الخميس، أكتوبر 20، 2011

مقال للبيع..من روائع شهر زاد

                                                                   مقـــــاااال للبيـــع 


( منذ أن كتبته وأنا ارفضه.......هو للبيع مجانا ...لكل من يرغب بشرائه!!)


لماذا صافحتني ذات مساء
بشراسة
وجنون
ووحشيةْ....





لماذا أهديتني
فراشات بيضاء
وقواقع ملونة
وأصدافا فضيةْ.....




لماذا جعلتني احبك
بطيش المراهقة
وجنون العاشقة
وبراءة الطفلة النقيةْ.....





لماذا روضتني
حولت جنوني عقلا
وطيشي نضجا
وشراستي رومانسيةْ.....





لماذا ابتكرتني
غيرت فصيلة دمى
وبصمات أناملي
وبياناتي الشخصيةْ.....





لماذا شيدتني
وضعت حجر الأساس لسعادتي
وعليت بنيان أفراحي
ورممت تصدعاتي الداخليةْ.....





لماذا جملتني
جعلت عيني أكثر اتساعا
ولساني أكثر طلاقة
وضفائري أكثر جاذبيةْ......





لماذا أقنعتني
أنى امرأة نادرة
وأنى إمرأة خارقة
وأنى وحدي فوق الكرة الأرضيةْ......




لماذا أخبرتني
انك طفلي البكر
وجعلتني الدك ألف مرة
واكرر العملية المخاضيةْ.....





لماذا صارحتني
أن القمر ليس جميلا
وان السماء ليست بعيدة
وان الأرض ليست كرويةْ.....





لماذا خلدتني
كتبت اسمي فوق الجبال
ورسمت عيني على الأشجار
ونقشت حكايتي فوق الكثبان الرمليةْ.....





لماذا أهديتني
قصة حياتك
وتاريخ نسائك
وزرعت ليلى بالحكايات المسائيةْ..





لماذا أشعرتني  أنى مفاجأة كبرى
كهلال العيد
وحمل الأرحام
والأمطار الصيفيةْ......





لماذا أنقذتني
مددت لي يديك بطوق النجاة
ومنحتني شيئا اكبر من الحياة
وأهديتني معطفك ذات ليلة شتائيةْ.....




لماذا أحببتني
بحضارة القرن العشرين
وشموخ الحضارات القديمة
وفطرة العصور الحجريةْ.....


لماذا وعدتني
أن تمنحني طفلا جميلا
وقصيدة بديعة
وطفلة رائعة شقيةْ.....

لماذا زرتني
كرائحة الفرح
وطيف الأحلام الباهت
ونسمة السحب الصيفيةْ.....





لماذا فضلتني
على نساء الكون
وعاشقات الأرض
وأميرات الأساطير الشرقيةْ......





لماذا شاركتني
لعبة الحبال
وطائرات الورق
والمراوح الهوائيةْ.....





لماذا صلبتني
فوق بوابة انتظارك
وعلى نافذة غيابك
وخلف ستائر الحنين الورديةْ.....



لماذا دربتني
على الاختناق
والاحتراق
والموت تحت مقصلة الواقعيةْ.....

لماذا خلفتني
فوق قارعة الإهمال
وبين أنياب الظنون
وتحت مخالب الغيرة الجنونيةْ......





لماذا تركتني
أتقصى أخبارك من الأصدقاء
وأبكيك شوقا تحت الماء
وانزف دموعي فوق الوسائد الليليةْ....





لماذا استقبلتني
فتحت لي مدنك الحصينة
ورفعت رايتك البيضاء أمامي
وخسرت أمام عيني القضيةْ....





لماذا باركتني
عقدت قرانك على قلبي
وأحلامي المجنونة
وأحاسيسي الخيالية....





لماذا زففتني
إلى ذئب الفراق المسعور
ووحش الحنين الجائع
وأفكار الليل الوحشيةْ.....





لماذا قذفتني
إلى فم النسيان
وأحضان الرياح
ومقصلة العذابات المسائية





لماذا قاسمتني
التفاحة المحرمة
والأرغفة المسمومة
والأحلام الشرعيةْ......




لماذا سلبتني
حق النظر إلى عينيك
وحق اللجوء العاطفي إليك
وحق الموت بالطرق الإنسانية....



لماذا عاملتني
بقسوة التتار
وفظاظة اليهود
وبشاعة المغوليةْ.....


لماذا أخفيتني
في جيوب الظلمة
كمعاصيك
وذنوبك
وبياناتك السريةْ......





لماذا فاجأتني
بخنجر الغفلة
وخنجر الرحيل
وخنجر القرارات التعسفيةْ.....





لماذا خلعتني
كمعطفك
وساعة معصمك
وقفازات يديك الجلديةْ.......





لماذا حدثتني
عن امرأة قتلتك
وأخرى قتلتها
وثالثة باعتك برغم مشاعرك السخيةْ.....





لماذا اختصرتني
إلى كلمة تائهة
وجملة مبتورة
ونقطة فوق السطر بلا هويةْ.....





لماذا أقنعتني
بالانتظار
وشنق العمر باسم الوفاء
والموت تحت بند التضحيةْ....





لماذا شرحتني
ذرة ذرة
وشريحة شريحة
وجزئية جزئيةْ.......



لماذا سكنتني
التحقت بمدرسة قلبي
وحجزت كل المقاعد بي
وحزت على الدرجات النهائيةْ......


لماذا بعثرتني
كقطرات الماء
ونجوم السماء
ورمال الصحراء الذهبيةْ......

لماذا نفيتني
إلى مدن الألم
وحدود الضياع
وخطوط العذابات الاستوائيةْ....







لماذا ضيعتني
كسنوات عمرك
وحدة بصرك
وقواك العقليةْ.....





لماذا ذبحتني
من الوريد إلى الوريد
وسلبتني حق الاحتضار
والوداع الأخير
وكتابة الوصيةْ......





لماذا قاومتني
كالحرارة
والزكام
والكبائر
والأمراض المستعصيةْ.....



لماذا غادرتني
كلصوص الليل
وقطاع الطرق
وقراصنة السفن البحريةْ......

لمـــــــــــــاذا أوهمتني
انك قلبي
وانك نبضي
ثم توقفت فجأة!!!!!!!!!
فقتلتني ...بالسكتة القلبيةْ.......؟؟؟؟؟؟


((من روائع  شـــهـــر زاد ))



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق