الأحد، أغسطس 19، 2012

هيت لك ..!!!


//هل كانت خطيئتي أني فتحت نافذتي  على الحياة؟؟؟//
سألتني  .. ثم عادت تكمل تجهيز حقائبها...
بينما بقيت أنا أرقب تنقلها بين خزانة الملابس والحقائب الملقاة على السرير...
كانت ملامحها هادئة جدا.. وحركاتها موزونة جدا...
إلا أن ما بداخلها أشد وأوضح من أقنعة الجليد التي تتقنعها أمامي...
لم أشأ التحرش بصمتها .. خاصة أني  أكن لها  محبة واحترام يمنعاني  من الاحتكاك بغضبها..
كنت أعرف أنها لن تهبني من خباياها إلا وقت تريد..
توقفت عن  العمل على تجهيز حقائبها..
// ما رأيكِ بفنجان قهوة؟؟ //
أومأت برأسي مرحبة بعرضها...
غادرتني  مبتسمة ...
رحت أتجول في غرفتها بحذر خشية أن أصطدم بشيء من أشيائها التي يزدحم بها المكان...
عالمها مثلها مزدحم  حد الانفجار ...
مع أنه يبدو هادئا حد الموت...
هنا سأسكن بعد رحيلها..
كيف سأتعايش مع كل هذه الأشياء ؟؟!!
رائحة القهوة أعلنت عن حضورها...
جلست على حافة السرير أمامي بعدما ناولتني فنجاني...
هي حقا تنتمي إلى هذا المكان..
هي جزء من هذه اللوحة.. بها تكتمل الصورة...
ستغدو مشوهة دونها...
أخذت ترتشف قهوتها بطريقة أوحت لي أن ثمة حديث سري يدور بين شفتيها والفنجان..!!!
أحست بنظراتي التي تتفحصها..
رفعت عينيها إلي ..
وأخذت تهمس لي بهدوء حرصت على أن يظل ملازما لها من لحظة استيقاظها اليوم...
// لم يكن لي يوما صلة بغيري  ..لا عائلة .. لا أصدقاء.. لا جيران.. لا أحد أعرفه سواي..  أبدا لم يجمعني مكان بغيري إلا العمل ..كنت أغلق حياتي علي وحدي.. لي صديق واحد فقط لكنني يوما لم ألتقه.. يعيش في قارة أخرى.. لكنه  الوحيد الذي أعرفه رغم أن ما يربطني به سماعة الهاتف فقط!!//
تنهدت بمرارة بدت في عينيها صارخة جدا.. وضعت  الفنجان على الطاولة أمامها.. عقدت ذراعيها على صدرها كما لو أنها تخشى أن يسقط قلبها مما ستقول ...
// التقيته صدفة.. ربما كنت أنتظره وأنا لا أعلم..دوما كان يظهر لي  أنه طاعن في العمر ...مع أنه  كان شاب يصغرني بسنوات.. كان في بداية كل شيء..الحياة ..الحلم..الأمل .. المشاعر...وكنت أنا أضع ختم النهاية على كل شيء.. كان يجيد قراءتي وكنت أجيد أبجديته.. لا أعلم كيف حصل ما حصل.. لكنني من حيث لا أعلم وجدته عالمي بأكمله.!!أحببته برغم كل الموانع والمحظورات التي يفرضها الوجود بيننا.. معه عدت طفلة لا تدرك من الحياة إلا فرحة حضوره.. معه عشت مراهقتي بطيشها وجنونها وثورتها.. معه نضجت أنوثتي بدلالها وغنجها وعواطفها..أحببته بقلب طفلة في الثلاثينات من عمرها..!!//
كانت أحرفها تقطر وجعا لا يجهله قلب ..
عيناها تحدق في السقف وهي تغدق علي بمواجعها..
تنفست بعمق  من يستجدي الحياة ...
نهضت من مكانها وأخذت تكمل دفق مواجعها علي بينما يديها ترتب في سريرها ...
// لم يكن مستعدا لأن يهبني تذكرة العبور إلى قلبه.. يبدو أن شروط الانتماء إلى قلبه لا تنطبق علي..//
توقفت يديها ونظرت إلي بحزن وأردفت
// أعتقد أني أحببته أكثر مما كان ينتظر  .!! لذا هرب مني..هرب من كل شيء .. رحل بصمت..!!//..
اختنق صوتها بحزنها ..
جلست على المقعد أمامي ..
أحضرتُ لها فنجان قهوتها بغية تهدئتها قليلا  
بغية انتشالها من أعماقها التي توشك على الموت غرقا فيها...
//تفضلي//
//شكرا//
عادت إلى صمتها من جديد..
إلى أحاديثها السرية مع فنجان القهوة...
هذه المرة صمت فضولي أيضا...
لكن ذاكرتي بدأت تثرثر علي بما كان ليلة البارحة ...
حين كنت نائمة هنا في غرفتها على الأريكة ..
كانت هي جالسة على سريرها تغالب بكاء روحها...
كنت أدعي النوم كي لا تخجلها يقظتي ...
كانت خطواتها ترسم الطريق بين السرير والنافذة..
النافذة التي تطل على بيته...
بيته المهجور منذ رحيله...
لحظة غفت عيناي جاءت صرختها
صرخة  هتكت حرمة الليل ..!!؟؟
استيقظت مفزوعة.. رحت أسألها وعبثا أن تجيب..
تبا لي كيف نسيت أن الصراخ في حد ذاته إجابة معلنة؟؟!!
كانت متسمرة أمام النافذة ..
تنتفض محمومة..
عاجزة عن الحراك
عاجزة عن الثبات
عاجزة عن الصمت
عاجزة عن الكلام
سقطت أمام النافذة
انكمشت على ذاتها...
لم أفلح في فض الشباك القائم بينها وبين ذاتها لحظتها...
عدت إلى مكاني وتركتها ..
هي لا تحتاج الآن سواها...
بقيت لدقائق تتقلب على عذاباتها ..
وأنا أتوسل الله أن يلطف بها مما  تعانيه وأجهله...
نهضت متثاقلة  بالكاد تحمل جسدها وبالكاد يسندها
لا تعلم وجهتها
لا تدرك غايتها
تتحسس خطواتها
تبحث عن قدميها
فقدت كل احساس بها...
كانت تنزل درجات السلم إلى الطابق السفلي كما لو أنها تنزل إلى أعماقها..
كل درجة تنزلها يزداد اختناقها
تضيق المساحة بها داخلها
ما عاد داخلها يتسع لها...
بدأت تفقد أنفاسها
تفقد الحياة...
جرت مسرعة بآخر ما تملك من أنفاس ..
تبعتها دون أن تشعر بي.. وكيف تشعر بي وهي لا تشعر بها..
لم تتوقف إلا لحظة  صرخت بها بعلو صوتي ...
حينها توقفت ..أدركت أن الحد الفاصل بينها وبين الموت غرقا خطوة أخرى داخل هذا البحر المترامي بامتداد وجعها...
خفت لحظتها أن لا يصلها صوتي ...
لكنه وصل لتتوقف عن المضي في موتها ..
ويتوقف خوفي عليها عن العبث بي...
ظلت واقفة  ,, تتكسر على جسدها الأمواج...
أخذت عيناها تتصفح البحر حولها
همست بصوت لا تعرفه وبالكاد عرفته أنا..
//يا نار كوني بردا وسلاما //
ضربتها موجة غسلت جسدها بأكمله
صفعتها بقسوة كادت تسقطها
صاحت بكل وجعها
//ياااااااااااااااارب //
وبكت
راحت تبكي بحرقة
تتمتم بكلمات لا تُفهم
هكذا هو دوما الألم حين يعصف بنا
يجردنا من كل شيء
حتى منا...
سرت نحوها وأمسكت بيديها أعيدها معي ..
أبعدت يدي عنها بعنف..
تراجعت إلى الخلف
ارتمت على الشاطئ تنوح بمرارة
تلاشت قواها
انهارت حد الهلاك
دقائق وكانت تجر قدميها عائدة إلى غرفتها
حتى الصعود كان يزيدها توغلا بها...
ألقت بجسدها على السرير
كل ما فيها كان ينزف
ملابسها تنزف ماء
عيناها تنزف قهرا
روحها تنزف دما..
كانت كالمذبوحة تلفظ الحياة
لم أشهد من قبل احتضار عاشقة..
تناولت هاتفها من على الطاولة المجاورة لسريرها وطلبت رقما لم أتبينه
صرخت بمن على الطرف الآخر من الهاتف
// لقد عااااااد //
وراحت تبكي بحرقة مزقت قلبي ..
يبدو أن من هاتفته كان يعرفها جيدا..
يعرفها لدرجة أنه لا يحتاج تفاصيل منها..
لم تتوقف عن البكاء  لكنها كانت تنصت لصوت ذاك القابع خلف هاتفها..
تركت الهاتف
سحبت الغطاء على جسدها
أغمضت عينيها وهي تردد
// هيت لك.. هيت لك..//!!
يدها وهي تهز كتفي أوقفت ثرثرة ذاكرتي علي..
// أين ذهبتِ؟؟ //
انتبهت لها ..
بتردد قلت
// هيت لك..!!
كانت آخر كلماتكِ بعد الذي كان في الأمس..
مالذي حدث؟؟
حين ذهبتُ إلى النوم ليلة البارحة كنتِ في حال طيبة.. وفجأة انقلبت حالكِ إلى النقيض بشكل مرعب..
وذاك الاتصال وكل ما كان ما سببه؟؟//...
أمسكت بيدي وأخذتني إلى النافذة ..
أشارت بيدها حيث بيته ..
// هناك يسكن.. ذاك بيته.. بالأمس عاد.. عاد غريبا لا يعرفني .!!
هل تظنين أنه يوما عرفني؟؟  //
سارت نحو سريرها وأخرجت من تحت وسادتها ورقة ناولتني إياها
كانت  الأحرف فيها مشوهة  ..
 كانت هذه الورقة في يدها من حين صرخت وحتى غابت عن الوعي ..
لم أقوى بالأمس تخليصها منها لأنها كانت تحكم قبضتها عليها..
تشبعت من أدمعها ومياه البحر مما جعلها بهذا التشوه...
قرأت فيها بصعوبة
// ها قد عدت كما طلبتي مني
لكن أرجو أن تفهمي أن عودتي هذه تعني أنه لا مكان لكي في عالمي بعد اليوم..
كوني بعيدة لأكون بخير ..//
ربتت على كتفي
وقالت وهي تغالب بابتسامتها أدمعها
// لا تحزني  من أجلي.. فأنا سعيدة من أجله..//
عادت إلى حقائبها.. أغلقتها.. وطلبت مني أن نجلس بعض الوقت على الشاطئ قبل أن ترحل..
رافقتها بعدما أعددنا القهوة للمرة الرابعة منذ ساعات الصباح الأولى..
لم تتناول شيء لذا شاركتها مقاطعتها للطعام .. واكتفيت مثلها بكميات القهوة التي لا تنتهي ..
كانت الشمس تميل إلى الغروب ...
ونسمات الهواء مضطربة بعض الشيء كــ نحن...
جلسنا على مقاعدنا على الشاطئ...
اختطفتُ نظرة سريعة على تلك البقعة من الشاطئ التي كانت تفترشها حين كانت تحتضر مقهورة مما كان منه...
اقشعر بدني حين تذكرت ما حدث لها...
تحدثنا للحظات عن جمال المكان وروعة البحر..
وما أن بدأ قرص الشمس يغوص في مياه البحر معلنا رحيله حتى وجدتها تقف  بكبرياء عاشقة أمام من تحب...
مغمضة العينين ..
على شفتيها تتهادى ابتسامة رقيقة...
عم السلام ملامحها ..
وتجلت روحها بصفاء  أذهلني..
يا لها من أنثى...
كيف تكون كل شيء وضده في وقت واحد؟؟!!
وغابت الشمس وأشرقت عينيها على وجهي ...
جلست وتناولت فنجانها ..
ذات الحديث السري تراءى لي بين شفتيها والفنجان..
ترى ما فحواه؟؟؟
نظرت إلى البحر  وقالت بصوت بدا كصلاة ناسك في لحظة خشوع
// حين تغيب الشمس تبدأ الحياة بالنسبة لي..
لذا غروب الشمس لحظة مقدسة في حياتي..
أعلم أنكِ تتساءلين عن سر  وقوفي لحظة غربت الشمس..
هي البداية يا عزيزتي,,, وأنا إمرأة تحترم البدايات لذا أقف احتراما لقدومها..
 كنت أحترمه كثيرا.. قلت لكي من قبل أنه كان في بداية كل شيء.. هو أيضا بداية حياة لي لذا كان احترامي له أكبر من أن أحبه حب بشر..
لم يفهم معنى أن تحبه أنثى حب لا يمت للبشر بشيء..//
كانت جملتها الأخيرة تفيض بالأسى والحسرة...
كنت أختنق بسؤال داخلي ..
كنت أضج به ..
أدركت بفطنتها ما تنطق به عيني ..
أسندت ظهرها إلى المقعد..
وأشعلت سيجارة لم تنزل من بين أصابعها إلا لتفسح مكانا لأخرى...
بين أنفاسها التي تنفثها مع دخان سيجارتها قالت
// لا.. لم يحبني .. كان  فقط يحب حبي له..
كان وقوفي الطويل أمام نافذة تطل عليه يغذي غروره كرجل..
رجولتهم يا عزيزتي تتضخم بحماقاتنا نحن النساء..//
بدا لي كلامها غير منطقي..
لذا كان سؤالي هذه المرة بلا تردد
// إذا لم يكن قد أحبكِ فلما رحل من أساسه؟؟ وإن كنتِ لم تحبيه حب بشر  فلما ترحلين اليوم؟؟ صدقا لم أفهم..//
لم تتحرك عن وضعها الذي كانت عليه ..
 و لم يستفز سؤالي فيها إلا ضحكتها التي بدت صادقة جدا لي .!!
كنت أدرك عمق وجعها وأدرك أيضا عمق تناقضها لذا لم أستغرب أن تضحك بصدق وهي تبكي من الداخل..
// يا صغيرتي .. هو لم يحبني نعم.. لكنه كان يحب وجودي قربه وتعلقي به.. أعتقد أنه أحبني بطريقته كما أحببته بطريقتي .. حبنا لم يكن حبا ينتهي بأن نلتقي يوما على طريق واحد..
حين جاء وجدني في دوامة موحلة من الحياة..كنت أختنق بي وبالكم المتراكم حولي من كل شيء.. من الذكريات من الخيبات من كل شيء .. لذا سمح لي أن أفتح النافذة المطلة عليه لأتنفس ..لأعود نقية من كل شيء ..كانت تلك النافذة هي منفذي الوحيد للحياة..للأمل..للسعادة..للنجاة..
لم يكن لدي في حياتي شيء يستحق ..ولهذا أصبحت النافذة حياتي ... لكن  حين أطلت الوقوف بها ظن هو أني أدرت ظهري للحياة.. ظن أن لي حياة أخرى أنستني إياها نافذته.. مشكلته الوحيدة أنه لم يكن يرى ما خلف نافذتي أنا...
لذا هرب مني .. لأتوقف عن اللجوء إلى نافذة لن تحملني إلى أبعد منها إليه.. مشكلته أنه لم يفهم أن حياتي هي حدود النافذة وأني قبلها كنت بلا حياة..وأنني ما كنت أطمع بأكثر منها..
أرأيتِ ..أهداني الحياة والموت بذات النافذة..!!
هرب مني فقط لأغلق النافذة وألتفت لما وراء ظهري .. لم يعلم أن ما وراء ظهري هو الفراغ فقط.. لم يعلم أنه حين  حكم بإغلاق النافذة قد حكم بموتي في فراغ لا ينتهي ولا يرحم...
أتعلمين .. كنت أشرع له نافذتي حتى يرى أن عالمي موحش .. خالي .. كنت أريده أن يرى حجم الظلام الذي بددته تلك النافذة .. كم الهواء الذي أهدتني إياه .. لكنه للأسف لم يكن يرى خلف النافذة إلا أنا التي تقف برجاء وجوده...
لم يفهم أن حياتي هي حياتي سواء كانت النافذة مفتوحة أو مغلقة وأن الفرق الوحيد  بين فتحها وإغلاقها هو الفرق بين الموت والحياة...
حين رحل أغلقت نافذتي خلفه ... كنت بين اللحظة والأخرى أتلصص من خلفها على بيته لربما يكون  قد عاد.. كنت أنتظر رجوعه لأخبره أن النافذة بريئة من تهمة اهدار حياتي ..وأنه بريء من تهمة اهدار عاطفتي..
بالأمس عاد.. من فرط فرحتي بعودته كدت أخلع النافذة لأطيح بعرش الظنون داخل عقله.. لكنه سبقني وأطاح بعرش الحياة داخلي ...
ما عاد  المكان يتسع لنا أنا وهو ونافذة حائرة بيننا...
لذا عودته تعني رحيلي ...
هنا بيته وعالمه وعائلته...
هنا يمتلك كل شيء بينما أنا لا شيء كان لي هنا سوى تلك النافذة..
طالما أنه أساء قراءتها فالرحيل لي أكرم ...
قد تقولين ولما ترحلين وفي يدكِ أن تغلقي النافذة فقط؟؟
وقتها سأقول لكي أن من يتعرف على النور يخشى العودة إلى الظلام من جديد...
سأرحل فقط لأترك له حق الحياة بلا نوافذ ترهقه ..
بلا ظنون تعبث به...
سأرحل إلى عزلة جديدة لن يكون فيها شيء مختلف غير أنها ستكون بلا نوافذ تعشمني بالنور لتخذلني بالظلام..
سأرحل وكلي يقين أن يوما ســ يجيء يدرك فيه فلسفة النوافذ المفتوحة على الحياة...///
وقتها لم تعد قادرة على مغالبة أدمعها...
أسقطت رأسها بين يديها وبكت  و بكت ..وبكيت معها...
وبعد أن اغتسلت مما بها ...
نهضت وسارت إلى الداخل وسرت أتبعها وأنا أمسح وجهي بيدي...
قالت لي 
// قبل أن أنسى .. كنتِ تسألين عن حكاية هيت لك//
أجبتها ببرود تام..
//نعم//
فما عادت هيت لك تغريني بمعرفة حكايتها خشية أن أنبش جرحها اكثر مما نبشته ...
لكنها كانت تعرف عذابات علامات الاستفهام العالقة خلف كل شيء ..
عانتها كثيرا في حياتها لذا رفضت أن تجعلني أعانيها خلفها..
قالت وهي تحمل حقائبها استعدادا للرحيل
// بالأمس اتصلت بصديق لا أعرف غيره مرفأ ترسو إليه روحي..
كما سمعتي قلت له لقد عاد.. هو لم يكن يحتاج مني أكثر من تلك الكلمة .. قال لي هو بشفافيته التي عهدتها ..
((دعيه وشأنه.. هو لن يفهم حبكِ له .. الحب في شريعتكِ سمو ولكنه رجل كلما أحببته بطريقتكِ فهم أن حبكِ له  هيت لك .. لن يفهم يا صديقتي.. لن يفهم..))
احتضنتني مودعة .. وددت لو أملك قدرة اقناعها بالعدول عن قرار الرحيل لكنني أعلم يقينا أنها لن تعدل عن قرارها مهما رجوتها...
رافقتها إلى الباب ..
وقبل أن يغيبها الرحيل عني قالت لي بمحبة
// يا صديقتي أوصيكِ أن لا تفتحي يوما نوافذكِ.. قد تريدين بفتحكِ لها أن تتنفسي الحياة.. لكنهم لن يفهموا مقصدكِ .. سيفهمون أن فتحكِ لها مجرد هيت لك.. إياكِ أن تفتحيها في وطن لا يقرأ النوافذ كما ينبغي ..///
ومضت لطريق لا أعلم إلى أين سيحملها..
وأغلقت خلفها الباب على بقايا وصيتها..
وجلست حيث كانت تجلس على حافة السرير..
كان أمامي فنجان قهوتها  المنهك بحديث لم يكتمل بينهما.. ومنفضة سجائر متخمة بأعقاب سجائرها..
ونافذة تنغلق على حكاية تاهت معالمها...
نظرت إلى النافذة المتهمة ..
كانت صورتها عليها..
أغمضت عيناي ..
فتحتها لأجد صورتها قد تلاشت وحلت محلها عبارة واحدة
عبارة كانت الفيصل في حياتها
// هيت لك //
كانت أنثى تضع ختم النهاية على كل شيء ...
وكان لزاما أن تضع ختم النهاية على حكايتها معه...
//هيت لك//
كانت خاتمة كل شيء ....
كيمياااء إمرأة
الأحد 19 أغسطس 2012م

((إلى رجل  لم  يعرفني))














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق