الأربعاء، يوليو 23، 2025

خاتمة

 

صباح الخير يا راهب الصمت

هو صباح خير لأنك بدايته

بك أبدأ يومي وبك أنهيه

وبين البداية والنهاية لا شيء إلا أنت

كيف أنت؟

سؤال يشغلني منذ غيابك

تخيل أن تقضي أكثر من أربعة عشر عاما وأنت عالق في سؤال ؟!

هل قلت سؤال؟

عذرا يا راهب الصمت فهو ليس سؤال واحد

بل هي شبكة من علامات الاستفهام علقت بها منذ تلك الليلة

الليلة التي عدت بعدها من الموت لأفقدك

أي حياة عدت لها وأنت لست فيها؟

فتحت عيني على عالم لا يحتويك

ما قيمة عيناي إن لم تكن أنت نورها؟

سمعت بأذني عبارات التهنئة بالسلامة

لكنني لا أسمع صوتك!!

ما حاجتي بسمع لا يلتقط أنفاسك؟

حين غادرت المستشفى وقتها لا أعلم أي حال كنت به

لم يكن يعنيني وضعي الجسدي أو النفسي حينها

كل ما كان يشغلني أن أصل إليك سريعا لأطلب غفرانك

أقسمت أن أقضي ما بقي من عمري في بذل كل ما يمكن لأنسيك خذلاني لك ليلتها

لكنني لم أجدك!

حاولت أن ألملم شتاتي وأستجمع ما تبقى لدي من قوة لأصمد حتى تعود

ظننت غيابك عابر

مؤقت

قلت لنفسي تحملي قليلا حتى يعود

وقتها انهاري بين يديه

تساقطي مطمئنة أنه سيلتقط كل قطعة منكِ

قلت لنفسي تحملي قليلا حتى يعود

وفي حضوره ابكي

اصرخي بحجم الرعب الذي عشتيه

 بحجم الهزيمة التي اغتالت كبريائك

ولا تخافي لأن أحضانه ستنصركِ

وترمم شرخ كبريائكِ وسيعود الأمان لروحكِ

لكنك لم تعد؟؟!!

ومن حينها وسؤال يقذفني لآخر

أين هو؟

ماذا حصل؟

هل تخلى عني؟

هل مات؟؟

وألف علامة استفهام تنهشني

أرأيت كم من الأسئلة يقيدني؟

لكنني اليوم جئتك عارية من كل الأسئلة

ليس لأني نجوت من لعنتها

لكن لأني توصلت لقناعة ارتاح لها قلبي

واقتنع بها عقلي

إليك ما توصلت إليه يا راهب الصمت

أحتاج لخاتمة منك

نعم خاتمة

لسنوات طويلة وأنا أسيرة انتظارك

اليوم أحتاج أن تحررني من هذا الأسر

ولن يكون لي حرية إلا بخاتمة منك

خاتمة لا تتجاوز ثلاث كلمات

(ناديا أنا آسف)

تخيل ثلاث كلمات فقط كفيلة بأن تعيدني إلى الحياة التي أعيشها على الهامش؟

لن تنتزع هذه الكلمات راهب الصمت من روحي

لكنها ستجعلني قادرة على المضي قدما بسلام

هذه الخاتمة ستكون تصريح رسمي لي لأكون زوجة وأما وإنسانة

يا راهب الصمت دون هذه الخاتمة سأضل ملكك وأنت ملك الغياب

كلانا مملوكا لقوة لا مرئية لكنها قاسية جدا

يا رجلا عشقته بكل نبضة من نبضاتي

بكل نفس من أنفاسي

امنحني تلك الخاتمة

ولن أطلب منك تبرير لما كان

لن أحاسبك أو أعاتبك

لن يصلك مني شيء

فقط دعني أودعك وداعا يليق بعشقي لك

وداعا لن تكون حاضرا فيه

وحدي سأخوض جحيم وداعك

يا راهب الصمت يكفيني كل ما مررت به منذ تلك الليلة

يكفيني ما قاسيته طيلة هذه السنوات

امنحني تلك الخاتمة لأغلق الباب بيني وبينك

لأغادر محطات الانتظار

لأعود لي بما بقي بعدك

أبلغني بها

هنا

هناك

في أي مكان وبأي طريقة تختارها

فقط أبعث بتلك الخاتمة لي

لا تخف

لن يهزمني شوقي إليك

لن يضعفني حبي لك

أعدك بحق من جعلك للروح روح

أن لا أمس عالمك أبدا

فقط امنحني تلك الخاتمة

فكل شيء في الوجود يحتاج خاتمة لينتهي

يكفيني يا نبضي ما مضى

اترك الباقي لي أرجوك

ناديا الشراري

23/7/2025م

 

 

الثلاثاء، مايو 13، 2025

الحديث عنك طوق نجاة أتشبث به لأنجو

لا متعة تفوق متعة التحدث عنك

كنت حديثي منذ قليل مع أحدهم

كلما ذكرت شيئا يتعلق بك ترقص ملامحي فرحا

تشرق عيناي ولا تتوقف شفتاي عن الابتسام

لكن تلك المتعة لعنة

ما أن انتهى الحديث عنك حتى حلت الكارثة

جمدت الملامح

انطفأت عيناي

واختفت الابتسامة

مخالب الوجع بدأت تمزقني

ألم مرعب يعتصر روحي

لا صراخ

لا بكاء

لا شيء يخفف العذاب

أسرعت لأحرفك

تميمتي

احتضنتها

قبلتها

تنفستها

استغيث بها

أنقذيني

أوقفي هذا الجحيم

لا شيء يملك القدرة على انقاذي

تناولت هاتفي

طالعت اسمك

رقمك

لا يمكنني المغامرة

كل ذرة مني تستنجد قرار جريء

لا أملك الجرأة

لا أستطيع

دمي يحتاجك

لكنني لا أستطيع

ماذا أفعل؟؟

اربع عشر عاما مضت وأنا أنتظر

رحلت وتركتني رهن انتظار قذر مهين

قلت لي آخر مرة تحدثنا (أنا أعرف الناس بك)

إن كنت كذلك كيف تخليت عني بهذه السهولة؟

أخبرتك في تلك الليلة المشؤومة أني مرعوبة

وطلبت مني أن  لا أرتعب

أكنت تعلم لحظتها أنك ستكون رعبي؟

ليت تلك الليلة انتهت بلا شروق

ليتها كانت الخاتمة

للأسف كانت بداية هذا الجحيم الممتد إلى نهاية لا أدرك معالمها

أتعرف كم مرة قدت سيارتي في طريق يؤدي إليك؟

أتعرف كم مرة وصلت مدينتك؟

مئات الكيلومترات قطعتها لأقف أمامك

وكل مرة أعود أجر أذيال الخذلان

خذلاني لذاتي

أنا أستحق مواجهتك

الصراخ بك

صفعك على وجهك

لكنني دوما أخذلني

ليس ضعفا لكن ليبقى للأمل مكان

برغم يقيني أنك غدرت بي ما زلت آمل أن تعود

تخليك عني غدر

هروبك غدر

صمتك غدر

أي رجل أنت؟

هذه الليلة متعبة جدا أنا

لأول مرة منذ عرفتك أجدني أدعو عليك

سامحني لكنني موجوعة منك جدا

منك لله

أسأل الله أن يذيقك ذرة من ألمي

منك لله لكل هذا الضياع الذي أنا فيه

منك لله لكل هذه الوحدة التي أعانيها

منك لله يا أغلى مني

ناديا

13 مايو 2025

11 مساء