الأربعاء، ديسمبر 01، 2010

ألم الفراق

؛؛ألـــــــــــــم الفراااااق؛؛


((لماذا تمر الأيام....
و تتعاقب الفصول....
وتمضي السنوات....
وهو يبقى كما هو....نفس الألم....نفس العذاب....
نعيش دوما ذات الوجع الذي أحرق قلوبنا لحظة الفراق....))...


بهذه الكلمات جاء صوتها ..يغتال صمت ليل طويل..يصرخ من قلب قتله الحزن..جثت على ركبتيها كسيرة...  وضعت رأسها بين يديها وأخذت تبكي بحرقة ...بكاء مزق نياط قلب والدتها التي كانت تجلس أمامها ...لم تعرف الأم طريقة لتخفف بها ألم بنيتها ..لم تجد سوى بضع كلمات أسعفتها بها ذاكرتها المتعبة..


(( سوف تنسي!!
سيمضي كل شيء وكأنه لم يكن !!
الأيام كفيلة بأن تشفي جراحك الأليمة....))


رفعت رأسها ونظرت للسماء تستنجد برحمةٍ من خالقها

((يا إلهي أرجوك..امنحني القدرة على تحمل هذا الألم..أتوسل إليك اجعله يخف قليلاً..إنه يمزقني..ينهش روحي بمخالبه التي لا ترحم..يا رب ..يا رب..))...



أخذت الأم تتوسل لربها بأن يلطف بقلب صغيرتها...كانت تحترق لألمها وتتعذب لعذابها....ولكنها لا تملك لها سوى الدعاء بأن يتولاها الله برحمته...


صمتت هي للحظات ...وكأنها تسترجع بقايا أنفاسها ..تجمع شتات روحها ..لكن دموعها لم تتقن الصمت يوماً...أسندت ظهرها إلى الحائط خلفها...وأخذت تتمتم بكلمات تكاد تختنق بحروفها...كانت عيناها تجولان في المكان ...تقبلان كل قطعة فيه...

((أمي..أتعلمين أن كل شيء هنا يسألني عنه؟؟!!
كل شيء هنا يفتقده ..يشتاق لنظرة من عينيه..يتلهف للمسة من يديه..كل قطعة هنا تبحث عن دفء أنفاسه..كل ركن ينتظره..أشعر أن كل شيء هنا يصرخ بي أين هو؟؟أين هو؟؟وكأنني أعلم إليه سبيلا ولم أسلكه..لما كل شيء يلومني لغيابه؟؟لماذا أمي؟؟))...

 زحفت مسرعة إلى أمها..أمسكت بيديها ..وأخذت تنظر إليها بعينين تملأهما الحيرة ويسكنهما الخوف...وصاحت بصوت شق عنان السماء...

((أمي قولي لهم أن يصمتوا...قولي لهم أن يدعوني وشأني...لا أعلم أين هو..اجعليهم يسكتوا ..أصواتهم أتعبتني..صراخهم يرهقني..أرجوكِ أمي..افعلي شيئا ليتوقف هذا الصوت..))...

إنتفضت واقفة كأسدٍ جريح...وصرخت وهي تغلق أذناها بيديها

((كفى..كفى..لا أريد أن أسمع شيئاً ..أصمتوا..فلتذهبوا إلى الجحيم ..تباً لكم..أسكتوا))...

وبعدها سقطت أرضاً..صمت قلبها..ارتاحت أخيراً..ولكن مازال المكان يصرخ..يصيح..أين هو ؟؟أين هو ليضمكِ إليه؟؟أين هو ليعلم أنكِ كنت وفية لبقايا ذكراه...

رحلت علّها تجد هناك إجابة لسؤالها الذي أرهق روحها لسنوات((لماذا لا يخف ألم الفراق؟؟))...


صمت الوجود ولم يبقى سوى صوت تعاقب حبات السبحة في يدي والدتها...وصدى دعائها ...

                                نــــــــــــــاديــــــــــــــــا
                                       2009م     



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق