الأربعاء، ديسمبر 01، 2010

تفاصيل مأساة

جلس أمامي ....يحيط الهدوء بعالمه...يرسم اللامبالاة على تفاصيله العذبة....
يتشاغل بكم من الأوراق عني...وكل حرف بين يديه يصرخ مستغيثا كي يفر من لهيب جسده....
بكل قسوة يقاوم وجودي....
بكل ألم يتجاهل شوقي ....
عيناه في صراع منذ وصولي...نظراته تموت لهفة لتقبيل كل ذرة مني ...وعقله يصادر جنون عشقه...
برغم جبروته الذي يرفضني ...تخبرني نبضات قلبه أني ما زلت بين حناياه أتنفس...
وددت لو أنني أملك أمري...لأسرعت إلى أحضانه أروي روحي....
لكنني كنت مجبرة مثله على التجاهل...
جاريته في بروده الظاهري ...وبين أضلعي نارا متقدة....
أبدع كلا منا في تمثيل دوره ....
لم أكن أعلم أنني ممثلة رائعة هكذا ...لكنه إستفز في وجداني مواهب لم أدركها قبله...
لما إلتقينا؟؟؟ونحن للفراق قد وهبنا حبا قتلناه بيدينا!!!...
لست أفهم سببا لما يحدث ...
كيف أحببتك بهذه الطريقة المميتة ....
لما عشقتك بجنون الدنيا...بفوضوية أنثى متمردة جدا....
كيف أصبحت نبضي..روحي..دمي..خلال وقت في عمر الزمان قصيرا جدا....
أسئلة كثيرة تتصارع في فراغ عقلي ...تأخذني بعيدا لتعيدني ضحكاتك لأرض الواقع...عجبا لك كيف تملك هذه القدرة على الضحك و أنت تنهار بين يدي؟؟؟....
يا حبي الجميل ...
إضحك كما تشاء فلن تخدعني ضحكاتك اليتيمة....
تجاهلني ...تنكر لأشواقك...تغاضى عن هيامك بي...فكل ما تفعله لن يزلزل إيماني بك....
وعاد حديثك يمزقني...وضحكاتك تؤلمني...
وفي لحظة غاب عنك فيها مارد العقل ...صرخت مسام جسدك بي أحبكي ....
وباحت عيناك بغرام يعادل الأرض بما فيها ....
وخيم الصمت على برود لقائنا...
أنفاسك تحرقني بلهيبها...نظراتك تعريني...
أمامي أراك ترتعش حنينا...
وأمامك أموت غربة دون أحضانك....
ولأنك رجلا يملك جبروت لا يهزم قاومت حضوري..وعدت تنشغل بما لديك عني...
و لأني إمرأة تفهم كبرياء الرجال غفرت لك قسوتك...وأشفقت على يئسك...
أخذت تنقل الأوراق المتناثرة من جهة لأخرى...و بقيت أنا أتأمل روعة رجلا مثلك....
غرست عيناي في كل خلية منك...قبلت كل جزء فيك...
شعرت أنني ألمسك بيدي..أكاد أقسم أنني شممت عطر أنفاسك...
ومضت ساعات ونحن بين مد من الشوق وجزر من المقاومة...
يا رجلا عجبت لعظمته...
كيف تحبني كل هذا الحب وتنكرني؟!!....
كيف تتمناني حد الموت لهفة وتغلق دوني أبوابك؟؟!!...
أتعلم لو فقط تمنحني تذكرة العبور إليك لهجرت الدنيا ورحلت إليك....
كيف أجعلك تفهم أنني لا أبحث عن شيء سواك....
لا أريد إلا أنت وطنا لي...
يا أنت ..يا من قتلني حبه...ألا تدرك ما يعتريني من جحيم و أنا أراك بين يدي و أبعد الناس عني؟....
أأصرخ بك ..أرجوك إرحمني قليلا ....
أتوسل إليك لا تتركني ...
ماذا أفعل كي تفهمني يا أغلى مني...
آه من كبرياء يسكنني ..يرفض أن يجعلني أجثو أمامك مستعطفة وصلك...
و آه من جبروت الرجال الذي يعشش في أوردتك ليجعلك ترفض ضمي إليك و أنت تشتاقني ....
ليت في اللغات لغة تصف ما فعلته بي ....
وليت في العمر أيام تكفي لأخبرك أي إمرأة أضحيت بعدك....
وحان موعد الرحيل من جديد...
وكلا منا يسابق الآخر هربا من لحظة ضعف ....
لا تخف يا حبيب العمر لن نضعف أبدا سنضل أقوى من حبنا الحزين....
وسنضل أوفياء لفراق لا يرحم ....
ولكن ما أخشاه يا نبض روحي أن نصحو ذات يوم لا نملك شيئا سوى ندم يغتال أرواحنا حين لا ينفع الندم....
ناديا 09-يناير-2010
06:11صباحا





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق