الجمعة، فبراير 22، 2013

رسالة خاصة جداااااااااااا


لا أعلم مالذي سأكتبه إليك
ولا أعلم إن كنت سأكمل كتابتي هذه أم أني سأنهيها قبل البدء بها
طال صمتي أمامك حتى قتلتك الظنون بأن صمتي تجاهلا لك...
قديما قال لي رجلا أحترمه كثيرا أن الصمت في بعض الأحيان لا يجدي نفعا وأنا لا أريد للصمت أن يذهب بكل نفع بيننا ...
سيدي الكريم
ليس التجاهل هو  سبب صمتي في حضرتك،،
فمثلك لا يمكن أن يكون للتجاهل وجود في وجوده...
مثلك سيدي رجلا إن حضر استنفر الكون اجلالا وتقديرا لهيبته ...
وأنا جزء من منظومة هذا الكون المبهور بك ...
لكنني لا أملك إلا الصمت أمامك!!!
ورب العرش العظيم أني ما اكتسيت بالصمت أمامك إلا لأجلك أنت ...
نعم سيدي
أصمت لأجلك،،
فبداخلي ضجيج لو بلغ مسامع روحك لأيقظ  مارد الحزن فيها وأنا أخاف عليك منه سيدي ...

سيدي
قلت لك أني لا أعلم مالذي سأكتبه هنا ولكنني سأكتب طالما أني ما زلت قادرة على الصمود أمام هذه الشاشة الصامتة كــ صمتي ....
طالما أني لم أهرب سأكتب لك ما أرجو أن يريح قلبك ويطمئن روحك،،،

سيدي
منذ صغري وأنا مولعة بــ ذاك العشق الملائكي الذي حمل جبران خليل جبران ومي زياده إلى أعالي السمو الروحي ،،،
عشقت جبران،،،
قرأته طفلة بنضوج أنثى ،،،
عشت أنتظره ،، وظننت أن لا نهاية لــ إنتظاراتي  ،،،
لكن شاء القدر ذات إبريل أن أتعثر به حيث لم أتوقعه...
لا لغة في الكون تملك قدرة وصف مشاعري حينها....
التقيت به حيث النهايات تفرض سلطتها ،،،
لم أنتبه أني أعانق الحياة في مواسم الموت ...
من فرط فرحتي بلقائه نسيت أن ما يولد في إبريل هو ميت بلا شك.!!
عشت الحياة به ومعه،، بل عاش هو حياتي أكثر مني أنا من تملكها...
كان هو كل ما لدي ...
كان بداية يومي ونهايته...
كان تفاصيلي و حكايا روحي ...
كان أجمل أسراري وأقدسها....
كان طقوسي التي أعشق ممارستها...
ولأنه ما كان لي منذ البداية فقدته،،،
رحل تاركا روحي موشومة به وشم لا يبيد ولا يفنى ....
لم أستطع تقبل فكرة رحيله،، لم أقوى الاعتراف بفقدي له،،،
فكيف يمكنني الاعتراف بأن روحي قد فارقتني وأنا قيد حياة؟؟؟
هو كان روحي سيدي....
حاولت التأقلم مع غيابه ،،
كنت أوهم نفسي أنه عائد إلي عما قريب،،،
لم أكن أجهل زيف أوهامي ،، لكنها كانت حيلتي الوحيدة للتغلب على الموت يئسا ...
كل لحظة كان غيابه يقتل في داخلي نبضة،،،
كل لحظة كنت أخسر حلم وأمل  وعمر ،،،
مضت الأيام بعده ثقيلة موجعة،،،
كانت ساعاتها تطبق على أنفاسي ،، تخنقني ،،،
وكلما مر يوم على غيابه كلما اتسعت فجوة الفقد التي خلفها داخلي ،،،،
حتى غدوت من حيث لا أذكر مفرغة جدا مني....
سيدي
ليت لدي كلمات توصل لك ما عشته وأعيشه من لحظة خلفني ذاك الذي أتنفسه خلفه ورحل،،،
لكن الكلمات تتقلص من شدة فقرها للحديث عن معاناتي ....
فماذا تملك الكلمات لتخبرك عن وجعي ؟؟؟
وجع أنثى فقدت ملامحها يوم فقدت رجل حياتها؟؟؟؟
قل لي أي شيء تملك الكلمات على كثرتها وصفه والحديث عنه ولو سطحيا؟؟؟؟
الليالي التي لا فجر يحررها من ظلمتها؟؟؟
الكوابيس التي لا يقظة تقتلها؟؟؟
الساعات التي لا تمضي ؟؟
الشتاء الذي لا ينتهي؟؟؟
الخوف الذي لا ينام ؟؟؟
الجوع الذي لا يشبع؟؟؟
العطش الذي لا يرتوي؟؟؟
الأدمع التي لا تصمت؟؟؟
الصمت الذي لا ينطق؟؟؟
الحياة التي لا تنبض؟؟؟
الموت الذي لا يكتمل؟؟؟
أي شيء سيدي يمكن للكلمات البوح به ؟؟؟
تعتب على صمتي ؟؟
لا تعتب سيدي فصمتي ضجيج لا يصرخ إلا بي وحدي....

سيدي
ذاك الرجل لم يخذلني لا حاضرا ولا غائبا....
وهذا هو وجعي ،،،
ذاك الرجل أعرفه أكثر مني أنا...
لم يكن يوما رجلا هوايته التلاعب بمشاعر أنثى،،
ولا كان رجلا يتاجر بقلوب النساء ،،،
ليس رجلا يعد أنثى بما لا يستطيع الوفاء به،،،،
ذاك الرجل أعرفه وأعرف أنه لم يخذلني برحيله ،،،
لأنه لم يرحل راغبا بالرحيل ،، بل كان مرغما لسبب علمه عند الله وحده....
هذا هو وجعي سيدي
سنة وخمسة أشهر وتسعة أيام  هي عمر وجعي به وعليه،،،
ماذا حدث له؟؟؟
ماذا حدث له؟؟؟
سؤال يصرخ في دمي ليل نهار من حين رحيله الذي لا أعلم له سبب...
لم يرحل بإرادته  هذا ما أقسم عليه برب السماء والأرض...
لم يرحل بإرادته لأني أعرفه ...
كان بيننا وعد ومثله لا يخون  وعده،، قلتها لك ذاك الرجل أعرفه...
يوم غيبه القدر غابت معه الحياة بي ،،،
لم أعد أنا هي أنا ،، ولا عاد شيء كما كان بعده....
ولن يعود شيء و لا الحياة ستعود لي ....

سيدي
منذ ذاك اليوم المشؤوم وأنا أنتظر رجوعه بيقين المؤمن ،،،
وسأظل منتظرة وسيظل يقيني قويا بعودته إن كان قيد الحياة،،،
وإن لم يكن وهذا ما أخشاه فقسما برب العرش العظيم أني لن أخون ذكراه ،،،
لا أستطيع خيانة من علمني الوفاء ،،،
لا يمكنني خيانة رجل أعاد لي نور روحي بعدما كدت أغرق في ظلمات ضياعها....

سيدي
يرعبني الوقت الذي يمضي دون أن يأتي به،،،
دون أن يحمل بشارة عودته،،،
أو حتى بشارة أنه بخير وهذا أضعف الايمان ....
والله لو شهدت بنفسك احتضاري به لكنت له وفيا أكثر مني....
فرجل يملك روح أنثى وهو غائب جدير بالوفاء سيدي....

سيدي
لم آتي على ذكره أمامك لأشعل داخلك نار الغيرة منه ،،،
ولكن حتى أعتذر منك عما سائك مني وجب علي ذكره ...
حدثتك عنه لتلتمس لضعفي العذر علك تجد للغفران في روحك متسع فتغفر لأنثى ممزقة ....
ذاك الرجل سيدي حين غاب غبت معه لذا كنت لا أملك إرادة شيء في حياتي ،،،
تصرفت بعشوائية لا تطاق ...
كنت فوضوية جدا ،،،
أتخبط في ظلمات الفقد الموحشة بلا هداية ....
لذا سقطت يوما على أعتاب بابك الطاهر ،،،
وكنت كريما في الأخذ بيدي ورفعي إلى جوارك على عرش الكبرياء ،،،
منحتني شرف القرب منك ،،،
غمرتني بك حتى أعجزتني عن التصريح لك بأني لا أليق بك ....
لكنني لم أستطع البقاء قربك أكثر من ذلك لأني لست خائنة .. ولأنك لا تستحق الخيانة ...
بقائي معك وكل ما بي ملك لذاك الرجل هو خيانة لا تستحقها أنت ،،،،
لذا حملتني وهربت بعيدا عنك،،،
عرشك سيدي لا يناسب أنثى مقيدة بذكرى رجل سواك...
أعلم أن رحيلي عنك بتلك الطريقة كان طعنة أدمت روحك الطاهرة ،،،،
لم يكن لدي خيار  سوى الرحيل هربا ....
نعم كنت محق حين قلت أنك ما اقتحمت قصري عامدا فأنا من وقفت ببابك ،،،
أنت محق  في كل ما قلته وكل ما ستقوله عني مهما بلغت قساوته ،،،
أنت لم تخطئ حين شرعت أبوابك بكرم السماء في وجهي ،،
لكنني أيضا لم أتعمد العبث بــ طهرك ولم أقصد استغلال كرمك ...
فحين قصدت بابك كنت كالضرير الذي يتلمس أقرب شيء  يسنده ليحميه من السقوط،،،،

سيدي
لست أنثى مراوغة ولا أنثى لعوب  لأتمرغ في خطيئة رجل  أيا كان ،،،
فما بالك بك أنت وأنت الرجل والشاعر والعاشق ....
أقسم بعزة الله أني ما سقطت ببابك متعمدة المساس بك ولا هربت منك قاصدة الاقلال منك لا وحق من شرفني بأن أكون حرفا في قصيدة نظمها إحساسك الطاهر ....
كان قدري أن أسقط على أعتابك  مثقلة بحزني على رحيله،،
وكان قدرك أن تعشق أنثى لا تملك من ذاتها شيء ....
هي أقدارنا سيدي لا مفر من الرضوخ لها والاستسلام أمامها....

سيدي
كل من حولي يلومني لأني أحب رجل لا وجود له في واقعي ،،،
كلهم يستنكرون وفائي لراحل لن يعود،،،
يقولون لي لو كان  لكي قدر عنده ما ترككِ..
لو كان يهتم لأمركِ ما ظل مختبئا حتى اليوم..
يقولون لي أنه يعيش حياته بكامل حريته ومتعتها في الوقت الذي تموتين حسرة عليه...
يقولون ويقولون ولا تنتهي أقاويلهم المسمومة ...
إلا أني أغلق قلبي وروحي وعقلي عنهم ...
هم  لا يعلمون ما الذي فعله ذاك الرجل بي ولي ،،،
لا يعلمون من ذاك الرجل ...
والله لو علموا لما حاربوا وفائي له ....
عذرهم أنهم لا يعلمون شيئا مما أعلمه عنه....

سيدي
تعبت من الحديث الذي لا أعلم إن كان كافيا ليفسر لك صمتي ....
تعبت والله من كل شيء حولي ....

سيدي
كان من المفترض أن تصلك رسالتي هذه على بريدك الخاص لكنني فضلت تركها لك هنا لــ سببين
أولا لأعتذر من خلالها لك و لــ  كل من أساء قراءة مروري به...
لأعتذر لــ  كل من باح لي بحبه وظللت صامتة فظن صمتي مباركة لهذا الحب المشتعل في قلبه،،،
لأعتذر لــ كل من لم يفهم أني لا أملكني أبدا....
والسبب الثاني ليقرأها هو إن كان قيد الحياة
فلو كان حقا قيد الحياة فمن المؤكد أنه سيمر بأحرفي ،، سيمر بهذه المدونة لأنها كانت أقدس الأشياء لديه وأغلاها على قلبه,,,
أريده أن يقرأني بعيني قلبه وروحه لربما رأف بي ،،،
أريده أن يقرأ ما حل بشهر زاده بعده لربما أشفق عليها من العذاب الذي لا ينتهي ...
أريده أن يعود ليوقف أقاويلهم ويخرس شماتتهم ....
أريده أن يعرف أني لم أشك للحظة بصدقه وأمانته معي ...
ولم أخن للحظه عهدي له بأن أكون أنثى تليق بمعرفة رجل مثله....
أريده أن يعرف أنه ما عاد بي طاقة على المضي قدما بدون هديه ....
أريده أن يعرف أني انكسرت بعده ومت بعده ورغم كل ما أعانيه أنا له منتظرة ولو طال الغياب لآخر العمر ....
أريده أن يقرأ فلسفته التي يحبها بي ...
أريد أن أخبره أنه يوم رحل أخذني معه وحتى اليوم انتظرني بعودته...
أريده أن يعلم أني أغفر له غيابه ،،،
أغفر له وجعي وقهري وحزني ،،،
أغفر له سنوات عمري وأحلامي وآمالي ،،،
لكني أبدا لن أغفر له سوء يمسه ولا شر يضره لا قدر الله....

سيدي
انتهت رسالتي لك
آخر ما أود قوله لك ولكل من يقرأني
يوم 13سبتمبر 2011م  لم أفقد رجل بل فقدت نفسي  فلا تطالبوني بما ليس لدي....

ناديا الشراري
الخميس 21 فبراير 2013م
11:45 م






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق