الجمعة، مارس 02، 2012

من روائع شهر زاد ..ومازال الرحيل مستمرا




وما زال الرحيل مستمراً ....!!!!



إلى الذين غيبهم الموت عنا في لمح البصر



وما زال رحيلهم مستمرا..
ما زالو يتسربون من احلامنا كالماء النقي
وما زالو يتساقطون من اغصاننا واحدا .. تلو الآخر
مازالو يغرسون فينا فجيعة رحيلهم على غفلة منا..
ما زلنا ننام على مطر وجودهم..
ونستيقظ على نار رحيلهم..!
ما زال الوقت ينعاهم إلينا..
ونحن اول من ينعانا الوقت حين يصلنا نبأ الرحيل



ما زلنا نموت مع موتهم.. ندفن مع دفنهم
فالموت لهم آخر محطات العذاب!
وموتهم لنا أولى محطات العذاب..



هم يرحلون دائما باسمين مبتسمين أو هكذا نتخيلهم
كيف نخفف من وطأة القلق عليهم في أعماقنا



أما نحن .. الباقين الواقفين تحت شمس النبأ الحزين
فيمتصنا فم النبأ حتى آخر قطرة منا



فمن سوانا يا سيدي يحمل رائحة
الحزن في ثيابه
من سوانا استبدل دمه الأحمر بحزن
أسود كسواد ليالينا
التي فر منها القمر ذات المساء دافىء
ولم يعد ولم نبحث عنه
ليقيننا بعدم حاجتنا إليه , فلم يعد نور
القمر ينير سوى جرحنا
فيبدو الجرح أكثر وضوحا وأشد رؤية!
من سوانا يا سيدي ورث الحزن
كالميراث الشرعي من أجداده
وحمله كالأمانة في عنقه ليسكبه في
عنق أحفاده



هل تعلم سيدي؟
يخيل إلي احيانا أن الحزن ينام في رحمي
كالجنين مكتمل النمو
واحاول جاهدة إنجابه لكنني أفشل
وأعجز
ربما تضخم في حتى أصبح أكثر من
نزفه أو إهدائه إلى الوجود
أظنه ، سيدي قد سكنني .. حتى
استوطنني
وأصبح جزءا لا يمكن فصله مني،
لا بل أصبح كلي.......



لا عليك من هذياني سيدي
فالحزن حالة من اللاوعي
إذا دخلنا فيها فقدنا الكثير
الكثير.. منا



وتموت فينا عند الحزن كل الأشياء
حتى نحن
لكن...
وحدها ذاكرتنا لا تموت
وحده إحساسنا لايتوقف
وحده ذهولنا لا ينكسر
وحده حزننا يبقى... وحده حزننا يبقى... وحده حزننا يبقى...



وبعد أن أرعبنا المساء:

عندما يرحل الأصدقاء يرحل جزء
منا

عندما يرحل من يحبنا.. يرحل أجزاء
منا

وعندما يرحل من نحب.. نرحل...

((شهر زاد الخليج ))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق