والدي الحبيب....
تعبت كثيرا في البحث عنك....
ضاعت كل سبلي في الوصول إليك....
فما وجدت دربا يحملني نحوك....
لذا سأبعث لك شكواي مع طيور السماء .....
ربما يصلك حينها صوتي قبل فوات الأوان....
أيا طيور السماء ....
إليه إحملي همي ونجواي....
بلغي ذاك الرجل الذي لا أعرف له أرضا أو وطنا أو عنوان رسالتي....
خبريه أني حرت بأي اللغات أخاطبه...و أي الحروف له أنتقي....
قولي له متعبة أنا ...يائسة جدا...
اسأليه كيف لا يشعر بتعبي وأنا منه خلقت....
اسأليه أما أنبئه قلبه عن قطعة منه تنتفض وجعا....
أيا طيور السماء حدثيه عن ليالي قضيتها أبكي خوفا من غد مجهول....
أتمزق رعبا من أمس ضاع من يدي....
قولي له ما حل بي من بعده....
طيور اليأس تقتات بروحي....
عيون الغدر تنهش جسدي....
أنياب الضياع تمزق أوصالي....
أخبريه عن طفلة تركها على مفترق الطريق....
تركها دون نور يضيء دربها....
أخبريه عن إمرأة كبرت قبل الزمان ....
تربت بين أحضان الهزيمة و الإنكسار....
أيا طيور السماء أصرخي به نيابة عني عله يشعر....
قولي له عد سريعا قبل أن تبعثرني الأيام فلا يملك جمع شتاتي....
كفاه غيابا ...كفاه بعدا....
وكفاني تعبا دونه....
إحملي إليه بعضا مني يشتاقه جدا....
يحتاجه جدا....
يفتقده جدا....
إبنتك في جحيم عني بلغيه...
والدي الغالي....
أستحلفك بكل ما هو مقدس لديك إرحمني من ضعفي وقلة حيلتي دونك....
إن عز الرجوع عليك خذني إليك....
مد لي يدك الحنونة لتنتشلني من الظلام الذي يسكنني....
هبني حضنك وطنا يحتويني....
بعدك لا هوية لي...لا أرض لي...لا شيء لي سوى رفات مجهول المعالم....
روحا مشوهة....
ملامح مبعثرة....
عد إلي قبل أن تعجز دموع ندمك عن وصالي....
عد إلي فقد زهدت الحياة ومللت الصراع....
هذه كلماتي إليك بنبضي..بدمي...برجائي...
وهذه أنا إبنتك يا من منحتني الحياة ووهبتني للموت ....
ناديا الأحد 10-يناير -2010م
10:19 مساء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق