لم تترك الأيام في وجهه موطنا يخلو من آثار أناملها...

احتضنني بين ذراعين بالكاد يحملهما جسده المنهك...

ما أدفء أحضانه...

رائحته تغلغلت في مسام روحي...

انتشت بها كل خلية من جسدي وهبني إياها...

رجلا أعرفه...

رجلا أشتاقه...

أخذتني رائحته الحنونة إلى طفلة أفتقدها منذ سنوات...

كم غفوت في هذا الحضن...

كم بكيت على هذا الصدر...

يده الطاهرة يوما مسحت دمعتي...

جسده الجميل يوما حماني...

اختبأت خلفه طفلة هاربة...

تمرجحت على كتفيه كثيرا...

رجلا أعرفه...   

  طوقته بشده...

لا أريده أن يمضي ويدعني...

أريد أن أندمج به...

أن أسكنه...

فبعده نُفيتُ طويلا...

رجلا أعرفه...

نبضات قلبه...

حرارة جسده...

دمه الذي يجري في أوردتي وشراييني ...

روحه التي أتنفسها...

أنا.. من أنا لولاه هو...

رجلا أعرفه...

فر من أحضاني فجأة!!...

انتفض مسموما....

نظر لي بإستغراب...

من أنتي؟؟...

يسألني...

من أنتي؟؟...

رجلا أعرفه...

رجلا ...لا يعرفني!!...

وقبل أن أجيب...

وقبل أن تغادر أحرفي شفتاي...

كان صوت الباب أقوى من أن تصله كلماتي...

رحل ولم يبقى لي من بعده إلا ذاكرة فارغة...

و أحضان باردة...

وجسدا لا تاريخ له...

وروحا لا وطن يحتويها...

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

إلى رجلا كان يوما يعرفني...إلى أبي...

ناديا إبريل 2009م