السبت، نوفمبر 27، 2010

لأجلك فقط

عظيمة كانت تلك البداية
مع أن البدايات التي تولد في إبريل تكون أقرب للوهم منها للحقيقة!!
أيا يكن الشهر الذي وافق ساعة الولادة
وحتى إن كان الوهم هو سيد الموقف هنا
ستبقى عظمة البداية ثابتة لا شك في مصداقيتها
ولأن ما يبدأ عظيم لا بد أن ينتهي عظيم



شهرزاد
تلك السيدة الأسطورة
وتلك الأسطورة السيدة
ذات يوم
منحني أحدهم شرف القرابة بها
قرابة لغة
بوح


ولأن شهرزاد هي شهرزاد
مهما اختلف الزمان
والمكان
سيجيء يوما يكون فيه الصمت المقدس واجب
لذا ستصمت شهرزاد
عندما يرهقها البوح
وتنهك محاولات الاستنزاف لغتها

سيكون الصمت
مرفأ ترسو إليه
بعدما يطول بها الإبحار
بعد كل هذا التخبط 
ومصارعة أمواج العشوائية
كم تحتاج روحها
لميناء سلام


سيكون الصمت
لأن المغامرة ما عادت مغرية
ولأن الغنيمة المرجوة ما عادت تستحق المجازفة أكثر


منذ ساعة سألتني صديقة لي

((كيف هو حرفكِ؟))

قلت لها
((مشوه))!!!

تعجبت كثيرا....
لكنني أوضحت لها ما تجهله...

أحرفي تكتبني...ترويني
هي مرآتي...
 المرايا تعكس الصورة المقابلة لها بكل حذافيرها....

قالت صديقتي
((لكن سطوركِ مذهلة))

قلت

((ليست سطوري ما تحتويني..بين السطور تجديني))

دائما أكون هناك....
بين السطور...
يوما ما تجرأت على الظهورفيها

ربما لأن من عاش في الظلام
يخشى سطوة النور.....

وربما لأن السطور أضعف من أن تحمل نزف الأنامل المتمردة

******
******

لماذا كل النهايات لا نملك لها حدوداً؟؟؟
سؤال يعذبني دوما
آخر يوم لي في الجامعة
آخر لقاء جمعني بصديقتي العزيزة 
آخر رسالة أكتبها لأبي
آخر شيء من كل شيء
وددت لو أنه لا ينتهي
وددت لو أن الزمن يتوقف عند تلك اللحظة
كل طريق يقود للنهاية يتعبني حد الموت
دائما أجد خطواتي فيه ثقيلة
لـ كأنها ترفض الرضوخ للأمر الواقع
ترفض الاعتراف بأن النهاية لا شيء بعدها
قلبي يستنكرها
 عقلي يقرها

******
****

حكايات جدتي
تلك التي كنت أغفو عليها
يوم كنت أعرف للنوم جفون تدركه
لا أعلم لماذا أشتاقها الليلة؟؟؟
أهي معاهدة الأرق التي وقعتها منذ غادرت أحضان جدتي ؟؟
أم حقا اشتقت لخرافات تلك الحكايات
الطمأنينة الزائفة التي تمنحنا ؟؟
******
*****

صوت خالي وهو يدندن بأغنية لفيروز
بينما يحلق ذقنه أمام تلك المرآة النصف مكسورة في الصالة
متجاهلا القهوة وهي تندلق على النار
وأنا أجلس بصمت أتأمله
حتى ينهي طقسه اليومي
ليهبني ما كنت أتنازل من اجله عن دفء فراشي
قبلته  على خدي..
تلك القبلة التي أفرح بها فرحة من تعتق رقبته من سيف الموت بعدما يئس النجاة
لأعود بعدما يغادر لعمله إلى فراشي
منتشية بتلك الهبة
وقبل أن أستسلم لأحلامي
يتبادر لذهني ذات السؤال
لما لا يستبدل المرآة المكسورة بأخرى جديدة؟؟؟
اليوم أسمع صوت خالي واضحاً!!!
وبعد كل هذه السنوات
عرفت سر تمسكه بتلك المرآة المكسورة
يوم رحلنا من(( بيت العيلة ))
عندما  فارقناه مرغمين
كان الحزن يصرخ في معالمنا
يومها قالوا لنا ((كله مجرد بيت))
 يرونها جدران
و نراها تاريخ
جزء منا
عليه بصماتنا
أنفاسنا
ذكرياتنا
جزء من أرواحنا يسكن تلك الجدران

اليوم فهمتك يا خالي
ليست حكاية مرآة...بل ما خلف تلك المرآة ....


*******
****

كثيرا ما كنت أعاني من عقدة الانتماء
عندما انتمي لشيء
يرهقني الانسلاخ عنه

اليوم أجدني أعاني الانتماء لمبدأ
يقتلني التنكر له

بين انتماء وآخر ممزقة أنا
وبين إرهاق وموت تحير النهاية....

*********
******

في بداية الحديث كانت شهرزاد
ولتكن أجمل عباراتها مسك الختام

(((إذا ما جاء الفراق يوما
وأباحوا لنا بفضولهم
تشريح جثة الحب
وتشويه البقايا
فلا تفعل..ولن أفعل
بدأنا الحكاية قبل الفراق
أنقياء
فلننه الحكاية بعد الفراق
عظماء))))

هنا سكتت شهرزاد

هنا
ذات يوم
مررت أنا
ناديا
27 نوفمبر 2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق