الجمعة، يونيو 20، 2014

تحرش :)

ثلاثة أيام وهو هنا ،، ينتصف ساحة هذه المدرسة ،، ملقى على ظهره ،،
لا شيء فيه يتحرك سوى قرن استشعار طويل !!
ربما لا يتحرك ،، ربما هو عبث الهواء به ..
أهو حي ؟
أهو ميت؟
إن كان قيد حياة فكيف يطيق كل هذا الكم من السكون؟؟
و إن كان ميت فكيف نجا من حملات التنظيف المستمرة للمدرسة ؟؟؟
آه ،، كم هو مسكين هذا الصرصور ..
بل هي أنا المسكينة ،، أبلغت  من -  الفضاوة -   حد الانشغال بمصير حشرة؟؟!!
كلنا في هذا الوقت من العام الدراسي نصارع الفراغ ،، اللا عمل ،، اللا شيء ..
أهناك غيري يلتقط تفاصيل حياتية بهذه التفاهة؟؟؟
على ذكر التفاصيل ،،
في هذه المدرسة تفاصيل كثيرة متراكمة ،،
متناقضة ،، حالها كحال أي مجتمع عربي ،،
المدرسة أيضا مجتمع بحد ذاته ،،
مجتمع متنوع الطبقات ،، الثقافات ،، الانتماءات،، والتوجهات...
مجتمع لا يمكنني اعطاء انطباع واضح ومحدد عنه ،، فعمر علاقتي به لم يتجاوز العشرة أيام،،
لكن كخطوط عريضة أستطيع القول ( مجتمع لن أتجاوز السطحية في علاقتي به )..
مُرهِقةٌ أنا في محاولات الانخراط بأي مجتمع ،، لذا يروق لي السطح غالبا ،،
فلا أتجاوزه لأعمق منه ...
لكن السطح هنا خانق جدا ،، منغلق بأسوار معدنية ،،
المعدن طال الأسقف أيضا ،،
كم هي بعيدة هذه الأسقف ،،
تؤلمني عيناي كلما أطلت التحديق بها،، تتصلب رقبتي كلما حلقت عيناي نحوها،،
هل سأقرأ يوما على هذه الأسقف جزء من ذاكرتي ؟؟
لم تختبر ذاكرتي بعد قدرة المعدن على الاحتفاظ ببعض منها ..
ساعة فقط و أغادر هذا السطح المشبع بالمعدن ،، حتى ألتقيه من جديد بعد شهرين منذ اليوم ...
ساعة و أعود لأفلاطون ومدينته الفاضلة ،، كنت قد بدأت بقراءته منذ أربعة أيام و أظنني سأنتهي منه اليوم أو غدا بمشيئة الله ،، لأعاود قراءته من جديد ،،
ثمة كتب لا يكفي أن تقرأها مرة أو اثنتين ....

فنجان قهوة ،، موسيقى شوبان،، في هدوء منزلي ،، أي نعيم أرجوه أكثر ؟؟
في هذه اللحظة القهوة أمامي ،، في كوب من تلك الأكواب الحافظة،، هو أيضا من المعدن ،،
القهوة لا تُشرب في معدن...
ذاكرتي كالقهوة لا تتكيف مع المعدن،،
لها قوانينها الخاصة في التعامل مع الأشخاص والأشياء والأحداث،،
القهوة في المعدن تفقد روحها،،
أيكون لذاكرتي المصير ذاته؟؟؟
/ توقفي/
لا أريد التنبؤ بما سيكون ،،
سأقف بعيدا ،، أتابع بصمت وحيادية  محاولات تكيف  ذاكرتي مع المعدن..
بذات الطريقة أتعاطى مع أغلب الأحداث في حياتي مؤخرا،،
حتى معي!!
يا الهي كم افتقدني
كم أشتاقني
تلك المتمردة ،، المعارضة ،، الساخطة،،
لا تعجبني هذه الأنثى المسالمة ،، الهادئة التي تلازمني منذ فترة،،
أكرهها جدا..
أظنني سأعمل جاهدة على التخلص منها ،،
طالت فترة ضيافتها لدي ،،
من الذوق أن تغادرني ...
أما الآن سأغادر أنا هذه الأوراق ،، كم يسعدني معاودتي للتحرش ببياضها الملحد بعد غياب موجع لي ...

إلى لقاء ،، لا موعد له..

ناديا
الخميس 19 يونيه 2014م
10:00 صباحا


هناك تعليق واحد: