الأربعاء، ديسمبر 01، 2010

وبكت السمااااء

وبكت السماء
وصاحت الدنيا
وذاب بين أضلعي فؤاد يحتويك
وبكت السماء
وفاضت الأرض حزنا
وهي تفتح أحضانها لتحتويك
وبكيت أنا
وبكى الجميع
عجبا لك كيف أدمى رحيلك كل القلوب
كيف أبكيت كل العيون
حتى السماء ما بخلت عليك بدموعها
قالوا تعب قالوا غاب عن الوعي
قالوا وقالوا وقالوا
وكثرت أحاديثهم
وزادت كلماتهم اليائسة
لست أدري كيف حملني الطريق إليك
ولا أعلم أي جبروت تملكني لحظة وقفت أمامك
صمت رهيب يحيط بك
رغم جنون من حولك
رغم صراخهم وفوضاهم
بقيت أنت محافظا على هيبة حضورك
خطواتي بالكاد أوصلتني لسريرك
كان قلبي ينتفض ألما
وجسدي ينتفض محموما
وروحي تنساب مني
تغادرني
في حياتي ما أحببت شيئا كالخط المستقيم
واليوم ألعن كل الخطوط المستقيمة
لأنها أعلنت أنك رحلت
كيف لجهاز من حديد أن يعلن وفاتك
كيف له أن لا يشعر بنبضات روحك الطاهرة
هل يخطئ الأطباء
هل تخطيء التكنولوجيا
أم أخطأت أنا
تسارعت الخطوات العشوائية في المكان
وتداخلت المفردات فما أدركت منها جملة تفيدني
للحظات ما أعدت أشعر بشيء حولي
ما عدت أدرك وجود شخص آخر في الغرفة
لا أحد هنا سوانا أنا و أنت
مددت يدي أمسح بها على شعرك
أيها الملاك النائم أما آن الأوان لتستيقظ
هل وجدت في النوم راحة لا نعرفها
أتُغريك جنية النوم فلا تقوى على تركها
وراحت يدي ترسم ملامح وجهك الجميل
ووجدتني أقبلك على جبينك
على خديك
أقبل كل تفاصيلك العذبة
فلن أستطيع بعد اليوم تقبيلك
وغافلتني دمعة سقطت مني على خدك
أعذرني ما قصدت إزعاجك
لكن غيابك لا أفهمه
لا أستطيع تقبل فكرة أنك ستكون بعد لحظات في أحضان
أرض باردة وعتمة موحشة
وفي غمرة توهاني بك
جاءت يد تبعدني عنك
وتسارعت الأيدي تتلمسك
و أصبح جسدك أرضا مباحة للجميع
وبدئوا ينزعون عنك تلك الأسلاك التي غرست في مسامك
حركات أناملهم توحي بالاحترافية
ترى كم من مرة يمارسون ذات الطقوس يوميا؟!!
ملامحهم باردة
تعابيرهم ميتة
يبدو أنهم تحجروا من كثرة الجثث التي لمسوها
وسرت بعيدا عنك
لكن خطواتي هذه المرة سريعة جدا
فموتك أصبح واقعا لا ريب فيه
ورحيلك حقيقة ساطعة
طرقات المستشفى تعبق بالأدوية
تخنقني
و الأبيض الذي يسكن كل زواياها
يقتلني
هربت للخارج
أبحث عن هواء لا يحتوي الموت
عن لون لا يقتل البياض روحه
ووجدتني أقف أمام سيارتك
لحظتها تجمدت أوصالي
وأصبح الموت يسكنني أنا
من سيقودها بعدك؟؟!!
جلست على الأرض أمامها
أنظر لكل ما يخصك فيها
فرأيتك تجلس خلف المقود
رأيتك تبتسم لي
فضحكت
وبكيت
وبكت حينها السماء
كانت قطرات المطر تنزل على سيارتك تغسلها
للحظة خُيل إلي أن سيارتك تبكي!!
ربما تبكي فهي أيضا ستفتقدك
كلنا سنفتقدك
بيتك
أولادك
أصدقاءك
الأرض ستشتاق خطواتك
الهواء سيشتاق عطرك
ملابسك ستشتاق جسدك
و أنا سأشتاقني بعدك
وزاد بكائي
وفاضت أدمع السماء
لتغسل كل شيء
لتنقي كل شيء
إلا روحي التي زادها رحيلك تشوها
عجبت لدنيا تأبى إلا أن تؤلمني
وعجبت لرحيل يصر على الإقامة في روحي
كلما رفعت رأسي لأنهض من وجع رحيل حبيب
تهوي يد الفراق لتقذفني في أعماق الحزن
أتُراني خلقت لأتعذب بغيابهم؟؟
أم تراني رهنت روحي للرحيل قربانا؟؟
يا موتا حرمني منه كن به رءوفا
 يا قبرا سيحتويه بعد أحضاني كن عليه حنونا
ويا زمن سيعذبني لغيابه كفاك بي تعذيبا
هبني فرصة كي أفيق من ألم رحيلهم
الآن أجلس هنا أمام هذه الشاشة
كعادتي أسرع لأخط كلماتي على أوراق تبكي مني
أتعرف ما أستغربه كثيرا
أن الأوراق أيضا بيضاء
و ما زاد تعجبي أن
اليوم هو ثاني يوم لي في سنتي الجديدة
ما أقسى لعبة الحياة
أتراك رحلت في هذا التوقيت حتى يبقى رحيلك مرتبطا بذكرى ميلادي!!
أم أن القدر أراد أن يسلبني الذكرى الوحيدة التي لا تحتوي رحيل أحدهم
لا تخف يا قدري فمن اليوم ما عاد تاريخ ميلادي سوى ذكرى رحيل
ناديا 4 فبراير 2010م
الخميس 03:51 مساء




 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق