الأربعاء، أغسطس 22، 2012

قرارات عالقة




مضت الأيام سريعة على غير عادتها ...
انتهت فترة التعافي التي كنت أنشدها هنا على هذه البقعة من الأرض ...
هنا حيث لا شيء سوى السماء والبحر وأنا وأنت وحكاية كنا يوما أبطالها...
ساعات معدودة  بمشيئة الله وأكون حيث أنتمي ...
أكون في بيتي الذي ينتظر نتائج رحلتي العلاجية منك...
قبل أن أغادره  تركته مشبعا بك.. مليئا بك...
كنت أنت ضيفنا المنتظر الذي يوما  لن يجيء ...
كنت حديثنا وهمسنا وسرنا الدفين...
قبل أن أغادره وعدته أن أعود له إما بك أو بي...
وها أنا عائدة إليه ...
عائدة بلا كلينا..!!!
أعلم كم سيحزن لفداحة ما أفقدته  إياه بحماقاتي  ووعودي الزائفة...
لكنه سيغفر لي ما كان مني لأنه يعرف أني ما تعمدت كل الذي حصل ...
سيغفر لي وهو ليس إلا جدران لا تملك روح ولا نبض...
من قال ذلك؟؟
من قال أن الجدران لا تشعر بنا ؟؟ لا تفهمنا؟؟؟
ينبغي على الذي قال هذا الهراء أن يعرف جدراني أنا ليدرك أن للجدران
 كــ نحن مشاعر وأحاسيس ...
بل هي أكرم منا و أوفر انسانية ...
ربما أكون عائدة إلى منزلي بكم من الهزائم أكثر من تلك التي مضيت بها...
لا يهم ...
المهم أني عائدة إليه بقائمة من القرارات الغير قابلة للنقاش والأخذ والعطاء...
مسكين يا منزلي الحبيب ...
لم يمضي على علاقتي بك سوى وقت قصير وها أنت ملطخ بي حد التشوه....
كم أخشى خسارتي لك ...
ككل الذين خسرتهم لحظة تعمقت في وجودهم...
لماذا حين نحبهم نخسرهم ؟؟؟
هل كان ينبغي أن لا نحبهم؟؟؟
أم أن نحبهم بصمت ؟؟؟
لم أعرف للحب يوما صمتا يصونه ...
ربما كان جهلي بهذا الصمت في الأمس  هو خطيئتي التي أعاقب عليها اليوم؟؟؟
فليكن
لن أندم أبدا على رفضي للصمت
إن كان الصراخ ذنبي  فأني أشهد الله أني لن أتوب عن ذنبي ما حييت...
ما أوسع مدى الصراخ الذي سيكون لحظة أقف بين جدراني الطيبة...
أرجو أن تطيق احتواءه كي لا نضيع جميعا في اللا محدود من هذا الكون الصامت البشع..
هل قلت قرارات قبل قليل؟؟؟
أي قرارات تلك ؟؟
متى عرفت إمرأة عشوائية مثلي فلسفة القرارات؟؟؟
يا إلهي يبدو أني سأعود صدقا بهزائم لا تحصى .. وهذه أول البشائر...
قائمة قرارات تلاشت قبل أن أقرأها علي ..؟؟!!
كيف يمكنك أن تتخذ قرار في حياتك؟؟؟
سؤال سألتك إياه يوما ظنا مني أنك ستهديني سواء السبيل كعادتك ...
فعلت وككل مرة أتوه فيها تكون أنت دليل عودتي إلى الصواب ...
لكنك لم تفهم يومها أن القرار الذي أسألك عن كيفية اتخاذي له هو قرار التجرد منك كأني لم أكن يوما أنثى موشومة بك ...
اليوم أحتاج يدك لتمتد لي
أحتاجك لترشدني إلى ضالتي
قل لي يا من عجزت عن النجاة منه والانتماء إليه
كيف  أتجرد منك بربك؟؟؟؟
جئت هنا ظنا مني أن البحر سيخلصني من آثارك الراسخة على روحي...
جئت هنا أحملك بي وأحمل أشياءك معي ...
خلصني البحر من أشياءك ...
لكنه لم يعرف كيف يخلصني منك أنت...
تخيل
البحر بمساحته وعمقه  عجز عن تخليصي منك؟؟؟
البحر غدار بطبعه فلما هذه المرة تنكر لطبعه ؟؟؟
جئته أرجو لحظة غدر منه تخلصني منك...
فرأيت منه وفاء جعلك بي  أكثر منك بي قبل....
جئته وكل ما بي مرعوب من التنازل عنك...
وعدت منه وكل ما بي يرفض  استمراريتك بي..!!!
كيف يفهم البحر ما أريد منه إن كنت أنا لا أفهم ما أريد مني ؟؟؟؟
ناديا الشراري
الأربعاء 22 أغسطس 2012م
11:50ص


هناك تعليق واحد: