الأربعاء، ديسمبر 01، 2010

دعوة للإحباااط

دعوة للإحباط!!!
..................
...................
 كان مساءٌ مشبع بخيبات الأمل... غادر جميع من في المبنى من موظفات...لم يبقى سواي ...لا أحد هنا غيرنا أنا ورفيقي الحزن ..كم هو وفيٌ لي...وكم أنا متفانية في التشبث به...جلست أقلب صفحات كتاب كنت قد بدأت بقراءته منذ وقت...تتصارع الأحرف في عيني لكنها تأبى أن تطرق أبواب عقلي الذي لا يكاد يستوعب ما يحدث حولي...
مللت من تقليب صفحات لا أدرك منها سوى سواد في سواد..وملت الأوراق بين يدي المشتعلة غضبا...
نهضت من على مقعد ضاق ذرعا بإحتوائي لساعات طويلة...فتحت النافذة أرتجي نسمة هواء تبعث الحياة في روحي التي تموت يئسا...
لكن حتى الهواء كان يحمل لي مزيدا من الإحباط...أغلقت النافذة مسرعة قبل أن تتسمم خلاياي بهواء فاسد...
يا إلهي لما كل شيء في حياتي كئيبا حد الإدمان ؟؟...
لما حياتي نفسها حاقدةٌ عليّ؟؟...
أسندت ظهري إلى الحائط خلفي ..أتقي به ضعفا يمزقني...ضممت المعطف على جسدي ألم بقاياي المتناثرة مني...
أغمضت عيني أبحث عن لحظة سكونٍ تنقذني من أشباح الضياع التي تتنازعني...
وغبت عن أرض الواقع لوقت لا أعلم له حساب...
وجاء صوت دمدمت الساعة صارخا جدا في هدوئي ...
كانت عقاربها قد أعلنت التاسعة والنصف مساء...
ربما حان الوقت لأعود لمنزلي الذي يشتاقني كثيرا..ففي غيابي يملأ الفرح جدرانه!!...
ترقص طربا أزهاره..تتمايل غنجا شموعه...
حملت حقيبتي وأوراقي وبعضا مني ...وغادرت أجر خطواتي رغما عني...
وبعد دقائق كان صوت مفتاحي وهو يخترق الباب يعلن للمنزل وصولي...فأُعلِنت حالة الحداد...
صمتت ببرود الموت جدرانه...ذبلت راحلة أزهاره...وتلاشى نور الشموع بلهيب أنفاسي...
مسكينٌ يا منزلٌ يحتويني...
وكالعادة ألقيت بما أحمل على أول أريكة قابلتني...غير أنني هذه المرة لم أخلع معطفي...بل كنت أحتضنه بشدة كي لا تفر نبضات قلبي من بين أضلعي ...
كنت دوما عندما أعود من عملي أسرع لأعد فنجان قهوة أموت شوقا إليها وأكثر من شوقي لقهوة المساء يكون شوقي لعبد الوهاب...
لكن هذه الليلة لا قهوة تشتاق شفتاي لها...ولا عبد الوهاب لي رغبة به!!!....
كل ما أريده النوم..النوم فقط...علني به أهرب مني قليلا...
ألقيت على سريري بجسدٍ لا يعرف ذنبا له كي يُبْتلى بي...
لكن النوم يرفضني...الليل يأبى إلا أن يعذبني ...
إعتدلت في جلستي ..أشعلت سيجارة وثانية وثالثة حتى أصبحتُ لا أطيق عد ما أحرق منها صدري...
أسئلة كثيرة تخترقني...أجوبة أكثر تتوه مني...وحيرةٌ لا توصف تجهدني...
لا حقيقة أدركها لما يعتريني...لا طريقا واضح أسلكه..لا شيئا أفهمه...
في مرآة الدولاب أمامي رأيت إمرأة تنظر لي...
ملامحها تصرخ غضبا دون صوت...عيناها رغم جمالها تحمل الموت بين أهدابها...
تُراني أعرفها؟؟!!...
جلست أتأملها وأبحث بين تفاصيلها عن شيء يريحني قليلا...
هي إمرأة ككل إمرأة..لكنها روحا ليست ككل روح...
يبدو أن النوم هجرني ...
غادرت سريري...ومنه لأريكة في الصالة نقلت ذاتي...
وبقيت حيث أنا أصارعني..أبحث عني لكن لا فائدة فما يتوه في زمن اللا شيء لا يعود أبدا...
ومضيت أتأرجح بين فكرة وأخرى...وتنهيدة وعبرة...
والتهم سواد الليل سواد أفكاري ...
وغرقت بين سحب الدخان الكثيفة أُحرق عمرا لا يريد أن يرحمني بتذكرة رحيل....
ومازال في فراغ عقلي سؤال يحير زمنا...
أين المفر مني؟؟....
ناديا الخميس 10- ديسمبر -2009 م

02:20 فجرا
  




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق