الخميس، فبراير 09، 2012

مجرد بشر

يا أنتم
أتعرفون ما الميزة في كوننا بشر؟؟
هي أننا لا نخضع أبدا لقوانين ثابتة ولا نصنف تحت قوائم ثابتة
لذا نخطئ ونتعثر طوال حياتنا
فيجيء خطأنا مقبول وعثراتنا مباحة فقط لأننا بشر
وبعد أن تمضي بنا السنون ونجلس ذات صفو نقلب صفحات الماضي نبتسم وربما تخالط ابتساماتنا أدمع من سعادة وحنين
لا يمكننا أن نندم على ما بدر منا في سالف زمننا
وحتى حين تمس أنامل الندم أرواحنا نبعدها بثقة لأننا بشر...

يا أنتم
لأننا بشر يستحيل  أن نوصف بالخونة والكاذبين والسارقين والغشاشين وغيرها من الصفات التي تشوهنا,,,
فــ يكفي حين يصدر منا فعل لا يجوز أن نقول بشر
مجرد بشر وأخطأ
حين نخون لا نكون خونة لأننا بشر لا نملك مشاعرنا
ربما تنحرف مشاعرنا عن مسارها الذي رسمناه لها وفق قواعد اجتماعية و حياتية
هل يكون انحرافها خيانة؟؟ بالطبع لا ,,,انحرافها فقط سلوك بشري لا ارادي
حين نجمل الحقائق ونحسن الوقائع وننثر الكثير من مساحيق الزينة على وجه الحقيقة البشع هل نكون كاذبين لأننا لم نظهر الحقيقة ببشاعتها؟؟؟
بالطبع لا فكذبنا هنا مجرد سلوك بشري صافي النية والمقصد
حين نختطف السعادة من بين ايدي الوهم ونختلس البسمة من وجه الظروف العابس هل نكون سارقين؟؟؟ أبدا فالسرقة هنا سلوك بشري طاهر الغرض
حين نداري النقص في كينونتنا البسيطة ونداري التشوه في وجود من نحبهم فنصفهم أمام الجميع بصفات لا يمتلكونها هل نكون غشاشين؟؟ مستحيل فغشنا هنا سلوك بشري دافعه الحب والوفاء
وغيرها الكثير الكثير من الصفات التي ننسى وقت أن نصف بها الآخرين أنها لا تتعدى كونهم بشر لا شيء أكثر ولا أقل ...

يا أنتم
قبل أن تنتقدوا تصرف أحدهم
قبل أن تكيلوا له تهما
وتنسبوا له جرائم
فتشوا عن الدافع قبل الفعل


يا أنتم
قبل أن تشحذوا سكاكين العقوبة لتسلخوا بها جلد من خالف قوانينكم تذكروا أن تلك القوانين ليست إلا عادات ابتدعتموها وما أنزل الله بها من سلطان...
وقبل أن تُنَصِبوا أنفسكم قضاة وجلادين تذكروا أن يوما ما ستقفون موقف المتهم البريء الذي تغلقون آذان قلوبكم وأرواحكم  اليوم عن صوت بشريته الصارخ قهرا من جوركم...

يا أنتم
فلتكن بشريتهم شفيع لهم
ولتكن بشريتكم ذريعة لغفرانكم


يا أنتم
العفو من شيم الكرام
والخطيئة من شيم البشر
وكلنا مجرد بشــــر
ناديا الشراري
الخميس 9فبراير 2012م
08:05ص


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق