الأحد، أكتوبر 16، 2011

قهوة منتصف الليل


                                                                   
فلسفة تعلمتها منك
عشتها معك
للقهوة في حياتي حضور طاغي
تتلاحق فناجين القهوة طيلة اليوم أمامي
سنوات وفنجان القهوة  في أي وقت وأي مكان وعلى أي وضع كنت من أقدس طقوسي
حتى جئت أنت
لتجعل من فنجان قهوة منتصف الليل موعدا ما تخلفت عنه
وأبدا لن أتخلف عنه ما حييت
ككل الأشياء في حياتي كان فنجان القهوة بك شيء آخر
شيء هو منك
هو أنت
كل تفاصيل حياتي من حين اقتحمتني ذات إبريل موشومة بك
أنا ذاتي موشومة بك
يا أنت
يا أجمل تفاصيلي
يا أغلى تفاصيلي
يا كل تفاصيلي
ها قد انتصف الليل
ها قد جاء الموعد المقدس
فهل تحتفي به؟؟
أم أخلفت يا نبضي موعدك؟؟؟؟
يا أنت
ها هو  فنجان قهوة منتصف الليل يقبع أمامي صامت كصمتك
كصمت كل شيء من بعدك
كصمت الكون في غيابك
وها هي أناملي تتسابق مشتاقة لتخط لك عبارات لا رجل سواك يقرأها
لا رجل سواك يسكنها
يا أنت
ما أجمل زمن مضى
وما أوحش زمن يسري
وما أغرب زمن سيأتي
كما لو أن الزمن بعدك فقد هويته
يا أنت
ما زلت أحافظ على كل ما علمتني إياه
أتمسك به كتعويذة تقيني فقدي بغيابك
أبسط تعاليمك
وأصغر توجيهاتك
وأقل دروسك
كلها حتى اللحظة حاضرة بقوة
أستحضرك بها
يا أنت
أشياءك هنا تعذبني
ذكراك داخلي تعذبني
اشتياقي إليك يعذبني
مرارة الوقت دونك تعذبني
رائحة الهواء الخالية من عطرك تعذبني
ملامح البشر الغريبة عنك تعذبني
أصوات الحياة المجردة منك تعذبني
انعكاسات كياني المشوهة بلاك تعذبني
لما كل ما يمت لك بصلة يعذبني؟؟
يا أنت
موجع هو فنجان قهوة منتصف الليل من بعدك
يائسة هي الليالي من بعدك
فما بالك تستلذ بتعذيبي وتتعمق في وجعي ؟؟؟
يا أنت
أين أنت؟؟
على أي أرض تزرع خطاك؟؟
وتحت أي سماء يزهر  حضورك؟؟
وحتى أي زمن ستظل للغياب وفيا ؟؟؟
يا أنت
فنجان القهوة كما عهدته  معك بحواف مزخرفة بتعاريج البن العشوائية
أتذكر يا نبضي  الفناجين  المزخرفة؟؟
حبات البن المتناثرة؟؟
ودخان القهوة المتصاعد ووجهها المتكدس؟؟
أتذكر لسعة أول رشفة؟؟
ونشوة آخر رشفة؟؟
أتذكر أبجدية الحياة ما بين اللسعة والنشوة؟؟
أتذكرني بك؟؟
كما أذكرك بي و أعيشك بي و أتنفسك بي؟؟
أتذكرني أصلا؟؟
يا أنت
أعلم أن انتظاري سيطول
وأن غيابك سيطول
فلتعلم إذن
بقدر ما ستكون للغياب وفيا
سأكون للانتظار أوفى
وبقدر ما ستصمت
سأصرخ أنا
عد فبعدك ما عاد شيء بالبقاء يغريني
عد فبعدك لا أجدني
عد يا أنا
ناديا
16 أكتوبر 2011م
الأحد 03:36 صباحا



هناك تعليق واحد:

  1. وهنا أيضاً وسأظل متعطشاً لكل حرفِ يغادر أفكارك حتى ولو كان على حسابي
    طاب بوحك سيدتي

    ردحذف