الثلاثاء، يونيو 05، 2012

صوتك..وجعي

جاء صوتك هاربا من  خلف قضبان الغياب...
جاء موجعا حد القهر ...
جاء يتحرش  بصمتي...
يعبث بصبري ...
وقعت  أنفاسك  المرهقة على قلبي لتزيده ارهاق ...
ما بك يا نبضي ؟؟؟
سؤال  ابتلعته قبل أن يصلك...
ألقيت بهاتفي بعيدا وعدت أكمل مراقصة عقارب الساعة على ساحة الانتظار الممتدة بحجم الزمن...
عاد صوتك  لسجَّانه...
عاد أسيرا  لغياب لا يرجو منه عتقا ...
يا شاعري الجميل
مللت مراقصة عقارب الساعة من حين غيابك...
مللت وأنا أنتظر أن أعرف أينا ستقتل الأخرى؟؟؟
نعم مللت حد الاعتراف بأن الساعة في غيابك قتلتني..
لا طاقة بي على محاربة الزمن  ولست معي...
لماذا اختطفت ُهاتفي بلهفة حين جاء اتصالك ؟؟
ما الذي جعلني أجيب لحظتها؟؟
لماذا اتصلت ؟؟ هل حقا فعلت؟؟ أم أن هاتفك بالخطأ  طلبني؟؟
هل أصبح الهاتف أرحم منك ومني بنا؟؟؟
أرأيت ما تركته لي؟؟  ألف علامة استفهام  تستهلكني ..
هذا ما بقي لي منك.. علامات استفهام لا تـــــــــرحم...
غاب صوتك يا صوت الحياة ...
غابت أنفاسك يا أنفاسي...
سقطت مني أمام هاتف أصبح بعدما فقد صوتك جثة هامدة...
رحت أبكيك وأبكيني ...
كيف وصلنا إلى هنا؟؟؟
كيف تنكرنا لنبضنا وأرواحنا؟؟؟
كيف خذلنا عشقنا؟؟؟
أتدري الآن فقط أدركت أنك لم تكن المذنب الوحيد في اغتيال ذاك الحب الذي لم نكن على مستواه...
أنا أيضا كنت شريكة لك في تلك الجريمة...
كلانا يا شاعري الجميل  مذنب...
ربما يكون ذنبي أكبر .. بل هو فعلا أكبر ...
ما كان ينبغي أن أسمح لك بــ خذلاني  ..
لم أكن مقاتلة كما ينبغي لي في دفاعي عنك وعني...
فضلت الهروب بعيدا عوضا عن التشبث بك!!!
بل الأدهى من ذلك أني كلما رأيت جسرا  قد يحملك إلي  هدمته؟!!!
يا شاعري الجميل
أنا من جعلتك تخذلني
أنا من أهدتك خنجر الخذلان المسموم لتزرعه في صدري...
كم كنت قاسية حين مهدت لك الرحيل من عالمي...
ووقفت خلفك أشيعك بقبلاتي ؟!!
وكل ما بي يصرخ لا تتركيه.. لا تتركيه...
لكنني لم أرحم قلبي وهو ينصهر بين أضلعي من فرط عشقك...
ولم أشفق على دمي وأنا أنزفه على آثارك...
بقيت صامدة أمام رياح  الفراق... لأسقط بعدها في بئر الندم..
وها أنا يا شاعري ألملم بعضي ..
أرتق بقاياي ..
يمزقني الحنين إليك
أختنق شوقا لأنفاسك
أنتفض لهفة لأحضانك
يا شاعري الجميل
نعم أحببتك بحجم السماء ..
وأفتقدك بحجم حبي لك...
لكن ما مضى  قد مضى
فلا الندم يعيد ما كان بيننا
ولا  البكاء يعيدك
يا شاعري الجميل
رفقا بذكراي المستوطنة روحك
لا تخذلها كما خذلنا حبنا
ومثلك  أنا ,,, سأترفق بذكراك...
فوحدها ما بقي لي بعدك..
هي زادي للعمر القادم .. والوجع القادم.. والموت القادم...
إن كنا قد خذلنا يومنا وغدنا  فلا يحق لنا أن نخذل أمسنا الذي كان...
كفانا تمرغ في أحضان الخذلان ...
يا رجلا لم أعرف كيف أخبره أني أعيش به وله ..
سامحني لأني يوما خذلتك لتخذلني ...

ناديا الشراري
الاثنين 4 يونيو 2012م
09:02م


//أخرج من جرحي..دعني أنـــم// غادة السمان 








هناك تعليق واحد:

  1. تــَــفــَــاصــيل6 يونيو 2012 في 8:55 م

    م أكن مقاتلة كما ينبغي لي في دفاعي عنك وعني...
    فضلت الهروب بعيدا عوضا عن التشبث بك!!!
    بل الأدهى من ذلك أني كلما رأيت جسرا قد يحملك إلي هدمته؟!!!

    ردحذف