الأربعاء، ديسمبر 01، 2010

الحقيقة العارية

الحقيقة العارية!!!

كان النوم يراوده..وبكل هدوء يقاومه...
بخطى مترنحة ألقى بجسده على الأريكة...
وكقطة بريئة جلست أمامه...
قال لي..((متعب أنا))...
((..لما لا تنام وتستريح؟؟))..
((..لا أريد دعيني أتحدث إليك حتى يغلبني النوم))...
فضحكت بخبث إمرأة..ودنوت منه..همست في أذنه..((أتدري أن من مصلحتي التحدث إليك وأنت في وضع كهذا))...
نظر ببراءة لم تفارق عيناه يوما..وسأل ((ولما؟؟..))..
((لأن من في وضعك يقولون كل شيء دون حساب))...
((ولكنني دوما أتحدث إليك دون حساب))...
((أقصد بلا تفكير ستخرج الكلمات من فمك ببساطة دون تفكير منك))...
((معك حق ))...
((هل أستغلك؟؟..))..((أنا ملكك افعلي ما شئت))...
كنت أعلم جيدا أن مفعول حبة المنوم قد بدء يعمل في جسده..ربما ذهنه مشوشا بعض الشيء..وربما لن يتذكر كلمة مما يدور بيننا غدا صباحا...
ورغم يقيني بأنه سيحبني دوما كان خوفي من وقع الحقيقة يقتلني...
جاء صوته الرقيق يعيدني لأرض الواقع((ما بك ألا تريدين أن تستغليني؟؟))...
مسحت بيدي على شعره وطبعت قبلة على جبينه((لماذا تحبني؟؟))...
((دون سبب أحبك ))..((لا يوجد شيء بلا سبب))...
بالكاد غادرت ضحكته شفتيه((إذا عرف السبب بطل العجب))...
((لو عرفتني على حقيقتي هل ستحبني؟؟))..
((طبعا سأحبك دوما..أنت حبيبتي))...
((لكنك لو عرفت الحقيقة ستكرهني..صدقني ستكرهني..فأنا ذاتي أكرهني))...
بدت في عينيه لمعة حيرة غريبة...((ماذا تقصدين؟؟وضحي كلامك لو سمحتي..))...
((ليتني أستطيع..لكنني لا أقدر حاولت كثيرا أن أخبرك غير أنني عجزت عن ذلك..))....يبدو أنني أنا من ستتكلم دون وعي ولا تفكير....
بدت على ملامحه رعشة خوف أعرفها ...نهض من مكانه..غادرني ولم يبقى سوى صدى صوته يرن في المكان((تصبحين على خير))...
وبقيت وحدي أنظر لمقعده الخاوي ...أتساءل هل سيحتويه يوما لو عرفني؟؟....
.............................................
.............................................
كم واحد منا يخفي في أعماقه حقيقة مخيفة؟؟...
يدفن بين طيات روحه أسرار قاتلة..لو جلسنا يوما نقلب صفحات حياتنا ..ترى كم من صفحة سنسمح بنشرها علنا؟..وكم صفحة ستكون ألسنة النار مصيرها؟؟....
نولد..نتربى..نكبر..وتلعب الحياة لعبتها...
مصائرنا ليست ملك يمنانا...
أقدارنا تسوقنا نحو أي طريق تشتهيه...
ربما لا تعجبنا أشياء كثيرة ولكننا نقبلها على مضض...
وتمضي الأيام ..وتدور عجلة الحياة...
رغم كل شيء يحدث نبقى نحدث أنفسنا بصوت مرتفع..هذه حياتي التي كتبها الله لي...لا يد لي فيها...
لــــــــــــــــــــــكــــــــــــــــــــــن!!!!
ماذا لو أحببنا؟؟؟
ماذا لو دخل في هذه اللعبة طرفا لم نتوقعه؟؟؟
هل نبوح له بكل الخوافي؟؟؟
أم نكتفي بالقدر الذي قد يعنيه؟؟؟
هل يحق له معرفة كل تاريخنا؟؟؟
أم لا شيء يخصه سوى لحظة لقائنا به؟؟؟
كنت دوما أسمع من صديقاتي أن الزوج لا يحق له أن يسأل زوجته أو يحاسبها على شيء إلا من لحظة عقد قرانهما...
وكذلك الزوجة..فحياة كل واحد منهما قبل الزواج تخصه وحده....
حسنا هو كلام منطقي...لكن هناك حقائق لا بد من التصريح بها...لا لشيء سوى أن الخلاص منها ينجي أرواحنا من عبء حملها...
رغم قناعتي التامة بأن الحبيب من حقه أن يعرف كل تفاصيل الحياة التي قد عشناها من قبله إلا أنني كبشر تخذلني دوما شجاعتي وتخونني مفرداتي..فأجدني أجبن من أن أبوح بما يسكنني..أو أصرح بما يعتريني...
من منا يملك هذه الجرأة بين معشر البشر؟؟؟
..............................
................................
سؤال واحد أتمنى أن أجد له إجابة على أي لسان..بأي لغة..وفق أي شريعة لا يهم المهم أن يكون له جوابا مقنعا...
هل للحقيقة ثيابا تسترها؟؟؟؟
...............................
...............................
إلى رجلا قتلني ضعفي أمامه...
أحبك رغم ماضي لا يرحم...
رغم أسرار لا تموت...
ناديا 28-نوفمبر-2009 م
السبت الرابعة فجرا...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق