الاثنين، نوفمبر 07، 2011

قبل أن ترحل



أعلم أنك عزمت على الرحيل
وأني سأحرق خلفك كل طرق العودة التي  قد تحملك إلي
سيدي
إحراقي لها ليس رفضا لعودتك
إنما منعا للحاقي بك

ها أنت تحزم حقائب الغياب
تكدس أشياءك فيها
تحرص أن لا تترك خلفك أثر
لا تدع لك شيء هنا
أرجوك فلست ندا لتحرش أشياءك بحنيني إليك

وبدأت تغلق حقائب الرحيل
مهلا سيدي
قبل أن تغلقها أجبني
هل أخذت كل شيء يخصك؟؟
تأكد فربما اسقط حزنك بعض الأشياء سهوا
هل أخذت صوتك  معك؟
أم أبقيته لتقتص مني به؟؟
أما علمت أن صوتك بحد ذاته قصاص؟؟
هل انتشلت ضحكاتك المعتقة في دمي؟؟
أم أبقيتها لأظل بعدك إمرأة تفوح  دمائها بك؟؟
ماذا لو جُرِحت في غيابك؟؟
هل سأنزفك؟؟
وأنفاسك أكان لها في حقائبك مكان؟؟
أم هي أيضا نسيتها لدي؟؟
أهو النسيان ما جعلك تغفل عنها؟؟
أم هو التناسي لتضمن عذابي بك؟؟

وأنا
أبقي لي متسع في حقائبك المكدسة بأشياءك؟؟
إن كنت للرحيل وهبت خطاك
خذني معك
خذ معك الأنثى التي أيقظتها داخلي
لما  أخرجتها من قبرها؟؟
لما بعثت الروح فيها وأنت سترفضها؟؟
خذ معك نبضات شوق أتقنت ضبطها على إيقاع أنفاسك
خذ معك بسمة فرح رسمتها على شفتي
خذ معك  الطفلة التي ولدت على يديك
لا أقوى على مواجهتها في غيابك
من يسكت بكائها لفقدك؟؟
من يلجم ثورتها لإحتياجك؟؟
خذ معك كل ما أحييته بيديك
وأترك لي ما كان قبلك
وقبل أن تمضي
دلني أي الطرق ينجيني ؟؟
فها أنا سيدي
بعدك عالقة خطواتي في المنتصف
منتصف طريق معك مشيته
لأجدني وحدي
لا أستطيع العودة  لما كان قبلك
ولا أستطيع المضي لما سيكون بعدك
فأي الطرق تنجيني وبعدك ضاعت معالم الطريق

ناديا
11 أغسطس 2011م
الخميس 

هناك تعليقان (2):

  1. كتابات تغازل الوجع بأناقة شاعرة...
    شكرا لك
    الأمير نزار

    ردحذف
  2. أيها الأمير الدمشقي
    تنحني أحرفي تقديرا لحضورك البهي
    ممتنة لك بحجم السماء سيدي

    ردحذف